يمانيون |
كشفت صحيفة “معاريف” العبرية في تقرير حديث أن الكيان الصهيوني يواجه تحديات غير مسبوقة، مؤكدة أن انهيار “إسرائيل” أصبح مسألة وقت إذا توقف الدعم الأمريكي.

وأوضحت الصحيفة أن اعتماد “إسرائيل” على المساعدات الأمريكية قد بلغ مستويات غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر 2023، حيث تقوم واشنطن بتغطية معظم احتياجات جيش الاحتلال من الذخائر، التمويل، والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، بالإضافة إلى توفير الغطاء السياسي والاستخباراتي في المحافل الدولية.

وجاء التقرير في وقت يتصاعد فيه الغضب داخل الكيان من فشل حكومة الاحتلال في تحقيق أي من أهدافها المعلنة في الحرب، رغم الدعم العسكري والمالي اللامحدود من واشنطن والاتحاد الأوروبي. وبينما يحاول الاحتلال الترويج لفكرة صموده في مواجهة المقاومة الفلسطينية، يكشف الواقع أن الجيش الصهيوني لا يستطيع مواصلة القتال دون المساندة الغربية التي تبقيه على قيد الحياة.

وتبرز الصحيفة أن المقاومة الفلسطينية، عبر صمودها في غزة، قد نجحت في إعادة رسم موازين القوى، وتثبت للعالم أن “إسرائيل” لا تستطيع البقاء دون ما تسميه الصحيفة “أنبوب الأوكسجين الأمريكي”.

ووفقًا للمحللين، فإن استمرار الوضع الحالي يكشف الطبيعة “الهشة والتابعة” للمنظومة العسكرية والسياسية الصهيونية، وأن بقاء “إسرائيل” مرتبط بشكل مباشر بإرادة الولايات المتحدة، وليس بقدراتها الذاتية.

المراقبون يشيرون إلى أن هذا الواقع يعكس تحولًا استراتيجيًا في الوعي الإقليمي العربي، حيث بدأت الشعوب العربية تدرك بشكل متزايد قدرة المقاومة على الصمود والانتصار، مما يجعل من بقاء “إسرائيل” مرهونًا بإرادة واشنطن أكثر من قدراتها الذاتية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

مشروع “المقاومة” لا يموت

 

في ظل الأزمات المتتالية التي تعصف بالعالم العربي، يستميت الإعلام الخليجي في الدفاع عن المشروع الصهيوني، مدعياً أن مقاومته ليست سوى عبث لن يؤدي إلا إلى الويلات على دول التطبيع. وقد أصبح من الواضح أن هذه الرؤية تروج لفكرة الاستسلام، حيث يُدعى العرب إلى ترك الصهاينة يعبثون بأمن الشعوب وثرواتهم دونما حسيب أو رادع. هذا النهج الإعلامي لا يقتصر على ترويج الاستسلام فحسب، بل يسعى أيضاً لتشويه صورة المقاومة وأبطالها، مما يعكس حالة من الارتباك والتخبط في مواجهة الفشل الذي أصاب تلك الرؤية.

كلما فشلت محاولات الإعلام الخليجي في إقناع الشعوب العربية بجدوى الاستسلام، بادروا إلى طرح بدائل جديدة لنصرة الكيان المؤقت، في محاولة يائسة لإظهار المقاومة كمشروع ميؤوس منه. لكن الحقيقة أن هذه المحاولات ليست إلا جزءاً من الدعاية الحربية للعدو الصهيوني، الذي اعترف منظروه بأن الإعلام الخليجي يعمل لصالحهم من داخل الصف العربي.

إن تجاهل مزاعم الإعلام الخليجي وعدم الانجرار وراء تلك الأفكار المثبطة هو الموقف الأنسب في هذه المرحلة. فالمقاومة ليست مجرد خيار، بل هي مشروع حياة يتجسد في إرادة الشعوب الحرة التي تسعى للعيش بكرامة وحرية. لقد أثبتت العديد من التجارب التاريخية أن المقاومة كانت دوماً الطريق نحو التحرر والانعتاق من الظلم والاحتلال.

يمكننا النظر إلى تجارب الشعب الفلسطيني الذي واجه الاحتلال الصهيوني لعقود طويلة، ورغم كل التحديات والضغوط، لم تنطفئ جذوة المقاومة في قلوب أبنائه. كما أن تجربة حزب الله في لبنان تثبت قدرة المقاومة على تحقيق الانتصارات وتحرير الأرض، مما يعكس قوة الإرادة الشعبية في مواجهة الاحتلال.

