حجة الوداع.. قالت دار الإفتاء المصرية إن حجة الوداع لقاءً مهمًّا بين النبي ﷺ والمسلمين، وفيها أرسى رسولُ الله ﷺ القواعدَ التي تضمن للإنسان والمجتمع حياة آمنة ومستقرة، وكذا التطور والنَّماء للفرد خاصة وللمجتمع بصفة عامة.

حجة الوداع:

وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في خطبته يوم النحر بمنى في حَجَّةِ الوداع: «إنَّ دِماءَكُم وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا» أخرجه مسلم.

دروس حجة الوداع

وقال النبي ﷺ في خطبة الوداع: «..وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟» قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ «اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.. [أخرجه مسلم]

تفسير حجة الوداع:

وأوضح الأزهر أن المعنى أنه ﷺ يقول لأمَّته في آخر كلماته من خطبة وداعه: إنْ انتهت مُهمتي، وخُتمت رسالتي، واقترب أجلي؛ فلا تخافوا من الضلال أو الهلاك فقد تركت فيكم سبب اعتصامكم وثباتكم وهدايتكم ألا وهو كتاب الله عز وجل، فاستمسكوا به، وأحلوا حلاله، واجتنبوا حرامه، وقفوا عند حُدوده.

ثم سأل ﷺ الحاضرين -بأبي هو وأمي- عن قولهم فيه إن سألهم الله عنه؛ حتى يعرف شهادتهم عليه أمام الحق سبحانه.

حجة الوداع 
فقال له السامعون من الصحابة رضوان الله عليهم: سنشهد أمام الله أنك قد بلغت وأديت ما عليك، فأَشْهَدَ ﷺ اللهَ عز وجل على مقالتهم فيه، وقال: اللهم اشهد، اللهم اشهد.

وألقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع في يوم عرفة، ونزلت الآية الكريمة: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" في 9 من ذي الحجة سنة 10 هجرية.

إحرام النبي محمد ﷺ في حجة الوداع

أحرم النبي ﷺ وصلّى ركعتي الإحرام بمسجد ذي الحليفة، فعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يَقُولُ: «مَا أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَّا مِنْ عِنْدِ المَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ ذِي الحُلَيْفَةِ». [أخرجه البخاري]

إحرام النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:

ثُمَّ رَكِبَ النبي صلى الله عليه وسلم-ناقته- الْقَصْوَاءَ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ: «لَبَّيْكَ اللهُمَّ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ»، وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ. [أخرجه مُسلم]

والنبي ﷺ حج حجَّةً واحدة في عُمره، وكانت في السنة العاشرة من الهجرة بعد فتح مكة، ودَّع فيها أصحابه وأُمَّته؛ ولذلك سميت بحجة الوداع، فقال لهم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ لَعَلِّي لَا أَرَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا». [أخرجه البيهقي]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حجة الوداع خطبة حجة الوداع صلى الله علیه حجة الوداع ة الوداع النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

فتاوى| لماذا صلاة الظهر سرية حتى في الجماعة؟.. كيف أبر زوجتي بعد وفاتها وحكم التصدق عنها؟.. حكم مسح الرقبة في الوضوء

فتاوى

لماذا صلاة الظهر سرية حتى في الجماعة؟

كيف أبر زوجتي بعد وفاتها وحكم التصدق عنها ؟

حكم مسح الرقبة في الوضوء

نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى التى يتساءل عنها كثير من المسلمين نستعرض أبرزها فى التقرير التالى.

لماذا صلاة الظهر سرية حتى في الجماعة؟

لعل استفهام لماذا صلاة الظهر سرية يعد أحد أسرار الك الصلاة المكتوبة الخفية عن الكثيرين، حيث إن معرفة لماذا صلاة الظهر سرية، ليست معلومة للجميع إذا كان الجميع يعرف أن صلاة الظهر هي ثاني الصلوات المكتوبة، ويعلمون كافة الأمور المتعلقة بها من حيث وقتها وعدد ركعاتها وسننها، وما يقرأ فيها من السورة القرآنية المستحبة والواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكذلك كيفية صلاة الظهر وفضلها، إلا أن قليلون أولئك الذين يعرفون لماذا صلاة الظهر سرية؟، وما إذا كان الجهر بها سواء بالصلاة أو الدعاء يبطلها أو حتى يوجب سجود السهو، من هنا تنبع أهمية معرفة لماذا صلاة الظهر سرية وهي إحدى الصلوات المكتوبة، التي ورد الحث بالمحافظة عليها في القرآن الكريم، فقال تعالى:«حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ» الآية 238 من سورة البقرة.

