كاشا النيل.. من «أغاني البنات» إلى خطاب الكراهية وأجندة الحرب
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
كاشا النيل فرضت حضورها على الوسائط الاجتماعية بسرعة من خلال محتوى بسيطً وخفيف، لكنه أثار تساؤلات حول كونها نتاج “صناعة” لخدمة الأجندة المضادة للثورة.
الخرطوم: التغيير
شهدت الساحة الفنية والإعلامية السودانية صعودًا لافتًا لشخصية فنية تُدعى “كاشا النيل أتارو”، والتي انتقلت مسيرتها بسرعة من تقديم “أغاني البنات الخفيفة” والمحتوى البسيط على وسائط التواصل الاجتماعي، إلى تبني خطاب سياسي عدائي، ومهاجمة صريحة للسياسيين والنشطاء المدنيين بأوصاف شخصية لاذعة تصل إلى حد التحريض وخطاب الكراهية.
ولم تكن رحلة ظهور وتحول كاشا النيل أمراً عفوياً بل نتاج “صناعة” و”استثمار وصف بأنه كيزاني في التفاهة”، في حملة تهدف إلى خدمة أجندة النظام البائد (الإسلاميين) المضادة للثورة والتغيير المدني- بحسب ما يرى مراقبون.
صعود مدعوم وغرض مُعلنبدأت كاشا النيل التي تطلق على نفسها (فنانة الغلابة)، في جذب شريحة من الجمهور، خاصة عبر منصات التواصل، مستغلةً محتوى بسيطًا يركز على مواضيع اجتماعية خفيفة.
وتزامنت انطلاقتها مع دعم واضح من “الغرف الإعلامية المضادة للثورة” و”فُلول النظام البائد”.
هذه الغرف، التي تدير آلة إعلامية ضخمة وموجهة، عملت على تضخيم ظهورها وتوسيع انتشارها، بهدف تحويلها إلى آلة موجهة لخدمة أجندتها السياسية.
وبعد مرحلة التأسيس الجماهيري، سرعان ما اتجهت كاشا نحو “غرضها الأساسي”.
وتجلى هذا التحول في تبنيها خطابًا يستغل الأوضاع الراهنة لتوجيه هجوم ممنهج وشرس ضد خصوم النظام الإسلامي، لا سيما المدنيين والثوريين.
شتائم وهجوم شخصيمؤخرا تكشفت الخيوط بالقصيدة التي نشرتها بعنوان رمزي هو “أم نوز”.
تضمنت هذه “القصيدة” خليطًا من الشتائم والأوصاف الشخصية البذيئة التي تستهدف سيدة/ ناشطة سياسية، موجهة لها اتهامات بالعمالة (دعم الملايش) والفسق والخيانة الوطنية (يا الضد الوطن.. ابنة لكن عاقّة).
وتجاوزت مهاجمة الأفكار أو المواقف السياسية إلى الهجوم على الشكل والسلوك الشخصي والأخلاق، بوصفها بـ”العَفنة” و”المَلَهدمة”، والهجوم على طريقة حياتها ودينها، كما ربطت بشكل مباشر بين المهاجمة وبين دعم قوات الدعم السريع، مما يخدم سردية الإسلاميين في اتهام المدنيين بالعمالة.
ويعكس هذا الخطاب لغة الكراهية التي لطالما استخدمها النظام القديم في وصم خصومه، ووصل في نهاية القصيدة إلى حد التهديد الصريح بتجنيدها إجبارياً وإرسالها إلى مناطق النزاع.
اتهامات بافتقاد الذكاءواجهت كاشا النيل انتقادات واسعة من الجمهور الواعي والنقاد، الذين وصفوا خطابها بأنه “انحدار سريع إلى درك خطاب الانحطاط السياسي”.
وأشار متداخلون على منصاتها إلى أن محاولتها للترويج لنفسها كـ”فنانة وصانعة محتوى” من خلال استعداء غالبية الجمهور، يكشف عن “افتقادها للذكاء” والفطنة وأنها بدأت في “ركوب سلم الصعود إلى أسفل”.
ورأى كثيرون أن كاشا النيل هي مجرد “فنانة مصنوعة قليلة الموهبة ركيكة الكلمات”، وأن ظهورها السياسي السافر هذا هو الهدف الأساسي من الاستثمار فيها إعلامياً من قبل “عصابة بورتسودان وداعميها من فُلول النظام”، في محاولة يائسة لتشويه خصومهم عبر التفاهة الموجهة.
ويرى كثيرون أن كاشا تعتبر مثالاً بارزًا على استخدام الفن الهابط كأداة في الحرب الإعلامية الدائرة في السودان، فبدلاً من أن تكون منصة للوعي والتعبير، تحولت إلى بوق يتبنى أجندة سياسية محددة، ويُروّج للكراهية والإقصاء، مؤكدة بذلك الشبهات حول تمويلها وتوجيهها من قبل أطراف تسعى لتقويض جهود التحول المدني والديمقراطي.
الوسومالإسلاميين التحول الديمقراطي السودان المليشيا ثورة ديسمبر عصابة بورتسودان فلول النظام البائد كاشا النيلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإسلاميين التحول الديمقراطي السودان المليشيا ثورة ديسمبر عصابة بورتسودان فلول النظام البائد خطاب ا
إقرأ أيضاً:
أغاني أم كلثوم تضئ متحف الحضارة في افتتاح ملتقى القاهرة للمسرح الجامعي
انطلقت منذ قليل، فعاليات الدورة السابعة من ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، بمشاركة وفود من 30 دولة تمثل أمريكا اللاتينية وأوروبا والوطن العربي، في دورة استثنائية تحمل اسم "كوكب الشرق أم كلثوم"، احتفاءً بمرور خمسين عامًا على رحيلها، وتقديرًا لمكانتها كرمز فني وثقافي عربي خالد.
بدأ حفل الافتتاح بمجموعة أغاني لكوكب الشرق أم كلثوم، من فرقة الموسيقى العربية، وسط تفاعل الجمهور معها على خشبة المسرح.
ويُقام حفل الافتتاح داخل المتحف القومي للحضارة المصرية، في خطوة تهدف إلى دمج الفنون مع الثقافة والسياحة، وتسليط الضوء على مكانة مصر الحضارية والتاريخية، بحسب ما صرح به المخرج عمرو قابيل، رئيس الملتقى.
وتشهد الدورة السابعة تنوعًا كبيرًا في الفعاليات، حيث تُنظم ثماني ورش دولية متخصصة يشارك فيها شباب من عدة دول عربية، إلى جانب مسابقات فنية موازية، أبرزها مسابقة "نجم الجامعة" التي تسلط الضوء على مواهب الشباب في مجالات الغناء، التمثيل، الشعر، العزف الموسيقي والكوميديا.
كما تم هذا العام تشكيل لجنة عليا جديدة لوضع فلسفة واستراتيجية الملتقى، تضم عددًا من الشخصيات العامة والفكرية والفنية البارزة، من بينهم الدكتور حسام بدراوي، والدكتور منير فخري عبد النور، والدكتورة جليلة الشيخة المستشار الثقافي لتونس، والكاتبة فاطمة ناعوت، والفنان طارق الدسوقي، والإعلامي شريف عامر، والدكتورة سمر سعيد.
ويُعد ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي منصة شبابية إبداعية تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي، ودعم الفنون المسرحية في أوساط طلاب الجامعات من مختلف أنحاء العالم.