الجزيرة:
2025-11-04@00:39:26 GMT

تفسير ظاهرة صعود زهران ممداني تحت حكم ترامب

تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT

تفسير ظاهرة صعود زهران ممداني تحت حكم ترامب

واشنطن – تتجه أنظار أميركا والعالم غدا الثلاثاء إلى انتخابات عمدة مدينة نيويورك أيقونة الولايات المتحدة وأهم مدن العالم بما تحتضنه من مراكز صنع القرار المالي والسياسي العالمي سواء في وول ستريت، أو منظمة الأمم المتحدة.

ويرى بعض المعلقين أن انتخابات نيويورك هي ثاني انتخابات من حيث الأهمية الشعبية والإعلامية الأميركية بعد انتخاب الرئيس نفسه.

ومع تقدم مريح في استطلاعات الرأي، فإن زهران ممداني على وشك صنع التاريخ كأصغر رئيس بلدية منذ أكثر من قرن، وأول شخص مسلم وجنوب آسيوي يتبوأ منصب عمدة المدينة.

وجلب ترشح ممداني قضايا الهوية الإسلامية للنقاش العام، وأصبحت الإسلاموفوبيا إحدى القضايا المهمة في سياسات مدينة نيويورك، خاصة في ما يتعلق بالرد على الهجمات على حملته، ولا تزال ظاهرة المرشح الشاب تثير الكثير من التساؤلات واندهاش الملايين حول العالم.

تحاول الجزيرة نت من خلال 4 نقاط أساسية تفكيك هذه الظاهرة، وكيف مثل النقيض لترامب واستطاع تحقيق كل هذا النجاح في وقت قصير.

أولا: التغيرات العرقية والسكانية وخلفية ممداني

شهدت نيويورك تحولات ديمغرافية ودينية عميقة، وحولتها إلى مدينة أكثر تنوعا ومتعددة الأوجه دينيا ولغويا، وانخفض عدد السكان البيض داخل المدينة، ففي عام 1980 شكلوا ما يقرب من 60% من السكان، وانخفضت هذه النسبة بشكل مطرد على مر العقود، حتى وصلت إلى حوالي 44% بحلول عام 2000 و34% بحلول عام 2020.

ومن خلال فهم هذه البيئة الانتخابية، بثت حملة ممداني رسائل في مختلف منصات التواصل الاجتماعي يتحدث فيها بلغات منها العربية والأوردية والبنغالية والهندية والإسبانية، إضافة للإنجليزية.

وهدف ممداني للتقريب وجذب أصوات الناخبين من مختلف العرقيات، فمن بين سكان المدينة الذين يتخطى عددهم 8 ملايين، هناك ما يقرب من 40% ممن ولدوا خارج الأراضي الأميركية بسبب اتساع نطاق الهجرة لأميركا ولنيويورك تحديدا خلال العقود الخمسة الأخيرة.

إعلان

ومن بين سكان المدينة يمثل المتحدثون بالإسبانية كلغة أم حوالي 30% أغلبهم من بورتوريكو وجمهورية الدومينيكان والمكسيك، في حين يمثل الأميركيون السود ما يقرب من 12% من سكانها، ونفس النسبة من اليهود، أما المسلمون فنسبتهم تقترب من 10% أو ما يقرب من 800 ألف شخص، كما شهد عدد السكان الآسيويين نموا كبيرا ووصلت نسبتهم إلى أكثر من 15% العام الماضي.

وسهلت خلفية ممداني كمسلم ذي روابط وخلفيات أفريقية وهندية وآسيوية التواصل التلقائي مع العرقيات المختلفة التي يتحدث لغة أبنائها ويأكل طعامهم، واستهدفت حملته أحياء ومناطق يُعرف عنها التمركز العرقي، وساهم ذلك في إنشاء تحالف جديد غير رسمي أصغر سنا وأكثر تنوعا.

