وجاءت تصريحات عراقجي في حلقة برنامج المقابلة (2025/11/2) تحدث فيها عن الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، والملف النووي، والعلاقة المعقدة مع الغرب، ومسيرته الدبلوماسية الممتدة لأكثر من 3 عقود.

وأوضح الوزير أن الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما كشفت قدرة إيران على خوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل، مشيرا إلى أن تلك الحرب كانت اختبارا حقيقيا للصواريخ الإيرانية وأنظمتها الدفاعية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4عراقجي ردا على غروسي: تكرار تجربة فاشلة لن يؤدي إلا إلى فشل جديدlist 2 of 4عراقجي: واشنطن طلبت تسليم اليورانيوم مقابل تأجيل آلية الزنادlist 3 of 4مسقط تدعو إلى استئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيرانlist 4 of 4الحرب أم المفاوضات.. أي السيناريوهين ستذهب إليه واشنطن وطهران؟end of list

وقال أيضا إن "إيران اكتسبت من الحرب خبرة عسكرية وفنية كبيرة، وجربت صواريخها في معركة حقيقية، وأثبتت أن منظومات الدفاع الإسرائيلية يمكن اختراقها".

وأضاف أن الاستعدادات العسكرية الإيرانية بلغت مستوى غير مسبوق، معربا عن قناعته بأن "إسرائيل لن تجرؤ على شن حرب جديدة، لأنها تعلم أن الرد الإيراني سيكون مدمرا" مشيرا في ذات الوقت إلى أن طهران تتعامل مع كل احتمال بجدية، وأنها تتوقع أي سلوك عدواني من إسرائيل.

ورأى عراقجي أن الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية لم يحقق أهدافه، مؤكدا أن "المواد النووية ما زالت في مكانها تحت أنقاض المنشآت التي قصفت" رغم إقراره بأن بلاده تكبدت خسائر مادية وتقنية، لكنها "لم تفقد المعرفة والخبرة" وهو ما يجعل البرنامج النووي الإيراني "قائما وقادرا على النهوض من جديد".

وفي إشارة إلى تمسك طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم، قال "ما لم يؤخذ بالحرب لا يمكن منحه بالسياسة" واصفا تفعيل الدول الأوروبية آلية الزناد ضد إيران إجراء غير قانوني ولا يحظى بإجماع دولي، مؤكدا أن بلاده لن توقف تخصيب اليورانيوم تحت أي ظرف لأنه حق سيادي لا مساومة عليه.

مستعدون لمفاوضات عادلة

وفي ما يتعلق بالمفاوضات النووية، أكد عراقجي أن إيران مستعدة للحوار لتبديد المخاوف حول برنامجها النووي، شريطة أن تكون المفاوضات عادلة ومتوازنة، وقال إن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق منصف، لكنه اتهم الولايات المتحدة بوضع "شروط تعجيزية وغير مقبولة" مشيرا إلى أن واشنطن هي من انسحب من اتفاق 2015 واختلقت الأزمة الحالية.

إعلان

وأوضح الوزير الإيراني أن بلاده لا ترغب في مفاوضات مباشرة مع الأميركيين، لكنها لا تمانع في مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء.

وأضاف أن "الكرة ليست في ملعب إيران بل في ملعب واشنطن التي لم تتعلم من أخطائها" معتبرا أن "سياسة الضغط الأقصى فشلت تماما، وأن أي عودة إلى طاولة المفاوضات يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل".

وشدد الوزير الإيراني على أن بلاده لن تتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي، مؤكدا أن "لا دولة عاقلة تقبل بنزع سلاحها الدفاعي" وأن إيران لن تسمح لأي طرف بأن يملي عليها ما يتعلق بأمنها القومي، لأن "السلاح الصاروخي جزء من منظومة الردع التي تحمي سيادة البلاد".

