كتب منتخب مصر للناشئين لكرة اليد مواليد 2008 واحدة من أهم المشاركات العالمية في تاريخ اللعبة المصرية، وذلك خلال البطولة العالمية الأولى للناشئين التي استضافتها المغرب، والتي شهدت تألقًا لافتًا للفراعنة الصغار منذ ضربة البداية وحتى الوصول للمباراة النهائية، قبل أن يكتفي المنتخب بالميدالية الفضية بعد خسارة صعبة أمام ألمانيا بفارق هدف واحد، ليؤكد مرة جديدة أن مصر تمتلك قاعدة ناشئين قوية تعد امتدادًا طبيعيًا لتفوق كرة اليد المصرية على المستوى الدولي.

استقبال رسمي في القاهرة لبعثة ناشئي اليد بعد فضية المونديال

ومع انطلاق البطولة، ظهر المنتخب الوطني في شكل متوازن وقوي فنياً وبدنياً وتكتيكياً، حيث أظهر اللاعبون شجاعة كبيرة داخل الملعب وقدرة على مواجهة المدارس العالمية المختلفة، وقدموا أداءً منضبطًا في الجوانب الدفاعية والهجومية، مع قدرة واضحة على التعامل تحت الضغط وبناء الهجمات المعاكسة السريعة التي تُعد واحدة من أهم نقاط قوة مدرسة كرة اليد المصرية منذ سنوات.

وفي دور المجموعات، حقق المنتخب عددًا من الانتصارات المميزة، أبرزها الفوز على البرازيل والولايات المتحدة والمغرب، وهي مرحلة أكدت امتلاك المنتخب أنواعًا متعددة من حلول التسجيل، سواء من الأطراف أو العمق أو التصويب من خارج التسعة أمتار، بجانب جودة عالية في التحول السريع من الدفاع للهجوم بفضل اللياقة البدنية العالية للاعبين.

ولكن نقطة التحول الأكبر في مشوار البطولة كانت في مباراة الدور نصف النهائي أمام المنتخب الإسباني بطل أوروبا، حيث قدم المنتخب المصري واحدة من أفضل مبارياته، واستطاع فرض شخصيته على اللقاء، ليفوز في مواجهة صعبة كانت بمثابة اختبار حقيقي لقدرات هذا الجيل في مواجهة مدارس عالمية تسيطر تاريخيًا على اليد الأوروبية، وهو ما زاد من حجم الاحترام الدولي لهذا المنتخب الواعد.

وفي المباراة النهائية أمس السبت، ورغم الخسارة بفارق هدف وحيد بنتيجة 44-43 أمام ألمانيا، إلا أن أداء الفراعنة الصغار كان قويًا للغاية وشهد إثارة كبيرة حتى اللحظات الأخيرة، ما جعل الخبراء يؤكدون أن مصر قادرة في المستقبل القريب على العودة بقوة لتحقيق الذهبية العالمية داخل هذه الفئة العمرية، طالما استمرت هذه المجموعة على نفس المستوى من التطور والرغبة والطموح.

وتكمن أهمية هذا الإنجاز في كونه يأتي ضمن سلسلة متواصلة من النجاحات العالمية التي تحققها كرة اليد المصرية في مختلف الفئات العمرية خلال آخر ثلاث سنوات، وهو ما يؤكد أن ما يحدث داخل منظومة اتحاد كرة اليد ليس إنجاز لحظة، بل مشروع عمل مؤسسي منظم يبدأ من الناشئين والصغار ويصل حتى المنتخب الأول الذي أصبح منافسًا ثابتًا في البطولات الكبرى.

هذا المشوار الاستثنائي جعل الجميع يتحدث عن مستقبل مختلف لكرة اليد المصرية، وأن الجيل الحالي من مواليد 2008 سيكون له دور كبير في دعم المنتخب الأول مستقبلًا، خاصة مع الثبات الذهني العالي الذي ظهر عليه اللاعبون وقدرتهم على تنفيذ التكتيك والقرارات سريعًا تحت الضغط، وهي مهارة لا تتوافر بسهولة في أعمار صغيرة بهذا الشكل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر أوروبا المنتخب الإسباني البرازيل اليد كرة اليد المصرية منتخب مصر للناشئين لكرة اليد مونديال الناشئين کرة الید المصریة

إقرأ أيضاً:

