مخرج "فرانكشتاين" يكشف سر اختياره لجاكوب إلوردي في النسخة الجديدة
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
يفاجئ المخرج المكسيكي الحائز على جائزة الأوسكار جييرمو ديل تورو جمهوره مرة أخرى بكشفه عن السبب غير المتوقع وراء اختياره للممثل الأسترالي جاكوب إلوردي لبطولة فيلمه الجديد فرانكشتاين، المستوحى من رواية الرعب الكلاسيكية.
وخلال مقابلة مع مجلة Elle في العرض الأول للفيلم بمدينة نيويورك، أوضح ديل تورو أنه يختار ممثليه بناءً على أعينهم.
ويمتع جاكوب بقدرة نادرة على النقاء في نظرته، وهو ما يجعله مناسبًا تمامًا لهذه الشخصية الممزقة بين الإنسانية والوحشية".
فريق تمثيل استثنائي وعودة إلى جذور الرعب القوطي
يضم الفيلم مجموعة من الأسماء اللامعة، بينهم ميا جوث وأوسكار إسحاق وكريستوف والتز ورالف إينيسون، في توليفة تمثيلية تعد بتجسيد عميق لأجواء الرعب القوطي التي اشتهر بها ديل تورو.
ومن المقرر أن يُعرض الفيلم في عدد من دور السينما المختارة في 23 أكتوبر قبل أن يُطرح رسميًا على منصة نتفليكس في 7 نوفمبر، ليكون أحد أبرز إنتاجات الخريف السينمائية المنتظرة.
جاكوب إلوردي يتحدث عن تجربته وتحوله الجسدي
يتحدث جاكوب إلوردي عن خوضه لتجربة تمثيلية مختلفة تمامًا في مسيرته، حيث يؤدي دور "المخلوق" الذي صنعه الدكتور فرانكشتاين.
وقال خلال مهرجان لندن السينمائي: "العمل مع غييرمو ديل تورو كان تجربة فنية مدهشة. عندما ارتديت الماكياج لأول مرة، شعرت أن كل أفكاري ومخاوفي تحولت إلى صورة حية أمامي. لقد كانت واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في حياتي الفنية".
وأوضح أن تصميم الشخصية استغرق نحو عشر ساعات يوميًا بمساعدة الفنان مايك هيل، الذي ابتكر الأطراف الاصطناعية والمكياج المميز للمخلوق.
إعادة إحياء الأسطورة بنظرة إنسانية جديدة
يؤكد ديل تورو أن رؤيته لـ"فرانكشتاين" لا تقتصر على الرعب فقط، بل تمتد لاستكشاف الجانب الإنساني للمخلوق، وصراعه بين البحث عن القبول والخوف من الرفض.
ومع اختياره الحساس والدقيق لجاكوب إلوردي، يبدو أن المخرج يسعى إلى تقديم نسخة تعيد تعريف الأسطورة بطريقة أكثر شاعرية وعمقًا، وتمنح القصة القديمة حياة جديدة على الشاشة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فرانكشتاين الشخص نتفليكس جائزة الأوسكار الإنسان نيويورك دیل تورو
إقرأ أيضاً:
فرانكنشتاين الجديد.. هكذا أعاد ديل تورو الحياة إلى أسطورة ماري شيلي المرعبة
عندما خطت تمارا ديفيريل، مصممة الديكور في فيلم "فرانكنشتاين" (Frankenstein) للمخرج غييرمو ديل تورو، داخل موقع تصوير مختبر فيكتور فرانكنشتاين بعد اكتماله تقريبا، لم تستطع أن تتمالك نفسها.
فبعد أن أمضت ساعات طويلة في بناء الديكور المركزي للفيلم -وهو مختبر ضخم مشيّد فوق برج حجري إسكتلندي قديم، تغمره الإضاءة القادمة من نافذة دائرية هائلة وتملؤه الأجهزة المعقدة وجسد مشوّه ممدّد على طاولة العمليات- لم تملك سوى أن تقول مذهولة: "دخلت إلى موقع المختبر عندما كنا نضع اللمسات الأخيرة عليه، فقلت: إنه… إنه حي!".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تركيا.. 3 أفلام تتناول المأساة الفلسطينية حاضرة بمهرجان أنطاليا السينمائيlist 2 of 2من الموناليزا إلى المجوهرات الملكية.. 5 أعمال درامية تناولت سرقة اللوفرend of listكانت عبارتها صدى لعبارة فرانكنشتاين الأسطورية، لكنها في هذه المرة واقعية إلى حدّ مدهش.
