خبراء الاقتصاد: افتتاح المتحف المصري الكبير انطلاقة لاقتصاد ثقافي وسياحي متكامل
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
شهد افتتاح المتحف المصري الكبير ردود فعل واسعة بين خبراء الاقتصاد، الذين وصفوه بأنه "حدث تاريخي يجسد مرحلة جديدة من استثمار مصر لثروتها الحضارية والثقافية ويعزز مكانتها كوجهة عالمية للسياحة والثقافة"، مؤكدين أنه ينقل التراث المصري من الذاكرة إلى مورد اقتصادي مستدام يسهم في بناء المستقبل ويعزز الانتماء الوطني.
وقال عدد من الخبراء ـ في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ إن المتحف المصري الكبير يعد أحد أهم مشروعات البنية التحتية الثقافية في الشرق الأوسط، ويمثل نقطة انطلاق جديدة نحو اقتصاد ثقافي وسياحي متكامل يضع مصر في مقدمة خريطة السياحة العالمية.
وأكد الخبير الاقتصادي علاء عسكر أن افتتاح المتحف المصري الكبير يعكس قدرة مصر، صاحبة الحضارة الممتدة لأكثر من سبعة آلاف عام، على بناء مستقبل حديث ومتطور بسواعد أبنائها، مشيرًا إلى أن المتحف سيُضاعف عوائد السياحة الثقافية، ويوفر بيئة مشجعة للاستثمار في البنية التحتية والخدمات.
وأضاف" أن المتحف من المتوقع أن يجذب أكثر من 15 مليون سائح سنويًا؛ بما يعزز إيرادات قطاع السياحة، الذي يمثل ركيزة أساسية في الناتج المحلي وأحد أهم مصادر الدخل القومي للدولة".
وأوضح أن اختيار موقع المتحف عند سفح الأهرامات كان خطوة استراتيجية ناجحة، إذ أسهم في تطوير المنطقة بالكامل وخلق عدة فرص استثمارية جديدة في مجالات الفنادق والمطاعم والنقل السياحي؛ ما انعكس إيجابيا على توفير فرص عمل للشباب.
وأشار عسكر إلى أن افتتاح المتحف يضع مصر على الطريق الصحيح لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مع وضوح الرؤية الاستثمارية التي تبرز ما تمتلكه الدولة من إمكانات ضخمة تشمل المواد الخام والأيدي العاملة الماهرة والحوافز الاستثمارية الجاذبة.
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي أحمد خطاب، أن المشروع وفر آلاف فرص العمل خلال مرحلة الإنشاء، وسيستمر في خلق فرص مباشرة وغير مباشرة في مجالات الأمن والإرشاد والخدمات السياحية، لافتا إلى أن افتتاح المتحف يبرهن على قدرة الدولة المصرية على إدارة المشروعات القومية العملاقة بكفاءة، وهو ما يعزز ثقة المؤسسات المالية والسياحية الدولية في الاقتصاد المصري.
وأضاف أن المتحف المصري الكبير يبرز مصر كبلد الأمن والأمان والحضارة العريقة القادرة على تقديم تجربة سياحية متكاملة تمزج بين الماضي العريق والتكنولوجيا الحديثة.
أما الخبير الاقتصادي أحمد معطي فأكد أن افتتاح المتحف يمثل رسالة طمأنة قوية للمستثمرين الأجانب بأن مصر دولة مستقرة وآمنة، متوقعًا أن ترتفع إيرادات القطاع السياحي إلى أكثر من 20 مليار دولار سنويًا خلال الفترة المقبلة بدعم من هذا المشروع العملاق الذي يعزز مكانة مصر الاقتصادية عالميا.
ويأتي افتتاح المتحف المصري الكبير في إطار رؤية مصر 2030 التي تستهدف تعظيم الاستفادة من المقومات الحضارية والثقافية، وتحويلها إلى قوة ناعمة واقتصادية تعزز من مكانة مصر الإقليمية والدولية، وتؤكد قدرتها على الربط بين الماضي العريق والمستقبل الحديث، في نموذج فريد يجسد الهوية المصرية المتجددة القادرة على الإبهار وصناعة التاريخ من جديد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: افتتاح المتحف المصري الكبير المتحف المصري الكبير خبراء الاقتصاد افتتاح المتحف المصری الکبیر أن افتتاح المتحف
إقرأ أيضاً:
حضارة تُضيء طريق المستقبل.. المتحف المصري الكبير نافذة مصر على عصر صناعي وسياحي جديد “بقلم الفريق كامل الوزير”
يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير ليُجسد قدرة الدولة المصرية على تنفيذ المشروعات القومية العملاقة وفق أعلى معايير الإدارة الهندسية والتخطيط الشامل، فهذا الصرح العالمي لا يُعبر فقط عن مكانة مصر الحضارية، بل يمثل نموذجًا متقدمًا للتكامل بين قطاعات الدولة، بدءًا من التخطيط العمراني، مرورًا بالبنية التحتية وشبكات النقل، وصولًا إلى منظومة الصناعة والتوريد والخدمات اللوجستية.
