حثت الصين، الاثنين، ألمانيا على التركيز على مستقبل العلاقات الثنائية بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثالثه، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات الناشئة بعد أن أرجأ وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول زيارته الأولى إلى العاصمة الصينية بكين.

وكان من المقرر أن يصل فاديفول إلى بكين الأحد الماضي في أول زيارة له منذ توليه منصبه ضمن حكومة المستشار فريدريش ميرتس، إلا أنه قرر تأجيل السفر بعد أن تم تأكيد لقاء واحد فقط مع نظيره الصيني وانغ يي، خلافًا لما كان يأمل في جدول لقاءات أوسع.



وأثار إلغاء الزيارة جدلاً واسعًا في ألمانيا، حيث اتهم أحد كبار البرلمانيين الصين بأنها اتخذت إجراءات استفزازية تهدف إلى إحباط الزيارة، وتجنب مناقشات أوسع مع الجانب الألماني.

من جهتها، حاولت بكين التقليل من أي إشارات للتوتر، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوة جيا كون، في مؤتمر صحفي: "لطالما نظرت الصين إلى علاقاتها مع ألمانيا وطورتها من منظور استراتيجي وطويل الأمد. يجب على الجانبين احترام بعضهما البعض، ومعاملة بعضهما البعض على قدم المساواة، والتعاون من أجل تحقيق نتائج مربحة للجانبين، لدفع العلاقات الثنائية على المسار الصحيح".

وأضاف المتحدث الصيني أن "الظروف الراهنة تشكل سببًا إضافيًا لكلا البلدين للبحث عن مصلحتهما المشتركة"، من دون الكشف عن تفاصيل محددة.

وتأتي هذه الدعوات في وقت تظهر فيه البيانات الاقتصادية الصينية أن ألمانيا تمثل أكبر شريك تجاري للصين في أوروبا، إذ تجاوزت قيمة التجارة الثنائية 200 مليار دولار خلال عام 2025، ما يجعل الحفاظ على العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين أمرًا ذا أهمية استراتيجية للطرفين.

وتمثل تصريحات الصين إشارة لتهدئة الموقف بعد التوتر الدبلوماسي الأخير، وتعكس رغبة بكين في تجنب أي تصعيد قد يؤثر على العلاقات التجارية والاستراتيجية مع ألمانيا، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والسباق التكنولوجي والسياسي بين القوى الكبرى.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الصين العلاقات التوترات المانيا الصين علاقات توتر المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

“خطاب العرش… وثيقة وطنية تؤكد الثبات والعبور نحو المستقبل”

صراحة نيوز- بقلم/ د. بسام ابوخضير

في خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في افتتاح الدورة الثانية لمجلس الأمة العشرين، تجلّى عمق القيادة وصدق الانتماء، واتضحت ملامح الرؤية الملكية التي لا تتوقف عند تشخيص الواقع، بل تتجاوزه إلى رسم خارطة طريق لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للوطن.

هذا الخطاب لم يكن مناسبة بروتوكولية فحسب، بل وثيقة وطنية جامعة حملت في طيّاتها الرسالة، والرؤية، والتحفيز، والموقف؛ فكل جملة جاءت موزونة بالمعنى والدلالة، وكل عبارة مشبعة بروح الانتماء والثقة بالشعب ومؤسساته.

وقف جلالته أمام ممثلي الأمة، بعمق الرؤية وشمول في التوجيه. كما هي عادته في كل دورة برلمانية، متحدثًا من موقع القائد الأب، لا المتفرج أو الموجّه من بعيد، بل المشارك في الهمّ الوطني والراصد لتفاصيله.
وقد حمل مستهل الخطاب بعدًا وجدانيًا حين قال جلالته:

> “يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ نعم، يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله…”
في هذه العبارات العميقة نلمس صدق القيادة الإنسانية وعلاقة الثقة المتبادلة بين القائد وشعبه. فالملك لا يتحدث من برجٍ عالٍ، بل من قلب الوطن وبين أبنائه، فيكشف ما يعتمل في صدره من قلق على الوطن، واعتزاز بشعبه الاباة الصيد وتاريخ الهاشميين التليد.

لم يُخفِ أن طريق الإصلاح لا يزال طويلاً، لكنه أكد بلهجة الحزم والمسؤولية أن الإنجاز ممكن بالإرادة والعمل، داعيًا إلى مواصلة مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري.
وهنا، تتجلى الواقعية السياسية للخطاب الملكي، إذ لم يكتفِ بالإشادة بما تحقق، بل وضع الإصبع على الحاجة إلى “العمل المنقطع النظير” واستثمار الوقت وعدم التراخي.
لقد كان الخطاب بمثابة خارطة طريق متجددة، تربط بين تحديث الدولة وتطوير الخدمات والتعليم والصحة والنقل، وتضع المواطن في قلب العملية الإصلاحية لا على هامشها.

