عقب إعلان سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر: اتهامات بـتطهير عرقي ودعوات لتدخل دولي
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
منذ اندلاع الحرب، كانت الفاشر مسرحًا لمعارك عنيفة أودت بحياة آلاف المدنيين والعسكريين، وسط حصار استمر 18 شهرًا.
غداة إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر، طالب رئيس وزراء السودان، كامل إدريس، المنظمات الدولية بالتدخل العاجل لحماية المدنيين والكشف عن مصير النازحين، واصفًا الأحداث في المدينة بأنها "جرائم حرب وتطهير على أساس عرقي".
اتهمت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع بتصفية عشرات المدنيين على أساس إثني، ووصفت الحوادث بأنها "مجزرة بشعة"، كما نُهبت المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات. ودعت الشبكة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي للتدخل الفوري، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وضمان حماية المدنيين.
في المقابل، حذرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر من أن الصمت أمام هذه الانتهاكات يعني "التواطؤ مع الظالمين"، فيما طالب كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، قوات الدعم السريع بفتح ممرات إنسانية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
حصار طويلتعد الفاشر مركزًا رئيسيًا للعمليات الإنسانية في دارفور، وقد شهدت حصارًا مستمرًا من قوات الدعم السريع منذ مايو 2024. ومنذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، قُتل نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليونًا، وفقًا لتقارير أممية ومحلية.
وأثار مقطع فيديو يظهر احتجاز الصحفي السوداني معمر إبراهيم على يد قوات الدعم السريع موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط دعوات للإفراج الفوري عنه وضمان سلامته واعتبرت قابة الصحفيين السودانيين أن احتجازه يمثل تهديدًا مباشرًا لحرية الصحافة.
الأمم المتحدة تدعو إلى فتح ممرات آمنة للمدنيينطالب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، بفتح ممرات آمنة للمدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية، محذرًا من وقوع إصابات ونزوح قسري وسط تصاعد القصف والهجمات البرية. كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، بما في ذلك الأطباء والعاملين في الإغاثة.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن التدخل الخارجي في شؤون السودان يقوض فرص السلام، داعيًا المجتمع الدولي لإلزام جميع الأطراف بوقف تزويد النزاع بالأسلحة.
أهمية الفاشر الاستراتيجيةتعد الفاشر مدينة تاريخية وإدارية مركزية في دارفور، حيث تستضيف المؤسسات الحكومية وقيادة الفرقة السادسة بالجيش، بالإضافة إلى مرافق تعليمية وصحية، بما فيها جامعة الفاشر.
Related قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة الفاشر في السودانالجيش السوداني يتصدى لهجوم واسع للدعم السريع على الفاشر وسط تحذيرات من كارثة إنسانيةمنظمات دولية ترحب بالحكم التاريخي ضد "علي كوشيب" وتدعو لتوسيع نطاق العدالة في السودانوتشغل المدينة 57% من مساحة دارفور الكبرى، وتربطها طرق حيوية مع ولايات السودان الأخرى، فضلاً عن قربها من ليبيا وتشاد.
كما تعتبر الفاشر مركزًا اقتصاديًا، تشتهر بمزارع الدخن والذرة والفول السوداني وتربية الماشية، بالإضافة إلى كونها سوقًا رئيسيًا للولاية ونقطة عبور للبضائع بين السودان ودول الجوار.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى فرار أكثر من مليون شخص خلال حصارها المستمر، فيما لا يزال نحو ربع مليون مدني محاصرًا داخلها.
وساطات دولية متعثرةمنذ اندلاع الحرب، ظلت الفاشر مسرحًا للقتال العنيف مع حصار دام 18 شهرًا.
واستضافت واشنطن الأسبوع الماضي اجتماع المجموعة الرباعية حول السودان (مصر، السعودية، الإمارات، والولايات المتحدة) لدفع أطراف النزاع نحو السلام، إلا أن المفاوضات لم تسفر عن أي اتفاق حتى الآن.
ومع دخول النزاع عامه الثالث، أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير نحو 12 مليون شخص، ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة أزمة جمهورية السودان قوات الدعم السريع - السودان الأمم المتحدة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل دراسة الصحة إيران روسيا دونالد ترامب إسرائيل دراسة الصحة إيران روسيا أزمة جمهورية السودان قوات الدعم السريع السودان الأمم المتحدة دونالد ترامب إسرائيل دراسة الصحة إيران روسيا فرنسا حروب مشروبات بحار الاستهلاك المنزلي حماية البيئة قوات الدعم السریع الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
وسط اشتباكات عنيفة.. مستشار ترامب يدعو «الدعم السريع» لحماية المدنيين بالسودان
دعا مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، قوات الدعم السريع في السودان إلى التدخل لحماية المدنيين في مدينة الفاشر، التي تشهد معارك ضارية مع الجيش السوداني.
وفي تغريدة له عبر منصة “إكس” مساء الأحد، أشار بولس إلى أن “تزايد القتال في الفاشر وارتفاع أعداد المدنيين الفارين من العنف يستدعي تحركًا عاجلًا من قوات الدعم السريع لحماية السكان، ومنع مزيد من المعاناة”.
كما دعا إلى “إصدار تعليمات واضحة لضمان سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني”، مؤكدًا على أهمية فتح “ممرات إنسانية آمنة” بشكل عاجل.
وأضاف أن “العالم يراقب الوضع في الفاشر بقلق بالغ”.
من جانبه، طالب مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، بحماية المدنيين في الفاشر، والكشف عن مصير النازحين، وإجراء تحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر التي وقعت في المدينة.
وفي تصريحات له عبر “إكس”، قال مناوي: “سقوط الفاشر لا يعني التفريط بمستقبل الإقليم لصالح جماعات العنف أو الفساد، وكل شبر سيعود لأهله”.
وتصاعدت الاشتباكات في الفاشر، حيث أعلنت قوات الدعم السريع الأحد، سيطرتها على الفرقة السادسة للجيش السوداني في المدينة، بعد معارك عنيفة.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها إن هذه العملية كانت “حاسمة” وأسفرت عن مقتل الآلاف من قوات الجيش السوداني وتدمير آليات عسكرية ضخمة، فضلاً عن الاستيلاء على العتاد العسكري.
وأكد البيان أن هذه المعركة تمثل “محطة مفصلية” في مسار المعارك الجارية في دارفور، و”ترسم ملامح الدولة الجديدة التي يسعى السودانيون لبنائها بما يتوافق مع تطلعاتهم المشروعة”.
غوتيريش يحذّر من تصعيد مروّع للنزاع في السودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تصعيد مروّع للنزاع في السودان، غداة إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في غرب البلاد.
وأكد غوتيريش خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة إقليمية في ماليزيا أن مستوى المعاناة في السودان لا يمكن تحمّله، معبّرًا عن قلقه البالغ من التدخلات الخارجية التي زادت من تعقيد الصراع وتقوّض فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحل سياسي.
وأشار إلى أن النزاع لم يعد مجرد صراع داخلي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، موضحًا أن الانخراط المتزايد لقوى خارجية يهدد استقرار البلاد ويزيد من صعوبة التوصل لتسوية سلمية.
آخر تحديث: 27 أكتوبر 2025 - 17:09