سلط موقع إخباري أمريكي متخصص في الشؤون البحرية والشحن، الضوء على شبكة المطارات التي أنشأت خلال السنوات الأخيرة في الجزر اليمنية على طول البحر الأحمر وخليج عدن.

 

وقال موقع "مارِتايم إكزِكيوتيف" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" خلال السنوات القليلة الماضية شُيدت شبكة من المطارات، والتي لديها القدرة، التي لم تتحقق بعد، على تحسين الأمن البحري على طول ممر ميناء الحديدة، كجزء من المكون العسكري لاحتواء تهديد الحوثيين للشحن.

 

وأضاف "تم بناء مجموعتين من المطارات، إحداهما تُهيمن على الطرف الجنوبي للبحر الأحمر وباب المندب، والأخرى تُطل على الجناح الجنوبي لمركز تدريب القوات المسلحة في خليج عدن. وبين المجموعتين، تُغطي قواعد إماراتية راسخة في بربرة وبوصاصو الجناح الجنوبي لمركز تدريب القوات المسلحة في طرفه الغربي.

 

رغم عدم صدور أي اعتراف رسمي -حسب التقرير- يبدو أن جميع هذه المطارات قد شُيّدت باستخدام موارد إماراتية. والشركات المتعاقدة التي تُشيّد المطارات مرتبطة بالإمارات. كما أن الشحن المُستخدم لدعم البناء في الجزر مرتبط بالإمارات.

 

وقال "لأن جميع المواقع نائية وتفتقر حتى إلى البنية التحتية الأساسية، فقد استُدعي جلب مواد البناء والمصانع والمقاولين عبر الساحل. ومن غير الواضح من هو الراعي الإماراتي لجهود البناء، سواء أكانت وزارة الدفاع أم منظمة إنسانية أو إغاثية. لكن عدم الرغبة في الاعتراف بملكية البرنامج يُرجّح وجود راعٍ أمني".

 

والاثنين الماضي كشفت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية بناء مهبط طائرات جديد على جزيرة زقر البركانية في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، مرجحة أن تلك الاستحداثات هي الأحدث للقوات المعارضة للحوثيين، والأطراف المحلية العاملة معها.

 

كل المناطق التي شيدت بها المطارات تخضع لسيطرة الانتقالي

 

وأشار التقرير إلى أن جميع الجزر النائية والتضاريس التي بُنيت عليها المطارات تخضع لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.

 

ووفقا التقرير فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يعتمد بشكل كبير على الإمارات للحصول على الدعم المالي والعسكري، والحفاظ على دعم حليفه يقع على عاتق الإمارات سياسيًا.

 

يضيف "ليس من الواضح ما إذا كان البرنامج مبادرة إماراتية أم مبادرة من المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ترعاه الإمارات. لن يكون لدى المجلس الانتقالي الجنوبي الموارد اللازمة لتنفيذ مثل هذا البرنامج بمفرده".

 

"بالنظر إلى عقود من إهمال الحكومات اليمنية السابقة لهذه الجزر النائية، وصعوبة دعم مجتمعات الصيد الصغيرة المعيشية التي تتشبث بالحياة في الجزر، فمن غير المرجح أن يكون برنامج المطارات مبادرة من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا". يقول التقرير.

 

وتوقع التقرير الأمريكي أن دعم مجموعة المطارات في جنوب البحر الأحمر من خلال القاعدة الإماراتية الراسخة في عصب في إريتريا، أو من خلال المطار المدني الموسع مؤخرًا في المخا على الساحل اليمني.

 

وطبقا للتقرير فإن الانتهاء من مطار بريم (ميون) تم في عام 2021 ويقع على جانبي مضيق باب المندب في أضيق جزء منه. تم بناء مطار زقر في أقصى شمال جزر حنيش على عجل؛ فقد بدأ في يونيو من هذا العام واكتمل الأسبوع الماضي، حيث قطع البناء منتصف القرية الرئيسية في الجزيرة.

 

واستطرد "يطل مطر زقر على المداخل الجنوبية لموانئ الحوثيين في الحديدة والصليف ورأس عيسى، على بعد 55 ميلًا بحريًا إلى الشمال".

 

وبشأن مطار ذوباب على الساحل اليمني جنوب المخا تم وفق التقرير بين مارس 2023 وفبراير 2025، ويبدو أن وجوده في منطقة نائية وغير مأهولة له غرض عسكري أو احتياطي أو بديل للمطار في بريم. لافتا إلى أن هذه منطقة بحرية نجحت فيها قوات جبهة المقاومة الوطنية التابعة للجنرال طارق صالح، المتحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، في اعتراض عدد من المعدات العسكرية المهربة لصالح الحوثيين.

 

مطارات جنوب البحر الأحمر

 

يشير التقرير إلى أن زُقر وبريم وذباب تتميز بمدارج قصيرة نسبيًا، مناسبة لطائرات النقل C130 وطائرات النقل/المراقبة البحرية C295 أو الطائرات الأصغر حجمًا، وللطائرات المسيرة، ولكنها غير مناسبة لعمليات الطائرات المقاتلة/الضاربة المنتظمة.