مصر تجمع الحاضر الرياضي بالماضي الحضاري.. نهائي كأس العالم لناشئي اليد بالمغرب بالتزامن مع افتتاح المتحف الكبير

في ليلة استثنائية لا تتكرر كثيرًا، تقف مصر أمام مشهد تاريخي نادر الحدوث يجمع بين الحاضر الرياضي والمجد الحضاري، حيث يستعد منتخب ناشئي اليد لخوض نهائي كأس العالم أمام ألمانيا، في الوقت ذاته الذي تحتفل فيه البلاد بحدث عالمي ضخم يتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وأكثر من 40 ملك ورئيس وشخصيات دولية بارزة، ليصبح السبت موعدًا لتوثيق لحظة مزدوجة تجمع بين الهوية والإنجاز، بين الآثار التي صنعت التاريخ والجيل الذي يسعى لكتابته من جديد.

على هامش احتفالية المتحف الكبير.. وزيرة الثقافة الفرنسية تزور ستديوهات يوسف شاهين

هذا التزامن لم يمر داخل منظومة كرة اليد مرورًا عابرًا، بل وصفه خالد فتحي رئيس اتحاد اللعبة بكونه لحظة فارقة تمثل انعكاسًا للصورة المصرية الحديثة التي أصبحت تصنع الأحداث الكبرى في أكثر من مجال في وقت واحد، فمصر وفق رؤيته لا تكتفي باستضافة العالم داخل حجراتها الحضارية، ولكنها تبهرهم أيضًا بمنظومة رياضية صاعدة قادرة على المنافسة وتقديم مشروع دولي ثابت.

ويؤكد فتحي أن منتخب الناشئين أصبح جزءًا من تلك الصورة التي ترغب مصر في ترسيخها عالميًا، فالمنتخب يخوض نهائي المونديال ووراءه طموح مشروع بأن يكون التتويج باللقب العالمي هو عنوان ختام تلك الليلة المميزة، لتتحول القاهرة إلى مركز بث مشاعر الفخر على كل المستويات.

وتأتي المباراة أمام ألمانيا في التاسعة والربع مساء بتوقيت القاهرة، وسط حالة ترقب جماهيري وتوقعات بكسر الحواجز وتحقيق إنجاز جديد يضاف لسجل اليد المصرية التي صنعت لنفسها مكانًا ثابتًا بين كبار العالم خلال السنوات الأخيرة على مستوى مختلف الفئات.

ويرى الكثيرون داخل الوسط الرياضي أن هذا الجيل من الناشئين، إذا نجح في أن يختتم تلك الليلة بتتويج عالمي، فإنه سيضع مصر أمام نموذج واضح على أن الأجيال الرياضية الجديدة تسير في طريق التطور الموازي لمسار التطور الوطني العام، خاصة أن العالم سيشاهد مصر الليلة في صورتين: الأولى حضارية ضاربة في الجذور عبر المتحف الكبير، والثانية رياضية شابة تشق طريق المستقبل في نهائي المونديال، وبين الصورتين تتجسد فكرة أن مصر لا تعيش على التاريخ فقط، بل تصنعه وتضيف إليه.

مقالات مشابهة

  • بعثة منتخب الناشئين لكرة اليد تعود اليوم بعد إنجاز فضية المونديال
  • فضية مونديال الناشئين تفتح الطريق لجيل جديد في كرة اليد المصرية.. تقرير
  • استقبال رسمي في القاهرة لبعثة ناشئي اليد بعد فضية المونديال
  • بعثة منتخب الناشئين لكرة اليد تعود إلى القاهرة مساء اليوم بعد إنجاز فضية المونديال
  • منتخب ناشئي اليد يحصد فضية مونديال العالم بعد نهائي مثير أمام ألمانيا
  • مصر تجمع الحاضر الرياضي بالماضي الحضاري.. نهائي كأس العالم لناشئي اليد بالمغرب بالتزامن مع افتتاح المتحف الكبير
  • 140 هدفاً لمنتخب ناشئي اليد فى بطولة العالم قبل مواجهة ألمانيا بالنهائي
  • مشوار ذهبي لمنتخب ناشئي اليد المصري قبل نهائي المونديال الليلة أمام ألمانيا
  • لاعبو «أبيض الناشئين»: تمثيل الإمارات في المونديال الحافز الأكبر