تحقيقات النيابة في اتهام الإعلامية مها الصغير بالاعتداء على حقوق الملكية الفكرية: نسبت لنفسها اللوحات بالباطل
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
كشفت تحقيقات نيابة أكتوبر في القضية رقم 23 لسنة 2025 جنح اقتصادية 6 أكتوبر، تفاصيل اتهام الإعلامية "مها الصغير" في واقعة الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية.
وجاء في التحقيقات أن المتهمة قامت بعرض عدد من اللوحات الفنية العالمية ونسبتها لنفسها خلال ظهورها في أحد البرامج التلفزيونية، دون الحصول على إذن من أصحاب الحقوق الأصلية.
وتبين أن اللوحات المعروضة تعود إلى أربعة فنانين عالميين على قيد الحياة، وهم:
- الدنماركية ليزا لاش نيلسون
- الإيطالي بير توفوليتي
- الفنانة كارولين ويندلين
- الفرنسي سياتي
وأكدت التحقيقات أن هذا التصرف يُعد انتهاكًا واضحًا للحق الأدبي للمؤلفين، وهو ما يخالف قوانين حماية الملكية الفكرية المعمول بها، ويعرض مرتكبه للمساءلة القانونية.
وكانت أحالت جهات التحقيق الإعلامية الفنانة والإعلامية مها الصغير إلى المحكمة الاقتصادية، على خلفية اتهامها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية لمجموعة من اللوحات الفنية المملوكة لفنانين عالميين، في قضية أثارت جدلاً واسعاً داخل الوسط الفني والإعلامي.
وتعود تفاصيل الأزمة إلى ظهور مها الصغير كضيفة في برنامج "معكم" الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، بتاريخ 6 يونيو الماضي، حيث أعلنت عن تدشينها معرضًا للفن التشكيلي يضم لوحات قالت إنها قامت برسمها بنفسها.
خلال الحلقة، تعرضت “الصغير” لسؤال مباشر من منى الشاذلي حول إحدى اللوحات، لتجيب بتردد: "اللوحة دي اسمها إيه، والله أنا كنت برسم بمشاعري أكتر وبحاول ألاقي مشاعر".
وأضافت: "والله دا حال سيدات كتير، إن هما بيبقوا عايزين يبدعوا، أو يبقى ليهم مكانة، بيبقوا حاسين إنهم عايزين ينطلقوا، ومتكبلين".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نيابة أكتوبر أكتوبر مها الصغير حقوق الملکیة الفکریة مها الصغیر
إقرأ أيضاً:
قضية Getty.. لندن تعيد تعريف حقوق الملكية الفكرية في عصر الذكاء الاصطناعي
في تطور قانوني بارز يعيد صياغة مستقبل العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وحقوق الملكية الفكرية، نجحت شركة Stability AI جزئياً في الدفاع عن نفسها أمام المحكمة العليا البريطانية ضد الدعوى التي رفعتها شركة Getty Images، والمتعلقة باستخدام صور محمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي Stable Diffusion دون إذن مسبق.
القضية، التي أثارت جدلاً واسعاً منذ رفعها عام 2023، اعتُبرت من أهم المواجهات القانونية بين عمالقة الذكاء الاصطناعي ومؤسسات المحتوى الإبداعي. فقد اتهمت Getty الشركة البريطانية الأمريكية المنشأ بأنها استخدمت ملايين الصور المملوكة لها بشكل غير قانوني لتغذية أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ما اعتبرته انتهاكاً مباشراً لحقوق المبدعين والمصورين حول العالم.
لكن المحكمة العليا في لندن حسمت الجدل جزئياً، إذ رفضت مزاعم "الانتهاك الأساسي" لحقوق الطبع والنشر، مشيرة إلى أن Getty لم تقدم دليلاً قاطعاً يثبت أن عملية التدريب على نموذج Stable Diffusion جرت على أراضي المملكة المتحدة أو تضمنت نسخاً فعلية من صورها المحمية.
