في حديثٍ إيمانيٍ عميق ومؤثر، قدّم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، رؤيةً قرآنيةً وإنسانيةً لمفهوم الشهادة، مؤكّدًا أن وراء كل شهيدٍ قصةً عظيمة تختزل معاني الإخلاص، والإيثار، والصدق، والوفاء لله تعالى، ومنه نقدم قراءة تحليلية للمقتطف الذي وصف فيه الشهيد القائد الشهداء وتضحياتهم بقوله يحفظه الله : لكل شهيدٍ حكاية وأيُّ حكاية، حكاية الشهيد مملوءة بأغلى وأجمل الذكريات، ذكريات العمل الدؤوب، ذكريات الإخلاص لله سبحانه وتعالى، ذكريات الإيثار، ذكريات الصدق، ذكريات الوفاء، وراء كل شهيد حكاية تقدم لنا مآثر من نور القرآن الكريم من تعاليم القرآن الكريم من أخلاق الإسلام العظيم، فهم جسدوا في واقع حياتهم في ما قبل الشهادة في صبرهم وعملهم وبذلهم وعطائهم وما كانوا عليه من أخلاق راقية وعظيمة جسدوا أخلاق الإسلام وتعاليم القرآن الكريم .

 

يمانيون / خاص

 

 حياة تتجدد بالعطاء

يؤكد السيد القائد أن الشهادة ليست نهاية، بل هي بداية حياةٍ أبديةٍ مفعمةٍ بالنور والخلود، فكل شهيدٍ جسّد في حياته معنى الإيمان الحقيقي، وعبّر بدمه عن صدق انتمائه لله ولدينه، وبهذا المفهوم، تصبح الشهادة في فكر السيد القائد أعلى مراتب الوعي والإخلاص، لأنها ناتجة عن مسارٍ من الجهاد والالتزام والمسؤولية، لا عن اندفاعٍ مؤقت أو حماسةٍ عابرة.

 

لكل شهيد حكاية 

يرى السيد القائد أن لكل شهيدٍ حكايةً مملوءةً بالعطاء والمواقف المشرقة، وهي ليست مجرد قصة استشهاد، بل حكاية إنسانٍ ربّاه القرآن وأهّله الإيمان ليكون شاهدًا على صدق المبادئ، فذكريات الشهداء، كما وصفها السيد القائد، تزخر بالعمل الدؤوب والإخلاص لله، وبالإيثار والتضحية في سبيل الأمة، وبالوفاء للمسيرة الإيمانية، إنها حكايات من نورٍ تسكن الذاكرة اليمنية، وتمنحها زخمًا روحيًا في مواجهة التحديات.

 

من القدوة إلى المسؤولية

يضع السيد القائد الأمة أمام مسؤولية الوفاء للشهداء من خلال السير في طريقهم، مؤكدًا أن تخليد ذكراهم يكون بالتمسك بالمبادئ التي استشهدوا من أجلها، فالشهداء في فكره يحفظه الله ، رموز للتطبيق العملي للإيمان، لا مجرّد رموز للتاريخ.
والاقتداء بهم هو استمرار للمسيرة التي بُذلت فيها الدماء لتبقى راية الحق مرفوعة، والوطن مصونًا، والكرامة محفوظة.

 

الشهادة والقرآن .. علاقة النور بالمنهج

من أبرز ما يميز حديث السيد القائد هو الربط العميق بين الشهداء والقرآن الكريم، إذ يعتبر أن الشهداء هم ثمرة التربية القرآنية الحقيقية، فهم الذين نهلوا من القرآن دروس الصبر، والبذل، والتسليم لله، فصاروا ترجمةً حيةً لقيمه ومبادئه، ولذلك يقول حفظه الله: وراء كل شهيد حكاية تقدم لنا مآثر من نور القرآن الكريم، من تعاليم القرآن الكريم، من أخلاق الإسلام العظيم.

بهذا التوصيف، يرتقي السيد القائد بالشهادة من مجرد موقفٍ عسكري إلى منهجٍ إيمانيٍ متكامل يربط بين العقيدة والسلوك، وبين الروح والفعل.

إن توصيف السيد القائد لكل شهيدٍ حكاية، ليس مجرد توصيفٍ وجداني، بل هو صياغة لهوية الأمة المجاهدة.
فكل حكاية فردية تشكل لبنةً في بناء الوعي الجمعي، وكل قطرة دمٍ زكية تضيف إلى ذاكرة الأمة صفحةً من المجد والعزة.
وهكذا تتحول حكايات الشهداء إلى سيرة جماعية للأمة الصابرة الصامدة، وإلى مصدرٍ دائمٍ للقوة والاعتزاز والانتماء.

 

الشهداء .. نبض الحياة وسراج الطريق

من خلال هذا الخطاب، يرسم السيد القائد ملامح فلسفةٍ قرآنيةٍ للشهادة، تجعل منها عنوانًا للبقاء والخلود، لا للفقدان والغياب.
فالشهداء، في رؤيته، أحياءٌ بذكرهم، خالدون بقيمهم، متجددون بأثرهم في حياة الأمة.
وكل حكاية شهيد هي حكاية نورٍ تمتد لتضيء دروب الأجيال، وتغرس في النفوس الإيمان والعزة والكرامة.

