دار الإفتاء توضح حكم من نسي صيام الأيام البيض وهل يمكن قضاؤها
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم من نسي أو فاته صيام الأيام البيض، مؤكدة أنه يمكنه التعويض بصيام أي ثلاثة أيام أخرى من الشهر الهجري، لكنها لا تُعد من الأيام البيض نفسها، بل تدخل في باب صيام التطوع العام.
وأكدت الدار أن صيام الأيام البيض سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليست فرضًا، ولذلك لا إثم في تركها، لكنها من السنن المستحب المواظبة عليها لما لها من فضل عظيم وأجر كبير.
وفي سياق توضيح الأحكام المتعلقة بهذه العبادة، قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، إن صيام أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من العبادات المستحبة التي حث عليها النبي الكريم لما فيها من تزكية للنفس وتقوية للإيمان.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب على صيامها، كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام» (متفق عليه).
حكم من فاته الصيام أو صام يومًا واحدًا فقطوأوضح الشيخ عويضة عثمان أنه يجوز صيام يوم واحد فقط من الأيام البيض، لكن الأفضل والأكمل هو صيام الثلاثة أيام كاملة اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن من لم يتمكن من صيامها في وقتها، فله أن يصوم أي ثلاثة أيام أخرى من الشهر، سواء كانت في أوله أو وسطه أو آخره، مستدلًا بقول أبي هريرة رضي الله عنه:«لا أبالي من أي أيام الشهر صمت»،
وهو ما يدل على أن الأمر في صيام التطوع يسير ومفتوح لمن أراد نيل الأجر، حتى وإن لم يصم الأيام المحددة بعينها.
وأضاف أن صيام الأيام البيض يجوز أن يكون متتابعًا أو متفرقًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان أحيانًا يصوم أيامًا متتابعة من الشهر، وأحيانًا يصوم متفرقًا، مما يدل على سعة الأمر ورفع الحرج عن الناس.
فضل عظيم وثواب كبيرواختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن المواظبة على صيام الأيام البيض باب عظيم من أبواب الخير، وفيها اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وثوابها عظيم لمن حافظ عليها بنية خالصة.
كما شددت على أن من تركها نسيانًا أو عجزًا لا إثم عليه، لأن صيامها من التطوع الذي لا يُؤثم تاركه، لكن يُحرَم من الأجر والفضل الذي أعده الله لعباده الصائمين، داعية المسلمين إلى الحرص على إحيائها كل شهر لما فيها من نورٍ للقلب، وزيادة في الحسنات، ومغفرةٍ للذنوب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصيام صيام الأيام البيض صيام الأيام البيض الإفتاء النبی صلى الله علیه وسلم صیام الأیام البیض أیام ا
إقرأ أيضاً:
موضع ابتداء الصف خلف الإمام.. الإفتاء توضح
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"يبدأ الصف خلف الإمام؟ فقد دخلت أنا وصديقي مسجدًا ولم يكن هناك مكان في الصف، فبدأنا الصف الجديد من وسط الصف، فما حكم ذلك شرعًا؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: انه يبتدئ الصف في صلاة الجماعة من خلف الإمام، حتى يكون الإمام متوسطًا الصف متقدمًا على المأمومين، فيكون هناك من يقف على يمين الإمام، وكذلك من يقف عن يساره، فينال كلُّ أحد عن يمينه وشماله حظَّه، من نحو سَمَاعٍ وقُرْبٍ، كما أن الكعبة وسط الأرض لينال كلٌّ منها حظَّه من البَرَكَة.
فضل صلاة الجماعة
صلاةُ الجماعة مَظهرٌ مِن مظاهر لَمِّ شمل المؤمنين، وتوحيد كلمتهم، وإظهار حقيقةِ أنهم يدٌ واحدةٌ، مُعتَصِمُون بحبل الله المتين، محققون الأمر الإلهي في قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103].
ومِن فضائل صلاة الجماعة: أنَّها عاصمةٌ مِن الشيطان وحزبه، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ» أخرجه الأئمة: أبو داود، والنسائي، والحاكم.
ولِمَا لصلاة الجماعة من أهمية في حياة المسلم، حثَّ عليها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم، ورغَّب فيها، ورتَّب على إقامتها خيرًا كثيرًا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» متفقٌ عليه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
موضع ابتداء الصف خلف الإمام
يبتدئ الصف في صلاة الجماعة من خلف الإمام، حتى يكون الإمام متوسطًا الصف؛ لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَسِّطُوا الْإِمَامَ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ» أخرجه الإمامان: أبو داود، والبيهقي في "السنن الكبرى".
والمقصود من التوسُّط: أن يكون الإمام في الوسط متقدمًا على المأمومين، لا أن يقوم مساويًا لهم في وسطهم؛ لأن وظيفة الإمام التقدمُ على المأمومين، حتى يكون هناك من يقف على يمين الإمام، وكذلك من يقف عن يساره، فينال كلُّ أحد عن يمينه وشماله حظَّه، من نحو سَمَاعٍ وقُرْبٍ، كما أن الكعبة وسط الأرض لينال كلٌّ منها حظَّه من البَرَكَة.
قال الإمام بدر الدين العَيْنِي في "شرح سنن الإمام أبي داود" (3/ 235-236، ط. مكتبة الرشد): [قوله: «وَسِّطُوا الإمام» مِنْ وَسطتُ القومَ- بالتَشديد- بمعنى: توَسّطتُهم إذا كنتَ في وسَطهم، ويُقالُ: وَسَطْتُ القوم- أيضاً بالتخفيف- أسِطُهم وسطا وسِطَةً، وفي بعض النسخ: «توسطوا» من توسطتُ، والمقصود من ذلك: أن تكون الجماعة فرقتين، فرقة عن يمين الإمام وفرقة عن يساره، ويكون الإمامُ وسْطهم، وليس المعنى أن يقوم مساويًا معهم في وسطهم، لأن وظيفة الإمام التقدم على القوم] اهـ.
وقال الإمام زين الدين المُنَاوِي في "فيض القدير" (6/ 362، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [«وسطوا الإمام» بالتشديد: أي اجعلوه وسط الصف لينال كل أحد عن يمينه وشماله حظه من نحو سماع وقرب كما أن الكعبة وسط الأرض لينال كل منها حظه من البركة، أو المراد اجعلوه من واسطة قومه أي من خيارهم] اهـ.
ويكون توسط الإمام بأن يقف المأموم خلف الصف محاذيًا ليمين الإمام، فإذا حضر آخَر وقف في جهة يساره، بحيث يكونان خلف من يلي الإمام.
قال الإمام الشَّرْوَانِي في "حاشيته على تحفة المحتاج" (2/ 308، ط. المكتبة التجارية الكبرى). [وإذا شرعوا في الثاني ينبغي أن يكون وقوفهم على هيئة الوقوف خلف الإمام فإذا حضر واحد وقف خلف الصف الأول بحيث يكون محاذيًّا ليمين الإمام، فإذا حضر آخر وقف في جهة يساره بحيث يكونان خلف من يلي الإمام] اهـ. وبهذا يعلم الجواب عن السؤال.