 

ولفت إلى ان هذه المطارات الثلاثة تقع بالقرب من البحر، مما يجعل من الصعب الدفاع عنها، ولا تمتلك أي منها بنية تحتية تدعم العمليات المستدامة. وقال "يبدو أنها مصممة في المقام الأول لدعم الطائرات الزائرة في جولاتها السريعة. في الواقع، لم يتم رصد أي طائرة في صور الأقمار الصناعية في هذه المطارات، ربما باستثناء طائرة مسيرة شوهدت في مطار بريم منذ فترة".

 

ينطبق الأمر نفسه على مطارات أرخبيل سقطرى. ومن المرجح أن تكون هذه المطارات مدعومة من القاعدة الجوية الإماراتية العريقة في حديبو. إن مدرجي الطائرات في عبد الكوري وسمحة - اللذين لم يكتمل بناؤهما بعد - عبارة عن مدرجات متواضعة تفتقر إلى البنية الأساسية الداعمة. حسب ما ورد في التقرير.

 

واستدرك "في 16 فبراير/شباط من هذا العام، ربما شوهدت طائرة نقل متوسطة على مدرج عبد الكوري. لكن الزائر المنتظم الوحيد هو طائرة نقل صغيرة لا تبقى على الأرض إلا لبضع ساعات. من المرجح أنها نفس الطائرة التي يبلغ طول جناحيها 20 مترًا، والتي يبدو أنها متمركزة في حديبو".

 

وقال "لم تُشاهد طائرات مقاتلة أو هجومية في أي من هذه المطارات. من الواضح أنه يمكن استخدامها لعمليات تحويل مسار وحالات طوارئ، أو نقلها بسرعة إلى قواعد عمليات أمامية عند الحاجة".

 

وخلص تقرير الموقع الأمريكي المتخصص بالشؤون البحرية والشحن إلى القول "لم تُقدم هذه المطارات حتى الآن، أي مساهمة واضحة في الأمن البحري، باستثناء أن مطارات البحر الأحمر قد تُستخدم في دعم أنشطة مكافحة التهريب التي تقوم بها قوات طارق صالح. من المحتمل استخدام هذه المطارات لإعادة إمداد مرافق جمع المعلومات الاستخبارية فوق المرتفعات في الجزر، ولكن لا يوجد دليل يدعم هذا التخمين. في حين يبدو أن بناء شبكة المطارات برعاية دفاعية، إلا أنه لم يتضح بعدُ أي فائدة دفاعية أو فائدة أمنية بحرية لهذا الاستثمار".

 

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الامارات البحر الأحمر خليج عدن مطارات عسكرية المجلس الانتقالی الجنوبی هذه المطارات البحر الأحمر فی الجزر یبدو أن

إقرأ أيضاً:

السبت: الذكرى السابعة لفاجعة البحر الميت التي أودت بحياة 22 شخصًا بينهم 19 طفلاً

صراحة نيوز- يصادف يوم غد السبت 25 تشرين الأول، الذكرى السنوية السابعة لفاجعة البحر الميت، حين أودت سيول عارمة نتجت عن أمطار غزيرة  بحياة 22 شخصا، منهم 19 طفلا كانوا في رحلة مدرسية في منطقة وادي زرقاء-ماعين، لم يكتب لها العودة.

وكانت ابرز تداعيات الحادث على المستوى السياسي استقالة وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عناب ، وكذلك وزير التربية والتعليم العالي عزمي محافظة  ابان رئاسة عمر الرزاز للحكومة الأردنية .

مقالات مشابهة

  • "تشاتام هاوس" يتوقع استئناف الضربات بين إسرائيل والحوثيين رغم وقف إطلاق النار في غزة (ترجمة خاصة)
  • السبت: الذكرى السابعة لفاجعة البحر الميت التي أودت بحياة 22 شخصًا بينهم 19 طفلاً
  • الانتقالي الجنوبي: حضرموت لن تُدار إلا بالشراكة
  • تقرير غربي: لم يحقق الحوثيون وإسرائيل شيئاً من ضرباتهم المتبادلة.. والأخيرة ستعتمد على توسيع نطاقها الاستخباراتي (ترجمة خاصة)
  • بالعبايات السمراء.. كواليس سقوط شبكة مشبوهة داخل مركز مساج بالقاهرة
  • محافظ البحر الأحمر: 70 جزيرة طبيعية تمثل ثروة قومية تنتظر الاستثمار الواعي
  • حنفي: المناخ الفريد والشواطئ المتميزة يمنحان البحر الأحمر ميزة استثمارية عالمية
  • شرط للحصول على التراخيص.. محافظ البحر الأحمر: إلزام المنشآت السياحية بإنشاء محطات تحلية خاصة|فيديو
  • محافظ البحر الأحمر: نشهد طفرة كبيرة في عدد الفعاليات الدولية التي نستضيفها سنويا