مسجد قول شريف.. أجمل المساجد بالعالم الإسلامي بتتارستان.. فما قصته؟
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
قبة زرقاء ضخمة مزركشة على الطراز الإسلامي وأربع مآذن يكسوها اللون الأزرق والأبيض، مطلة على نهر كازانكا، أحد روافد نهر الفولغا، مشاهد تخطف أنظارَك أمام مسجد "قول شريف" الذي ينصع بياضُه ساحةَ مدينة قازان بدولة تتارستان التي تعد من أبرز الدول الإسلامية المنضمة إلى دولة روسيا الاتحادية.
فبمجرد أن تطأَ أقدامُك ساحة المسجد تجد أبواباً خشبية يصل طولها إلى عدة أمتارٍ وتُزيّن أسقفَه الرسماتُ الإسلامية ونجفٌ زاهٍ، وتُفرَش ساحةُ مصلاه بالسجاد الإيراني ذي الطراز الفريد والذي أهدته إيران إلى مسجد "قول شريف"، فحين تمر أعينُك بأركان المسجد ترى ألواحاً زجاجية تحتفظ بكسوة الكعبة التي أهدتها السعودية للمسجد المشرّف، ومصاحفَ من كافة دول العالم في مشهد يضفي قُدسيّةً للمسجد المُقام بالعاصمة التتارية قازان.
يسع المسجدُ نحو 1500 مصلٍ، وهو يتكون من دورين، ومصلى خاص بالنساء والرجال، ويتوافد إليه المصلون من كل حدب وصوب للصلاة فيه خاصة في يوم الجمعة، متأملين الطراز الإسلامي الفريد الذي يتميز به مسجد "قول شريف".
يستقطب المسجد آلاف الزائرين من كافة أنحاء العالم بفضل عبقِه الإسلامي الذي يخطف أنظارَك من الوهلة الأولى ويشعرك بسلام نفسي وروحانيات تسمو بها الروح.
بوجه بشوش وقفطان أخضر وعمامة بيضاء يقف "الفار حسن" أمام مسجد "قول شريف" ليحكي للزائرين العرب تاريخ المسجد بلسان عربي فصيح وسط ساحة المسجد قائلاً: "إن المسجد "قول شريف" الأصلي بُني في القرن السادس عشر، خلال فترة خانية قازان، وكان يُعد من أكبر المساجد في أوروبا آنذاك".
مسترسلاً: "في عام 1552 دُمّر المسجد أثناء الغزو الروسي لقازان بقيادة إيفان الرهيب، وذلك بعد أن قاد الإمام قول شريف مع طلابه الدفاع عن المدينة حتى استُشهد فيها، ولهذا سُمّي الجامع باسمه تخليداً لذكراه، مضيفاً أن نسخة المسجد الحديثة قد أُعيد بناؤها بين عامي 1996 و2005، بمناسبة الذكرى الألفية لتأسيس مدينة قازان".
مضيفاً أنه في 24 يوليو 2005، تم افتتاح المسجد رسمياً ليبيتَ اليوم من أكبر وأجمل المساجد في روسيا وأوروبا ورمزاً معمارياً وثقافياً لتتارستان.
زيارة وخشوعخلال زيارتك لساحة المسجد ترى قارئاً بقفطانٍ أسودَ مزركشٍ باللون الذهبي وقبعةٍ، وجلبابٍ رماديٍّ منمّقٍ، يجلس بهيبة وخشوعٍ، خلف غرفة زجاجية ليتلوَ آياتٍ قرآنيةً بصوت عذب يطرب آذان مستمعيه، مانحاً إحساساً بالسكينة والراحة في نفوس زائري مسجد قول شريف.
يرتبط مسجد قول شريف وغيره من مساجدَ، بمؤسسة الأزهر الشريف بمصر ارتباطاً وثيقاً، بفضل تخرج مئات الأئمة من الأزهر الشريف، ليتولَّوا شؤونَ المساجد التي تصل إلى نحو 80 مسجداً ويدرِّسون بالمدارس الإسلامية لدولة تتارستان، لكون الأزهر الشريف من أهم المنابر الإسلامية في العالم، بحسب وصف "الفار حسن" إمام مسجد "قول شريف" لموقع "صدى البلد".