وقالت القاضية جوانا سميث في حيثيات الحكم إن "نموذج الذكاء الاصطناعي الذي لا يخزن أو يعيد إنتاج أعمال محمية بحقوق الطبع والنشر لا يمكن اعتباره منتهكاً"، مؤكدة أن مجرد استخدام بيانات أو صور لتدريب الذكاء الاصطناعي لا يعني بالضرورة وقوع انتهاك قانوني ما لم يتم إثبات النسخ المباشر أو التوزيع غير المصرح به.
ورغم هذا الانتصار الجزئي لـ Stability AI، إلا أن الحكم لم يكن في صالحها بالكامل. فقد وجدت المحكمة أدلة على أن بعض مخرجات النموذج تضمنت العلامة المائية الخاصة بـ Getty Images، ما يعني أن بعض بيانات التدريب ربما تضمنت صوراً من مكتبة Getty، وإن كان ذلك "بشكل محدود وتاريخي"، بحسب نص الحكم.
من جانبها، اعتبرت Getty القرار انتصاراً لمبدأ حماية العلامات التجارية، مؤكدة في بيان رسمي أن "الحكم أثبت مسؤولية الشركات التي تُدرب نماذج الذكاء الاصطناعي عن أي مخرجات تنتهك حقوق العلامة التجارية، ولا يجوز تحميل المستخدمين مسؤولية ذلك". وأضافت أن المحكمة أرست سابقة قانونية مهمة مفادها أن النماذج غير الملموسة، مثل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تخضع لقوانين الملكية الفكرية تماماً مثل المواد المادية التقليدية.
وأشارت Getty إلى أنها ستستخدم هذا الحكم كمرجع قانوني في قضيتها المماثلة أمام المحاكم الأمريكية، مشددة على أن "الافتقار إلى الشفافية في كيفية تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي يمثل تهديداً كبيراً حتى للشركات الكبرى ذات الموارد الواسعة".
أما شركة Stability AI فقد أعربت عن ارتياحها لنتائج القضية، مؤكدة أن القرار "يضع حداً للمخاوف الجوهرية المتعلقة بانتهاك حقوق الطبع والنشر"، بحسب ما صرح به كريستيان دويل، المستشار العام للشركة. وأضاف أن الحكم يؤكد أن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتم بشكل قانوني إذا ما تم احترام الأطر الأخلاقية والتنظيمية الخاصة بحقوق الملكية الفكرية.
ويأتي هذا الحكم في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي سباقاً محموماً نحو وضع أطر تنظيمية واضحة لاستخدام البيانات الإبداعية في التدريب، خاصة بعد أن أبرمت Getty نفسها مؤخراً اتفاقية ترخيص جديدة مع شركة Perplexity AI، تمنح الأخيرة حق الوصول إلى مكتبتها الإعلامية الضخمة مقابل التزامها بإظهار نسب الصور إلى أصحابها وإضافة روابط للمصادر الأصلية.
ويرى محللون أن هذا الحكم البريطاني قد يشكل نقطة تحول في الطريقة التي تتعامل بها المحاكم مع قضايا الملكية الفكرية في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث يوازن بين حقوق المبدعين وحاجة الشركات إلى البيانات لتطوير نماذجها. كما أنه يفتح الباب أمام المزيد من الدعاوى المشابهة في أوروبا والولايات المتحدة، وسط تصاعد المطالب بتشريعات أكثر وضوحاً تضمن الشفافية والمسؤولية في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وبينما تعتبر Stability AI أن الحكم "انتصار للعقلانية القانونية"، ترى Getty أنه "خطوة أولى فقط في معركة طويلة لحماية حقوق المصورين والمبدعين"، في إشارة إلى أن الجدل القانوني حول الذكاء الاصطناعي وحقوق الملكية الفكرية ما زال في بدايته، وأن القوانين الحالية قد تحتاج إلى تحديثات جذرية تواكب التطورات التقنية المتسارعة.