فلا يمكن فصل صناعة "فرانكنشتاين" استعاراته الرمزية؛ فالفيلم ذاته كائن فرانكنشتايني بالمعنى المجازي؛ جسدٌ خُلّق من عناصر شتى ليبث فيها ديل تورو الحياة.
ولادة كائن بصريفي هذه النسخة الجديدة من رواية ماري شيلي الكلاسيكية، تتقاطع جماليات هوليود القديمة مع الحِرَف اليدوية الأصيلة لتشكّل عملا بصريا مهيبا يفيض بالتفاصيل.
يقول ديل تورو، بابتسامته الهادئة خلف نظاراته السميكة، "كنت أريد فيلما يُصنع باليد، لكن على نطاق ملحمي. كل شيء هنا حقيقي: الديكورات، الأزياء، الإكسسوارات… لا شيء وُلِد في الحاسوب".
ولهذا استدعى فريقه الدائم من المتعاونين ليحوّل رؤيته التي راودته لعقود -والتي يسميها "مرثية الوحش في نسخته الجدّة الكبرى"- إلى واقع حيّ نابض.
مزيج من الوحوشكعادته، لا يصنع غييرمو ديل تورو فيلما عن الوحوش، بل هو فيلم تصنعه الوحوش وتعيش فيه.
في هذا العمل الضخم الذي بلغت ميزانيته نحو 120 مليون دولار لصالح منصة "نتفليكس"، يسعى المخرج المكسيكي إلى تكريم روح الخلق التي يمثلها فيكتور فرانكنشتاين (أوسكار آيزاك)، وفي الوقت ذاته تمجيد المخلوق (جاكوب إلوردي)؛ تلك الشخصية التي شعر ديل تورو بارتباط وجداني عميق بها منذ طفولته.
إعلانيقول مصمم المخلوق مايك هيل: "تعاونت مع ديل تورو أول مرة ليس في فيلم، بل في مشروع فني خاص؛ وهو مجسم لبوريس كارلوف جالسا على كرسي المكياج أثناء تصوير فرانكنشتاين عام 1931".
وغالبا ما تكون المخلوقات هي روح أفلام ديل تورو. ففي فيلمه الحائز جائزة الأوسكار "شكل الماء" (The Shape of Water)، صمّم هيل البدلة والأطراف الاصطناعية للمخلوق البرمائي الذي أدّاه داغ جونز.
لكن في "فرانكنشتاين"، أراد هو وديل تورو شيئا مختلفا تماما. يقول هيل: "لم نرد مخلوقا مليئا بالغرز، بل مخلوقا وليدا".
ويضيف مشيرا إلى عينيه: "كنت أعلم أنه إذا جعلنا وجهه مشوها جدا، فلن يتمكن المشاهد من الشعور بروحه. كان علينا أن نحافظ على الإنسانية هنا".
ويختلف المخلوق الجديد عن نسخته الكلاسيكية عام 1931؛ فلا مسامير في العنق، ولا أجزاء معدنية، بل جسد أشبه بمسودة بشرية أولى؛ هشّ وناقص، لكنه حيّ.
"لم نُرِده مستقبليا أو رقميا، بل بشريا تماما. نحن نصنع نسخة غييرمو ديل تورو من كتاب ماري شيلي، لذلك قمنا بتبسيطه ليبدو أكثر واقعية".
ويصف هيل لحظة الاستيقاظ الأولى: "كل شيء يعتمد على تلك اللحظة الكهربائية حين يجلس المخلوق لأول مرة. كانت بالنسبة لي كأنك تنتظر أن ترى سوبر مان يرتدي بذلته للمرة الأولى".
أزياء الوحش.. علم وجنونمن أكثر ما يلفت النظر في تصميم المخلوق عباءته الممزقة ذات القلنسوة، التي يرتديها في مشاهد بعينها.
تقول مصممة الأزياء كيت هاولي التي تعاونت مع ديل تورو في أفلام "حافة الهادي" (Pacific Rim) و"القمة القرمزية" (Crimson Peak): إن المخرج أراد أزياء "لا تنتمي إلى القرن الـ19 تحديدا".
وتضيف ضاحكة: "قال لي أولا: لا أريد أي قبعات تافهة".
وعملت هاولي مع فريق كامل لتصميم ملابس المخلوق، لأن مظهره يتغيّر عبر مراحل القصة، بين الطين والثلوج والدماء والانفجارات.
وتمزح هاولي: "لقد تحوّل إلى وحش ضخم بحد ذاته".
أما الفستان الأزرق الملكي الذي ترتديه ميا غوث، فاحتاج إلى 4 أشهر من العمل للوصول إلى النغمة اللونية المثالية، لأن انعكاسات الضوء عليه كانت تتبدّل مع كل زاوية تصوير.
