وجدان أبو شمالة.. فقدت 400 من عائلتها ووثقت وجع غزة في كتاب
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
بعد عدوان إسرائيلي استمر عامين، مُحيت فيه آلاف العائلات بالكامل من السجل المدني في قطاع غزة، وأصبحت مجرد عدد في سلسلة تجاوزت أرقامها نحو مئات الآلاف بين شهيد ومصاب ونازح، فضلا عن قصص إنسانية ومأساة جماعية تتكشف سطورها منذ الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في التاسع من الشهر الجاري.
وتحولت مدن القطاع إلى أنقاض، واندثرت أحياء بأكملها تحت القصف المتواصل، بينما نزحت آلاف الأسر من منازلها بحثا عن مأوى في مدارس مهدمة أو خيام لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، ومع انهيار النظام الصحي وانقطاع الكهرباء والمياه، باتت غزة واحدة من أكثر مناطق العالم معاناة إنسانية، وفق تقارير الأمم المتحدة.
من هذه المآسي ما تعرضت له أسرة الصحفية وجدان أبو شمالة التي فقدت في هذا العدوان الإسرائيلي نحو 400 فرد من عائلتها، وحصلت معه على لقب "الناجية من الإبادة الجماعية التي تعرضت لها أسرتها".
تقول وجدان للجزيرة نت إن فقدان عائلتها "ليس مجرد رقم في نشرات الإحصاء اليومية، بل مأساة إنسانية حقيقية"، موضحة أن معظمهم استشهدوا تحت أنقاض الأبراج السكنية التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية دون سابق إنذار، بينما لا تزال جثامين كثيرين منهم مطمورة تحت الركام بسبب غياب معدات الإنقاذ.
ولم تكن مأساة وجدان سوى واحدة من فصول الألم الذي يعيشه سكان القطاع يوميا، ففي مشهد آخر يقف الناجون أمام المستشفيات المهدمة بحثا عن أثر لأقاربهم، بينما تتكدس جثامين الشهداء في شاحنات التبريد أو تحت أغطية مؤقتة، في ظل عجز المستشفيات عن استيعاب الأعداد الهائلة من الشهداء.
وتضيف وجدان بأسى أن الغزيين "يعيشون اليوم بلا مقومات للحياة"، فبعد كل قصف "ينبش الأهالي الركام بأيديهم العارية بحثا عن ناجين، ثم يقضون يومهم في محاولة العثور على حفنة طحين أو قليل من الماء".
إعلانوتصف وجدان المشهد بقولها إن "الحياة في غزة تحولت إلى معاناة يومية عنوانها النزوح والجوع والخوف"، حتى غدت حياة الناس تختصر في "حقيبة صغيرة" تحمل أوراقهم وبعض الملابس، لا يدرون إن كانت تكفيهم للشتاء أم للصيف.
وخلال العامين الماضيين، عاش سكان القطاع واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، وتسببت الغارات والحصار في شلل شبه تام للحياة الاقتصادية والاجتماعية، فأغلقت المدارس والجامعات، ودُمرت الأسواق والمستشفيات، وامتلأت الطرق بالنازحين الذين يبحثون عن مأوى أو لقمة طعام، في وقت انهارت فيه كل أشكال الحياة الطبيعية.
وأمام هذا الألم، قررت وجدان تحويل وجعها إلى فعل، فشرعت في إعداد كتاب توثّق فيه قصص الناجين وأسر الشهداء، واصفة إياه بأنه "مشروع صحفي وإنساني"، هدفه أن يتذكر العالم من استشهدوا أو أُصيبوا في غزة بأنهم "ليسوا أرقاما في الأخبار، لكنهم بشر حقيقيون كانت لهم أحلام وأحبة ومستقبل قُتل معهم".
وترى وجدان أن كتابها "شكل من أشكال المقاومة ضد محو الذاكرة وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم"، مؤكدة أن كل قصة فيه "شهادة على حياة انطفأت أو جُرحت لكنها تظل شاهدة على الصمود".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
ذمار.. ابنة المعتقل اليفاعي تكشف مأساة عائلتها بسبب منع زيارة والدها
كشفت زهور محمد اليفاعي، ابنة الناشط المعتقل محمد محمد اليفاعي، فصولاً مؤلمة من معاناة عائلتها، مسلطة الضوء على ما تعانيه أسرتها بسبب منع الزيارة لذويهم المعتقلين في ذمار، على ذمة الاحتفال بثورة 26سبتمبر.
وأشارت اليفاعي في منشور مؤثر على صفحتها بموقع "فيسبوك"، إلى منع شقيقتها " جلاء" البالغ عمرها تسع سنوات وجدتها المسنة، من زيارة والدها المعتقل من أواخر شهر سبتمبر الفائت.
وقالت: "انفجرت - جلاء- بالبكاء وهي تتوسل الحرس يسمحوا لها بالزيارة". كما أكدت أن حراسة جهاز الأمن والمخابرات بذمار، منعوا "جدتها المسنة التسعينية من البوابة يوم أمس وهي تحاول الاطمئنان على ولدها".
وانتقدت زهور، ما وصفته بـ"التعنت" في حق والدها الذي أفنى عمره في المطالبة بخدمات مجتمعية.
وقالت: ما يحدث مهزلة لا يستوعبها عقل.
وتبرر بعض القيادات الحوثية الإبقاء على المعتقلين في السجن، بخضوعهم لدورة "ثقافية"، في وقت يطالب الأهالي بسرعة الإفراج أو على الأقل زيارة المعتقلين.
واعتقل محمد محمد اليفاعي، في 25 سبتمبر/أيلول 2025م، بتهمة الاحتفال بذكرى ثورة 26سبتمبر، إلى جانب العشرات من النشطاء والمدونين والسياسيين بينهم "خالد الكليبي وعايض الصيادي وعبدالله البخيتي".
وقبل يوم واحد من اعتقال اليفاعي، تعرض للاعتداء من قبل نجل مسؤول في محافظة ذمار، على خلفية نشاطه ومحاولته الضغط على السلطات توفير الخدمات العامة.