 

ولهذا التوصيف دلالات عظيمة من خلال هذا المقتطف العميق تعكس رؤية السيد القائد لمكانة الشهداء ودورهم في نهضة الأمة،
فالشهداء ليسوا أرقامًا في سجلات الحرب، بل أرواحًا حيةً تحمل حكاياتٍ إنسانيةً عامرةً بالقيم والمواقف، وتوصيف السيد القائد للشهداء يهدف إلى بناء وعيٍ تربويٍ لدى الأمة، يجعل من سيرهم دروسًا عملية في الإخلاص والصبر والجهاد، والشهداء هم نتاج مدرسة القرآن، تجسدت فيهم أخلاق الإسلام، فصاروا نماذج للإنسان القرآني الكامل، وكل حكاية شهيد تمثل جزءًا من الذاكرة الوطنية والإيمانية التي تحافظ على تماسك المجتمع وتغذي روح الصمود.

إن توصيف السيد القائد يجعل من الشهادة مشروع وعيٍ متجدد، يحمل رسالة استمرار المسيرة الجهادية حتى يتحقق النصر والعزة للأمة، بهذا التوصيف، تتضح الرؤية الشاملة التي قدّمها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول الشهداء، إنهم رموز النور، ومعالم الطريق، وركائز النهضة الإيمانية للأمة، وحكاياتهم ليست مجرد ذكرياتٍ، بل رسائل حياةٍ وخلودٍ تمتد عبر الأجيال.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القرآن الکریم أخلاق الإسلام لکل شهید

إقرأ أيضاً:

انطلاق الاختبارات التمهيدية للمرشحين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم

انطلقت الاختبارات التمهيدية للمرشحين من الخارج للمشاركة في المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم،والتي تنظمها وزارة الأوقاف و المقرر عقدها في ديسمبر 2025م؛ حيث جرت عمليات الاختبار والتقييم عبر الفيديو كونفرانس، باستخدام أحدث التقنيات الحديثة، بما يواكب التطور الرقمي ويُيسّر مشاركة المتسابقين من مختلف دول العالم.

يأتي ذلك في إطار حرص وزارة الأوقاف المصرية على التوسّع في نشر رسالة القرآن الكريم، وتعزيز التواصل الحضاري والقرآني بين أبناء الأمة الإسلامية في كل مكان، بما يعكس الدور الريادي لمصر في خدمة القرآن الكريم وأهله، وترسيخ قيمه السمحة الداعية إلى الرحمة والتسامح والسلام.

الأوقاف تطلق اسم أحمد عمر هاشم على مسجد بالزقازيقصناعة الوعي.. الأوقاف تنظم 1010 قافلات دعوية بمراكز الشباب


وفي سياق آخر أصدر الدكتور أسامة الأزهري - وزير الأوقاف، القرار رقم ٢٩٩ بإطلاق اسم الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم -رحمه الله- على المسجد الكائن بشارع عمر بن الخطاب أمام جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية.

يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي - رئيس الجمهورية، بتخليد أسماء رموز الفكر والدعوة من علماء الأزهر الشريف؛ تقديرًا لعطائهم وإسهاماتهم في خدمة الدين والوطن . 

ويأتي هذا القرار وفاءً وتقديرًا لعالمٍ جليلٍ من أعلام الأزهر الشريف، وأحد كبار علماء الحديث في العصر الحديث، الذي أفنى عمره في خدمة الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، وأسهم بجهوده العلمية ومؤلفاته القيمة في إثراء الفكر الإسلامي وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، مما عزز مكانة الأزهر وريادته على الساحة العلمية والدعوية.

وأكد وزير الأوقاف أن إطلاق اسم الدكتور أحمد عمر هاشم على هذا المسجد إنما هو تعبيرٌ عن عرفان الدولة بعطاء العلماء المخلصين الذين وهبوا حياتهم لخدمة القرآن والسنة ونشر قيم التسامح والرحمة، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، وأن يحفظ مصر وشعبها وجيشها من كل سوء، وأن ينعم عليها بالأمن والأمان والرخاء والاستقرار.

طباعة شارك المسابقة العالمية للقرآن الكريم

مقالات مشابهة

  • قيادة صعدة تقدّم واجب العزاء في وفاة المجاهد السيد عبدالرحمن حسن الحوثي
  • معنى اللعن وحكمه في القرآن الكريم والسُنة
  • الجامع الأزهر يختتم فعاليات اختبارات مسابقة القرآن الكريم
  • انطلاق الاختبارات التمهيدية للمرشحين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • لقاء تحضيري في تعز تدشيناً لفعاليات الذكرى السنوية للشهيد
  • دعاء رقية المريض من القرآن الكريم
  • الفاشر.. كلمة السيد رئيس مجلس السيادة – القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان
  • ما حكم قراءة القرآن الكريم دون الحفظ؟.. أمين الفتوى يجيب
  • تمديد موعد التقديم لمسابقة شيخ الأزهر لحفظ القرآن الكريم