إن مشروع المقاومة هو تجسيد للأمل والتحدي، وهو يمثل صوت الأحرار الذين يرفضون الاستسلام ويؤمنون بأن الحرية لا تأتي إلا من خلال الكفاح المستمر. لذا، فإن الإيمان بمشروع المقاومة هو إيمان بالمستقبل وبقدرة الشعوب على استعادة حقوقها وحريتها.

تعتبر المقاومة رمزاً من رموز الكرامة والشجاعة في مواجهة الظلم والاحتلال. فهي ليست مجرد رد فعل على الاعتداءات، بل هي فلسفة حياة تتجذر في قلوب الشعوب التي تعاني من الظلم وتبحث عن الحرية. تاريخياً، شهدت العديد من الدول حركات مقاومة نجحت في تحطيم قيود الاحتلال واستعادة السيادة. فالمقاومة ليست حكراً على منطقة معينة أو شعب بعينه، بل هي ظاهرة إنسانية عالمية تتكرر في مختلف الأزمنة والأمكنة. ومن خلال هذه التجارب، يتضح أن الأمل في التحرر لا يموت، بل يتجدد مع كل جيل يرفع راية الكفاح ضد الظلم.

علاوة على ذلك، فإن المقاومة تساهم في بناء الهوية الوطنية وتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع. فعندما يتوحد الشعب حول قضية واحدة، تتشكل قوة جماعية قادرة على مواجهة التحديات. إن الفخر بالانتماء إلى حركة مقاومة يعزز من روح التضامن والتعاون بين الأفراد، مما يؤدي إلى تعزيز النسيج الاجتماعي وتقوية القيم الإنسانية. وهذا ما شهدناه في العديد من الحركات التحررية التي نجحت في تحقيق أهدافها بفضل الوحدة والتكافل بين أعضائها.

وأخيراً، يجب أن نتذكر أن المقاومة ليست فقط سلاحاً في الميدان، بل تشمل أيضاً المقاومة الثقافية والفكرية. إذ تلعب الثقافة والفنون دوراً مهماً في تعزيز الوعي الجماهيري ونشر قيم الحرية والعدالة. من خلال الأدب والفن، يمكن للشعوب التعبير عن آمالها وآلامها، مما يسهم في تشكيل وعي جديد يدعم فكرة المقاومة ويحفز الأجيال القادمة على الاستمرار في الكفاح.

إن هذه الأبعاد المتعددة للمقاومة تجعل منها مشروعاً حيوياً يستمر ويتطور، مهما كانت التحديات التي تواجهه، ويؤكد أن الإرادة الإنسانية قادرة على تغيير الواقع وتحقيق العدالة.

مقالات مشابهة

  • تصعيد صهيوني على لبنان يتزامن مع جولة “كاتس وأورتاغوس” وتحذيرات من المقاومة
  • معاريف الصهيونية: انهيار “إسرائيل” مسألة وقت إذا توقف الدعم الأمريكي
  • البرهان يضع حدا للتكهنات: لا تفاوض مع “الدعم السريع” أو “صمود” ولا حتى “تأسيس”.. المباحثات مع واشنطن فقط
  • مفاوضات “الرباعية” تنهار والجيش السوداني ينزع الشرعية عن “الدعم السريع” وحديث عن مسار عسكري وآخر سياسي يمثله تحالف “تأسيس” والخرطوم تعرض صفقة على واشنطن
  • حركة “الجهاد” تنفي ادعاء العدو الصهيوني حول أعداد سرايا القدس لعمل وشيك ضده
  • مشروع “المقاومة” لا يموت
  • “الرباعية” تنطلق وتدفع بمبادرة واحدة تجاه الجيش السوداني و”الدعم السريع” كضربة بداية وعبد العزيز الحلو يتقدم بطلب غريب
  • واشنطن تقول “لا” في وجه تل أبيب لأول مرة وترامب يهدد بسحب الدعم عن إسرائيل بشأن الضفة الغربية
  • توتر غير مسبوق بين واشنطن وتل أبيب.. مسؤولون أمريكيون يعلنون أن إسرائيل “خرجت عن السيطرة”