الهيئة الوطنية لشؤون المرأة عقدت مؤتمراً حول حقوق النساء في السكن والأرض والملكية
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
عقدت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN - Habitat) وبدعم من الشبكة العالمية لأدوات الأراضي (GLTN) مؤتمراً حول حقوق النساء في السكن والأرض والملكية، وذلك في ختام المشروع المشترك الذي تمّ تنفيذه بعنوان " بحث وموجز سياسة حول المعايير الاجتماعية والحواجز التي تعيق وصول النساء إلى حقوقهن في السكن والأرض والملكية".
حضر اللقاء أمينة سر الهيئة الوطنية المحامية نتالي زعرور، نائب مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UN Habitat طارق عسيران، ومديرات ومدراء وممثلات وممثلون عن الوزارات والإدارات العامة ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والأحزاب السياسية والمؤسسات الأكاديمية وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وعضوات من الهيئة الوطنية، وفريقا عمل الهيئة الوطنية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
يأتي هذا المشروع استكمالاً للجهود السابقة التي هدفت إلى بدء حوار متعدد المستويات حول حقوق المرأة في السكن والأرض والملكية في لبنان، من خلال إبراز أهمية حماية هذه الحقوق والسياق القانوني المتعلق بها، وذلك ضمن إطار الحملة الوطنية حول "حقوق المرأة في السكن والأرض والملكية في لبنان".
كما يأتي بعد تطوير وتوزيع استبيان في هذا الإطار، وتنظيم سلسلة اجتماعات تشاورية مع الشركاء من الوزارات والإدارات المعنية، إضافة الى تيسير مجموعتي نقاش مركزة في محافظتي بعلبك-الهرمل وعكار.
افتتحت المحامية زعرور اللقاء بكلمة أبرز ما جاء فيها: "نصبو من خلال هذا المشروع، إلى إعداد توصيات عملية من شأنها أن تُسهم في تعزيز أوضاع النساء في لبنان، وتطوير سياسات عامة ودعم جهود وطنية من شأنها تمكين النساء من الوصول إلى الحقوق المتعلقة بالأرض والسكن والملكية، وضمان مشاركتهن الفاعلة في صنع القرار المرتبط بإدارة الموارد العقارية، وتعزيز الإطار القانوني والمؤسساتي بما يكفل حقوقهن وكرامتهن. وقد كشفت نتائج استطلاع الرأي الذي أجريناه عن معطياتٍ تستدعي التوقّف عندها، إذ لا تتجاوز نسبة النساء اللواتي يمتلكن أو يستخدمن سكنًا أو أرضًا أو ملكية 35.2%، فيما أفادت42.6% من النساء عن وجود حالات عنفٍ أو تهديداتٍ ضد النساء اللواتي يطالبن بحقوقهن في هذا المجال. في المقابل، أكدت غالبية المشاركات، بنسبة 64%، أن التوعية القانونية والتعليم حول الحقوق يشكّلان مدخلًا أساسيًا نحو التغيير، إلى جانب ضرورة الإصلاحات القانونية والتطبيق العادل للقوانين، وإطلاق حملات توعوية وطنية تستهدف النساء والرجال لترسيخ ثقافة المساواة في المجتمع. وهنا نؤكّد أن التمكين الاقتصادي للمرأة هو الركيزة الأساسية لجميع أشكال التمكين الأخرى، إذ إن المرأة المستقلة ماليًا تكون أكثر قدرة على الدفاع عن حقوقها، وعلى مناهضة العنف وعلى المشاركة في الحياة العامة، وعلى الإسهام الفاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدها".
وتابعت: "إن هذا المشروع لا يُعدّ مجرّد بحث أو استطلاع رأي، بل هو خطوة متقدّمة وأساسية على طريق الإصلاح المؤسسي والثقافي الطويل الأمد، الهادف إلى إرساء بيئة قانونية واجتماعية أكثر عدالة وإنصافًا للنساء في لبنان".
وختمت: "تجدّد الهيئة الوطنية التزامها بمواصلة العمل مع جميع الشركاء الوطنيين والدوليين، لتحويل التوصيات التي سوف يخلص إليها هذا المشروع إلى سياساتٍ واقعيةٍ وإصلاحاتٍ ملموسة، تكفل لكل امرأةٍ في لبنان أن تمتلك، وترث، وتسكن، وتعيش بكرامةٍ وأمان. فلنعمل معًا من أجل ترسيخ حقوق المرأة اللبنانية في جميع المجالات، لأن النساء في لبنان أثبتن في كل موقعٍ أنهن شريكات أساسيات في البناء وفي التنمية، وأنهنّ قادرات على إحداث التغيير المنشود نحو مجتمعٍ أكثر عدالة وإنصافًا للجميع".
