الألمنيوم المعدن الرمادي الذي يقود الاقتصاد العالمي
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
في وقتٍ ينشغل فيه العالم بالنحاس والمعادن النادرة، يبرز الألمنيوم بوصفه العمود الفقري الخفي للاقتصاد العالمي، فالمعدن الذي كان يُعدّ يومًا نفيسًا أصبح أساس الحياة الصناعية الحديثة، من الطائرات والهواتف إلى السيارات الكهربائية والأجهزة المنزلية.
وتبلغ قيمة استهلاكه السنوي نحو 300 مليار دولار، مما يجعله أكثر المعادن غير الحديدية استخدامًا بعد الفولاذ، وفق مقال الكاتب خافيير بلاس في وكالة بلومبيرغ.
ويوضح بلاس أن إنتاج الألمنيوم يتطلب كهرباء هائلة تعادل استهلاك 5 منازل ألمانية سنويًا لكل طن واحد، ولهذا يُعرف باسم "الكهرباء الصلبة".
وقد مكّنت الطاقة الرخيصة التي تولدها الصين من الفحم البلاد من تلبية الطلب العالمي المتزايد طوال 25 عامًا، فارتفع إنتاجها من 6 ملايين طن إلى أكثر من 43 مليونًا، لكنها اليوم تقترب من سقف إنتاجها المحدد عند 45 مليون طن، مما يثير القلق بشأن المرحلة المقبلة.
ورغم وفرة خاماته، فإن إنتاج الألمنيوم أصبح أكثر صعوبة مع ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا وتراجع المخزونات العالمية، مما دفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في 3 سنوات، لتقترب من 2900 دولار للطن المتري.
ويتوقع بعض المحللين، وفق بلومبيرغ، أن يقفز السعر إلى 4 آلاف دولار خلال عامين في حال استمرار الضغوط على جانب العرض.
إندونيسيا في المشهد وتوازنات جديدةويُبرز الكاتب دخول إندونيسيا بقوة إلى سوق الألمنيوم، بعد أن أصبحت مركزًا رئيسيًا للإنتاج بفضل الاستثمارات الصينية الضخمة من شركات مثل هونغكياو وشاندونغ نانشان.
ويُتوقع أن يرتفع الإنتاج الإندونيسي 5 أضعاف بحلول عام 2030، مما يجعلها رابع أكبر منتج في العالم بعد الصين والهند وروسيا، كما تبني الشركات الصينية مصاهر في أنغولا تعمل بالطاقة الكهرومائية لتعويض أي قيود داخل الصين.
إعلانلكن بلاس يشير إلى أن نجاح التجربة الإندونيسية ليس مضمونًا، إذ ترتفع تكاليف البناء هناك مقارنة بالصين، ولا يواكبها تطوير تقني حقيقي كما حدث في صناعة النيكل. لذلك، لن تكون إندونيسيا بديلا كاملا عن الصين، بل داعمًا لتوازن الإمدادات في السوق.
سوق عند مفترق طرقويحذّر بلاس من أن الصين قد تلجأ إلى تخفيف القيود الإنتاجية أو فتح استثناءات تنظيمية تسمح بزيادة محدودة في الإنتاج، وهو ما قد يؤجل أزمة المعروض من دون إنهائها.
ويرى أن العالم أمام 3 احتمالات:
ارتفاع حاد للأسعار يؤثر في النمو العالمي. أو اعتماد أوسع على الصين في سلسلة التوريد. أو ارتفاع معتدل للأسعار مع توسع محدود في الإنتاج الإندونيسي.ويختتم الكاتب بالقول إن الألمنيوم أصبح "المعدن الرمادي الذي يقود الاقتصاد العالمي"، ليس لبريقه أو ندرته، بل لأنه الركيزة غير المرئية لكل ما يُبنى ويُصنع في القرن الـ21، من الطائرات والسيارات الكهربائية إلى البنى التحتية المستقبلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
ارتفاع قدرة الصين المركبة لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة 47.7%
أفادت الهيئة الوطنية الصينية للطاقة بأن القدرة المركبة الجديدة لانتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في البلاد ارتفعت بنسبة 47.7% على أساس سنوي لتصل إلى 310 ملايين كيلوواط خلال الفصول الثلاثة الأولى من العام الجاري.
وشكل هذا الرقم 84.4% من إجمالي القدرة المركبة الجديدة لتوليد الكهرباء في هذا البلد خلال الفترة نفسها.
وأشارت بيانات الهيئة إلى أن القدرة المركبة الجديدة للطاقة الكهرومائية بلغت 7.16 مليون كيلوواط، ولطاقة الرياح 61.09 مليون كيلوواط، وللطاقة الكهروضوئية 240 مليون كيلوواط، ولطاقة الكتلة الحيوية 1.05 مليون كيلوواط.
ووفرت القدرة المتزايدة دعما قويا لإمدادات الكهرباء في الصين؛ حيث بلغ إجمالي حجم إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة خلال الفصول الثلاثة الأولى 2.89 تريليون كيلوواط، بزيادة 15.5% على أساس سنوي، لتشكل نحو 40% من إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد.
كما واصل الاستثمار في قطاع الطاقة نموه السريع، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات المنجزة في المشاريع الكبرى للطاقة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي 1.97 تريليون يوان (نحو 277.9 مليار دولار)، بزيادة 18.2% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.