جوجل وإبيك جيمز تُنهيان حرب السنوات الخمس بتسوية تاريخية تعيد رسم مستقبل متجر Google Play
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
بعد صراع قضائي دام أكثر من خمس سنوات، أعلنت شركتا جوجل (Google) وإبيك جيمز (Epic Games) عن التوصل إلى تسوية تاريخية تُنهي واحدة من أطول وأشهر المعارك القانونية في عالم التكنولوجيا. جاء ذلك بعد أن قدّمت الشركتان اقتراحًا مشتركًا إلى المحكمة الفيدرالية في سان فرانسيسكو، طلبتا فيه من القاضي جيمس دوناتو الموافقة على نسخة معدّلة من الأمر القضائي الذي فُرض على جوجل عقب خسارتها القضية في نهاية عام 2023.
تُمثل هذه التسوية، التي انتظرها مطورو التطبيقات حول العالم، تحولًا جذريًا في طريقة تشغيل متجر Google Play ونظام أندرويد، بما يضمن قدرًا أكبر من الشفافية والمنافسة وخفض الرسوم المفروضة على المطورين، دون الإضرار بأمان المستخدمين.
خطوة نحو بيئة رقمية أكثر انفتاحًا
قال سمير سامات، رئيس منظومة أندرويد في جوجل، عبر منصة X (تويتر سابقًا):
"قدّمنا بالتعاون مع Epic Games مجموعة من التغييرات الجوهرية على أندرويد وجوجل بلاي، تُركّز على توسيع خيارات المطورين وزيادة مرونتهم، وخفض الرسوم، وتشجيع المنافسة العادلة، مع الحفاظ على أعلى معايير أمان المستخدمين".
من جانبه، أشاد تيم سويني، الرئيس التنفيذي لشركة Epic Games، بالتسوية الجديدة، معتبرًا أنها تُعيد لأندرويد روحه الأصلية كمنصة مفتوحة تتيح تثبيت التطبيقات بحرية من متاجر منافسة حول العالم. وقال سويني إن الاتفاق سيُخفّض الرسوم المفروضة على المطورين داخل Google Play، ويسمح بقبول أنظمة دفع تابعة لجهات خارجية سواء داخل التطبيقات أو عبر الإنترنت، ما يضمن بيئة رقمية أكثر عدالة وابتكارًا.
خلفية النزاع: معركة من أجل حرية المطورين
بدأت المعركة بين الشركتين في عام 2020، عندما رفعت Epic Games – مطورة لعبة Fortnite الشهيرة – دعوى قضائية ضد جوجل، متهمةً إياها بممارسة الاحتكار غير القانوني في سوق توزيع التطبيقات ونظم الفوترة على أجهزة أندرويد.
وبعد ثلاث سنوات من الجدل، انتصرت Epic في المحكمة نهاية عام 2023، عندما قضى القاضي دوناتو بأن سياسات جوجل تحد من المنافسة وتضر بالمطورين والمستخدمين على حد سواء.
ورغم محاولة جوجل استئناف الحكم في يوليو 2025، فقد رفضت المحكمة العليا الأمريكية طلبها لاحقًا، لتُجبر الشركة على الالتزام بالإصلاحات التي فُرضت عليها.
تغييرات جذرية في متجر Google Play
تُلزم التسوية الجديدة جوجل بإجراء تعديلات جوهرية على سياساتها الداخلية، تشمل:
كما تم الاتفاق على وضع حد أقصى للرسوم التي يمكن أن تفرضها جوجل على المعاملات داخل التطبيقات أو تلك المرتبطة بها، لتتراوح بين 9% و20% فقط بحسب نوع الخدمة أو وقت تثبيت التطبيق.
وأوضح البيان أن هذه الرسوم ستُطبّق فقط على عمليات التثبيت الجديدة، في حين سيحتفظ المطورون القدامى بحقهم في استخدام أنظمة الدفع الحالية حتى نهاية الفترة الانتقالية.
معايير موحدة للمنافسة العادلة
أشار الاتفاق أيضًا إلى وضع "معايير معقولة ومحايدة" يجب على المتاجر المنافسة استيفاؤها، تضمن حماية المستخدمين من البرامج الضارة وتسهيل عمليات التحديث والتثبيت.
ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى موجة جديدة من المنافسة بين المتاجر الرقمية، ليس فقط في الولايات المتحدة بل على مستوى العالم، مما يفتح الباب أمام تجارب أكثر تنوعًا وأسعار أكثر تنافسية.