لقد أثبتت مصر خلال السنوات الأخيرة أن البناء الحضاري لا ينفصل عن قوة الدولة الحديثة، وأن الاستثمار في البنية التحتية للنقل والطرق والموانئ والمطارات هو ركيزة أساسية لتعزيز السياحة واستدامة الحركة الاقتصادية. فالمتحف المصري الكبير يستفيد من شبكة نقل حديثة جعلت الوصول إليه أكثر سهولة عبر محاور رئيسة وخطوط مترو ومواصلات جماعية ذكية،خضراء تُسهم في تحسين تجربة الزائر وتقليل الازدحام المروري حول أهم منطقة سياحية في العالم وعلى سبيل المثال الخط الرابع للمترو
من خلال محطة المتحف المصرى والتي تقع امام المتحف المصري الكبير وتخدمه مباشرة ومحطة الرماية التي تبعد 600 متر فقط عن المتحف كما يتبادل الخط الرابع للمترو خدمة نقل الركاب مع الخط الأول للمترو في محطة الملك الصالح ومع الخط الثاني للمترو في محطة الجيزة ومخطط تبادله خدمة نقل الركاب مع الخط السادس للمترو في محطة السيدة عائشة بالإضافة إلى تبادل المرحلة الثالثة من الخط الرابع خدمة نقل الركاب مع مونوريل غرب النيل بميدان الحصري والمرحلة الرابعة من الخط الرابع مع القطار الكهربائي الخفيف LRT بمحطة مطار العاصمة و تبادله الخدمة مونوريل شرق النيل في محطة هشام بركات الامر الذي يحقق ربط كافة انحاء القاهرة الكبري بالمتحف المصري الكبري
بالإضافة إلى الاتوبيس الترددي الكهربائي السريع BRT الذي يعد احد اهم مشروعات النقل الجماعي الاخضر المستدام والذي يخدم رواد المتحف من خلال عدد 48 محطة منها محطة المتحف المصرى الكبير التي تقع عند تقاطع الطريق الدائري مع طريق الإسكندرية الصحراوي امام المتحف مباشرة كما تخدم محطات الهرم وفيصل وترسا من الأتوبيس الترددي وتقاطع الدائري مع الفيوم المنطقة المحيطة بالمتحف وحيث يسهم مشروع الأتوبيس الترددي BRT في ربط التقاطعات الرئيسية على الطريق الدائري، مثل تقاطع السويس، وتقاطع عدلي منصور، وتقاطع المرج، وتقاطع مسطرد، و ربط شرق العاصمة بغربها مع الاتصال بالعاصمة الإدارية الجديدة بوسيلة نقل واحدة سريعة وحضارية ونظيفة وآمنة ليتكامل مع وسائل النقل الأخرى
وقد شهدت مراحل نقل وعرض القطع الأثرية تطبيقات مُحكمة لسلاسل الإمداد والتوريد، إداريًا وفنيًا، باستخدام خامات مصرية ومعايير تصنيع دقيقة تحفظ التراث وتعرضه بأعلى مستويات الأمان. وقد شاركت المصانع الوطنية بتقنيات متقدمة في أعمال التغليف والتجهيز والحوامل الأثرية والواجهات والتجهيزات الداخلية، في إشارة قوية إلى تطور الصناعة المحلية وقدرتها على تنفيذ مهام حساسة ذات طبيعة عالمية.
وإلى جانب دوره الثقافي، يدعم المتحف المصري الكبير اقتصادًا معرفيًا جديدًا يقوم على السياحة المستدامة، والصناعات الثقافية والإبداعية، والإنتاج التذكاري عالي الجودة، وهو ما يتطلب توطين صناعات دقيقة في التصميم والنحت والمعادن والزجاج والمواد المتحفية المتخصصة. هذه الصناعات ليست مجرد منتجات، بل خبرات تتراكم وتوفر فرص عمل عالية المهارة لشباب مصر.
إن الدولة المصرية تنظر إلى المتحف باعتباره محورًا حضاريًا واقتصاديًا يربط بين منظومة النقل الذكي وجذب الاستثمارات وتطوير الخدمات، من خلال تطوير محيطه السياحي، وربطه بمشروعات طرق ومحاور وممرات لوجستية تُسهِّل حركة السائحين داخليًا. وهو ما يعكس رؤية متكاملة تربط التاريخ بالبنية التحتية الحديثة، وتجعل من منطقة الأهرامات والمتحف مركزًا سياحيًا عالميًا قادرًا على زيادة تدفقات السياحة والإنفاق الأجنبي.
وإذا كانت الحضارة المصرية القديمة قد أبدعت في الهندسة والعمارة والتخطيط، فإن مصر اليوم تُثبت للعالم أن عقلها الصناعي لم يخفت يومًا، بل يتجدد بإرادة سياسية واضحة، ومنظومة إدارية وهندسية قادرة على التنفيذ وفق جداول زمنية دقيقة ومعايير عالمية.
إن افتتاح هذا الصرح العملاق يضع على عاتق قطاعات الصناعة والنقل مسؤولية مستمرة لتطوير الخدمات الداعمة، وتعزيز التصنيع المحلي والمكونات الوطنية، وزيادة القيمة المضافة للصناعات المرتبطة بالسياحة الثقافية. فكل قطعة أثرية معروضة هي فرصة لمنتج صناعي مصري، وكل سائح يصل إلى البلاد هو إضافة لحركة النقل واللوجستيات والخدمات والتجارة.
وفي الختام، يبقى المتحف المصري الكبير شاهدًا على قدرة مصر على صناعة مجدها مرتين:
مرة بالحجر في الماضي،
ومرة بالعقل والإرادة في الحاضر.
وستظل مصر وطنًا يُشيد حضارة، ويدير مشروعًا، ويصنع مستقبلًا يليق بأمته وتاريخه.
بقلم الفريق مهندس/ كامل الوزير
نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل