آلاف المدنيين محاصرون بالفاشر واتهامات للدعم السريع بارتكاب تطهير عرقي
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
قالت شبكة أطباء السودان، إن قوات الدعم السريع لا تزال تحتجز آلاف المدنيين داخل مدينة الفاشر وتمنعهم من المغادرة، مضيفة أنها صادرت وسائل النقل التي كانت تُستخدم في إجلاء النازحين، وأعادت بعض الفارين إلى داخل المدينة "منهم مصابون بالرصاص وآخرون يعانون سوء التغذية".
وطالبت الشبكة بإطلاق سراح المدنيين وفتح ممرات إنسانية آمنة والسماح للمنظمات الإنسانية بدفن الجثث المنتشرة في الشوارع.
وتشهد الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، وضعًا إنسانيا متدهورا على نحو غير مسبوق، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في ظل تقارير عن انتهاكات جسيمة وعمليات قتل واغتصاب ونزوح جماعي.
وباحتلال الفاشر صارت الدعم السريع تسيطر على كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، في حين يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.
في المقابل، كشفت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية السودانية سليمى إسحاق، أن قوات الدعم السريع قتلت نحو 300 امرأة واغتصبت 25 في المدينة، معتبرة ما جرى "تطهيرًا عرقيًا ممنهجًا"، وشبّهت ما حدث في الفاشر بمجازر مدينة الجنينة عام 2023 التي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف شخص.
وأضافت إسحاق، أن عناصر الدعم السريع "يوثقون جرائمهم بالصوت والصورة باعتبارها رمزًا للانتصار"، مؤكدة أن النساء والأطفال في الفاشر "يتعرضون للعنف الجنسي والتعذيب والقتل من دون تمييز".
وبحسب الأمم المتحدة، يفر آلاف المدنيين من الفاشر سيرًا على الأقدام نحو بلدة طويلة على بعد 60 كيلومترًا، وسُمّي بـ"طريق الموت"، حيث يواجه الناجون العطش والجوع والانتهاكات المتكررة أثناء محاولتهم الهرب.
إعلانوفي شمال السودان، قال مسؤول محلي للجزيرة، إن محلية الدبة تستقبل يوميًا مئات النازحين من دارفور، وقد أنشأت السلطات مخيمات جديدة في منطقة العفاض لاستيعاب موجات النزوح المتزايدة، بدعم من منظمات خيرية منها جمعية قطر الخيرية التي قدمت آلاف الخيام والمساعدات الغذائية والطبية.
ووصل اليوم الأحد مئات السودانيين إلى بلدة "قولو" غرب الفاشر وسط ظروف إنسانية معقدة، وانعدام للغذاء والكساء، في حين تقول مصادر، إن موجات النزوح إلى خارج الفاشر لم تتوقف منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وفي أحدث التطورات، أظهرت صور أقمار صناعية التقطتها شركة Vantor الأميركية حرائق واسعة وأعمدة دخان في أحياء قريبة من مطار الفاشر، إلى جانب انتشار مركبات تابعة للدعم السريع قرب مستشفى الأطفال والمستشفى السعودي للولادة.
وتأتي هذه التطورات وسط إدانات دولية متزايدة ودعوات لوقف إطلاق النار، بينما يواصل المدنيون دفع ثمن حرب مدمرة اندلعت في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من مخاطر تهدد آلاف السودانيين الممنوعين من الخروج بالفاشر
ذرت منظمة "أطباء بلا حدود" بالسودان، اليوم السبت، من مخاطر تهدد حياة آلاف المدنيين الممنوعين من الخروج من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي البلاد، وذلك بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
ولفتت المنظمة في تغريدة عبر منصة "إكس" إلى "الفضائع الجماعية وعمليات القتل في الفاشر"، مضيفة أننا "نخشى على حياة آلاف المدنيين الممنوعين من الفرار إلى مناطق آمنة". ودعت قوات الدعم السريع إلى تجنبيع المدنيين المخاطر، وتحرك جميع الأطراف الدولية بشكل عاجل لوقف "حمام الدم".
والجمعة، حذرت "أطباء بلا حدود" في بيان، من أن "أعدادًا كبيرة من الناس ما زالوا في خطر شديد، وأنهم يُمنعون من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها من الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا، مثل طويلة، حيث تعمل فرقنا".
وأفادت بأن" فرقها استعدت في طويلة بشمال دارفور للتعامل مع تدفق جماعي للنازحين والمصابين، بعد أن سقطت مدينة الفاشر على يد الدعم السريع".
من جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية بالسودان (أوتشا)، إن "الوضع في الفاشر، يزداد سوءا مع ورود تقارير عن فظائع ترتكب ضد المدنيين".
وأضاف المكتب في بيان، السبت: "تفيد مصادر محلية بأن آلاف الأشخاص بمن فيهم كبار السن، وذوو الإعاقة، والجرحى ما زالوا عالقين وغير قادرين على الفرار" .
وحتى الساعة 10:00 (ت.غ)، لم يصدر تعقيب فوري من "قوات الدعم السريع" بشأن البيانين السابقين.
وفي 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
والأربعاء، أقر قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" من قواته بالفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
ويشهد السودان منذ نيسان/ أبريل 2023، حربا دامية بين الجيش و"قوات الدعم السريع" أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
وحاليا، باتت "قوات الدعم السريع" تسيطر على كل ولايات إقليم دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.