انتخابات نيويورك هي ثاني انتخابات من حيث الأهمية الشعبية والإعلامية بعد انتخاب الرئيس (الفرنسية)ثانيا: إبراز صعوبات ناخبي نيويورك المعيشية

أظهر ممداني قدرة فائقة على التواصل مع الناخبين الشباب من خلال تنبي خطاب اقتصادي قائم على المزيد من العدالة الاجتماعية، ومصمم للتحدث مباشرة عن مخاوفهم في ظل تدهور مستوى المعيشة في نيويورك لأصحاب الدخول المنخفضة والمتوسطة.

وركزت حملة ممداني على الحلول الشعبوية للقضايا الاقتصادية، مثل جعل الحافلات العامة مجانية، وتجميد إيجارات لما يقرب من مليوني نيويوركي.

وجذب ممداني الشباب لجانبه، من خلال إدارة حملة انتخابية منضبطة واستغلاله لغضب الشباب الديمقراطي من فشل ماكينة الحزب بوقف سياسيات الرئيس ترامب خاصة تجاه المهاجرين، ونجحت الحملة في ضم أكثر من 40 ألف متطوع يعمل أغلبهم دون مقابل.

وصعدت الحملة مدفوعة بثنائية جذابة، تقوم على إتقانه الاستثنائي لوسائل التواصل الاجتماعي، وصغر عمره وسط رغبة في تخطي الجيل القديم من الديمقراطيين.

وفي السياق، كشف استطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث أن الشباب يفضلون الاشتراكية بشكل طفيف على الرأسمالية، وأن 42% من الشباب الديمقراطيين لديهم آراء إيجابية عن القادة السياسيين الاشتراكيين الديمقراطيين من أمثال السيناتور بيرني ساندرز والنائبة ألكسندريا أوكازيو كورتيز.

من هنا، يواجه الديمقراطيون معضلة الاختيار بين دمج التقدمين الاشتراكيين في حزبهم، وبين البقاء دون تغيير حقيقي.

ثالثا: ممداني النقيض لترامب

يمثل ممداني النقيض لكل ما يمثله ترامب، فهو اشتراكي ديمقراطي أيديولوجيا، ابن مهاجريْن عصامييْن، صعد السلم السياسي خلال حياته العملية القصيرة، ويتبني خطابا شعبويا في الاتجاه المعاكس لكل ما ينادي به الرئيس ترامب.

تعهد ممداني بفرض المزيد من الضرائب على الأغنياء، وعلى قطاع الأعمال وعلى وول ستريت، كما تعهد بالانتصار لحقوق العمال والفقراء، في الوقت الذي يتفاخر ترامب فيه بخفض هذه الضرائب.

كما وعد ممداني بفرض ضرائب على أصحاب الملايين والمليارات لدفع تكاليف البرامج الاجتماعية الموسعة، في حين هدد ترامب بسحب الأموال الفدرالية إذا انتخب سكان نيويورك ممداني.

وفي حين أثبت ترامب أن قوة الخطاب الشعبوي يمكن أن تسيطر على المؤسسة الحزبية، حتى لو عاداه الحزب في بداياتها، تعرض ممداني لما تعرض له ترامب، واضطر الحزب الديمقراطي لدعمه على مضض.

إعلان

ويرى مراقبون أن ترامب وحركة ماغا يمثلون يمين الحزب الجمهوري، في حين يرى الكثيرون أن ممداني وتياره الاشتراكي يمثلون يسار الحزب الديمقراطي، وما هو إلا الرد المناسب على الرئيس وسياساته.

في المقابل، تبرز مشكلة وهي أن ترامب وحزبه يصورون الديمقراطيين على أنهم اشتراكيون، وهي كلمة غير محببة في القاموس السياسي الأميركي.

رابعا: نيويورك.. أكثر مدن العالم يهودية خارج إسرائيل

تعد مدينة نيويورك أكبر مركز تجمع لليهود في العالم خارج إسرائيل، ويثير وصول ممداني إلى خط النهاية في سباق منصب عمدة المدينة قلقا واسعا بين قادة اليهود الأميركيين.

وتمسك المرشح الشاب بانتقاده لإسرائيل ودعمه الكبير لحقوق الفلسطينيين، مما يمثل قطيعة مع مؤسسة الحزب الديمقراطي ويمكن أن يكون عاملا حاسما للعديد من الناخبين.

