الثورة نت:
2025-10-29@04:44:41 GMT

السعودية والإمارات.. أسواق ونفاق!

تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT

 

قبل سنوات قليلة أعطت أمريكا التوجيهات للدول الخليجية وعلى رأسها بالطبع السعودية بعدم الاستيراد من الصين.. ردت هذه الدول باستعدادها لوقف أي استيراد من الصين، ولكنها ستظل تحتاج لاستيراد ما لا يتوفر لدى بقية الدول ووافقت أمريكا وإن بامتعاض..

تذكرت هذا قبل أيام وأنا أتابع تقارير وتحليلات تقول إن أمريكا طلبت من السعودية ودول أخرى أن تحسن علاقتها مع إيران وأن تتخلى عن الصدامية معها، ومن أهداف ذلك جرّ إيران للدخول فيما تسمى الاتفاقات الإبراهيمية.

.

حين تفشل أمريكا في أي جانب تزعم وتدعي أنها أوقفت حرباً كحرب الهند وباكستان، وحين تنجح الصين في الوصول إلى اتفاق أو توافق بين إيران والسعودية ستقول إنه لولا أنها أوعزت أو وافقت لما تم مثل ذلك..

دعونا نتجاوز الكثير من هذا لنسأل كيف أصبحت علاقات السعودية والإمارات وغيرهما مع الصين وروسيا إلى مستوى غير مسبوق في تاريخ النظام السعودي؟ وذلك لم يعد يحتمل القول إن أمريكا أوعزت أو تم الأخذ منها، لأن الصين باتت أكبر مورد للسيارات الكهربائية إلى السعودية، وبالتالي فإنه باستثناء التسليح وما يرتبط كاتفاقات أمنية ودفاعية أو غیر ذلك، فالسوق الخليجي بات مفتوحاً وعلى مصراعيه لكل المنتجات الصينية والروسية وغيرها، ومثل هذا لا علاقة له لا بإيعاز ولا بإذن أمريكي وهو أمر واقع عالمي فوق قدرة أمريكا على أن تحكمه أو تتحكم فيه..

الأنظمة الخليجية و«السعودية» على رأسها محكومة أمريكياً وباتت محكومة إسرائيلياً وهي في ذلك مكبلة ومجبرة ولا تستطيع التحرك خارج هذا الخط حتى لو أرادت، وأمريكا إلى جانب ذلك تحكم وتتحكم في اقتصاد هذه البلدان وثرواتها وبقدر كبير فيما يمكن القول إن الأمر الواقع عالمياً فرض تحرير وتحرر التجارة عالمياً فوق إرادة أمريكا وإرادة هذه الأنظمة.

الاصطفاف العالمي المناوئ لأمريكا، لم يعد في فكر الثورات والتثوير أيديولوجياً ولا يريد قلب وتغيير الأنظمة لا في أمريكا ولا حتى في هذه الدول الخليجية، وكل ما يريده هو التنافس للشراكة وشراكة حقيقية في المصالح تحس وتلمس، وهو بذلك استطاع تغيير أرضية ما عُرفت بالحرب الباردة وشعار «يا عمال العالم اتحدوا»، بينما أمريكا – وذلك سيثبته الزمن – هي التي لا تستطيع خوض التنافس الشريف وانكشفت في شمولية وديكتاتورية على بلدان كهذه بأفظع وأسوأ مما مثلته الشمولية الأيديولوجية الشيوعية..

خبير أمريكي كبير ومتخصص سُئل لماذا السياسة الصينية تتصاعد نجاحاتها عالمياً وبتسارع مقارنة مع أمريكا؟..

أجاب لأن السياسة الصينية ترتكز على الإقناع والمصالح المشتركة، بينما السياسة الأمريكية ترتكز على القوة والإكراه ومصالح أمريكا فقط يعنينا في هذا السياق أن الصين وروسيا تقاطعتا مع أمريكا في منطقتنا من منظور مصالحها – وهذا طبيعي – ثم من منظور احتدام النظام الدولي والقوانين الدولية، ولذلك فهذا الاصطفاف الدولي لا يمارس مع أي حلفاء له ضغوط قوة أو استفراداً بمصالح، ولذلك يعنينا أن نعي هذا الميزان أو التوازن الذي يمثل التغيير التدريجي في واقع العالم..

لا يمكن دفع الصين وروسيا في منطقتنا تحديداً إلى موقف فوق هذا الميزان أو التوازان وفي ذات الوقت فإنه لا الصين ولا روسيا تستطيعان فرض موقف على اليمن غير ما تراه اليمن الموقف الذي يحافظ على حقوقها ويراعي مصالحها، وإذا النظامان السعودي والإماراتي مثلاً يفكران بأن علاقة الصين وروسيا التجارية أو غيرهما، ستمكنهما من دفع روسيا والصين للضغط على اليمن لتقبل ما لا يقبل، فذلك هو الوهم الذي لن يأتي ولن يتحقق..

