عندما يتحدث معظم الناس عن تدريب عضلات الساقين، ينصبّ تركيزهم عادة على عضلات الفخذ الرباعية وأوتار الركبة وعضلات الساق، بينما تُهمَل غالبًا العضلات الضامة الممتدة على طول الفخذين الداخليين، رغم أهميتها الكبيرة في استقرار الحوض وحركة الورك والتوازن. وتحذّر دانا سانتاس، مؤلفة ومدربة العقل والجسم في الرياضات الاحترافية، في مقال نشرته مؤخرًا على موقع "سي إن إن"، من أن إهمال هذه العضلات قد يؤدي إلى فقدان الاستقرار، والشعور بالألم، وزيادة خطر الإصابة.

وتوضح سانتاس أن العضلات الضامة، شأنها شأن العضلات المهملة الأخرى، تمثل سر الحركة الواثقة والسلسة، فهي التي تُمكّن الجسم من المشي وصعود السلالم وتغيير الاتجاه أثناء ممارسة الرياضة بسهولة وأمان، مشيرة إلى أن تدريبها بانتظام يسهم في تحسين الأداء الحركي ومنع الإصابات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا تشعر بالوخز والصداع والتشنجات أثناء التمارين؟ وهذا ما يجب فعلهlist 2 of 2لماذا تُعد تمارين القوة أفضل دفاع ضد الشيخوخة؟end of listوظائف العضلات الضامة

العضلات الضامة أو عضلات الفخذ الداخلية، المعروفة أيضا باسم عضلات الورك المُقرِّبة، "تُعدّ مجموعة عضلية أساسية للأداء اليومي"؛ وتتكون من 5 عضلات: طويلة، قصيرة، كبيرة، نحيلة، ومشطية؛ تمتد من الحوض إلى نقاط مختلفة على طول الفخذ الداخلي، وصولا للركبة.

وبالإضافة إلى وظيفتها الأساسية في التقريب بين الساقين وسحبهما نحو خط منتصف الجسم، والضغط على الركبتين معا؛ توضح سانتاس أن العضلات الضامة تساعد في:

التحكم في دوران الورك. تثبيت الحوض عند المشي أو الجري، أو نقل الوزن من جانب إلى آخر. توفير دعم ديناميكي أثناء القيام بتمارين القرفصاء والاندفاع وصعود السلالم. العمل مع عضلات الأرداف والجذع، للحفاظ على استقامة الجسم أثناء القيام بالأنشطة اليومية. عضلاتك الضامة هي جزء من نظام متكامل يرتبط بالعضلات الأساسية وقاع الحوض (فري بيك)عواقب ضعف العضلات الضامة

وفقا للمدربة الشخصية المعتمدة أناليس ريوس، فإن ضعف العضلات الضامة "قد يؤدي إلى إصابات مثل الشد العضلي في الفخذ، نتيجة الحركة الجانبية، أو شد عضلات ثني الورك".

إعلان

في المقابل، يُعد تدريب هذه العضلات "خطوة أساسية لتقوية الجزء السفلي من الجسم وقاع الحوض، والحصول على وركين صحيين، والوقاية من إصابات الورك، والقدرة على الحركة دون ألم"؛ بحسب المدربة الشخصية المعتمدة تينا تانغ.

وتقول سانتاس إن "ضعف العضلات الضامة، غالبا ما يؤدي إلى:

ضعف التحكم في الحوض. آلام في أسفل الظهر. عدم الشعور بالراحة في الورك. مشاكل في الركبة.

لذا، يشيع بين الرياضيين التعرض لإجهاد منطقة الأربية "عندما لا تستطيع عضلاتهم الضامة تحمّل حركات مثل: الدوران أو إجراء أي تغييرات مفاجئة في الاتجاه"؛ (الأربية تقع بين البطن والفخذ، وينشأ ألمها في الفخذ).

لكن سانتاس تخبرنا أنه "ليس بالضرورة أن تكون رياضيا لتواجه مشاكل متعلقة بالعضلات الضامة، فغالبا ما يصاب موظفو المكاتب "الذين يجلسون لفترات طويلة"، بشد وضعف في عضلاتهم الضامة، مما يؤدي إلى الشعور بـ "تيبس الورك، ومشاكل في وضعية الجسم، وإجهاد الظهر".

