ألقى خطبة الجمعة اليوم بـ الجامع الأزهر أ.د إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق ودار موضوعها حول "استحضار معية الله عزَّ وجلَّ".

 وأوضح أنَّ المقصودَ من إيجاد الخَلق عبادةُ الخالق سبحانه وتعالى، وكلما زادت معرفة العبد بربه، زاد إيمانه، وابتعد عن معصيته ومخالفة أمره. ومعية الله نوعان، الأولى: معية عامَّة؛ لجميع الخلق، والثانية معية خاصَّة؛ فهي معيته تعالى لرسله وأنبيائه والصالحين من عباده، بالنصر والتأييد، والمحبة والتوفيق، والهداية والإرشاد، والحفظ والرعاية، والتسديد والإعانة.

دعاء يوم الجمعة لقضاء الحاجة وسداد الدين.. انتهز ساعة الإجابة بعد العصرما هو الدعاء الذي يُقال في العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح

 وأبان أن المعية العامة أشار إليها القرآن الكريم، قال تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ»، وهذه المعية هي معية رقابة ورعاية وهذا لكل الخلق عامة. 


وأضاف خطيب الجامع الأزهر أن المحسنين من عباد الله، والمجاهدين في سبيل الله يقول القرآن الكريم في حقهم: «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ». ومرتبة الإحسان هي أعلى مراتب التدين كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان، وقال صلى الله عليه وسلم في الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وهذا هو النوع الثاني من المعية، وهي معية المناصرة وموالاة الله له..\

وبين أنه لا سبيل أمام العبد إلا أن نعيش في معية الله، ويتحقق ذلك بالصلاح والتقوى والإحسان، أما حينما نكون على غير ذلك؛ فتكون معنا معية الله رقابة وإحاطة، وتحذير ووعيد، والقرب من الله هو قرب إجابة، يقول تعالي: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»، لم يقل المولى جلَّ وعلا: وإذا سألك الناس، ولا إذا سألك المسلمون، فالطريق إلى إجابة دعوتك هو طريق واحد هو أن تكون عبداً لله حقاً، وألا تكون لغيره مسترقاً.


وأكمل: أن الآية الكريمة أعلنت عن السبيل وعما يترتب على هذا السبيل، فإذا أخذت هذا اللقب وحظيت بهذه الحظوة بالقرب من الله، وقتها يجيب الله دعائك حتى لا يقول قائل: "إنا ندعو فلا يستجاب لنا" فهل حققتم العبودية حتى يتحقق لكم الجواب؟ فالقول واضح معلن وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، هل أنت تريد الثواب؟ إذا كنت تريد الثواب، فلابد أن تكون عبداً لله، فإن أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد، أي أقرب لتحصيل الثواب ولجواب الدعاء. وحينما تريد أن يكون الله قريب منك، فذلك يكون في جوف الليل.


ولفت إلى أن مقتضيات هذه المعية والرقابة، واستحضار معية الله في نوعيها: معية المراقبة والإحاطة، ومعية العون والنصرة هو أن تستحي من الله تبارك وتعالى، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته، وهم أفضل جيل عرفته البشرية، (استحيوا من الله حق الحياء، قال الصحابة: يا رسول الله إنا نستحي من الله)، ومعنى هذا أن النبي المصطفى يعلم الصحابة والأمة كيف يكون الحياء للمؤمن الذي يعتقد أن الله يراقبه ويطلع عليه ويراه، والذي يطلب من الله أن ينصره ويعينه، فإن مقتضى الاعتقاد الصحيح في معية الله لك أن تكون على حد الحياء الذي رسمه الله تبارك وتعالى

 وتابع: أن الحياء الفطري يشترك فيه كثير من خلق الله وليس بالضرورة أن يكون هو الحياء التعبدي، أما الحياء التعبدي وهو أن يحفظ العقل وما وعى، يقول نعالي: ﴿أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ﴾ لذلك  الحياء التعبدي هو عبادة عالية القدر.


وذكر خطيب الجامع الأزهر أن صور الحياء التعبدي كثيرة  منها ألا تدخل بطنك حرام أبداً، وألا تبذر في طعام، وأن تعيش بالله ولله فكله حياء تعبدي يترتب على أنك تؤمن أن الله يطلع عليك ويراك، لكن تفعل الحرام وتأكل الحرام وتظن أن الله لا يطلع عليك ويراك، ثم تقول إنا نستحي من الله حق الحياء، فالحياء الفطري الذي فُطر عليه الأدميون ليس عبادة، وإنما هي فطرة طبيعية، لكن الحياء التعبدي إذا فعلته؛ تكون قد استحييت من الله حق الحياء، ولو التزم الناس منهج الإسلام في الحياء لصلحت حياتهم، وخاصة في الزمن الذي ظهرت فيه الكثير من الفتن بسبب التكنولوجيا التي انتشرت في أيدي الناس، فأصبح اختبار الحياء اختبارًا صعبًا. 