في ظل استمرار العبث والعدوان السعودي – الإماراتي، نذكر النظامين أننا هزمنا أمريكا والغرب وإسرائيل، ونذكر بكل واقعیة وتواضع بهذه الحقيقة، وإذا هذا ما حدث مع أمريكا بكل أتباعها وتوابعها وأبقارها الحلوبة، فعليهم ومن الآن أن لا يفكروا في أدوار للصين وروسيا أو غيرهما خارج الالتزام الكامل بحقوق ومصالح اليمن، ولا ولن يفيد إعلام التهريج الزائف والمزيف بكل قدرات أمريكا وإسرائيل معاً!.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل تندلع حرب بين أوروبا وروسيا خلال ألف يوم؟

في مقاله "حرب مع روسيا خلال ألف يوم؟"، يناقش الكاتب ماتيو بوك-كوتيه التحذيرات الصادرة عن أجهزة الاستخبارات الأوروبية التي تتوقع احتمال اندلاع صراع مفتوح بين أوروبا وروسيا خلال 3 سنوات.

ويرى الكاتب، في مقال بصحيفة لوفيغارو، أن هذا السيناريو لا يمكن استبعاده كليا، مستشهدا بسابقة عام 2022 حين لم يصدق أحد أن روسيا ستغزو أوكرانيا، ومع ذلك حدث الغزو بالفعل.

ويؤكد بوك-كوتيه أن روسيا تظل قوة إمبراطورية عدوانية لا تتسامح مع استقلال جيرانها، وأن انضمام دول أوروبا الشرقية إلى حلف الناتو كان في الأساس محاولة لحماية نفسها من النفوذ الروسي، مؤكدا أنهم محقون في ذلك.

ويحذر في هذا الصدد من أن هذا الصراع، الذي لا يزال محصورا في منطقة محددة، قد يمتد غدا إلى دول البلطيق، مما يعني أنه سينتشر ليتحول إلى "صدام دون منطقة عازلة بين الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية الغربية"، على حد تعبيره.

لكن بوك-كوتيه ينتقد في الوقت نفسه النخب الأوروبية التي تستغل الخطر الروسي لتعزيز مشروعها الفدرالي داخل الاتحاد الأوروبي، معتقدة أن الخوف من بوتين (في إشارة إلى الرئيس الروسي) يمكن أن يوحد أوروبا سياسيا.

ويرى الكاتب أن خطاب الحرب المقبلة خلال "ألف يوم" يخدم قبل كل شيء مصالح سياسية داخلية، إذ تستخدمه ما يسميها بـ"النومنكلاتورا" (الطبقة الحاكمة في الوسط السياسي الأوروبي) لإعادة شرعنة سلطتها، واستعادة لغة الهوية والحدود، ولكن فقط عندما يتعلق الأمر بحدود أوكرانيا.

وينتقد الكاتب ما يراه تناقضا يعكسه تسامح هذه النخب مع الهجرة غير المنضبطة داخل أوروبا، وما تسببه من اضطرابات اجتماعية، وبين حماسها الشديد للدفاع عن سيادة أوكرانيا البعيدة.

ويتساءل بوك-كوتيه أيضا عما إذا كانت التهديدات التي تواجه الديمقراطية الأوروبية داخلية بقدر ما هي خارجية، محذرا من أن تضخيم الخطر الروسي قد يُستخدم لتبرير قمع المعارضات الداخلية، ووصم الخصوم السياسيين بأنهم عملاء لموسكو. ويشير إلى خطر أن تُلغى أو تُشكك نتائج انتخابات مستقبلية في بعض الدول الأوروبية بذريعة "التدخل الروسي" إذا جاءت مخالفة لتطلعات النخب الحاكمة.

إعلان

ويختم الكاتب بالتأكيد على ضرورة النظر بجدية إلى التهديد الروسي الحقيقي، ولكن في الوقت نفسه الحذر من استغلال هذا التهديد من قبل من يسعون للبقاء في السلطة "بأي ثمن". فالتوازن بين الوعي بالخطر الخارجي ورفض التلاعب السياسي به، هو الموقف العقلاني الذي يفتقده "الوسط المتطرف" الأوروبي اليوم.

مقالات مشابهة

  • مصر وروسيا.. جسور من السلام والتاريخ
  • السعودية وروسيا تجريان محادثات لتعزيز شراكة الاستجابة للطوارئ والكوارث
  • ترامب: محادثاتي مع الصين قد تغيّر العلاقات وروسيا يجب أن تنهي حرب أوكرانيا
  • مصر والإمارات توقعان خطاب نوايا لتطوير مدارس التعليم الفني
  • هل تندلع حرب بين أوروبا وروسيا خلال ألف يوم؟
  • تعزيز التعاون بين مصر والإمارات في وزارة الموارد المائية
  • مع إيران والإمارات والمالديف.. منتخبنا لليد بالمجموعة الأولى للتضامن الإسلامي
  • في ختام تعاملات الأحد| تباين أداء أسواق المال العربية.. ارتفاع بورصات مصر وقطر وتراجع السعودية والكويت
  • عاجل | الصين تعلن التوصل إلى توافق مبدئي مع أمريكا في الملف التجاري