وتشير استطلاعات الرأي لدعم ما يقرب من 30% من يهود نيويورك، خاصة الشاب منهم ترشُّح ممداني، ويعود ذلك لإيمان أغلب الشباب الأميركي بعدالة القضية الفلسطينية، وبأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة.

ولم تثن مواقف ممداني المتشددة تجاه إسرائيل، ودعمه لحركة مقاطعتها اقتصاديا، وتعهده بالقبض على رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- إذا وطِئت قدماه المدنية، أغلب ديمقراطيي المدينة عن ترشيحه، بما يعكس تغيرا كبيرا في المزاج الشعبي سلبا تجاه إسرائيل.

ممداني أظهر قدرة فائقة على التواصل مع الناخبين من جميع العرقيات (الفرنسية)

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أن ما قد يدفع ممداني إلى النصر في مدينة نيويورك، المختلفة والفريدة، قد لا يكون وصفة للنجاح على المستوى الوطني.

ويبدو أن الديمقراطيين في الكونغرس قلقون بشأن الآثار المترتبة على صعوده مع استمرار التوترات بين التيارات الحزبية، المعتدلين والتقدميين، وغياب وجود قيادات يمكنها توحيد الحزب تحت راية موحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات مدینة نیویورک ما یقرب من من خلال فی حین

إقرأ أيضاً:

ممداني يتقدّم السباق إلى رئاسة بلدية نيويورك

نيويورك"أ.ف.ب": سيختار سكان نيويورك يوم الثلاثاء رئيس بلدية جديدا بعد حملة انتخابية حظيت باهتمام واسع النطاق خارج حدود أكبر مدينة في الولايات المتحدة.

يتصدر المرشح البارز عن الحزب الديموقراطي زهران ممداني، وهو أمريكي مسلم مجنس يمثل منطقة كوينز في المجلس التشريعي للولاية، السباق الانتخابي متقدما على الحاكم السابق أندرو كومو المتهم بقضايا اخلاقية، والذي يخوض الانتخابات كمرشح مستقل بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية لحزبه أمام ممداني.

أما مرشح الحزب الجمهوري كورتس سليوا (71 عاما) الذي جاء ثالثا في الاستطلاعات، فلديه ماض لافت فهو كثير الظهور في الإعلام.

وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك في الفترة من 23 إلى 27 أكتوبر حصول ممداني على 43 % من الأصوات، يليه كومو بنسبة 33 % وسليوا بنسبة 14 %.

وتركزت الحملة الانتخابية على تكلفة المعيشة والجريمة وكيفية تعامل كل مرشح مع ترامب الذي هدد بحجب الأموال الفدرالية عن المدينة.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا لينكولن ميتشل لوكالة فرانس برس "ممداني شخصية سياسية غير عادية، وهو يجسد روح المرحلة تماما. هذه مرحلة سيحظى فيها أي صوت معارض لترامب في أكبر مدن الولايات المتحدة باهتمام إعلامي كبير".

وأضاف "بصراحة، إن ترشح مسلم لرئاسة بلدية نيويورك يمثل حدثا بالغ الأهمية".

هاجم ممداني البالغ 34 عاما خصومه بسبب خطابات معادية للإسلام وحملات تشويه، منتقدا الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء على خلفية ما وصفه بـ"المشاعر المعادية للمسلمين التي أصبحت متفشية جدا في مدينتنا".

وأظهرت بيانات مجلس الانتخابات في مدينة نيويورك أن 275,006 من الناخبين الديموقراطيين المسجلين أدلوا بأصواتهم بالإضافة إلى 46115 جمهوريا و42383 ناخبا غير منتمين لأي حزب، وذلك خلال الأيام الخمسة الأولى من التصويت المبكر الذي ينتهي في الثاني من نوفمبر.

وسلط صعود ممداني الضوء على الفجوة بين اليسار واليمين الوسط في الحزب الديموقراطي.

وحضرت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، وهي من التيار الوسطي، تجمعا انتخابيا لممداني في 26 أكتوبر الماضي.