وفي معرض حديثه عن الموقف الأوروبي، انتقد عراقجي ما وصفه بازدواجية المعايير لدى العواصم الغربية، معتبرا أن أوروبا "تسير خلف الولايات المتحدة رغم أنها تدرك أن الضغط على إيران لم يحقق أي نتيجة" وقال إن الأوروبيين أخفقوا في تنفيذ التزاماتهم ضمن خطة العمل الشاملة المشتركة، وإن الثقة بإمكانية التزامهم مجددا "تراجعت كثيرا".

وتحدث عراقجي عن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي انتهت مدته في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرا إلى أن انتهاء القرار يعني أن بلاده لم تعد ملزمة بالقيود المفروضة على برنامجها النووي، وأنها باتت تتحرك في إطار القانون الدولي دون وصاية من أحد.

وأضاف أن طهران ترى أن "الكيان الإسرائيلي يعيش أزمة وجودية حقيقية" مشيرا إلى أن الحرب الأخيرة أثبتت هشاشته العسكرية والسياسية، مضيفا أن إيران لا تبحث عن الحرب لكنها مستعدة لها، وأن "الردع هو أفضل وسيلة لتفادي الصدام، لكن إن فُرضت الحرب فلن تكون في صالح إسرائيل أبدا".

ضوء أخضر أميركي

واعتبر وزير خارجية إيران أن إسرائيل "لم تكن لتبدأ الحرب دون ضوء أخضر أميركي" مشيرا إلى أن بعض القوى الغربية "ما زالت تراهن على إضعاف إيران عبر العقوبات والتهديد" لكن طهران -حسب قوله- أصبحت "أقوى وأكثر تماسكا سياسيا واقتصاديا رغم كل الضغوط".

وتحدث عراقجي خلال الحلقة عن تجربته الطويلة في المفاوضات النووية، قائلا إنه تعلم أن السياسة "ليست معركة كسر عظم بل ساحة لاختبار الصبر والدبلوماسية".

وذكر أنه شارك في جولات التفاوض منذ عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي وحتى حكومة إبراهيم رئيسي الحالية، مؤكدا أن "الخطوط الحمراء كانت دائما واضحة: لا سلاح نوويا" وأنه ليس هناك تخلٍ عن "الحق في التكنولوجيا النووية السلمية".

واستعاد عراقجي ذكريات بداياته في العمل الدبلوماسي، مشيرا إلى أنه دخل وزارة الخارجية بعد الثورة بسنوات قليلة، وعمل مساعدا في الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة، ثم سفيرا في طوكيو، قبل أن يتولى رئاسة لجنة المفاوضات النووية في عهد الرئيس حسن روحاني.

وقال إن عمله في الميدان الدبلوماسي خلال العقود الماضية "كشف له الوجه الحقيقي للسياسة الدولية" مضيفا أن القوى الكبرى "لا تبحث عن العدالة بل المصالح" وأن على الدول المستقلة أن تعتمد على قوتها الذاتية لتفرض احترامها على الآخرين.

وأكد عراقجي أن العقوبات لم تُضعف إيران بل دفعتها للاعتماد على قدراتها الذاتية في مجالات الصناعة والطاقة والبحث العلمي، مشيرا إلى أن بلاده تجاوزت مرحلة التبعية الاقتصادية، وأنها باتت تمتلك مقومات صمود طويلة الأمد في مواجهة الضغوط الغربية.

إعلان

وعبّر وزير الخارجية الإيراني عن قناعته بأن "المستقبل سيكون لصوت الشعوب لا لصوت القوة" مؤكدا أن إيران ستبقى منفتحة على الحوار لكنها "لن تخضع للابتزاز أو التهديد" وأنها اليوم "أكثر استعدادا للحرب، وأكثر ثقة بقدرتها على حماية مصالحها من أي عدوان محتمل".