وشدد خطيب الجامع الأزهر على ضرورة الرجوع والعودة إلى الله عزَّ وجلَّ، وتصحيح علاقاتنا مع الله، وأن نستحضر عظمته في كل شيء قال عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾، فلا نريد أن نستخف برقابة الله علينا ولا برقابة الله لنا، نحن نريد أن نحظى بمعية الموالاة والنصرة بمعية الله ناصراً ومعيناً لنا، ولا طريق إلى ذلك إلا بالتقوى والصلاح والإحسان، وهو أعلى مراتب التدين، وقتها سنجد الله معنا وسيصلح الله أحوالنا، فلنعد إلى الله ونراجع أنفسنا، ونطهر عقولنا وقلوبنا لأن الله يطلع علينا ويرانا، لو التزمنا ذلك لما تداعت علينا الامم ولعبت بنا، ولحقق الله لنا الفلاح والنجاح في كل أمور حياتنا.

طباعة شارك خطيب الجامع الأزهر الجامع الأزهر الأزهر خطبة الجمعة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطيب الجامع الأزهر الجامع الأزهر الأزهر خطبة الجمعة خطیب الجامع الأزهر معیة الله من الله أن الله

إقرأ أيضاً:

في حالة انهيار.. هدير عبد الرازق داخل سجن النسا عقابا على خدش الحياء

تواصل البلوجر هدير عبد الرازق تصدر تريند مواقع التواصل الاجتماعي مع استمرار أزماتها حيث عادت أمس مرة أخرى خلف القضبان بقرار من المحكمة الاقتصادية التي أيدت حبسها عام مع الشغل والنفاذ في جريمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء.

حضرت البلوجر هدير عبد الرازق جلسة محاكمتها في صباح أمس الأربعاء لتقرر هيئة المحكمة التحفظ عليها لحين الفصل في القضية وصدر القرار في نهاية الجلسة برفض استئنافها على حكم الحبس وأيدت الحكم.  

عقب انتهاء الجلسة رحلت مأمورية أمنية البلوجر هدير عبد الرازق بالكلبشات إلى أحد مراكز الإصلاح والتأهيل لقضاء عقوبة الحبس سنة وسط حالة انهيار منها ومن أسرتها التي تواجدت في الجلسة لدعمها.

من جانبه، أعلن محامي هدير عبد الرازق أنه سيتقدّم بطعن أمام محكمة النقض على الحكم الصادر ضد موكلته، مؤكدًا أن الدفاع أعدّ مذكرة لرفعها إلى مجلس النواب للمطالبة بإلغاء المادة الخاصة بـ«المبادئ والقيم الأسرية» في قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، واصفًا إياها بأنها «مطاطة وغامضة».

وأوضح المحامي أن محكمة أول درجة كانت قد قضت ببطلان القبض والتفتيش لعدم وجود إذن من النيابة العامة، كما استبعدت الهاتف المحمول وما ترتّب عليه من أدلة، معتبرًا أن الدليل الإلكتروني المستند إليه الحكم «باطل فنيًا وقانونيًا» لعدم استيفائه الضوابط المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية للقانون.

وأكد الدفاع أنه سيتوجّه أيضًا إلى المحكمة الدستورية العليا للطعن بعدم دستورية المادة 25 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، التي تستند إليها أغلب القضايا الموجهة ضد صُنّاع المحتوى.

أيدت محكمة مستأنف القاهرة الاقتصادية الحكم الصادر بحبس البلوجر هدير عبدالرازق لمدة سنة، وتغريمها 20 ألف جنيه، على خلفية اتهامها بنشر فيديوهات خادشة للحياء في القضية رقم 8032 لسنة 2024 جنح الشؤون الاقتصادية.

كانت المحكمة الاقتصادية المنعقدة بالقاهرة قررت في وقت سابق معاقبة البلوجر هدير عبد الرازق بالحبس لمدة سنة، مع تغريمها 100 ألف جنيه، وذلك بتهمة نشر محتوى يخالف الآداب العامة ويحث على الفسق والفجور عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي.

ووفقًا للتحقيقات، فقد نشرت هدير عبد الرازق صورًا ومقاطع فيديو شخصية على حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل "فيسبوك"، "إنستجرام"، "يوتيوب"، و"تيك توك"، تضمنت موادًا تلميحات حسية تجاوزت المعايير الاجتماعية المقبولة. كما تم اتهامها بإنشاء حسابات إلكترونية لتسهيل ارتكاب الجرائم المرتبطة بالقضية. 

طباعة شارك هدير عبد الرازق البلوجر هدير عبد الرازق المحكمة الاقتصادية مقاطع فيديو خادشة

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث في قبر الميت بعد الدفن؟ خطيب المسجد النبوي يحذر العاصين
  • خطيب المسجد الحرام: الإيمان منحة ربانية ونعمة عظيمة جليلة في حياة المسلم
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر
  • خطيب المسجد الحرام: الإيمان بالله نعمة عظيمة تزكي حياة العباد
  • في حالة انهيار.. هدير عبد الرازق داخل سجن النسا عقابا على خدش الحياء
  • المدغيو: نأمل أن يكون الحوار المهيكل الذي أعلنته البعثة نقطة تحول نحو توحيد البلاد
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون عن الإمام نافع.. اليوم
  • محمد ورداني: حملة «حرّر نفسك» دعوة للتحرر من أسر التكنولوجيا واستعادة السيطرة على حياتنا
  • علي جمعة: دخول الجنة لا يكون بلا ابتلاءٍ واختبارٍ وصبرٍ وجهاد