لماذا صلاة الظهر سرية

قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هذه أمور تعبدية، حيث إن الأحكام منها المعلل أي لها علة ظاهرة وواضحة، ومنها ما ليس له علة ظاهرة للإنسان ولكن تكون في علم الله سبحانه وتعالى، والأحكام هي الأشياء التي طلبت من الإنسان .

وأوضح “ شلبي” في إجابته عن سؤال : ( لماذا صلاة الظهر سرية حتى في الجماعة؟)، أن هذه أمور قدرها الله-سبحانه وتعالى-وقضى بها، منوها إلى ان الإنسان مطلوب منه أن يحقق ما طلب منه، موصيًا العبد أن يصلي الظهر كما جاء.

واستشهد بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم -" صلوا كما رأيتموني أصلي".. رواه البخاري، منوهًا بأن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان لا يجهر في الظهر ولا في العصر، وكذلك لا جهر في القضاء في هذين الوقتين، وعلي العبد أن يطيع الله، فقال الله تعالى في سورة النور،" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون* وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ".

وأضاف أنه فقد فرض الله تعالى خمس صلوات يومية منها ثلاث جهرية -الفجر والمغرب والعشاء - واثنتان سرية -الظهر والعصر-، والجهر فيما جهر به النبي صلى الله عليه وسلم، والإسرار فيما أسرَّ به من الصلوات هو من سنن الصلاة وليس من واجباتها، والأفضل للمصلي عدم مجاوزة سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم وهديَه.

وعن لماذا صلاة الظهر سرية ؟، ففيها اجتهد العلماء لمعرفة الحكمة من الصلاة الجهرية والسرية، فقال بعضهم أننا نفعل ذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فنسرُّ فيما أسرَّ فيه، ونجهر فيما جهر فيه، لقول الله عز وجل: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» (الأحزاب:21)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» رواه البخاري في صحيحه.

و ورد أن التلاوةَ في صلاة الظهر سريّة، ولم يأتِ نصٌ في بيان الحكمة من ذلك، إلا أنّ بعض العلماء ذكروا أنّ وقت صلاة الظُّهر والعصر؛ هو وقت انشغالٍ وعملٍ وسعيٍ لطلب الرزق، فيناسبه أن تكون التلاوة سريّة؛ لأن العقل حينها يكون ممتلئاً بأشغال الحياة وأعمالها، فيتحقّق الخشوع والتفكُّر في الصلاة، فيشتغل الشخص بقرءاته بينه وبين نفسه، ولا ينشغل بشيءٍ آخر، أما الصلاة الجهريّة، فإنّ الليل غالباً يقلُّ فيه المشاغل وكذا الفجر، فإنّ المرء لم يبدأ في انشغالاته بعد، فيكون القلب فارغاً، فيستمع بإنصاتٍ ليستفيد ويتدبّر من قراءة الإمام الجهريّة.

ووقد أُمِرَ المُصلّي باعتدال الصوت في القراءة، أي ما بين الجهر والسّر، لقوله -تعالى-: (وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِت بِها وَابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبيلًا)، فالصلاة المقصودة هُنا؛ صلاة التهجّد والقيام، فإذا صلّى المُصلّي وكان بالمجلس مُستيقظين ونائمين، فيقرأ باعتدال؛ مُراعاةً للنّائمين ولينتفع السامعين.

وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في صلاة التهجّد بالجهر، فيتعرّض المشركون بالسّب على القرآن وعلى من أنزله -عزّ وجل-، فأتى النّهي عن الجهر، فانتهى النبيُّ عنه، ثم أصبحت تفوت الفائدة على أهل بيت النبي ومن يستمع.

وأمر الله -تعالى- بالاعتدال بين الجهر والسر، وعلى المسلم أن يُطبّق أحكام الله -تعالى- ويقتدي بنبيّه -عليه الصلاة والسلام-، فيفعل ما يأمره به وينتهي عما نهى عنه حتى لو لم يتوصّل للحكمة، غير أنّه لا مانع من البحث عن السبب بعد التنفيذ والالتزام بالهديِ النبوي، قال -تعالى- :(لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، وعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال : (صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي).

صلاة الظهر

تعد صلاة الظهر هي الفريضة الثانية التي يؤدّيها المسلم في النهار بعد صلاة الفجر ، وتُصلّى سرًا بخفض الصوت في القراءة فيها، ويبلغ عدد ركعاتها أربع ركعات، إلاّ يوم الجمعة لمن يؤدّيها في المسجد.

وتكون الصلاة فيها جهريّة وعدد ركعاتها اثنتين فقط، حدّد الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- وقتَ صلاة الظهر عندما تبدأ الشمس بالزوال عن وسط السماء وميلها وانكسارها نحو الغرب؛ حيث قال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام: «وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر».