"كل شيء في الأزياء أشبه بالكيمياء. إنها علم وجنون في آنٍ واحد".
"لسنا خائفين من الظلام"مدير التصوير دان لاوستن، الذي رافق ديل تورو منذ فيلمهما الأول "ميميك" (Mimic) عام 1997، يقول إن أسلوبهما لم يتغير كثيرا، "نستخدم ضوءا واحدا من النوافذ، نحرك الكاميرا بالرافعات، نفضل المؤثرات داخل الكاميرا على الرقمية، ونميل إلى الزوايا الواسعة والظلال العميقة".
ويضيف بفخر: "نحن لا نخاف من الظلام".
في "فرانكنشتاين"، صُورت مشاهد عديدة بإضاءة الشموع فقط. واختير قصر ويلتون هاوس البريطاني (الذي بُني عام 1753) كموقع رئيسي للتصوير، وهو القصر ذاته الذي استخدمه ستانلي كوبريك في فيلم "باري ليندون" (Barry Lyndon).
لكن لاوستن أراد أسلوبا مغايرا، "فالضوء في أفلام غييرمو يجب أن يكون له شخصية، لا أن يكون مجرد إضاءة تقنية. الضوء هنا يشارك في الحكاية".
وتابع مبتسما: "أملأ مواقع التصوير بالدخان والبخار لإضفاء طابع قوطي كثيف. أحيانا يظن أنني أحاول إحراق الديكور".
أنجزت الديكورات في تورونتو الكندية، حيث يعيش ديل تورو منذ عقدين، في حين جرى التصوير الخارجي في بريطانيا.
إعلانورافقت ديفيريل المخرج في رحلات إلى أسكتلندا بحثا عن الإلهام؛ وزارا المتاحف وصعدا الأبراج القديمة وحتى محطة ضخ مياه في لندن تعود للعهد الفيكتوري.
تقول ديفيريل: "لا نتحدث كثيرا بالكلمات، بل بالصور. يقول لي فقط: شاهدي هذا الفيلم، أو انظري إلى هذه اللوحة".
ومن أبرز ديكورات الفيلم سفينة ضخمة عالقة في جليد القطب الشمالي، لكن التحفة الحقيقية تبقى المختبر نفسه؛ القلب النابض للفيلم.
النافذة الدائرية العملاقة التي تتكرر كرمز بصري مستوحاة من تصميم مشابه في "القمة القرمزية".
تقول ديفيريل: "أراده غييرمو ضخما ومهيبا، كأنه كنيسة للعلم. وأظنه صمّمه في ذهنه ليتناغم مع حركة أوسكار آيزاك الرشيقة في المشهد".
الموسيقى نبض الحياةالملحن الفرنسي ألكسندر ديسبلا يرى "فرانكنشتاين" كالفصل الثالث في ثلاثيته مع ديل تورو بعد "شكل الماء" و"بينوكيو" (Pinocchio).
يقول ديسبلا: "كان عليّ أن أُخرج الصوت الداخلي للمخلوق، صوته غير المنطوق ومشاعره الصامتة. لذلك استخدمت أوركسترا ضخمة تتنفس بين القوة والهدوء، يتصدرها كمان منفرد تعزف عليه العازفة النرويجية إلبيورغ هيمسنغ لتعكس نغماته أنبل أحاسيس الوحش".
وفي المشهد الذي يبني فيه فيكتور المخلوق من جثث، احتار ديسبلا بين موسيقى قوطية عنيفة أو شيء آخر، "وسرعان ما أدركنا أنه يجب النظر إلى المشهد من وجهة نظر فيكتور نفسه. هو في لحظة خلق، كرسّام أو نحّات، لذا قررنا أن نعزف رقصة فالس".
ويختم مازحا بابتسامة، "في الحقيقة، كل من عمل في الفيلم هو فيكتور فرانكنشتاين بطريقته. صحيح أنني لا أملك قطع جثث في بيتي… لكن لدي بعض الثلج في الثلاجة".
في النهاية، لا يبدو "فرانكنشتاين" مجرد فيلم عن الخلق، بل تجسيدا للفعل الإبداعي ذاته؛ فكل من شارك فيه كان فيكتور فرانكنشتاين بطريقة أو بأخرى، ينفخ الحياة في الجماد، ويحوّل الخيال إلى كائن حي.
الفيلم، مثل مخلوقه، وُلِد من شرارة كهرباء الفن… ليصرخ في النهاية، كما قالت تمارا ديفيريل وهي تدخل موقع التصوير للمرة الأولى "إنه حيّ!".