لكن هتافات "افرضوا الضرائب على الأثرياء" طغت على كلمتها، وفقا لما رصده مراسل وكالة فرانس برس.

وانتقدت هوشول مقترحات ممداني بفرض ضريبة دخل بنسبة 2 % على سكان نيويورك الذين يزيد دخلهم السنوي عن مليون دولار.

و جاء صعود ممداني غير المتوقع بدفع من جهود الشباب النيويوركيين الذين قاموا بحملات لصالحه، وقالت حملته إن 90 ألف شخص تطوعوا.

وقال ممداني لبرنامج "ذا ديلي شو": "الأمر كله يعود إلى تواصل الناس مع سكان نيويورك الآخرين بشأن المدينة التي نحبها جميعا".

وذكر المراهق عابد مهدي وهو من سكان كوينز ويقود حملات دعاية انتخابية لممداني لوكالة فرانس برس: "عندما أفكر في زهران، أفكر فيما كان يمثله بيرني ساندرز للعديد من الأمريكيين في عامي 2016 و2020. إنه بيرني ساندرز الخاص بي من نواح كثيرة".

وظهر ممداني مع السيناتور بيرني ساندرز، أحد أبرز الشخصيات اليسارية، في تجمع حاشد في كوينز في 26 أكتوبر.

وأضاف مهدي "عمري الآن 15 عاما وسأكون شخصا بالغا وأدفع الضرائب في سن 18 عاما، أليس كذلك؟ ستنطبق عليّ معظم القوانين بعد حوالي ثلاث سنوات. فلماذا أبدأ بالاهتمام حينها؟".

وتأكيدا على أهمية الناخبين الأكبر سنا الذين عادة ما يشاركون بأعداد أكبر من الشباب، حضر ممداني جلسة "رسم ومطر" في دار لكبار السن في بروكلين الخميس.

وتسببت الأمطار الغزيرة في نهاية الأسبوع في تباطؤ الحملات الانتخابية وقصد المرشحون الثلاثة الرئيسيون استوديوهات التلفزيونات في محاولة أخيرة لكسب أصوات الناخبين المترددين.

وقبل أيام من التصويت ظهر سليوا في مقطع راب محافظ غريب الطابع مرتديا بدلة وقبعة البيريه الحمراء التي تميزه.

وسعى كومو البالغ 67 عاما الخميس الماضي إلى استمالة الناخبين السود والمسلمين، فقام بحملة انتخابية في حي هارلم مع رئيس البلدية الحالي إريك آدامز، وهو ديموقراطي متهم بالفساد انسحب من السباق ودعم في النهاية خصمه السابق كومو.

وأثيرت ضجة خلال الأسبوع عندما نشرت صحيفة بريطانية ما قالت إنها مقابلة مع رئيس البلدية السابق ومؤيد ممداني، بيل دي بلازيو، بدا فيها وكأنه يشكك في جدوى خطط الإنفاق الاشتراكية للديموقراطيين.

لكن المقابلة حُذفت بعد أن نفى رئيس البلدية السابق إجراء أي مقابلة مع الصحافي.

مقالات مشابهة

  • كيف غيّر زهران ممداني قواعد اللعبة السياسية في العالم؟
  • الأوفر حظًا لمنصب عمدة نيويورك.. من هو المرشح الديمقراطي زهران ممداني؟
  • ترامب: أنا أكثر وسامة بدرجات من زهران ممداني (شاهد)
  • ترامب يسخر من "زهران ممداني"... ماذا قال؟
  • شبكات يتناول موقفا أحرج جيه دي فانس وغضب ترامب وحظوظ زهران ممداني
  • ممداني يتقدّم السباق إلى رئاسة بلدية نيويورك
  • زهران ممداني يتقدم مجددا في سباق عمدة نيويورك
  • زهران ممداني المرشح الأقوى لعمدة نيويورك.. لماذا يدعمه غالبية يهود المدينة؟
  • انتخابات عمدة نيويورك 2025.. من هو المرشح الديمقراطي زهران ممداني الأبرز؟