كيف أبر زوجتي بعد وفاتها وحكم التصدق عنها ؟

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإسلام حث على دوام المودة والرحمة بين الزوجين حتى بعد انتهاء الحياة الزوجية بوفاة أحدهما، موضحة أن بر الزوجة بعد وفاتها أمر مشروع تؤيده نصوص السنة النبوية، وأن التصدق عنها من الأعمال التي تصل ثوابها إلى الميت وينتفع بها.

وقالت دار الإفتاء إن الله تعالى جعل الرابطة الزوجية من أوثق الروابط الإنسانية، حيث قال سبحانه في كتابه الكريم: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]، مضيفة أن هذه المودة لا تنقطع بالموت، بل تظل قائمة في صورة وفاء وبر ودعاء، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237].

وأوضحت الإفتاء أن الشريعة الإسلامية لم تمنع الزوج من الإحسان إلى زوجته بعد وفاتها، بل جاءت النصوص النبوية لتؤكد ذلك من خلال مواقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، حيث كان عليه الصلاة والسلام يكثر من ذكرها بخير، ويكرم أقاربها وصديقاتها إكرامًا لها.

واستشهدت الإفتاء بما روته السيدة عائشة رضي الله عنها حين قالت: «مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا»، مؤكدة أن هذا يدل على امتداد المودة والوفاء بحق الزوجة بعد موتها.

 كما بيّن الإمام النووي أن تصرف النبي الكريم يجسد حسن العهد وحفظ الود، وأن ذلك من مظاهر الإيمان والخلق الرفيع.

وأضافت دار الإفتاء أن من صور البر أيضًا إكرام النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصدقاء السيدة خديجة رضي الله عنها، حيث كان يبعث إليهم بالهدايا ويزورهم وفاءً لذكراها، واستغفاره لها ودعاؤه المتكرر بالرحمة والمغفرة، وهو ما ورد في أحاديث متعددة تؤكد أن الوفاء بين الزوجين يمتد إلى ما بعد الموت.

وأشارت الإفتاء إلى أن التصدق عن الزوجة المتوفاة من أعظم صور البر المشروع، مستدلة بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم، مؤكدة أن الصدقة تصل إلى الميت وينتفع بثوابها بإجماع العلماء.

ونقلت دار الإفتاء عن عدد من الأئمة تأكيدهم على هذا الحكم، فقال الإمام الزيلعي الحنفي: إن الإنسان يجوز له أن يجعل ثواب عمله لغيره من صلاة أو صوم أو حج أو صدقة أو تلاوة قرآن أو ذكر، ويصل ذلك إلى الميت وينفعه.

 كما قال الإمام ابن عبد البر المالكي إن العلماء أجمعوا على جواز الصدقة عن الميت، وهو ما أكده كذلك الإمام النووي الشافعي والإمام البهوتي الحنبلي، مبينين أن كل عمل صالح يُهدى ثوابه للميت يناله بإذن الله.

وبناءً على ما سبق، أكدت دار الإفتاء أن بر الزوجة بعد وفاتها يشمل الثناء عليها وذكرها بخير، والدعاء لها، والاستغفار عنها، والتصدق نيابة عنها، أو أداء أي عمل صالح يُهدى ثوابه لروحها، مشيرة إلى أن ذلك من مظاهر الوفاء والخلق الكريم الذي دعا إليه الإسلام، ومن سنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تحث على حفظ الود ورعاية العشرة حتى بعد الوفاة.

حكم مسح الرقبة في الوضوء

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم مسح الرقبة في الوضوء؟ فقد اعتدت في الوضوء أن أمسح رقبتي، فأنكر عليَّ بعض الناس بأنها ليست من سنن الوضوء. فما حكم مسح الرقبة في الوضوء؟

وأجاب عن السؤال الدكتور نظير محمد عياد -مفتي الجمهورية- وقال: مسح الرقبة أثناء الوضوء من الأمور الخلافية التي ليس فيها إنكار على فعله أو تركه، والأمر فيه سعة، فمن مسح رقبته عملًا بمذهب من رأى أنه سنة صح وضوؤه، وحاز ثوابًا على نيته في الاحتياط والحرص على السنن ولو كانت مما اختلف فيه العلماء، ومن لم يفعل فلا حرج عليه، وعلى المسلمين ألا يجعلوا مثل هذه المسائل الخلافية بابًا للفرقة والنزاع، فلا إنكار في المختلف فيه، وإنما الإنكار في المجمع عليه، ومن ثمَّ فمسحك رقبتك أثناء الوضوء جائز شرعًا ولا حرج فيه، ووضوؤك صحيح ومجزئ.