نهاية معركة وبداية عصر جديد
من المقرر أن تعقد جوجل وإبيك جيمز اجتماعًا مع القاضي دوناتو يوم الخميس المقبل لمراجعة البنود النهائية للتسوية. وقال سامات إن موافقة القاضي ستعني "حل النزاع نهائيًا" وإغلاق ملف القضايا العالقة بين الطرفين.
ويرى خبراء التكنولوجيا أن هذه التسوية قد تشكل سابقة قانونية تؤثر على مستقبل أسواق التطبيقات في العالم، وتجبر شركات التكنولوجيا الكبرى على مراجعة سياسات الاحتكار القديمة.
فبينما تُحاول جوجل حماية نظامها من الفوضى الأمنية، ترى Epic أن الحرية والشفافية هما المفتاح لدفع الصناعة إلى الأمام.
وبين هذا وذاك، تُعد التسوية بين العملاقين نقطة تحول فارقة في مسار سوق التطبيقات العالمي، وقد تُمهّد الطريق لعصر جديد من المنافسة المفتوحة والعدالة الرقمية، حيث تُعاد كتابة قواعد اللعبة بين الشركات والمطورين والمستخدمين على حد سواء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: متجر Google Play
إقرأ أيضاً:
دبابة ألتاي: نقطة تحول تاريخية تعيد تشكيل توازن القوى في الناتو والسوق العالمي
أنقرة (زمان التركية) – مع انضمام دبابة ألتاي القتالية الرئيسية – أول دبابة محلية الصنع– إلى ترسانة القوات المسلحة التركية، تحولت الأنظار العالمية نحو أنقرة، حيث وصفت وسائل إعلام دفاعية دولية بارزة هذا الحدث بـ”نقطة تحول تاريخية” و”بداية عصر جديد للمدرعات”.
وتؤكد التحليلات أن ألتاي لن تعزز القوة البرية التركية فحسب، بل ستُحدث تغييراً جذرياً في توازن القوى داخل حلف الناتو وفي سوق تصدير الدبابات العالمي.
وأشادت مجلة “ديفينس سيكيوريتي آسيا” ببدء الإنتاج الضخم في منشآت BMC بكهرمان قازان في أنقرة، بطاقة سنوية تصل إلى 96 دبابة. وأكدت أن تركيا “أنهت اعتمادها على المصادر الأجنبية للمركبات المدرعة، وبرزت كلاعب رئيسي في سوق تصدير الدبابات”.
ومن المتوقع أن يصل أسطول ألتاي إلى 200 دبابة خلال خمس سنوات، مع خطط للوصول إلى 250 دبابة مدعومة بمحرك BATU المحلي بحلول 2028.
رأت مجلة “إي إس دي” الأوروبية أن ألتاي ستُغيّر توازن القوة البرية في الناتو، مشيدة بتجهيزاتها المتقدمة: مدفع L55 عيار 120 ملم، دروع معيارية من روكيتسان، نظام حماية نشطة AKKOR من أسيلسان، وبنية تدريبية متكاملة من هافيلسان. وأكدت أن اجتياز الدبابة 35,000 كيلومتر من الاختبارات و3,700 تجربة إطلاق نار يعكس “عزيمة هندسية تركية لا تُضاهى”.
في الولايات المتحدة، وصفت “ناشيونال إنترست” ألتاي بأنها “رمز بري لاستراتيجية الدفاع المستقلة”، مستشهدة بكلمات الرئيس أردوغان: “تركيا لم تعد تابعة، بل دولة مطيعة”. أما “ديفينس بوست” فأبرزت تكامل محرك BATU المحلي وأنظمة الدفاع الشاملة، مؤكدة أن ألتاي “تمثل عقيدة حرب المدرعات للجيل التالي في القرن 21”.
مع بدء الخدمة، سجلت تقارير اهتماماً فورياً من دول عدة. فقد أرسلت أذربيجان وقطر وإندونيسيا وفوداً فنية لمناقشة برامج الشراء والصيانة وقطع الغيار. كما تدرس دول خليجية اقتناء مكونات محددة مثل أنظمة الحرب الإلكترونية والدفاع النشط وحزم التنقل بشكل منفصل.
ويرى الخبراء أن قدرات ألتاي الميدانية المثبتة – خاصة في مواجهة الذخائر الموجهة والمدفعية – ستجعلها خياراً مفضلاً في سيناريوهات الصراع الإقليمي.
بهذا، تُتوج ألتاي مسيرة تركيا نحو الاكتفاء الذاتي الدفاعي، وتُرسخ مكانتها كقوة تصنيع وتصدير عسكري عالمي، مع إعادة رسم خريطة التوازن البري في الناتو والشرق الأوسط.
Tags: اسطنبولتركيادبابة ألتاي