عيون تعكس الانبهاربعيون تعكس الانبهار يقف "محمد"، سائح من دولة السعودية، ببهو مسجد "قول شريف" ليُمتّع أنظارَه بروعة المسجد من زخارفَ وزجاجِ شرفاتِ المسجدِ الملونةِ التي تعكس إضاءاتٍ خلابة في وضوح النهار، في رحلة يصفها بالأروع في حياته.
لم يتوقع السائح السعودي أن هناك دولة إسلامية تتبع الاتحاد الروسي، بهذا الزخم من المعمار الإسلامي المبهر والثقافة الممزوجة بالحضارة التتارية والحضارة الإسلامية، لتزيل هذه الرحلة غمامة الادعاءات عن الثقافة الروسية التي تمزج بين الحضارة الإسلامية والمسيحية.
رحلة روحانيةمن أجمل ما رآه "محمد" في دولة تتارستان هي اللحمة الدينية، حيث تقبع المساجد بجوار الكنائس لتتعانق الديانتان في سلام ووحدة وطنية، نادراً ما يراها في الدول الغربية أو غيرها من البلدان الأخرى.
يستمتع السائح السعودي، البالغ من العمر 35 عاماً، بالتنزه داخل بهو المسجد، مقترباً من أحد المحالِّ الصغيرة المتواجدة في ساحة المسجد ليشتريَ الهدايا الإسلامية من سُبحٍ ومصليات وحجاب لأسرته وأحبائه من سيدة ترتدي الزي الإسلامي الموقر، بأسعار زهيدة لا توجد أي مغالاة فيها، بحسب وصفه لموقع "صدى البلد".
وفي مشهد جلالٍ تنتابك حالة من الروحانيات العالية، حين تبدأ الصلاة بمسجد "قول شريف"، حيث يصطف العديد من الأجناس لتأدية الصلاة، في خشوع ينبض بمشاعر تقشعر لها الأبدان لعذوبتها وروعتها، فإن كنت تتمنى رحلة تخوض بك غمار الصفاء النفسي والروحاني فعليك أن تزور دولة تتارستان ومعالمها التاريخية والإسلامية لتكتشف حضارة مبهرة ظلت متوارية عن الأنظار لعقود.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تتارستان العالم الإسلامي دولة تتارستان ساحة المسجد
إقرأ أيضاً:
إطلاق اسم الدكتور أحمد عمر هاشم على مسجد المدينة المنورة بمدينة الزقازيق
أعلن المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، إطلاق إسم المغفور له العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ورئيس جامعة الأزهر الأسبق على مسجد المدينة المنورة بمنطقة فلل الجامعة بمدينة الزقازيق، والذي يأتي تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بإطلاق اسم فقيد العالم الاسلامي على أحد المساجد بمدينة الزقازيق،
جاء ذلك خلال ترأسه اجتماع المجلس التنفيذى بحضور الدكتور أحمد عبد المعطي والمهندسة لبنى عبد العزيز نائبي المحافظ، واللواء عبد الغفار الديب سكرتير عام المحافظة، والمهندس محمد كُجَك السكرتير العام المساعد للمحافظة، والعميد أحمد شعبان المستشار العسكري للمحافظة ومدير إدارة الحماية المدنية ووكيل ادارة المرور وممثلاً عن الاوقاف والكنيسة ومديري المديريات الخدمية والهيئات والشركات، ورؤساء المراكز والمدن والأحياء، ومديري الإدارات العامة والنوعية وذلك بقاعة الاجتماعات بالديوان العام.
أوضح محافظ الشرقية أن إطلاق اسم العالم الجليل علي مسجد المدينة المنورة يأتي عرفانا بدورة كعلم من أعلام الأزهر الشريف وأحد كبار علماء الحديث في عصره والذي أفنى عمره في خدمة الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، وأسهم في إثراء المكتبة الإسلامية بمؤلفاته التي عززت مكانة الأزهر وريادته.
وأكد المحافظ أن مصر لاتنسي أبناءها المخلصين مؤكدا ان الراحل الكريم أفنى عمره في خدمة العلم والدين، وترك سيرةً عطرة وميراثًا من الحكمة والعطاء والاعتدال. داعيا المولي عز وجل يحفظ مصر وشعبها وجيشها من كل مكروة وسوء وان ينعم علي الشعب الصري بمزيد من الأمن والأمان والرخاء