مصوّرو جازان.. عدساتٌ تحفظ التراث وتوثّق ملامح الإنسان والمكان
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
أسهم المصوّرون الفوتوغرافيون في منطقة جازان بدورٍ بارزٍ في توثيق الموروث الشعبي والعمراني للمنطقة، من خلال أعمالٍ فنيةٍ تجسّد جمال الطبيعة وثراء العادات والتقاليد، لتتحول عدساتهم إلى أرشيفٍ بصريٍّ يحفظ ذاكرة المكان والإنسان.
وتشهد المهرجانات والفعاليات الثقافية في محافظات المنطقة حضورًا لافتًا لأعمال المصورين، الذين وثّقوا تنوّع البيئات الجازانية بين البحر والسهل والجبل، وجسّدوا في لقطاتهم مشاهد الزراعة والصيد، والحياة الريفية والبحرية، والحِرف اليدوية التي تعبّر عن مهارة الإنسان في المنطقة وعلاقته المتجذّرة بأرضه.
ويمضي المصوّرون في جازان في سباقٍ مع الضوء، يبحثون عن لحظةٍ تنبض بالجمال الإنساني والعمق التراثي، فيوثّقون البيوت التهامية والجبليّة والفرسانيّة، والأزياء التقليدية، والفنون الشعبية، ومظاهر الاحتفاء بالأعياد والمناسبات الاجتماعية، ليقدّموا أعمالًا تتجاوز حدود الصورة إلى فضاءٍ من الحكاية والتاريخ.
وأولى المصوّرون في المنطقة اهتمامًا خاصًا بتوثيق الحرف والمهن اليدوية، فوثّقوا صناعة الفخار، والحدادة، والنجارة، وحياكة السعف، وصياغة الفضة، وحياكة الطواقي، ومشغولات الأصداف البحرية، وسجّلوا بعدساتهم تفاصيل الأسواق الشعبية ومواسم الإنتاج الزراعي والبحري، لتغدو أعمالهم جسورًا تربط الماضي بالحاضر، وتُبرز الهوية البصرية للمنطقة في معارض فنية ومهرجانات تراثية داخل المملكة وخارجها.
اقرأ أيضاًتقاريرتصاعد كبير في معدلات الهجرة من إسرائيل
وأكد عددٌ من المصورين أن كل لقطةٍ تُلتقط في جازان تحمل رسالةً عن تاريخها وثقافتها وخصوصيتها الفنية، مبرزين دور الصورة التي أصبحت اليوم جزءًا من الذاكرة الثقافية للمجتمعات، وأداةً فاعلةً في حفظ التراث ونقله إلى العالم، فيما أشار المشرف على المعارض الفوتوغرافية بجمعية أدبي جازان علي أبوالقاسم إلى دور المصورين كشركاء حقيقيين في حفظ التراث غير المادي في المنطقة، من خلال توثيق المظاهر الشعبية والحرف اليدوية والفنون التقليدية، مؤكدًا أن عدساتهم تسهم في حفظ الحكايات والتفاصيل التي تصنع هوية المكان وروح الإنسان، مشيرًا إلى أن الجمعية تعمل على دعم جهود المصورين الشباب وتمكينهم من المشاركة في الفعاليات المتنوعة لنقل صورة جازان وهويتها الثقافية.
بدوره أوضح رئيس جمعية أدبي جازان حسن الصلهبي أن الجمعية تولي اهتمامًا خاصًا بدعم المواهب الفنية في مختلف مجالات الإبداع، ومن بينها التصوير الفوتوغرافي، لما تمثّله الصورة من قيمةٍ فنيةٍ وثقافيةٍ قادرةٍ على توثيق هوية منطقة جازان، وإبراز جمالها الإنساني والطبيعي، مؤكدًا سعي الجمعية من خلال برامجها إلى تمكين المصورين الشباب وتوسيع مشاركاتهم في مختلف الفعاليات الثقافية التي تنظمها.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
ورشة صغيرة بلوس أنجلوس تحفظ ذاكرة نجوم السينما في القوالب القديمة
في ورشة لصنع الأحذية في لوس أنجلوس، يشرف رجل يقول إن مهنته باتت في طريقها إلى الزوال، على آثار أقدام شخصيات صنعت تاريخ هوليود.
تضم صناديق مكدّسة بعضها فوق بعض بهت لونها مع مرور الزمن قوالب على أشكال أقدام مختلف الشخصيات التي لعبت دورا في عاصمة الترفيه الأميركية على مدى أكثر من نصف قرن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أحمد داش.. تجربة تمثيلية تنضج في صمتlist 2 of 2فضل شاكر يمثل أمام محكمة الجنايات في بيروت وسط إجراءات مشددةend of listفتتضمن المجموعة قالب قدم إليزابيث تايلور إلى جانب بيتر فوندا، وتوم جونز، وهاريسون فورد.
وتتضمن كومة أخرى قوالب لأقدام شارون ستون، وليزا مينيلي، وغولدي هاون، إلى جانب سيلفستر ستالون، وأرنولد شوارزنيغر.
ويقول صانع الأحذية كريس فرانسيس الذي يحتفظ بقوالب أقدام المشاهير هذه "هناك شيء من الجميع هنا".
وصل فرانسيس إلى المجموعة قبل عدة سنوات بعد وفاة الإيطالي باسكواله دي فابريتسيو الذي عُرف بـ"صانع أحذية النجوم".
ويقول إن "دي فابريتسيو صانع (أحذية) للجميع، من أصحاب الكازينوهات مرورا بالممثلين والمؤدين في فيغاس وبرودواي وهوليود، وصولا إلى (الأحذية التي استخدمت في) الأفلام. لكل من يمكن أن يخطر في البال ممن قدّم عروضا من ستينيات القرن الماضي حتى العام 2008".
وتتضمن بعض الصناديق القديمة تذكارات أو إهداءات من عدد من نجوم الصف الأول.
وتتضمن أخرى على غرار صندوق ساره جيسيكا باركر أو نجمة "ساوند أوف ميوزيك" (Sound of Music) جولي أندروز رسوما لإنتاجات تلفزيونية أو سينمائية.
"قطع فريدة"كانت هوليود في الماضي المكان المثالي لأي صانع أحذية، بحسب فرانسيس، نظرا لحدة المنافسة فيها على الإبداع والتميز.
ويؤكد أن "المشاهير كانوا يتباهون بالمبالغ التي يدفعونها مقابل زوج من الأحذية وأرادوا على الدوام قطعا فريدة"، بينما أنزل صندوقا يحمل قوالب لآدم ويست الذي لعب دور "باتمان" (Batman) في السلسلة التلفزيونية الأصلية في ستينيات القرن الماضي.
إعلانبدأ فرانسيس رحلته في عالم تصميم الأزياء وحصل على أول عرض له عندما اكتُشف وهو يحوك معطفا من الجلد على مقعد حديقة، ويقول ضاحكا "من السهل هنا في لوس أنجلوس أن تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب".
لكن اهتمامه الحقيقي كان بالأحذية التي بدأ يتدرّب عليها في مطبخ منزله، فيعلق "كانت بدائية نوعا ما في البداية. كنت فقط أُعلم نفسي كيفية صنعها".
وبحثًا عن شخص يعلمه هذا الفن، بدأ فرانسيس رحلة البحث في أنحاء لوس أنجلوس عمّن يدرّبه، "كانوا جميعا كبارا في السن من الأرمن والروس. جميعهم من العالم القديم، من بلدان مثل إيران وسوريا".
ويضيف "إما أنهم لم يرغبوا في الحديث وإما أنهم لم يتحدثوا الإنجليزية بطلاقة. لذا كان عليك فقط المراقبة والتعلّم عبر التكرار".
ويوضح أن "الأحذية لا ترحم. إذا نسيت خطوة أو قصصت زاوية ما (بالخطأ)، ينعكس الأمر سلبا على الخطوات العشرين التالية. لذا، يتعيّن أن يكون كل شيء دقيقا طوال الوقت".
إنتاج بكميات كبيرةلكن في عالم متغيّر، لم يعد هذا النوع من العمل الحرفي المتقن يحظى بكثير من التقدير. وبينما كان من الممكن في الماضي لبيرت رينولدز، أو روبرت دي نيرو، أن ينفقا آلاف الدولارات بكل سعادة على زوج من الأحذية يدوي الصنع، فإن القطاع كله تحوّل تماما.
ويقول فرانسيس "أجد أن المزيد والمزيد من المشاهير يريدون الحصول على الأحذية بدون مقابل، وهو أمر يقتل صانعي أحذية مثلي".
يتمنى في بعض اللحظات لو عمل بنصيحة بعض صانعي الأحذية القدامى الذين علّموه الحرفة وانضم إلى فرقة موسيقية، نظرا إلى مظهره كنجم روك.
ويضيف "عندما بدأت، قال (أحد الأشخاص) لم تريد أن تصبح صانع أحذية؟ يمكن شراء الأحذية مقابل 20 دولارا في هذه الأيام".
ويشير فرانسيس (48 عاما) إلى أن بعض صانعي الأحذية القدامى تخلوا عن سعيهم لصناعة أحذية من الصفر وبات عملهم يقتصر على إصلاح الأحذية المنتجة بكميات كبيرة والتي قضت على مهنتهم.
ويختم "كمهنة، بات استمرارها صعبا جدا".