أوضاع المواطنين في مدينة بارا تزداد سوءاً مع انقطاع الإمدادات الطبية وانعدام الأمن ما يجعل الوصول إلى المصابين مهمة شبه مستحيلة.

الأبيض: التغيير

تعيش مدينة بارا بولاية شمال كردفان- غربي وسط السودان، أوضاعاً إنسانيةً قاسيةً بعد أن بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها يوم السبت الماضي عقب معارك عنيفة مع الجيش السوداني والقوات المساندة له، حيث وقعت جرائم وانتهاكات بحق المدنيين، وبدأت موجة نزوح غير مسبوقة.

وقال شاهد عيان من المدينة لـ(التغيير)، إنه بعد دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة “شهدنا انتهاكات واسعة وسط المدنيين منها عمليات تصفية استهدفت شباباً لا علاقة لهم بالجيش السوداني”.

وأضاف أن عملية حصر الضحايا لا تزال جارية إذ تظهر بين الحين والآخر جثث لضحايا جُدد قتلوا في ظروف غامضة، في الوقت الذي تواصل فيه الأسر البحث عن ذويها المفقودين.

وتابع الشاهد: “شهدت المدينة موجة نزوح كبيرة.. مئات المدنيين خرجوا سيراً على الأقدام نحو مدينة الأبيض والقرى المجاورة.. بعضهم سقط في الطريق من شدة الإرهاق أو أصيب بسبب القصف الجوي للجيش”.

وأشار إلى أن الناجين الذين تمكنوا من الوصول إلى القرى المجاورة يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية حيث يفتقرون إلى المأوى والغذاء والدواء، مضيفاً أن بين النازحين جرحى لم يتلقوا أي علاج حتى الآن.

من جانبه، قال أحد المتطوعين في المنطقة، إن الوضع الإنساني في المدينة وما حولها يزداد سوءاً مع انقطاع الإمدادات الطبية وانعدام الأمن ما يجعل الوصول إلى المصابين مهمة شبه مستحيلة.

وتعد بارا من المدن الإستراتيجية في شمال كردفان ويمثل سقوطها تحولاً ميدانياً مهماً في مسار القتال بين الجيش والدعم السريع، إلا أن الخاسر الأكبر يظل المدنيين العزل الذين دفعوا ولا يزالون ثمن هذه الحرب المستمرة.

وتأتي استعادة الدعم السريع لمدينة بارا في سياق المعارك المستمرة بينها وبين الجيش منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023م، والتي تسببت في مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين داخل السودان وخارجه.

وتكتسب بارا أهمية خاصة باعتبارها إحدى أبرز مدن شمال كردفان، وتقع على طريق إمداد حيوي يربط العاصمة الخرطوم بغرب السودان.

الوسومالجيش الدعم السريع السودان بارا حرب 15 ابريل 2023م شمال كردفان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع السودان بارا حرب 15 ابريل 2023م شمال كردفان الدعم السریع شمال کردفان

إقرأ أيضاً:

الفاشر تحت سيطرة الدعم السريع.. أزمة السودان الإنسانية تتفاقم

أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الأحد، نزوح 340 شخصًا من قرية أم بشار غرب مدينة الرهد بولاية شمال كردفان وسط السودان، نتيجة "تفاقم انعدام الأمن" عقب هجمات شنّتها قوات الدعم السريع في المنطقة.

وأفادت المنظمة في بيان أن الفرق الميدانية المخصصة لتتبع حركة النزوح قدّرت انتقال هؤلاء الأشخاص إلى مناطق مفتوحة متفرقة داخل محلية الرهد، جنوبي شمال كردفان.

وأفاد شهود عيان بأن قرية أم بشار تعرضت لهجوم من قوات الدعم السريع الأحد، تصدت له قوات الجيش. وذكر الشهود أن الهجوم جرى بعربات قتالية، وهو الثاني خلال يومين، حيث تعمل "الدعم السريع" على إحكام سيطرتها على المناطق المحيطة بمدينة الرهد.

وفي 17 شباط  / فبراير الماضي، أعلن الجيش السوداني سيطرته على مدينة الرهد بعد معارك عنيفة مع الدعم السريعأ وتبعد الرهد نحو 30 كيلومترًا غرب مدينة الأُبَيِّض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وتتميز بموقع استراتيجي ومحطة رئيسية لخط سكك حديد السودان الذي يربط غرب البلاد بمدن الشرق والوسط، كما تُعد سوقًا للمحاصيل الزراعية والماشية، وقد سيطرت عليها قوات الدعم السريع في الأشهر الأولى من الحرب.


وفي سياق متصل، أعلنت قوات الدعم السريع في السودان الأحد أنها سيطرت على مقر قيادة الجيش في مدينة الفاشر، وهي آخر مدينة يحتفظ الجيش بالسيطرة عليها في إقليم دارفور بغرب البلاد. وأظهر مقطعان مصوران نشرتهما قوات الدعم السريع بعض أفرادها يهتفون أمام لافتات قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، وتمكنت رويترز من التحقق من الموقع لكنها لم تتأكد من تاريخ المقطعين. ولم يصدر الجيش بيانًا بعد حول الوضع الحالي.

وتعد السيطرة على الفاشر انتصارا مهمًا لقوات الدعم السريع، وقد تعجل بتقسيم البلاد عبر تمكين القوة شبه العسكرية من تعزيز سيطرتها على إقليم دارفور مترامي الأطراف، الذي اتخذته مقرًا لحكومة موازية شكلتها في صيف هذا العام. وسيطرت قوات الدعم السريع أمس على مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، التي تمثل حاجزًا بين دارفور والعاصمة السودانية والنصف الشرقي من البلاد الذي يسيطر عليه الجيش.

وحاصرت قوات الدعم السريع الفاشر على مدار 18 شهرًا، حيث تخوض قتالًا ضد الجيش وحلفاء له من المتمردين السابقين والمقاتلين المحليين، واستهدفت القوات المدنيين بهجمات متكررة بالطائرات المسيرة والمدفعية، بينما أدى الحصار إلى انتشار المجاعة في أنحاء المدينة التي لا يزال يعيش في الجانب الغربي منها 250 ألف نسمة.

ويحذر بعض النشطاء من أن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر ستؤجج هجمات عرقية انتقامية، كما حدث عند السيطرة على مخيم زمزم للنازحين جنوبًا. ولم تتمكن رويترز من التواصل مع سكان الفاشر الذين يعتمدون على محطات ستارلينك للوصول إلى الإنترنت في ظل انقطاع الاتصالات منذ فترة طويلة.

وقالت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي إنها تسهل خروج المدنيين والمقاتلين المستسلمين من المدينة، لكن أولئك الذين غادروا الفاشر أبلغوا عن عمليات سطو وخطف واعتداءات جنسية وقتل على يد جنود قوات الدعم السريع على الطريق. وفي مقطع مصور نشره مسؤول كبير في حكومة "تأسيس" التي تقودها قوات الدعم السريع، ظهر جنود من القوة شبه العسكرية وهم يقولون إنهم يحمون قافلة طويلة أغلبها من الرجال خلال مغادرتهم للفاشر، وهم في الأصل جنود. ولم يتسن لرويترز التحقق من تاريخ المقطع أو موقعه.

وقالت بعثة الأمم المتحدة الشهر الماضي إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصار الفاشر، كما يواجه الجيش أيضًا اتهامات بارتكاب جرائم حرب.

وأعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي جماعة ناشطة محلية، أن القتال من أجل المدينة لا يزال مستمرًا، وأن قادة الجيش تركوا المقاتلين في المدينة يقاتلون بمفردهم.

وأظهرت لقطات من طائرة مسيرة نشرتها قوات الدعم السريع، وتحققت رويترز من موقعها في الجانب الغربي من الفاشر، سيارات تغادر المدينة بالإضافة إلى أفراد يغادرونها سيرًا على الأقدام. ولم يتضح ما إذا كانوا مدنيين أم جنودًا، وأظهرت لقطات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي العشرات ممن يقال إنهم مقاتلون محتجزون لدى قوات الدعم السريع.


واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نيسان / أبريل 2023، عندما اختلف الطرفان اللذان كانا يتقاسمان السلطة سابقًا حول خطط دمج قواتهما خلال فترة الانتقال إلى الديمقراطية. وأدى القتال إلى نزوح الملايين ومعاناة نحو نصف سكان السودان من الجوع وانتشار الأمراض في أنحاء البلاد.

وعقدت الولايات المتحدة مطلع هذا الأسبوع اجتماعًا مع مسؤولين إماراتيين ومصريين وسعوديين لمناقشة خطة سلام محتملة، فيما قالت وزارة الخارجية السودانية إن مسؤولين زاروا واشنطن لإجراء محادثات ثنائية، غير أن مجلس السيادة الذي يقوده الجيش نفى صحة تقارير أفادت بعقد ممثلي الجيش وقوات الدعم السريع محادثات غير مباشرة.

مقالات مشابهة

  • جوتيريش: وقوع الفاشر تحت سيطرة الدعم السريع يُنذر بتصعيد مروع في السودان
  • عاجل.. شبكة أطباء السودان: 47 قتيلا في مجازر ارتكبتها ميليشيات الدعم السريع بمدينة بارا
  • «المؤتمر السوداني» يدين مجزرة الدعم السريع بحق المدنيين في بارا
  • الهجرة الدولية: نزوح المئات من شمال كردفان بسبب هجمات الدعم السريع
  • قال إن العالم يراقب .. مسعد بولس: على الدعم السريع فتح ممرات إنسانية و حماية المدنيين بالفاشر
  • الفاشر تحت سيطرة الدعم السريع.. أزمة السودان الإنسانية تتفاقم
  • قوات الدعم السريع تشن هجوماً غرب الرهد بشمال كردفان
  • السودان.. «الدعم السريع» يسيطر على مدينة استراتيجية وواشنطن تستضيف اجتماعاً لتحقيق السلام
  • "الدعم السريع" تعلن سيطرتها على مدينة بارا الاستراتيجية شمال كردفان