ما حكم  الكلام أثناء الوضوء؟ 

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم  الكلام أثناء الوضوء؟

وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: للوضوء آداب ينبغي مراعاتها، والكلام أثناء الوضوء بغير حاجة هو من ترك آداب الوضوء عند الحنفية، ومكروه عند المالكيَّة؛ وخلاف الأولى عند الشافعيَّة والحنابلة.

قال العلَّامة ابن مازه الحنفي في "المحيط البرهاني" (1/ 48، ط. دار الكتب العلمية) في بيان آداب الوضوء: [ومن الأدب: ألَّا يتكلم فيه بكلام الناس] اهـ.

وقال العلَّامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (1/ 30، ط. دار الكتاب الإسلامي): [ترك كلام الناس لا يكون أدبًا إلَّا إذا لم يكن لحاجة، فإن دعت إليه حاجة يخاف فوتها بتركه لم يكن في الكلام ترك الأدب؛ كما في "شرح المنية"] اهـ.

وقال العلَّامة الدردير المالكي في "الشرح الصغير" (1/ 127-128، ط. دار المعارف): [ويكره الكلام حال الوضوء بغير ذكر الله تعالى] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (1/ 465-466، ط. دار الفكر): [قد ذكر المصنف أن سنن الوضوء اثنتا عشرة.. منها.. ألَّا يتكلم فيه لغير حاجة.. وقد نقل القاضي عياض في "شرح صحيح مسلم" أن العلماء كرهوا الكلام في الوضوء والغسل، وهذا الذي نقله من الكراهة محمول على ترك الأَوْلى، وإلَّا فلم يثبت فيه نهي فلا يسمَّى مكروهًا إلا بمعنى ترك الأَوْلى] اهـ.

وقال العلَّامة الحجاوي المقدسي الحنبلي في "الإقناع" (1/ 30، ط. دار المعرفة): [ولا يسن الكلام على الوضوء بل يكره، والمراد بالكراهة ترك الأَوْلى] اهـ. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.

حكم غسل الوجه عند الوضوء مع وجود الكحل

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم غسل الوجه عند الوضوء مع وجود الكحل؛ فأنا أضع الكحل في عيوني للزينة، فلو كنت خارج المنزل أو داخله وأردت أن أتوضأ للصلاة، أغسل وجهي كله دون أن أجعل الماء يلمس جفوني، والكثيرات من الأخوات أخبرنني أن ذلك يجوز ولا حرج فيه طالما أنني توضأت أول مرة وقت صلاة الفجر وغسلت عيني وجفوني تماما. فما رأي فضيلة المفتي؟

وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: إذا كان الحال كما ورد بالسؤال: من أن السائلة تضع الكحل في عيونها للزينة فإذا أرادت الوضوء غسلت وجهها كله دون أن تجعل الماء يلمس جفونها وقد أخبرها الكثيرات من الأخوات أن ذلك جائز ولا حرج فيه طالما أنها توضأت أول مرة وقت صلاة الفجر وغسلت عينها وجفونها تمامًا.

نفيد بالآتي: من المقرر شرعًا أن من واجبات الوضوء غسل الوجه أخذًا من قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6]، ومن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا تَوَضَّأتُمْ فَأَشْرِبُوا أَعْيُنَكُمْ مِنَ المَاءِ» أخرجه ابن حبان وابن أَبي حاتم، ويدخل في الوجه الحاجِبَان وأَهْدَاب العين والعُنْفُقَة والشَّارِب، ومن باب أولى جفون العين. انظر: "المغني" و"الشرح الكبير" (1/ 98 مطبعة المنار).

وأكدت بناء على ذلك: فإنه عند إرادة الوضوء سواء كان تجديدًا له أو بعد انتقاضه يجب غسل الوجه كاملًا، بما فيه من شعر الحاجبين وأهداب العين وجفونها، ولا تصح الصلاة بغير ذلك.

طباعة شارك لماذا صلاة الظهر سرية صلاة الظهر التصدق الوضوء الكلام أثناء الوضوء غسل الوجه عند الوضوء مع وجود الكحل الجماعة

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: الرشوة كبيرة من الكبائر والمرتشي يحرم نفسه من استجابة الدعاء
  • أذكار بعد صلاة العشاء.. لا تفوّت سنة النبي واغتنم ثوابها
  • ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • فتاوى| لماذا صلاة الظهر سرية حتى في الجماعة؟.. كيف أبر زوجتي بعد وفاتها وحكم التصدق عنها؟.. حكم مسح الرقبة في الوضوء
  • هل تقبل الصلاة على النبي من الفاسق؟.. علي جمعة يجيب
  • حكم قول خد الشر وراح .. دار الإفتاء توضح
  • ما حكم الصلاة على النبي عند البيع والشراء؟ .. الإفتاء تجيب
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
  • ما حكم تخصيص أيام معينة لقيام الليل جماعة؟.. الإفتاء تجيب