الإخوان... ضحية الإمارات وورقتها الرابحة !
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
في يناير 2025، وقّعت الإمارات والسعودية اتفاقية تعاون مشترك لتطوير قطاع التعدين في السودان، دون أن يكون للسودان أي دور أو حضور في هذه الاتفاقية. لان الهدف منها هو تقاسم عوائد الذهب السوداني المنهوب، الذي تُحوَّل أرباحه إلى الحسابات الشخصية للنافذين في أبوظبي والرياض.
تورط السودان في العدوان على اليمن فتح الباب واسعًا أمام محمد حمدان دقلو (حميدتي) لبناء شبكة علاقات إقليمية ودولية مباشرة بعيدا عن الحكومة، مكنته من الظهور كبطل قومي في الداخل, وفي تمويل قواته وتوسيع نطاق تجنيد المقاتلين وتدريبهم داخل اليمن، فضلًا عن الخبرة القتالية العالية التي اكتسبوها جراء المواجهة مع أشرس مقاتلين في العالم.
ومع انهيار الشراكة بين دقلو وحكومة الإخوان في السودان عام 2023، كانت قوات الدعم السريع قد تحولت إلى قوة مستقلة تفوق الجيش السوداني تسليحًا وتمويلًا وتنظيمًا، لدرجة يستحيل معها دمجها أو حلّها.
ومع أول مواجهة مباشرة، بدأت وحدات الجيش السوداني تتساقط أمامها كقطع الدومينو، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع الداخلي على تقاسم السلطة والثروة بين أمراء الحرب ورعاتهم الإقليميين.
رغم التفوق العسكري الكبير الذي حققه دقلو وسيطرته على العاصمة، ورغم وجود نخبة سياسية واسعة وغالبية شعبية معادية للإخوان، فإن تلك العوامل لم تمكّنه من بناء سلطة سياسية مستقرة برئاسته.
والسبب أن السعودية والإمارات لم تنظرَا إليه كورقة استراتيجية لنقل السلطة من الإخوان إلى خصومهم، بل كورقة تكتيكية مؤقتة لفرض الهيمنة على ثروات السودان من خلال تفكيك الدولة وإغراقها في صراعات داخلية دائمة.
وهذه التكتيكات الإماراتية والسعودية تتقاطع دائمًا مع المصالح الاستراتيجية لأمريكا والكيان الصهيوني في المنطقة، ويكفي أن نلاحظ كيف تزامنت الفظائع التي ارتكبتها قوات دقلو بحق الشعب السوداني مع الجرائم التي ارتكبها الجولاني بحق العلويين والشيعة في سوريا، بالتوازي مع العدوان على غزة، لتشكّل جميعها غطاءً إعلاميًا وسياسيًا لطمس جرائم الإبادة الجماعية في غزة، ولإعادة تمزيق الجبهة الداخلية للأمة التي بالكاد توحّدت تحت تأثير صدمة “طوفان الأقصى” وما تلاه من تداعيات.
وإذا انتقلنا من القراءة التحليلية للأحداث إلى القراءة القرآنية، فسوف نصل إلى نتائج مماثلة في جوهرها، لكنها أعمق وأدق وأشمل، لأنها لا تكتفي بتفسير الواقع، بل تقدم أيضًا حلولًا واقعية ومضمونة إذا ما تحركنا وفق السنن الإلهية التي تحكم مسار الأمم والشعوب.
إذا كان الله سبحانه وتعالى قد توعّد المتخاذلين عن نصرة المستضعفين بالعذاب والاستبدال، فكيف يكون حال المتآمرين عليهم؟
ولولا تورّط الحكومة السودانية في العدوان الظالم على اليمن، لما ذاق السودان ما ذاقه من مآسٍ وويلات، على أيدي أعداء الأمة وأدواتهم في المنطقة الذين لا يفرّقون بين بلد وآخر ما دام الهدف هو ضرب وحدة الأمة ونهب ثرواتها.
وإن لم تتسلّح شعوب الأقطار الإسلامية بالوعي الكافي للاستجابة لنداءِ الله سبحانه وتعالى فيما يحييها، فستكون عرضةً لفتنٍ لا تقتصر آثارها على الظالمين فحسب، بل ستطال الجميع.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية: ندعو إلى وقف إطلاق النار في الفاشر السودانية التي تتعرض لحصار من قوات الدعم السريع
أدانت جامعة الدول العربية، الجرائم المروعة المرتكبة بحق المدنيين في مدينة الفاشر السودانية، حسبما أفادت قناة “ القاهرة الإخبارية” في خبر عاجل .
وقالت جامعة الدول العربية: “ندعو إلى وقف إطلاق النار في الفاشر التي تتعرض لحصار من قوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين”.
وأضافت جامعة الدول العربية:" ندعو إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر دون عوائق".
وتابعت جامعة الدول العربية:" الوضع الراهن يهدد استقرار السودان ووحدته الإقليمية".