دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناقلت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة باعتبارها لتكدس قتلى في شوارع مدينة الفاشر، بالتزامن مع سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية على آخر معاقل الجيش السوداني الرئيسية في إقليم شمال دارفور.

حصدت الصورة عشرات الآلاف من المشاركات والتفاعلات في موقع فيسبوك وحده، مصحوبة بوصف مٌضلل يقول: "الصباح نزيف.

. الصباح الشهداء الفاشر الذين ما زالوا في طرقات المدينة".

لقطة شاشة لمنشور يحتوي الصورة المتداولة بسياق مٌضلل كشف فحص CNN بالعربية أن الصورة ليست حقيقية، وأنها مُنتجة عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واحتوت الصورة على مؤشرات عديدة تؤكد زيفها، مثل عدم اتساق أجسام القتلى، وتباينها بصورة غير منطقية، وجود أعضاء مبتورة على نحو غير طبيعي.

وفي أقصى يمين الصورة يمكن ملاحظة شعار خدمة شركة ميتا الأم لشبكة فيسبوك "Meta Ai"، المعنية بتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي.

مواطن الخلل في الصورة المُنتجة عن طريق الذكاء الاصطناعي التوليدي

كما أكدت نتائج فحص الصورة عبر أدوات تقنية متخصصة في تدقيق المواد المصورة الزائفة، أن اللقطة غير حقيقية.

نتائج فحص الصورة عبر أداة Hive Moderation

يأتي تداول الصورة مع تقارير عن انتهاكات تزامنت مع سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، الأحد الماضي، بعد حصار دام لما يزيد عن عام. 

كان مختبر جامعة "ييل" للأبحاث الإنسانية قد أصدر تقريرًا يعرض صورًا التقطتها الأقمار الصناعية، تكشف أدلة متزايدة على احتمال ارتكاب جرائم حرب في المدينة.

المصدر: CNN Arabic

إقرأ أيضاً:

التوازن بين الذكاء الاصطناعي والنزاهة الأكاديمية

#التوازن بين #الذكاء_الاصطناعي و #النزاهة_الأكاديمية… من السياسات التفاعلية إلى الحوكمة الاستباقية

الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم

يشهد العالم الأكاديمي في المنطقة العربية تحولاً نوعياً عميقاً مع تسارع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى مجالات البحث والنشر والتعليم، وهو تحول يفرض على الجامعات والمراكز البحثية إعادة النظر في أدواتها ومنهجياتها ومعاييرها الأخلاقية. وقد شكّلت حلقة النقاش “التوازن بين الذكاء الاصطناعي والنزاهة في منظومة البحث العلمي المعاصرة”، التي عُقدت ضمن فعاليات منتدى QS العربي 2025 في مسقط – سلطنة عُمان، محطة فكرية مهمة لتبادل الرؤى حول كيفية توظيف هذه التقنيات في خدمة جودة البحث العلمي دون الإخلال بمبادئ النزاهة الأكاديمية التي تُعد أساس الثقة في المعرفة.

يُعدّ الذكاء الاصطناعي اليوم أحد أبرز المحركات التي تعيد رسم خريطة البحث العلمي العالمي. فهو يسرّع التحليل، ويرفع دقة النتائج، ويتيح الوصول إلى كمّ هائل من البيانات في وقت قياسي. غير أن هذه القوة التحليلية غير المسبوقة تثير في المقابل تساؤلات أخلاقية وقانونية معقدة، تتعلق بالأصالة الفكرية وحقوق الملكية، ومدى موثوقية المخرجات البحثية التي تنتجها الأدوات التوليدية. فغياب الحوكمة المؤسسية يجعل قرارات الاستخدام فردية ومتفاوتة بين جامعة وأخرى، ويزيد من خطر الاعتماد المفرط على التقنيات دون تحقق نقدي أو إشراف علمي دقيق.

مقالات ذات صلة ترمب والوساطة العربية والإسلامية في الميزان ! 2025/10/31

وتبرز هنا مجموعة من التحديات التي تستدعي معالجة جادة، في مقدمتها ضعف التشريعات الداخلية في الجامعات، ما يؤدي إلى تضارب الممارسات البحثية وتفاوت معايير الجودة. يضاف إلى ذلك قصور الوعي البحثي والتقني لدى بعض الأكاديميين والطلبة، مما يجعلهم غير قادرين على التمييز بين المساعدة التحليلية المشروعة والاستخدام غير الأخلاقي للأدوات الذكية. كما يشكّل غياب الشفافية في الإفصاح عن دور الذكاء الاصطناعي في إعداد الأبحاث تحدياً آخر، إلى جانب تأخر تبنّي أنظمة حوكمة رقمية متكاملة تضمن الموازنة بين التقنية والقيم الأكاديمية الأصيلة. هذه التحديات، إن لم تُواجه برؤية مؤسسية واضحة، قد تُضعف ثقة المجتمع العلمي بالمخرجات العربية وتحدّ من قدرتها على المنافسة الدولية.

ومن بين الحلول المقترحة، تبرز أهمية وضع سياسات مؤسسية محددة وواضحة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث والنشر، وإنشاء وحدات متخصصة داخل الجامعات تُعنى بحوكمة هذه التقنيات ومتابعة تطبيقها. كما يُوصى بدمج مساقات “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي” في برامج الدراسات العليا، وتشجيع الباحثين على الإفصاح الصريح عن استخدامهم للأدوات الذكية في جميع مراحل العمل البحثي. ومن الضروري كذلك الاستفادة من التجارب العالمية في مجال “الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي”، مع تكييف هذه المعايير لتلائم البيئة الثقافية والقيمية للمجتمعات العربية.

إن الذكاء الاصطناعي ليس تهديداً للنزاهة الأكاديمية، بل فرصة لإعادة تعريفها. الجامعات التي تمتلك أنظمة شفافة وتتبنّى ثقافة مؤسسية استباقية قادرة على تحويل هذه التقنيات إلى قوة داعمة للإبداع العلمي. أما الاكتفاء بالتحذير دون تنظيم فسيُبقي الذكاء الاصطناعي منطقة رمادية بين الابتكار والمخاطرة. الطريق نحو التوازن الحقيقي بين الابتكار والنزاهة يبدأ من الاعتراف بأن الذكاء الاصطناعي غيّر طبيعة البحث ذاته، وأن استيعاب هذا التحول بوعي وشفافية سيجعل من الذكاء الاصطناعي رافعةً عربيةً للبحث العلمي، تدفعه نحو مزيد من الأصالة، والمساءلة، والتنافسية العالمية.

مقالات مشابهة

  • النبراوي يفتتح ورشة عمل "الذكاء الاصطناعي التوليدي للمهندسين"
  • التوازن بين الذكاء الاصطناعي والنزاهة الأكاديمية
  • لم نقصد الإساءة.. أول تعليق من الأهلي على أزمة صور ثلاثي الزمالك
  • ما قصة صورة عادل إمام بالزي الفرعوني؟
  • الأمم المتحدة: عدد القتلى والجرحى بالفاشر قد يبلغ المئات
  • جوجل تطلق Gemini for Home.. المساعد المنزلي الجديد يفتح عصر الذكاء الصوتي التوليدي
  • تريند الزي الفرعوني.. كيف تحول صورتك لملك فرعوني باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
  • التاريخ يعيد نفسه| مشهد محمد الدرة يتكرر في السودان.. حقيقة صورة أم احتضنت طفلها قبل قتله بالفاشر
  • الذكاء الاصطناعي يشارك في مسابقة توظيف بريد الجزائر