أطباء السودان تحذر من كارثة إنسانية بالفاشر.. الدعم السريع تحتجز آلاف المدنيين
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
قالت شبكة أطباء السودان، إن قوات الدعم السريع ما زالت تحتجز آلاف المدنيين داخل مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وتمنعهم من مغادرتها، بعدما صادرت جميع وسائل النقل التي كانت تُستخدم لإجلاء النازحين من مناطق الاشتباكات.
وأوضح المتحدث باسم الشبكة، الدكتور أحمد النور، في بيان صدر مساء الأحد، أن عناصر الدعم السريع أعادت بالقوة عدداً من المدنيين الذين حاولوا الفرار من المدينة، بينهم جرحى أصيبوا بطلقات نارية أثناء محاولتهم الهروب، وآخرون يعانون من سوء التغذية والإجهاد الشديد.
وحذر النور من تفاقم الكارثة الإنسانية داخل الفاشر، في ظل شحّ حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، واستمرار احتجاز عدد من الكوادر الصحية، بينما لا يزال آخرون مختطفين من قبل مسلحي الدعم السريع.
وأكد أن بقاء هذا العدد الكبير من المدنيين في ظروف مأساوية، دون غذاء أو رعاية طبية، يهدد بوقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق.
وطالبت الشبكة بالإفراج الفوري عن المدنيين، وفتح ممرات آمنة لخروجهم إلى مناطق أكثر أمناً، والسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول لتقديم المساعدات العاجلة ودفن الجثث المتناثرة في أطراف المدينة، محذّرة من مخاطر بيئية وصحية جسيمة في حال استمرار الوضع الحالي.
كانت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد سيطرت على مدينة الفاشر الأسبوع الماضي، عقب انسحاب الجيش السوداني منها بعد حصار استمر عدة أشهر.
واتهمت منظمات إغاثية محلية ودولية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، بينها القتل والنهب والعنف الجنسي.
وأقرّ دقلو في خطاب متلفز ألقاه الأربعاء الماضي بوقوع “تجاوزات محدودة”، معلناً عن تشكيل لجان للتحقيق فيها، في وقت أعلنت فيه حكومة إقليم دارفور الموالية للجيش مقتل أكثر من 2000 شخص في الفاشر منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
في سياق متصل، حذرت مصادر إنسانية من أن استمرار إغلاق المدينة أمام المساعدات سيؤدي إلى انهيار الخدمات الأساسية، خصوصاً مع نفاد الإمدادات الطبية والغذائية، وغياب فرق الإغاثة.
كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين، مؤكدة أن ما يجري في الفاشر يمثل “اختباراً جديداً لضمير العالم أمام مأساة دارفور المستمرة”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع ولاية شمال دارفور مدينة الفاشر حميدتي محمد حمدان دقلو الجيش السوداني العنف الجنسي الأمم المتحدة قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
وزيرة سودانية: قوات الدعم السريع قتلت 300 امرأة بالفاشر خلال 48 ساعة
كشفت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية بالسودان سليمى إسحاق، أن قوات الدعم السريع قتلت 300 امرأة خلال أول يومين من دخولها مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، مؤكدة أن النساء تعرضن لاعتداءات جنسية وعنف وتعذيب.
ونقلت الأناضول عن الوزيرة قولها إن "كل من يخرج من الفاشر إلى طويلة (بشمال دارفور) يتعرض للخطر لأن طريق الفاشر طويلة وأصبح طريقا للموت".
وأضافت أن هناك عائلات ما زالت في الفاشر معرضون للسحل والتعذيب والتنكيل والإذلال والعنف الجنسي، مؤكدة على أن "ما حدث في الفاشر تطهير عرقي ممنهج وجريمة كبيرة يتواطأ فيها الجميع بالصمت".
وفي وقت سابق، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" بالسودان، من مخاطر تهدد حياة آلاف المدنيين الممنوعين من الخروج من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي البلاد، وذلك بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
ولفتت المنظمة إلى "الفظائع الجماعية وعمليات القتل في الفاشر"، مضيفة أننا "نخشى على حياة آلاف المدنيين الممنوعين من الفرار إلى مناطق آمنة". ودعت قوات الدعم السريع إلى تجنبيع المدنيين المخاطر، وتحرك جميع الأطراف الدولية بشكل عاجل لوقف "حمام الدم".
كما حذرت، من أن "أعدادًا كبيرة من الناس ما زالوا في خطر شديد، وأنهم يُمنعون من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها من الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا، مثل طويلة، حيث تعمل فرقنا".
وأفادت بأن" فرقها استعدت في طويلة بشمال دارفور للتعامل مع تدفق جماعي للنازحين والمصابين، بعد أن سقطت مدينة الفاشر على يد الدعم السريع".
وفي وقت سابق السبت، قدّم السودان إحاطة للمفوضية السامية الأممية لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات الدولية في جنيف، عن “الفظائع والانتهاكات المروعة” التي ارتكبتها “الدعم السريع” في الفاشر.
وفي 26 من الشهر الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
ويشهد السودان منذ نيسان/ أبريل 2023، حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
وحاليا، باتت “قوات الدعم السريع” تسيطر على كل ولايات إقليم دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ 13 المتبقية بالجنوب والشمال. والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.