حشد: الاحتلال يواصل الإبادة البطيئة والتجويع واستهداف الأونروا
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
أكدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد» أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تتوقف فعليًا رغم إعلان وقف إطلاق النار، إذ تحوّلت إلى حرب إبادة بطيئة تُدار بأدوات الحصار والتجويع ومنع المساعدات وانهيار المنظومة الصحية، في ظل إفلات الاحتلال من التزاماته القانونية والإنسانية الدولية، واستمراره في فرض سياسة الموت البطيء على أكثر من مليوني إنسان في القطاع.
واشارت الهيئة في بيان لها إلى أن سلطات الاحتلال ما زالت تمنع فتح معبر رفح وتُدخل أقل من 20% من المساعدات المطلوبة، ما يؤدي إلى تفاقم المجاعة الممتدة في القطاع واستمرار سقوط الضحايا يوميًا نتيجة الجوع والمرض والقصف المتقطع، كما يعرقل الاحتلال مهام الإجلاء الطبي لأكثر من 15 ألف جريح ومريض بحاجة للعلاج خارج غزة، التي تعيش في ظل انهيار شبه كامل للخدمات الصحية وغياب الأدوية والمياه الصالحة للشرب والمأوى.
وتستند الهيئة إلى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية التي أعلنت أن حصيلة العدوان منذ 7 أكتوبر 2023 حتى مساء السبت 25 أكتوبر 2025 بلغت «68.519 شهيدًا» و «170.382 إصابة»، من بينهم «93 شهيدًا و324 إصابة و464 جثمانًا تم انتشاله» منذ إعلان وقف الحرب، كما تم اعتماد 220 شهيدًا إضافيًا بعد اكتمال بياناتهم من اللجنة القضائية الخاصة بالمفقودين، والتعرّف على 64 جثمانًا منكّلًا بها من أصل 195 جثمانًا سلّمها الاحتلال مؤخرًا.
وحذرت «حشد» من كارثة بيئية وصحية وشيكة جراء تراكم أكثر من 65 مليون طن من الركام وآلاف القنابل والصواريخ غير المنفجرة ومخلّفات الحرب، في ظل منع دخول المعدات والآليات اللازمة لرفع الأنقاض وانتشال الجثامين، ما يجعل من قطاع غزة قنبلة بيئية وإنسانية موقوتة تهدد الحياة المدنية على نحو شامل.
وأدانت الهيئة الدولية «حشد» استمرار منع إدخال الصحفيين والفرق الفنية والمعدات والخيام واحتياجات القطاع الأساسية، واقتصار معظم الشاحنات على بضائع لا يملك السكان القدرة على شرائها في ظل الفقر والبطالة الشاملة وتدمير الممتلكات الاقتصادية، الأمر الذي يعمّق واقع المجاعة والانهيار الإنساني.
وتستنكر «حشد» الحملة الأميركية الإسرائيلية الممنهجة ضد وكالة الأونروا، وتعتبرها امتدادًا لحرب الإبادة الجماعية بأدوات سياسية واقتصادية تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين وتجريدهم من الحماية الدولية. وتشير الهيئة إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الرافضة لدور الأونروا في توزيع المساعدات تتناقض مع أحكام القانون الدولي والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وتخالف كذلك البند الثامن من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة، الذي نص على أن إدخال المساعدات يجب أن يتم عبر الأمم المتحدة ووكالاتها المختصة.
وتؤكد الهيئة الدولية «حشد» أن هذا الموقف يعكس ازدراءً واضحًا للقانون الدولي ومحاولة لفرض وصاية سياسية على الإغاثة واللاجئين، في انتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة، لا سيما القرار 302 لعام 1949، ولقرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة التي شددت على مسؤولية إسرائيل في حماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات دون عوائق.
وترحب الهيئة الدولية «حشد» بجهود الوسطاء الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار وتحقيق استقرار إنساني في القطاع، وخاصة الجهود المخلصة التي تبذلها جمهورية مصر العربية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في رعاية الحوار الفلسطيني الشامل. كما تثمن البيان الصادر عن اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة وما تضمنه من توافق علي إدارة المرحلة الانتقالية، والدعوة إلى استعادة الوحدة الوطنية على أسس الشراكة والديمقراطية، وترى «حشد» أن هذا اللقاء يشكل خطوة مهمة نحو بلورة رؤية فلسطينية موحدة لإدارة المرحلة الانتقالية بروح الوحدة الوطنية، ورفض أي ترتيبات تهدف لفرض وصاية خارجية على غزة، وتكريس مبدأ وحدة الأرض والشعب والمصير ورفض أي مقاربات تنتقص من حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره أو تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
الهيئة الدولية «حشد» الأمم المتحدة والدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف والمجتمع الدولي الحر إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في إنهاء الاحتلال ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية، ووقف سياسة الكيل بمكيالين التي تشجع على استمرار الإفلات من العقاب.
وتجدد الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد» التأكيد علي أن الاحتلال هو أصل المأساة وسبب استمرار الجرائم والانتهاكات، وأن إنهاءه ومساءلة قادته يمثلان المدخل الحقيقي للسلام العادل، وإذ تجدد دعوتها إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ودول واحرار العالم بالعمل من أجل:
1- توفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني عبر قرار صادر من مجلس الامن او الجمعية العامة بصيغة متحدون من اجل السلام مع ضمان تحديد مهامها وصلاحياتها وان تكون ضمن سياق انهاء الاحتلال وحماية المدنيين.
2- رفع الحصار وفتح جميع المعابر فورًا، وخاصة معبر رفح، وإدخال المساعدات دون قيود إسرائيلية والسماح بإجلاء الجرحى وإدخال المعدات والخيام و كافة احتياجات القطاع والسماح للصحفيين والفرق الفنية والإنسانية من دخول القطاع.
3- تمكين الأونروا من أداء مهامها الإنسانية وتوفير تمويل مستدام لها، ورفض المساس بدورها.
4- محاسبة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية والقضاء الوطني على جرائم الإبادة الجماعية، فرض العقوبات علي دولة الاحتلال ومقاطعتها.
5- تحقيق وحدة وطنية فلسطينية شاملة تنهي الانقسام وتؤسس لإدارة موحدة تقود مرحلة الإعمار والإنعاش المبكر على أسس العدالة والمساءلة ومتابعة الجهود الوطنية لإعادة بناء النظام السياسي علي أسس ديمقراطية والاتفاق علي استراتيجية نضالية وقيادة موحدة في اطار منظمة التحرير، بما يضمن تكاثف كافة الجهود لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
اقرأ أيضاًفتح: ندعم وجود قوة دولية في غزة يكون دورها رقابيا وليس إجرائيا
عاجل.. «الأونروا» تدعو لإيصال المساعدات لغزة لتخفيف معاناة السكان مع اقتراب الشتاء
استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف للاحتلال وسط قطاع غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: معبر رفح قطاع غزة إطلاق النار غزة وقف إطلاق النار الهيئة الدولية حشد الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني حشد حرب إبادة فتح معبر رفح الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إعلان وقف إطلاق النار الشعب الفلسطینی الهیئة الدولیة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: إسرائيل تمنع الإمدادات الحيوية عن غزة
صراحة نيوز-أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن إسرائيل تمنع إدخال إمدادات حيوية لتوفير المأوى والتدفئة في قطاع غزة رغم اشتداد الحاجة إليها، كما تحدّث مسؤولون محليون ودوليون عن استمرار المعاناة في قطاعات ومرافق أساسية بسبب عدم دخول المواد اللازمة منذ وقف إطلاق النار.
وقالت الأونروا اليوم السبت إن “الحاجة للمأوى والدفء في غزة تزداد مع اقتراب الشتاء، ولدينا المواد اللازمة بالأردن ومصر، لكن يُمنع إدخالها”.وأكدت الوكالة على ضرورة أن تستعيد دورها في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمنع الأونروا من استئناف عملها في غزة رغم قرار محكمة العدل الدولية الصادر يوم الأربعاء الماضي، والذي أكد أنه لا يمكن لأي منظمة أن تحل محل الأونروا في دعم سكان غزة.
خدمات صحية متعثرة
من جهة أخرى، قال مدير جمعية الإغاثة الطبية في مدينة غزة الدكتور محمد أبو عفش إن الخدمات الصحية الأولية لا تزال متعثرة بسبب استمرار شح الإمكانيات.
وأضاف أبو عفش في مقابلة مع الجزيرة “كنا نأمل إدخال ما يلزم القطاع الصحي لكن المعاناة لا تزال مستمرة”.
وأشار إلى أن العيادات المتنقلة والمستشفيات الميدانية ضرورة ملحة لسكان القطاع، كما دعا إلى وضع سياسات واضحة لإنعاش سكان غزة -خصوصا الأطفال- بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، قال أندرياس كرافيك نائب وزير الخارجية النرويجي في مقابلة مع الجزيرة إن إسرائيل استهدفت بشكل منهجي المستشفيات والعاملين في القطاع الصحي بغزة، وشدد على ضرورة العمل على إعادة تأهيل المنشآت الطبية في القطاع.
كما دعا كرافيك إسرائيل إلى تحمّل المسؤولية القانونية لإدخال المساعدات، مؤكدا على ضرورة دخول مزيد من شاحنات المساعدات الطبية والغذائية وإدخال آليات ثقيلة لإزالة الركام ورفع الأنقاض.
معابر حيوية مغلقة
وفي غضون ذلك، ناشدت بلدية غزة المنظمات الدولية والإنسانية التحرك العاجل لتوفير الاحتياجات الضرورية لتخفيف الكارثة الإنسانية في مدينة غزة، إذ لا تزال إسرائيل تغلق المعابر الحيوية نحو شمال القطاع.
وقال المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه في مقابلة مع الجزيرة إن “كل ما تم حتى الآن في قطاع غزة مجرد إجراءات إسعافية”.
وطالب النبيه بفتح كل المعابر، وأشار إلى أنه تم تجهيز قائمة بالاحتياجات والاتفاق على خطط وتفاصيل إدخالها إلى القطاع.
أزمة مياه
من جانب آخر، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن قطاعات المياه والصرف الصحي والنظافة تعاني وضعا حرجا للغاية في غزة.
وأضافت المنظمة أنه لم تتم بعد تلبية الاحتياجات الأساسية للأسر من المياه والصرف الصحي والنظافة، مشيرة إلى أن نصف عائلات غزة تحصل على أقل من الحد الإنساني الأدنى من المياه يوميا.
وأشارت اليونيسيف إلى أنه خلال العامين الماضيين تمكنت المنظمة وشركاؤها فقط من منع انهيار نظام المياه والصرف الصحي بالكامل.
ويسري حاليا وقف إطلاق النار في قطاع غزة بموجب الاتفاق الذي أُبرم في شرم الشيخ المصرية في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بوساطة قطر ومصر وتركيا ومشاركة الولايات المتحدة، بعد عامين من الإبادة الإسرائيلية.
ورغم الاتفاق فإن إسرائيل لم تتوقف عن شن غارات جوية وقصف مدفعي في قطاع غزة، كما تواصل إغلاق معبر رفح بين القطاع الفلسطيني ومصر، ولا تزال شاحنات المساعدات تنتظر في الجانب المصري من المعبر.