سخرية وتشكيك على مواقع التواصل.. وطائرة الهلال تتحول إلى مادة جدل كروي لا يتوقف

لم تمر خطوة الهلال بإطلاق طائرة تحمل العلامة التجارية للنادي مرور الكرام، بل تحولت خلال ساعات إلى واحدة من أكثر الموضوعات جدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما انقسمت الجماهير بين من رأى في الأمر قفزة تاريخية ونجاح تسويقي غير مسبوق، وبين من تعامل مع الخطوة بالسخرية والتقليل، باعتبار أن الطائرة ليست ملكاً للنادي بل مستأجرة.

صفقة هوساوي تفتح باب الجدل في السوق السعودي.. المواهب المحلية تدخل عصر الأرقام الكبيرة

عدد كبير من التعليقات رأت أنها مجرد خطوة شكلية لا تمثل قيمة حقيقية للنادي، وأن الهلال لم يشترِ طائرة، بل مجرد طلاء تسويقي لرحلات تجارية، وذهب البعض لمقارنة التجربة بما قام به القادسية في كأس الملك حين استخدم طائرة لنقل جماهيره، أو خطوة الأهلي التي استأجر فيها طائرة مؤقتة للانتقال إلى المدينة المنورة في وقت سابق.

هذه المقارنات أثارت موجة دفاع داخلية عن الهلال، معتبرين أن المقارنة غير عادلة، لأن الاتفاق مع طيران ناس ليس اتفاقاً مؤقتاً، بل علاقة تنظيمية تمتد زمنياً، تمنح النادي أولوية استخدام الطائرة، وتمنح في نفس الوقت للطرف الناقل حق تشغيلها لباقي الوجهات في الفترات الأخرى. وبالتالي ما يحدث ليس حملة لحظية أو "طلاء موسمي" بل نموذج شراكة طويلة الأجل.

الإعلامي السعودي وليد الفراج تدخل في الجدل موضحاً أن فكرة امتلاك نادٍ لكرة القدم لطائرة خاصة بشكل مباشر ليست منطقية من الأساس، وأن الاستئجار هو النموذج المعمول به دولياً حتى في الأندية الأوروبية الكبرى والفنانين ورجال الأعمال، قائلاً: "هل يعقل أن نادٍ يسافر 30 مرة في السنة يوقف طائرة له باقي السنة؟ شيء طبيعي تكون مستأجرة". وهو تصريح اعتبره البعض رداً حاسماً على موجة التشكيك.

ورغم الجدل، فإن هذا النوع من المواضيع يبرز طبيعة العلاقة الجديدة بين التسويق الرياضي والكرة العربية، فاليوم لم تعد الأفكار تقاس بملكية الأصل، بل بقيمة الاستخدام والعائد واستدامة الشراكة، وهي نقطة يرى كثير من الاقتصاديين أنها ستصبح نمطاً متكرراً خلال السنوات القادمة، خصوصاً إذا بدأت أندية أخرى في نسخ الفكرة وتطويرها.

وفي النهاية، قد يكون الجدل نفسه أحد مكاسب الهلال، لأنه خلق نقاشاً واسعاً حول قيمة النادي التجارية، ووضعه في مركز نقاش عام لمنصات التواصل، دون أن يتكلف النادي إعلانات إضافية.

المصدر: بوابة الوفد