هل تعلم أسباب ضيق الرزق؟.. إليك الإجابة
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
لضيق الرّزق أسبابٌ كثيرةٌ، وقد جلّى أهل العلم هذه الأسباب تحذيراً منها، ودعوةً إلى تجنّبها، ويمكن القول أنّ من أهمّ هذه الأسباب ما يأتي: الزنا: حيث ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ ارتكاب فاحشة الزنا تُورث الفقر والهمّ وانقطاع الرّزق، قال الله تعالى: (وَلا تَقرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلًا).
جاء في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يا معشرَ المهاجرين خصالٌ خمسٌ إن ابتُلِيتم بهنَّ ونزلنْ بكم أعوذُ باللهِ أن تُدرِكوهنَّ لم تظهرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعلنونَ بِها إلَّا فشَا فيهم الأوجاعُ الَّتي لم تكنْ في أسلافِهم ولم ينقُصوا المكيالَ والميزانَ إلَّا أُخِذوا بالسِّنين وشِدَّةِ المُؤنةِ وجَورِ السُّلطانِ ولم يَمنعوا زكاةَ أموالِهم إلَّا مُنعوا القَطْرَ من السَّماءِ ولولا البهائمُ لم يُمطَروا ولا نقضوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلَّا سلَّط عليهم عدوًّا من غيرِهم فيأخذَ بعضَ ما في أيديهم وما لم تحكُمْ أئمَّتُهم بكتابِ اللهِ إلَّا جُعِل بأسُهم بينهم)، حيث أشار الحديث صراحةً إلى أسبابٍ هامّةٍ في انقطاع الرّزق، وضيقه، وانتزاع البركة منه؛ وذكر الحديث: نقص المكيال والميزان من أهمّ أسباب ضيق الرّزق. التخلّي عن تحكيم شريعة الإسلام في واقع حياة النّاس. الامتناع عن أداء فريضة الزّكاة لمستحقّيها.
انتشار الرّبا وشيوع التعامل به، وقد أعلن المولى -سبحانه- الحرب على المصرّين على أكل الرّبا؛ فقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ)، وفي هذا يقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا ظهر الزِّنا والرِّبا في قريةٍ فقد أحلُّوا بأنفسِهم عذابَ اللهِ). اليمن الفاجرة: وهي التي يحلفها المرء كاذباً عالماً بكذبه، وأكثر ما تقع من التّجار بغية إنفاق سلعتهم، وقد حذّر الإسلام من مخاطر هذه الأيمان الكاذبة وشرّها في الدنيا قبل الآخرة؛ حيث يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (الحلِفُ مُنفِقَةٌ للسلعةِ، مُمحِقَةٌ للبركةِ)، وفي حديث آخر يقول -عليه السلام-: (اليمينُ الفاجرةُ تُذهِبُ المالَ أو تَذهبُ بالمالِ)، وقد أُثِر عن العلماء العاملين أنّهم كانوا يتورّعون عن الحلف الصادق؛ فكيف بالحلف الكاذب الفاجر، وجاء في الأخبار عن أبي حنيفة النّعمان -رحمه الله- أنّه كان يتصدّق بدينارٍ عن كلّ يمينٍ صادقةٍ يحلفها.
الكذب في البيع؛ حيث إنّ الكذب من صفات الكافرين والمنافقين، وقد حرّم الإسلام الكذب والتدليس وإخفاء عيوب السلعة عن المشتري، وعدّ فعل ذلك موجب لمحق البركة؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه حكيم بن حزام -رضي الله عنه- يقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (البَيِّعَانِ بالخيارِ ما لم يتفرَّقَا، أو قال: حتى يتفرَّقَا، فإن صَدَقَا وبَيَّنَا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَمَا وكَذَّبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بيَعْهِمَا).
احتكار السّلعة وحبس البضاعة عن محتاجيها من النّاس، وأشدّ ما يكون الاحتكار في قوت الخلق وغذائهم، والمحتكر خاطئ بنصّ الحديث الشريف، كما إنّه جلب لنفسه الإفلاس من حيث كان يطمع بالرّبح الوفير، وفي هذا جاء عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: (من احتكر على المسلمينَ طعامَهم ضربَه اللهُ بالجُذامِ والإفلاسِ)
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسباب الضيق في الأرزاق الأرزاق الأسباب الحديث الحديث الصحيح
إقرأ أيضاً:
هل يجوز للموظف أخذ أموال مقابل سرعة إنجاز المهام؟ المفتي يجيب
أوضح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، الحكم الشرعي لتكسب العامل بصورة شخصية من وظيفته، وذلك ردًا على سؤال ورد إلى دار الإفتاء حول مشروعية تلقي الموظف مبالغ مالية من بعض المواطنين نظير سرعة إنجاز الخدمات المقدمة لهم داخل جهة عمله، مؤكدًا أن هذا الفعل محرم شرعًا ويعد من قبيل الرشوة التي نهى الإسلام عنها.
جاء في نص السؤال الموجه إلى دار الإفتاء أن أحد الموظفين يعمل في جهة خدمية حكومية، ويتقاضى راتبًا ثابتًا مقابل عمله اليومي والتزامه بساعات العمل الرسمية، إلا أنه يسعى إلى زيادة دخله، وقد عرض عليه بعض من يتعاملون معه ماليًا داخل إطار عمله مبالغ مالية مقابل تسريع الخدمات أو إتمامها باهتمام أكبر مقارنة بغيرهم، وتساءل عن الحكم الشرعي في قبول هذه الأموال.
وأكد الدكتور نظير عياد، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، أن أخذ هذه الأموال لا يجوز شرعًا، لأنها تُعتبر رشوة محرمة، موضحًا أن الراتب الذي يتقاضاه الموظف هو مقابل أدائه لعمله واحتباسه الوظيفي، أما أخذ أي مقابل إضافي من المواطنين داخل نطاق عمله فهو أكل للمال بالباطل.
وشدد المفتي على ضرورة تحري الكسب الحلال والابتعاد عن الشبهات، والصبر على الرزق الطيب الذي يباركه الله.
وقال المفتي إن الشريعة الإسلامية حثت على العمل والسعي في طلب الرزق الحلال، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: 10]، موضحًا أن السعي في كسب الرزق الشريف هو نوع من الجهاد المشروع، لأن فيه مجاهدة للنفس وصبرًا على الكد والتعب.
وأضاف أن الإمام أبو الليث السمرقندي فسر الآية الكريمة بقوله: "اطلبوا الرزق من الله تعالى بالتجارة والكسب"، مبينًا أن العمل الشريف والتكسب من الحلال يمثلان صورة من صور العبادة التي تقرب الإنسان إلى الله، لما فيهما من الاعتماد على النفس وصون الكرامة والبعد عن الحرام.
واستشهد الدكتور نظير عياد بحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "طلب الحلال جهاد"، كما أخرجه الإمامان الشهاب القضاعي وابن أبي الدنيا، وكذلك ما قاله محمد بن واسع لمالك بن دينار: "ما لك لا تقارع الأبطال؟ قال: وما مقارعة الأبطال؟ قال: الكسب من الحلال والإنفاق على العيال"، وهو ما أورده الإمام البيهقي في كتابه "شعب الإيمان".
وأوضح مفتي الجمهورية أن الإسلام لا يمنع السعي لتحسين الدخل، ولكنه يشترط أن يكون الطريق مشروعًا بعيدًا عن استغلال الوظيفة العامة، داعيًا جميع الموظفين إلى الالتزام بالأمانة والإخلاص في أداء واجباتهم الوظيفية، والاعتماد على الكسب الطيب الذي يجلب البركة والرضا.