الحاخام يتسحاق يوسف: اعتقلوا المعلّمين الذين يقولون إن عمر الأرض ملايين السنين
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
منذ تأسيس إسرائيل، حظي الطلاب المسجّلون بدوام كامل في اليشيفوت بإعفاء من الخدمة العسكرية، في إطار تفاهم تاريخي بين الدولة والمجتمع الحريدي. لكن هذا الإعفاء بات موضع جدل متصاعد، خصوصاً منذ اندلاع الحرب على غزة، مع تصاعد المطالبات بمشاركة الحريديم في الخدمة العسكرية لسدّ النقص.
دعا الحاخام يتسحاق يوسف، الحاخام السفاردي السابق والمرشد الروحي لحزب شاس الحريدي، إلى "اعتقال" أي معلّم أو محاضر يدّعي أن عمر الأرض يتجاوز ما ورد في سفر التكوين، مؤكداً أن العالم خُلق منذ أقل من 6000 سنة.
وقال خلال خطبة مصوّرة: "إذا وُجد معلّمون يدرّسون أن عمر العالم يبلغ ملايين السنين، فامنعوهم — ولا تصمتوا ولا تستمعوا إليهم، لأن تقبُّل ذلك غير لائق". وشدّد قائلًا: "لا تجادلوني بشأن زمن خلق العالم. لقد خُلق منذ أقل من 6000 سنة".
تصريحات الحاخام يوسف، التي رفضت جملةً وتفصيلاً أساليب التأريخ العلمية، تأتي في ظل تصاعد خطاب اليمين المتطرف داخل إسرائيل، حيث تتزايد الدعوات إلى فرض رؤى دينية أو أيديولوجية على مؤسسات التعليم والدولة.
وسبق أن أثار الحاخام يوسف جدلاً واسعًا بتصريح آخر، حين حذّر من أن أفراد المجتمع الحريدي "سيركبون الطائرات ويعبرون الحدود" إذا أُجبر طلاب اليشيفوت (مدارس تدرس الشريعة اليهودية) على الخدمة في الجيش الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عنه قوله: "إذا جُنّد طلاب اليشيفوت، فسنغادر إسرائيل جميعاً".
احتجاجات حاشدة تكشف أولويات مجتمعية متنافرةوفي خضم الخلاف المتصاعد حول مشروع قانون التجنيد الإجباري، نظّم المجتمع الحريدي مظاهرة حاشدة في القدس الغربية يوم الخميس 30 أكتوبر، شارك فيها مئات الآلاف، وصفت بـ"مسيرة المليون".
ونُظّمت التظاهرة بدعوة من كبار الحاخامات ومجالس طلاب التوراة، بدعم من الأحزاب الدينية ومؤسسات التعليم التوراتي، وجسّدت وحدة غير مسبوقة بين التيارات الحريدية المختلفة.
وأدت المسيرة إلى اختناقات مرورية واسعة في القدس الغربية، وشلل في محطات الحافلات والقطارات. ويُقدّر عدد الحريديم اليوم بنحو 13 إلى 14% من سكان إسرائيل، البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة.
Related غياب الأغلبية في الكنيست يؤجّل التصويت على تمديد أوامر استدعاء جنود الاحتياط وسط جدل تجنيد الحريديممئات الآلاف من الحريديم يتظاهرون بالقدس رفضًا للتجنيد الإلزاميإسرائيل: أزمة تجنيد الحريديم تهدد استقرار الحكومة بعد قرار الجيش باستدعاء عشرات الآلاف للخدمةوبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن حجم الحشد كشف عمق الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، وانشغال شرائح واسعة بمطالب فئوية، مقابل غياب مظاهرات مماثلة للمطالبة بإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة — رغم استمرار الحرب ومرور أكثر من عام على أسرهم.
ومنذ تأسيس إسرائيل، حظي الطلاب المسجّلون بدوام كامل في اليشيفوت بإعفاء من الخدمة العسكرية، في إطار تفاهم تاريخي بين الدولة والمجتمع الحريدي. لكن هذا الإعفاء بات موضع جدل متصاعد، خصوصاً منذ اندلاع الحرب على غزة، مع تصاعد المطالبات بمشاركة الحريديم في الخدمة العسكرية لسدّ النقص.