فعضلاتك الضامة هي "جزء من نظام متكامل يرتبط بالعضلات الأساسية وقاع الحوض"، وعندما لا تدعم هذه العضلات الحوض بشكل كاف، يتضرر النظام بأكمله، "مما يؤدي إلى مشاكل قد تسبب توترا في أسفل الظهر وانخفاضا في كفاءة الحركة".

التنفس الصحيح يفيد العضلات الضامة

أظهرت دراسة نُشرت عام 2015، أن "الحجاب الحاجز، وعضلات الجذع العميقة، وقاع الحوض؛ تعمل بتآزر أثناء التنفس واتخاذ الوضعية". وأشار مقال بحثي نُشر عام 2021، إلى أن "التنفس الصحيح، يسهم في تدريب العضلات الضامة على الانقباض، مع كل ارتفاع للحجاب الحاجز وانقباض لقاع الحوض، عند إطلاق الزفير"؛ وأن هذا بدوره "يساعد في الحفاظ على استقرار الحوض"؛ وقالت سانتاس إن هذا يعني أن "أنماط تنفسك يمكن أن تدعم وظيفة عضلات الضامة، وتدربها على العمل بفعالية أكبر".

تمارين بسيطة لعضلات ضامة أقوى وأكثر صحة

وفقا لسانتاس، فإن تدريب العضلات الضامة "يحفز العضلات على العمل كعوامل تثبيت، تُهيئ جسمك لمتطلبات الحياة الواقعية، بأداء أفضل وألم أقل"؛ من خلال 3 تمارين تنفذ على مجموعتين أو 3 مجموعات لكل تمرين، من 8 إلى 12 تكرارا، مع التركيز على حركة سلسة ومنضبطة، بالتنسيق مع التنفس المنتظم:

الجسر مع الضغط

تمرين يجمع بين تنشيط العضلات الضامة مع عضلات الجذع وتقوية الورك، ويمكنك تنفيذه كالتالي:

استلقِ على ظهرك مع ثني ركبتيك ووضع قدميك بشكل مسطح على الأرض. ضع قالبا أو وسادة بين ركبتيك. أثناء الزفير، اضغط على القالب أو الوسادة برفق مع رفع وركيك إلى وضعية الجسر. حافظ على استرخاء كتفيك وشدّ عضلاتك الأساسية لتجنب تقوس ظهرك. اثبت لمدة 3 إلى 5 ثوان، مع التنفس بثبات، ثم عد إلى وضعية البداية بتحكم. رفع الساق من وضعية الاستلقاء الجانبي

تمرين لتقوية العضلات الضامة وتحسين ثبات الورك، ويمكن القيام به كالتالي:

استلقِ على جانبك مع فرد ساقك السفلية وثني ساقك العلوية، وإبقاء قدمك مسطحة على الأرض أمام فخذك السفلي. أرح رأسك على ذراعك السفلية وضع يدك العلوية على الأرض أمام صدرك للدعم. ازفر أثناء رفع ساقك السفلية نحو السقف، مع التركيز على استخدام عضلات الفخذ الداخلية. عد إلى وضعية البداية بتحكم. الاندفاع الجانبي

تمرين يجمع بين تقوية العضلات الضامة من جانب، وتمدد الجانب الآخر، ويمكن تأديته كالتالي:

إعلان من وضعية الوقوف، اتخذ خطوة واسعة إلى أحد الجانبين، واثنِ ركبة تلك الساق بزاوية 90 درجة أثناء الجلوس. استشعر وزنك بشكل أساسي على ورك ساقك التي ستخطو عليها، وحافظ على استقامة الساق الأخرى مع رفع صدرك. ازفر أثناء دفع ساقك التي ستخطو عليها للعودة إلى وضعية الوقوف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات إلى وضعیة یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

طبيبة تكشف أسباب ازدياد الشعور بالبرد مع التقدم في العمر

كشفت الطبيبة العامة، إيليز دالاس الأسباب المحتملة لازدياد الشعور بالبرد مع التقدم في السن، مقدمة بعض الحلول للحفاظ على الدفء خلال فصل الشتاء.

