بوابة الوفد:
2025-10-30@00:31:19 GMT

صراعات الوكلاء فى السودان

تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT

يشهد السودان منذ أكثر من عام صراعًا داميًا بين الجيش السودانى بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتى»، فى واحدة من أكثر الحروب تعقيدًا وتشابكًا فى تاريخ المنطقة. هذا الصراع، الذى بدأ كخلاف على السلطة والنفوذ، تحوّل تدريجيًا إلى حرب مدمّرة تمزّق الدولة وتفتح الباب أمام سيناريوهات التقسيم والتفكك، وسط تدخّلات إقليمية ودولية تهدف إلى إعادة رسم خريطة السودان بما يخدم مصالح قوى خارجية.

السودان، الذى يمتلك ثروات طبيعية هائلة ومساحات زراعية خصبة تجعله مؤهلًا ليكون سلة غذاء العالم العربى، يجد نفسه اليوم غارقًا فى أتون حرب تُهدر موارده وتُدمّر بناه التحتية، وتُشرّد الملايين من أبنائه. ومن المؤسف أن المؤشرات الحالية توحى بأن هذا الصراع لا يُدار فقط من الداخل، بل تُوجَّه خيوطه من الخارج فى إطار خطة مدروسة لتفكيك السودان وإضعافه عبر استنزاف طرفيه المتنازعين، تمهيدًا لتقسيمه إلى كيانات أصغر.

ولا يمكن تجاهل أن بعض القوى الإقليمية، تنخرط بشكل مباشر أو غير مباشر فى هذا الصراع، بدعم هذا الطرف أو ذاك، حفاظًا على مصالحها أو تحقيقًا لأجندات محددة. إلا أن الثمن الحقيقى يدفعه الشعب السودانى، الذى يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية فى القارة الأفريقية.

ولا شك أن العلاقات بين مصر والسودان ليست مجرد علاقات جوار جغرافى، بل هى روابط أزلية وتاريخية تمتد عبر النيل والدم والتاريخ المشترك. لذلك، تنظر القاهرة إلى ما يجرى فى السودان بعين القلق والمسئولية فى آن واحد. فحدود السودان ليست مجرد خطوط على الخريطة، بل امتداد طبيعى للأمن القومى المصرى.

تدرك مصر أن استمرار الصراع فى السودان لا يهدد فقط استقرار هذا البلد الشقيق، بل قد يترك تداعيات مباشرة على أمنها القومى، سواء من حيث الهجرة غير الشرعية، أو تسلل الجماعات المسلحة، أو اضطراب الحدود الجنوبية. لذلك، تتحرك القاهرة سياسيًا ودبلوماسيًا لإيجاد مخرج للأزمة عبر الدعوة إلى الحوار الشامل ووقف إطلاق النار، ودعم جهود التسوية السياسية التى تحفظ وحدة السودان وسلامة أراضيه.

وكعادتها فى مثل هذه الأزمات، تقف مصر على جانب الاستقرار والسلام، دون أن تتورط فى محاور أو تدخلات. فهى تؤمن أن أمن السودان من أمنها، وأن استقراره هو خط دفاعها الأول فى الجنوب.

ومع ذلك، تؤكد مصر بوضوح أنها لن تصمت أمام أى تطورات تمس حدودها أو تهدد أمنها القومى، وأنها قادرة -إذا لزم الأمر- على حماية مصالحها بكل الوسائل المشروعة.

السودان اليوم يقف على مفترق طرق حاسم: إما أن يستعيد وحدته عبر تسوية وطنية تحفظ الدولة وتمنع التقسيم، أو أن يترك نفسه فريسة لصراعات الوكلاء ومشروعات التفكيك.

ومصر، التى تدرك خطورة ما يجرى، تواصل القيام بدورها العربى والتاريخى، ساعية إلى إحلال السلام والاستقرار فى السودان، وفى الوقت نفسه حامية لأمنها القومى وحدودها، بما يضمن أن تبقى المنطقة بعيدة عن الفوضى والانقسام. حفظ الله السودان الشقيق من التقسيم، ومصر وأهلها من كل سوء.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هوامش ت الدعم السريع بقيادة فى السودان

إقرأ أيضاً:

المتحف الكبير يفتح أبوابه.. والاتصالات جاهزة لتغطية الحدث العالمي

فى ضوء توجيهات الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان جودة خدمات الاتصالات خلال افتتاح المتحف المصرى الكبير يوم السبت 1 نوفمبر المقبل، يواصل الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات جهوده لضمان جاهزية البنية الأساسية للاتصالات بما يتناسب مع هذا الحدث الضخم ويليق بمكانته العالمية.  

وفى هذا الشأن؛ قام الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بدعم وتنسيق أعمال شبكات الاتصالات داخل محيط المتحف، وذلك بالتعاون مع مشغلى خدمات الاتصالات، كذلك قام بإجراء ما يلزم من قياسات لجودة خدمات الاتصالات بجميع الطرق المؤدية إلى المتحف، كذلك بالطرق الممتدة من المطارات إلى المتحف، وداخل منطقة الأهرامات والمتحف، كما قام بالإشراف على تركيب العديد من الهوائيات ومحطات المحمول لضمان تقديم خدمات اتصالات عالية الجودة بما يوفر أعلى معدلات التغطية للزوار والوفود القادمة من مُختلف الدول.

مقالات مشابهة

  • فقدان الثقة في الوكلاء وتباطؤ المبيعات.. سوق السيارات إلى أين؟
  • المتحف الكبير يفتح أبوابه.. والاتصالات جاهزة لتغطية الحدث العالمي
  • مصطفى الفقي: مصر لن تتدخل عسكريًا في السودان إلا لحماية أمنها القومي | فيديو
  • يعيشون حربًا أهلية.. مصطفى الفقي: الصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع أعنف من أي وقت
  • متى تتدخل مصر عسكريًا في السودان؟.. مصطفى الفقي: إذا هُدِّد أمنها القومي
  • نشأت الديهي يُحذّر من تصاعد العنف في السودان ويدعو إلى عدم التدخل الأجنبي
  • نشأت الديهي يُحذّر من تصاعد العنف في السودان ويدعو لعدم التدخل الأجنبي
  • أول رد من مصر على الأحداث الأخيرة في السودان.. نرفض محاولات التقسيم
  • الكرملين: روسيا ستفعل كل ما بوسعها لضمان أمنها