بعدها ألقى السيد عسيران كلمة قال فيها: "إن حقوق المرأة في السكن والأرض والملكية هي أكثر من مجرد حقوق قانونية – فهي أساسية لتنمية اجتماعية واقتصادية سليمة. عندما تتمكن النساء من ممارسة هذه الحقوق بالكامل، فيحصلن على سكن لائق، ورعاية صحية، وتعليم، وفرص عمل. وهذا يمكّنهنّ من المشاركة في اتخاذ القرارات المنزلية والعامة، ويتم حمايتهنّ من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ويصبحن قادرات على المساهمة بنشاط في استقرار المجتمع، خاصة في المناطق المهمشة والمتضرّرة من الأزمات.
وتابع: "لذلك، كان هدفنا من خلال هذا المشروع الحصول على فهم أفضل للعوامل الاجتماعية والتقاليد المقيدة، والعقبات التي تعيق وتحدّ من وصول النساء إلى حقوقهنّ في السكن والملكية والأراضي، مع التأكيد على أهمية هذه الحقوق وزيادة الوعي حولها. وسيساعد هذا الفهم لنا وللشركاء المعنيين في تصميم سياسات وتدخلات موجّهة وفعّالة مبنية على أدلة واضحة، خاصة للنساء المهمشات والضعيفات."
وختم: "إن تعزيز حقوق المرأة في السكن والخدمات العامة ليس مجرد مسألة عدالة، بل هو محفز للتنمية الشاملة والاستقرار الاجتماعي. من خلال العمل معًا – كهيئات وطنية وبرامج أممية ومؤسسات رسمية ومجتمع مدني ومجتمعات محلية – يمكننا كسر الحواجز وتغيير الأعراف الاجتماعية وتمكين النساء من المطالبة بحقوقهنّ بالكامل لصالح أسرهنّ ومجتمعاتهنّ والمجتمع ككل."
وخلال اللقاء، قدّمت السيدة أورنيللا نهرا، منسقة التنظيم المدني في UN-Habitat، نظرة عامة على المشروع، تلتها شهادة حياة من الدكتورة علوم عودة رئيسة جمعية حقّي أورث من بعلبك
بعد ذلك، عرضت السيدة رينا أبو شوارب، المحلّلة الحضرية لدى UN-Habitat النتائج الرئيسية للاستبيان الذي أجري حول المعايير الاجتماعية والعوائق التي تحد من وصول النساء إلى حقوق السكن والأرض والملكية.
وتلى ذلك شهادة حياة من السيدة فاطمة إدريس من عكار حول الموضوع.
ثم قدّمت السيدة ميشلين إلياس مسعد المديرة التنفيذية للهيئة الوطنية، عرضاً تمّت خلاله مناقشة التوصيات التي خلص اليها استطلاع الرأي والتي سوف تشكل خارطة طريق وطنية يبنى عليها لتعزيز فرص حصول النساء على حقوقهنّ في السكن والأرض والملكية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء يأتي في إطارعمل الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان (2022 – 2030) وتنفيذًا لخطة عمل الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، وفي إطار البرنامج الإقليمي للشبكة العالمية لأدوات الأراضي (GLTN) بعنوان "برنامج المنطقة العربية حول الإدارة الرشيدة للأراضي لدعم برنامج التنمية والسلام والاستقرار" المنفّذ من قبل مبادرة الأراضي العربية. مواضيع ذات صلة هيئة شؤون المرأة اللبنانية توقع مذكرة تفاهم لتعزيز صحة النساء Lebanon 24 هيئة شؤون المرأة اللبنانية توقع مذكرة تفاهم لتعزيز صحة النساء
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المرأة اللبنانیة الهیئة الوطنیة الأمم المتحدة وصول النساء هذا المشروع هذه الحقوق النساء فی فی لبنان حزب الله على طریق من خلال
إقرأ أيضاً:
جمعية نهوض وتنمية المرأة بالشراكة مع السفارة البريطانية تختتم فعاليات المشروع التنموي «لها ومعها»
اختتمت جمعية نهوض وتنمية المرأة بالشراكة مع السفارة البريطانية بالقاهرة فعاليات المشروع التنموي «لها ومعها»، خلال مؤتمر شهد حضور ممثلين عن الجهات الدولية والسفارات والمجالس القومية والجمعيات الأهلية، إلى جانب شخصيات عامة وإعلاميين، وسط إشادة واسعة بما حققه المشروع من تغيير حقيقي في حياة النساء والأسر.
قصة “نور الهدى”.. صوت يلخّص رحلة آلاف النساء
افتتحت المستفيدة نور الهدى المؤتمر بكلمات مؤثرة عكست حجم التغيير الذي أحدثه المشروع في حياتها وحياة أسرتها، قائلة: "أنا شخصيتي اتغيرت… بقي عندي جرأة وكرامة. بيتي بقى هادي بعد ما جوزي بطل يضربني… ولادي اتعلموا يحترموا بعض… حميت بنتي من الختان والجواز المبكر… بقيت أمشي من غير خوف… بقيت أقول لأ… وبقيت قيادية في بيتي وجيراني… وخدت قرار الشغل بعد ما كان جوزي رافض".
قصة نور الهدى، التي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الحاضرين، جاءت كترجمة إنسانية لما أحدثه المشروع لدى آلاف النساء في القاهرة والفيوم والأقصر.
وأكدت الدكتورة إيمان بيبرس، رئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة، أن مشروع «لها ومعها» ركّز على توعية النساء بحقوقهن، وتقديم الدعم النفسي لهنّ، وإشراك الرجال لضمان تغيير حقيقي داخل الأسرة، مشيرة إلى أن كثيرًا من المستفيدات أصبحن «قيادات طبيعية» ينقلن ما تعلمنه إلى محيطهنّ، مما يضمن استدامة أثر المشروع.
وقد أعلن المؤتمر أن المشروع نجح في الوصول إلى:
2,538 مستفيدًا/ة بشكل مباشر
17,766 مستفيدًا/ة بشكل غير مباشر
من خلال العمل مع 21 جمعية أهلية شريكة في 46 منطقة بثلاث محافظات: القاهرة – الفيوم – الأقصر.
وأوضحت بيبرس أن المشروع يُعد أول تعاون للجمعية في الأقصر، ما ساهم في توسيع نطاق العمل بالمناطق الأكثر احتياجًا.
شراكة ممتدة… السفارة البريطانية تعلن استمرار الدعم
أكدت الأستاذة ريتشيل جيل، السكرتيرة الأولى للتنمية بالسفارة البريطانية بالقاهرة، أن ما حققه مشروع «لها ومعها» من وصول وتغيير يفوق المستهدف يُعد إنجازًا يستحق الاستمرار والتوسع، مشددة على أن مكافحة العنف ضد المرأة أولوية أساسية للسفارة.
كما أوضحت الأستاذة حنين شاهين، مستشارة العنف القائم على النوع الاجتماعي ومديرة برنامج ISF بالسفارة، أن هذا ليس ختامًا للمشروع، بل «ختام مرحلة أولى»، وأن السفارة ستواصل الاعتماد على جمعية نهوض وتنمية المرأة كشريك رئيسي في برامج مواجهة العنف ضد المرأة.
الذكاء الاصطناعي… شريك جديد لحماية النساء
شهد المؤتمر كلمة للأستاذ الدكتور رؤوف رشدي، استشاري الصحة الإنجابية وباحث في الذكاء الاصطناعي، تناول فيها دور التقنيات الحديثة في حماية النساء، معلنًا مبادرة جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في منع حوادث التحرش المرتبطة بوسائل النقل الذكي.
شهادات حية… ومعرض لتمكين المستفيدات
استمع الحضور إلى مجموعة من الشهادات المؤثرة لمستفيدات المشروع، عكست التطور الذي شهدته علاقاتهن الأسرية ودورهن المجتمعي، كما تضمن المؤتمر معرضًا لمنتجاتهن التي تلقّين تدريبًا عليها ضمن أنشطة المشروع، في خطوة نحو التمكين الاقتصادي المستدام.
تكريم يعزز الشراكة
وفي الختام، قدّمت د. إيمان بيبرس درع جمعية نهوض وتنمية المرأة إلى السفارة البريطانية بالقاهرة تقديرًا لشراكتها وجهودها في دعم المشروع.