تباطؤ عملية التمثيل الغذائي

يسهم تباطؤ عملية الأيض بازدياد الشعور بالبرد مع التقدم في السن.

وأوضحت دالاس، أن عملية الأيض تتباطأ مع التقدم في السن بسبب انخفاض كتلة العضلات الخالية من الدهون والتغيرات الهرمونية.

كما أن وظيفة الغدة الدرقية تتراجع، ما يقلل معدل الأيض وإنتاج الحرارة، وفقا لما نقلته صحيفة "إندبندنت".

وأضافت أن التغيرات في الغدد الكظرية تؤثر على الهرمونات وسكر الكورتيزول، ما يؤثر على توازن الطاقة وتنظيم الحرارة في الجسم.

فقدان العضلات والدهون

يفقد الأفراد الكثير من العضلات والدهون بسبب التقدم في السن، ما يضعف قدرة الجسم على الاحتفاظ بالحرارة.

وشرحت دالاس أن "كتلة العضلات تنخفض، مما يقلل إنتاج الحرارة، كما تنخفض الدهون تحت الجلد فيضعف العزل الحراري، وتنتقل الدهون من الأطراف إلى مناطق مركزية في الجسم، مما يؤثر دفء الأطراف".

ضعف الدورة الدموية

وبينت دالاس أن التقدم في العمر يجعل الأوعية الدموية أكثر صلابة، ويقل استجابتها للتوسع الوعائي، كما تتباطأ الدورة الدموية في الأطراف، ما يعيق توصيل الحرارة، ويضعف تنظيم تدفق الدم عبر الجهاز العصبي اللاإرادي.

وأكدت أن كل هذه العوامل تجعل الحفاظ على الدفء عملية صعبة.

الأمراض المزمنة

تزيد الأمراض المزمنة، مثل قصور الغدة الدرقية، وفقر الدم، والسكري الحساسية تجاه البرد لدى كبار السن، وتؤثر على قدرة الجسم على إنتاج الحرارة وتوزيعها.

وأوضحت الطبيبة أن قصور الغدة الدرقية يقلل إنتاج الحرارة الأساسية، بينما يؤثر فقر الدم على توصيل الأكسجين إلى الأنسجة.

وأضافت أن السكري يمكن أن يسبب اعتلال الأعصاب الطرفية وتلف الأوعية الدموية، مما يضعف الإحساس بالحرارة. كما ويعيق فشل القلب تدفق الدم إلى الجلد والأطراف.

عوامل إضافية

وتشمل هذه العوامل "ترقق الجلد، وضعف وظيفة الغدد العرقية، وانخفاض النشاط البدني، ما يقلل قدرة الجسم على الإحساس بالبرد والاستجابة له"، وفقا للطبيبة.

كيف تبقى دافئا في فصل الشتاء

تنصح دالاس بارتداء الملابس الثقيلة، وارتداء القبعات والقفازات والجوارب. وتوصي بضبط حرارة المنزل عند 20 درجة مئوية على الأقل، واستخدام البطانيات الكهربائية، أو قوارير الماء الساخن، والتأكد من إغلاق النوافذ والأبواب. ويجب الحرص أيضا على تناول الوجبات الدافئة بشكل منتظم، وشرب ما يكفي من الماء، والحرص على تنشيط البدن داخل المنزل لتحفيز الدورة الدموية.

مقالات مشابهة

  • 3 أكلات خارقه تمنع تقلص العضلات
  • ناقشا المواضيع ذات الاهتمام المشترك.. الأمير سعود بن جلوي يستقبل محافظ طوكيو
  • تعاون مع المؤسسات الدولية
  • بين الإبهار والعيوب.. ما الذي يخفيه Oppo Find X9 Pro عنك؟
  • خبراء التغذية يكشفون عن نصيحة واحدة قد تغيّر حياة كبار السن
  • طبيبة تكشف أسباب ازدياد الشعور بالبرد مع التقدم في العمر
  • وضعية النجاة
  • ‫ما هي اضطرابات الحركة التشنجية بعد السكتة الدماغية؟
  • مكون أساسي في السوشي.. ما أبرز فوائد تناول الطحالب البحرية؟