Published On 2/11/20252/11/2025|آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات مشیرا إلى أن مؤکدا أن أن بلاده أن إیران

إقرأ أيضاً:

درب السلام

التقي البشير الماحي

بعض الناس، عندما تحدّثه عن ضرورة وقف الحرب أو عن شعار «لا للحرب»، يبادرك بسؤال وكيف يتم إيقافها؟
وهو سؤالٌ مفخّخ يُراد به استدعاء انتهاكات الدعم السريع السابقة وتلك التي ما زالت في الطريق.

يسأل البعض عن كيفية إيقاف الحرب بينما يرفعون شعار «نعم للحرب»، ولا يملكون حتى الإجابة عن سؤالٍ أبسط كيف تستمر الحرب دون إفرازاتها؟

قد تتّسق عبارة «لا للحرب» مع حال من ينطق بها سواء أكان راقدًا في بيته وهو معتزلها أو منهمكًا في عمله أو حتى منغمسا في ملذّاته.
لكن من يرفع شعار «نعم للحرب» عليه أن تتّسق حياته مع واقع الحرب والتشرّد وأن يتحمّل تبعاتها وإفرازاتها.

شعار «لا للحرب» ليس شعارًا طارئًا رُفع اليوم فحسب بل هو امتداد لشعاراتٍ رفعها الثوّار يوم نادوا بالسلمية وهم يتلقّون الرصاص مقبلين غير مدبرين.
رفعوا شعار «يا عسكر مافي حصانة يا المشنقة يا الزنزانة»، وكلا العقوبتين لا يمران إلا عبر طريقٍ واحد هو طريق الدولة وأدواتها في تحقيق العدالة.

كما رفعوا شعار “مائة وثلاثين المشتقة بس” والمائة والثلاثون لم تكن راجمة بل مادةً يُحاكَم بها المنتهِك بعد إجراءاتٍ تتولاها الدولة.
لقد حرّضت القوى المدنية الناس على السلمية رغم محاولات دفعهم دفعًا لحمل السلاح عبر الانتهاكات المتعمّدة ومحاولات جرّهم إلى طريق العنف.

ومن يسألك كيف تقف الحرب؟
اسأله أنت كيف تستمر الحرب دون الذي يحدث الآن؟
واسأله أيضًا كم ستستمر الحرب دون منتصر؟
ثم عالجه بسؤالٍ آخر هل تعلم ما هي إفرازات الحرب على حياة الناس في التعليم والصحة والمعيشة؟

هل يدرك ذلك الشخص أن البيئة التي صنعت الجنجويد هي ذاتها بيئة الحرب وإفرازاتها؟

إن الإجابة على سؤال “كيف تستمر الحرب؟ وما يتفرّع عنه من أسئلةٍ حول إيقاف التدخّل الخارجي ووقف نهب الموارد ومنع التدمير المتعمّد للبيئة تضعنا أمام حقيقةٍ واحدة
أن الحرب لا تُنتج إلا بيئةً تُغذّي ذاتها، وأن وقفها يبدأ بإدراك نتائجها الكارثية على الإنسان والوطن معًا وأن درب السلام للحول يظل هو الأقرب.

الوسومالتقي البشير الماحي

مقالات مشابهة

  • وسط تأكيدات بزيشكيان بإعادة بناء المنشآت النووية.. إيران تتلقى رسالة من أمريكا لاستئناف المفاوضات
  • بزشكيان: إيران ستعيد بناء ما تضرر من منشآتها النووية
  • الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
  • عُمان تدعو واشنطن وطهران لاستئناف المفاوضات النووية.. وعراقجي: لا نرغب بمحادثات مباشرة مع أميركا
  • عراقجي: مستعدون لكل الاحتمالات وإسرائيل ستتلقى هزيمة جديدة في أي حرب مقبلة
  • عراقجي: إيران منعت حرب العدو الإسرائيلي من التوسع في المنطقة
  • درب السلام
  • عراقجي: إيران ستُكبد إسرائيل الهزيمة في أي مُواجهة مُستقبلية
  • عراقجي: إيران مستعدة للتفاوض لتبديد القلق حول برنامجها النووي