أبرز ما ميز الخطاب هو التمجيد الصادق للأردني الإنسان، وتأكيد الثقة بالاردنيين: العامل والمزارع والمعلم والجندي، بوصفه عماد الدولة وسرّ بقائها.
قال جلالته:

> “الأردني الذي تعلم فعلم، الذي زرع فأطعم، الذي تميز فرفع رؤوسنا بين الشعوب”
بهذا المعنى، فإن الخطاب لا يخاطب المؤسسات فقط، بل يحتفي بالإنسان الأردني ذاته، الذي يواجه الصعاب ويصنع الإنجاز رغم الأزمات، مجسّدًا روح العزيمة التي قامت عليها الدولة منذ نشأتها.
في الموقف القومي والإنساني وفي الشق الإقليمي من الخطاب، عبّر جلالته عن موقف أردني ثابت وأصيل تجاه القضايا العربية، وفي مقدمتها مأساة غزة.
قال جلالته بوضوح وحزم:

> “سنقف إلى جانب أهلنا في غزة بكل إمكانياتنا… ولن نقبل باستمرار الانتهاكات في الضفة الغربية.”
تلك العبارات تختصر الهوية الدبلوماسية الأردنية: إنسانية في نهجها، ثابتة في مواقفها، وعادلة في بوصلتها.
كما أعاد جلالته التأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلانية والمسيحية في القدس الشريف، باعتبارها مسؤولية تاريخية وشرفًا قوميًا لا يحيد عنه الأردن مهما تبدلت الظروف.

وجاء في خاتمة الخطاب نبرة الثقة والالهام اذ لم تخل من جرعة معنوية عالية حين أكد جلالته أن “خدمة الوطن واجب مقدس علينا جميعًا، فلا خوف على الأردن القوي بشعبه ومؤسساته.”
هذه الجملة، بقدر ما تحمل من ثقة وثبات، فإنها تشحن الهمم وتغرس في النفوس الاطمئنان بأن الأردن، رغم كل ما يحيط به من تحديات، سيبقى صامدًا ما دام شعبه موحدًا خلف قيادته.

إن خطاب العرش الأخير ليس مجرد نص سياسي، بل بيان وطني شامل يجمع بين الحكمة والعزم، بين الواقعية والطموح، وبين العمق الإنساني والصلابة في الموقف.
وقد جسّد جلالة الملك عبدالله الثاني من خلاله نهج الدولة الأردنية الحديثة: دولة تستمد قوتها من وحدتها، وتواجه التحديات بالإيمان والعزيمة والعمل.

في هذا الخطاب، رأى الأردنيون صورتهم في مرآة قائدهم، وسمعوا صوت الوطن الذي لا يعرف الانكسار، بل يعرف طريقه نحو الغد بثقة وثبات واقتدار .

> والأردنيون، وهم يتشربون خطاب جلالته بكل مضامينه ومنطلقاته ودلالاته، يمضون بكل معاني الوفاء والولاء على عهدهم الراسخ الذي عاهدوا عليه، عهدٍ لم يعتْره وهنٌ ولم ينتبه هزال، مؤكدين بيعتهم المتجددة بُكرةً وأصيلًا، مستمدّين مؤونة عزمهم من اعتزازهم بمواقف قيادتهم الهاشمية الرائدة وتاريخها المشرّف الممتد من جذور العروبة والإسلام. ويؤكد الأردنيون أنهم ماضون على النهج ذاته، يحيطون العرش بالأرواح والمهج، ويمضون بثباتٍ وإيمان.

مقالات مشابهة

  • تعرف على أبرز السيارات الصينية الاقتصادية في مصر لعام 2025
  • “خطاب العرش… وثيقة وطنية تؤكد الثبات والعبور نحو المستقبل”
  • الفزع الأكبر من انتهاء الحرب وحكاية “العلاقات الثنائية”..!
  • الهنائية تؤكد أهمية دور المرأة العمانية في صياغة المستقبل المالي
  • بريطانيا تؤكد الحاجة الملحة على الإصلاحات الاقتصادية لضمان الصمود والنمو المستدام
  • نائب رئيس البرلمان التشادي لـ«الاتحاد»: زخم سياسي وإنساني كبير يعكس العلاقات الثنائية مع الإمارات
  • العلاقات الاقتصادية بين قطر وكازاخستان تشهد نموا متسارعا
  • اليونسكو تؤكد أهمية الحوار والتفاهم بين الثقافات والحضارات لتعزيز القيم الإنسانية
  • «شرطة أبوظبي» تؤكد أهمية بناء الخطط الوقائية والاستباقية