ومع ذلك، يرى جزء كبير من الحريديم أن التجنيد يشكّل تهديداً مباشراً لنمط حياتهم الديني الصارم، إذ يخشون أن يفرض عليهم الجيش نمطاً من العيش يتعارض مع تقاليدهم العريقة. في المقابل، يرى مؤيدو التجنيد أن العدالة تقتضي تقاسم التضحيات بين جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي — وهو انقسام يزداد عمقاً في ظل الخطاب الاستقطابي الحالي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة تطرف إسرائيل جيش جندي- جنود القدس
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس غزة دراسة الصحة دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس غزة دراسة الصحة تطرف إسرائيل جيش جندي جنود القدس دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس غزة دراسة الصحة روسيا فرنسا أوكرانيا لبنان مجلس الأمن الدولي الخدمة العسکریة
إقرأ أيضاً:
بقيمة خمسة ملايين دولار.. تمويل بريطاني لإزالة الألغام والذخائر في غزة تمهيدًا لعبور المساعدات
أعلنت المملكة المتحدة عن تخصيص 4 ملايين جنيه إسترليني (خمسة ملايين دولار) لدعم عمليات إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة، وذلك بهدف فتح الطرق أمام قوافل الإغاثة الإنسانية التي تعيقها بقايا الحرب.
أوضحت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، التي من المقرر أن تزور المنطقة نهاية الأسبوع الجاري، أن بلادها "تتحرك لتفعل كل ما بوسعها لإغراق غزة بالمساعدات". وأكدت أن المبلغ المخصص سيساعد في إزالة المتفجرات والركام، وفي توفير خبراء تقنيين ومعدات وبرامج توعية لضمان سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
ووفق وزارة الخارجية البريطانية، تُقدَّر كمية الذخائر غير المنفجرة في غزة بنحو 7,500 طن، وهو ما يجعل إيصال الدعم للفلسطينيين مهمة محفوفة بالمخاطر.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا التمويل، الذي سيُنفَّذ عبر "دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام" (UNMAS)، يأتي في إطار الجهود البريطانية الرامية لضمان مرور آمن للمساعدات، معتبرة أن إزالة الألغام "شرط أساسي لتحقيق الإغاثة بالحجم المطلوب بشدة في غزة".
وقد شددت كوبر على أن دعم بلادها للأمم المتحدة في هذا المجال يُعد جزءًا من "مسار ضروري للوصول إلى سلام دائم"، مؤكدة أن السماح بمرور المساعدات الإنسانية الآمنة يمثل عنصرًا محوريًا في اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، ويمهّد للمرحلة التالية من خطة السلام.
زارت كوبر يوم الخميس منظمة "هالو تراست" في بلدة وِلتون بمقاطعة ويلتشاير، حيث أجرت محادثات مع خبراء إزالة الألغام البريطانيين العاملين في غزة، كما التقت ممثلين عن "دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام" ومنظمتي "هالو" و"MAG" (مجموعة الاستشارات الخاصة بالألغام)، اللتين تشرفان على إزالة نحو 69% من الألغام المدنية حول العالم.
وقال ريتشارد بولتر، رئيس قسم التصميم والدعم التشغيلي والرقابة في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، إن المنظمة "تبذل كل ما في وسعها" لمعالجة الذخائر غير المنفجرة التي تهدّد حياة الفلسطينيين "الساعين لإيجاد الطعام والعودة إلى منازلهم"، مؤكدًا أن الدعم البريطاني "يشكّل دفعة أساسية لهذه الجهود".
وتؤكد وزارة الخارجية البريطانية أن الوزيرة كوبر "ستواصل جهودها لتأمين وصول المساعدات، ودعم الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، والعمل على إعادة الإعمار خلال زيارتها إلى المنطقة نهاية الأسبوع".
Related أعنف هجوم إسرائيلي منذ بدء الهدنة يحصد مئة قتيل في غزة... فهل يصمد اتفاق وقف الحرب؟الأمم المتحدة تندد بغارات إسرائيل على غزة.. ونتنياهو يجري الليلة مشاورات أمنية بشأن لبنانغارات إسرائيلية على غزة تحصد أرواح العشرات بعد اتهامات لحماس بانتهاك وقف إطلاق النار هدنة هشة ومساعدات محدودةيأتي هذا التحرك في ظل واقع مأساوي خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل أكثر من 68,500 شخص، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر، تزايدت وتيرة توزيع المساعدات في غزة، إلا أن إسرائيل قلّصت عدد الشاحنات المسموح بدخولها، مبرّرة ذلك بتأخر حركة حماس في إعادة جثث الرهائن من داخل القطاع.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة ألغام الأمم المتحدة قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة وقف إطلاق النار بريطانيا
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم