رغم عودة جميع الأسرى الإسرائيليين، واقتراب طي صفحة جثامين القتلى، فمع مرور الوقت تتبدّد نشوة الاحتلال، ويستيقظ على الواقع القائم، كما يصفه هو، ومفاده أن حماس لا تزال تسيطر على غزة، والتدخل الأمريكي يمنع دولة الاحتلال من انهيارها، مما يجعلهم في وضعٍ يُذكّرهم بلبنان، مع وجودٍ ثابتٍ للجيش الإسرائيلي في غزة الذي قد يتحوّل إلى حرب استنزاف.



وأكد مناحيم هوروفيتس الكاتب في القناة 12، أكد أنه "بعد شهرٍ من توقيع الاتفاق مع حماس لإنهاء الحرب وصفقة الرهائن، يبدو أننا أصبحنا أكثر ذكاءً، ونفهم إلى أين يتجه هذا الأمر برمّته، إنه يُشبه إلى حدٍّ ما الوضع مع حزب الله في الشمال، فالجيش يُعزّز قبضته على الأرض، ويُحافظ في الغالب على وقف إطلاق النار، ويتصرف أحيانًا على أساس كلّ حالة على حدة".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "النشوة العابرة التي سادت يوم إعادة الرهائن، وزيارة ترامب للكنيست، واحتمالية زيارة رئيس الوزراء لحضور قمة شرم الشيخ، ووصول الرئيس الإندونيسي لإسرائيل، وكلاهما لم يحدث في النهاية، حلّت محلها إدراكٌ بأننا، على ما يبدو، لا نندفع نحو شرق أوسط جديد، وأن السلام الإقليمي ليس على الأبواب".

وأوضح أن "القاعدة العسكرية التي اشتهرت بها إسرائيل خلال الشهر الماضي ليست تابعة للجيش إطلاقًا، بل تقع في كريات جات، وتستضيف جنودًا أمريكيين، وقريبًا أيضًا جنود القوة متعددة الجنسيات التي ستصل إلى غزة، مع أنه بعد ترامب، وصل نائب الرئيس ووزير الخارجية، ثم رئيس الأركان الأمريكي لمتابعة المشروع المهم للولايات المتحدة في سياستها الخارجية الجديدة عن كثب، حيث يشعر ترامب بضرورة نجاحه، وقد وقع الاختيار على إسرائيل لتكون نموذجاً في تحقيق التطلعات الأمريكية".


وأشار هوروفيتس إلى أن "الأمر يبدو غريبًا، وليس دائمًا سارًا، ولكن إذا تذكرنا أن ترامب ساعد إسرائيل كثيرًا في الهجوم على إيران، سواءً بالهجوم المباشر، أو كمظلة دفاعية، وبفضله عاد عشرون رهينة إلى ديارهم أحياء، ويحرص على تزويدنا بالأسلحة الضرورية، فقد يكون هذا ثمنًا يستحق الدفع، والمعنى الحالي للتدخل الأمريكي العميق غير المسبوق، أننا لا نملك حاليًا القدرة على شن هجوم واسع النطاق على حماس في غزة، ولكي يحدث ذلك، علينا تغيير رأي الأمريكيين، أو خرق القواعد والعمل بما يخالف اتفاقنا معهم، وكلا الأمرين مستبعد جدًا".

وأكد أن "حماس تحرص على مصافحة الأمريكيين في كل حادثة يُهاجم فيها جنود الجيش، لكن من الواضح أن كل ما تم الاتفاق عليه معها مُعلّق، وإن لم يكن واضحًا حتى الآن، فقد أدركنا بعد شهر من توقيع الاتفاق أن حماس لا تزال على قيد الحياة، وتُسيطر على قطاع غزة، حتى مع وجود عدة عصابات محلية تُعارض حكمها، فهل يظن أحد أنه بعد انتهاء مرحلة إعادة الرهائن القتلى ستمضي الحركة ببساطة، وتترك الآخرين يُديرون الأمور في غزة".

وبين الكاتب، أن "تهديدات ترامب بتدمير الولايات المتحدة لحماس تبدو فارغة بعض الشيء، إذ يتجنب ترامب إرسال قوات أمريكية لمناطق الصراع قدر الإمكان، ولن يكون سعيدًا بالتأكيد بدخول جبهة أخرى، ولنتذكر أن هذا هو ترامب نفسه الذي تفاوض مبعوثوه مُباشرةً مع قادة حماس، التي تنجو بعد عامين من الحرب، وقد أسفرت عن تدمير غزة بالكامل تقريبًا، ووصل عدد الضحايا الفلسطينيين لأرقام فلكية، وتم القضاء على جميع كبار قادة الحركة تقريبًا، لكنها لا تزال موجودة".

وأوضح أنه "من الناحية الموضوعية، قد يعتبر هذا نجاح إسرائيلي غير مسبوق، يشبه الضربة القاتلة التي تلقاها حزب الله وإيران، ورغم أنه قيل لنا منذ شهور عديدة أن حماس تفقد قبضتها، وفي طريقها للتفكك، وأن القليل من الضغط، وستنهار، لكننا نكتشف أن الصورة مختلفة تمامًا، مما يذكرنا إلى حد ما بصور الجياع في قطاع غزة في ذروة الأزمة الإنسانية، واختفت تمامًا من الصور القادمة من القطاع فور توقيع الاتفاقية، واليوم يمكننا بالفعل رؤية سكان غزة يحتفلون في محلات بيع السكاكر بهواتف آيفون الجديدة".

واعترف بالقول إننا "نواجه مشكلةً تتشكل أمام أعيننا، وسيكون صعبا خروجنا منها، فنحن الآن في وضعٍ يُذكرنا بالثمانينيات والتسعينيات في لبنان: الجيش موجودٌ هناك، ولكن ليس بشكلٍ كامل، والجنود في حالة ركودٍ معظم الوقت، لذا، ربما يكون وصفهم للأمر بـ"البط في ميدان الرماية" مبالغةً بعض الشيء، ولكن بالنظر لقدرات حماس، ونفاد صبر واشنطن، قد نواجه حرب استنزاف طويلة، بل ربما بدأناها بالفعل".

وتابع" "خلال العامين الماضيين، تخيلنا المستقبل بشكلٍ مختلف، من حيث العودة لبناء المستوطنات في غزة، ومغادرة مليوني غزاوي للقطاع إلى دولٍ عربيةٍ أخرى، لكن بعد عامين من الاستخدام غير المسبوق للقوة، حدثت تغييرات بعيدة المدى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الوجود الأمريكي على المستويين السياسي والعسكري، وقد تعلمنا من التاريخ أن جيش لا يمكنه القضاء على المنظمات المسلحة تمامًا، لا في الضفة الغربية، ولا في جنوب لبنان، ولا في اليمن، ولا في أي مكان آخر، وبالطبع في غزة أيضاً".

يمكن الخروج باستنتاج واضح من هذه القراءة الإسرائيلية مفاده أن البقاء العسكري في غزة ليس له فائدة الذي سيكلف الاحتلال في المستقبل المنظور قتلى وجرحى، مع أنه في النهاية، سيغادرها، رغم أن الشيء الوحيد الذي يقلق بشأنه هو وجود عدد كافٍ من الجنود على عمق كيلومتر واحد على الأقل وراء حدود غزة لمنع أي احتمال للعودة إلى سيناريو السابع من أكتوبر، حتى هذا التصور ليس مضمونا تحققه أيضاً.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال حماس غزة حماس غزة الاحتلال المقاومة العدوان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مئات السويديين يحتجون في ستوكهولم على خرق إسرائيل اتفاق غزة

الثورة نت /..

تظاهر المئات في العاصمة السويدية ستوكهولم، اليوم السبت، احتجاجاَ على استمرار الكيان الإسرائيلي في شن الهجمات على قطاع غزة، في انتهاكات متكررة لوقف إطلاق النار، كما نددوا بتواصل غارات الكيان على لبنان.

وتجمع المتظاهرون في ساحة أودن بلان في ستوكهولم بدعوة من العديد من منظمات المجتمع المدني، للتنديد باستهداف الجيش “الإسرائيلي” لقطاع غزة ولبنان بغارات جوية.

وندد المحتجون بخرق “إسرائيل” وقف إطلاق النار في غزة، الذي تم التوصل إليه في 10 أكتوبر الماضي، لإيقاف جريمة الإبادة الصهيونية التي استمرت عامين، لكن الكيان يواصل انتهاك الاتفاق بشكل يومي.

وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها “الأطفال يُقتلون في غزة”، و”المدارس والمستشفيات تتعرض للقصف”، و”أوقفوا الهجوم على لبنان”، و”ضعوا حداً لانعدام الغذاء”.

وطالب المشاركون بوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة، وإيقاف الغارات على لبنان، مشددين على ضرورة أن توقف السويد تصدير السلاح إلى الكيان.

وبدعم أمريكي وأوروبي، ارتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 69,169 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 170,685 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • كوبا: “إسرائيل” تنتهك اتفاق وقف اطلاق النار بغزة دون مساءلة
  • مئات السويديين يحتجون في ستوكهولم على خرق إسرائيل اتفاق غزة
  • غارات إسرائيلية جديدة على غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • تظاهرة في السويد احتجاجا على خرق إسرائيل اتفاق غزة
  • باكستان تعلن انهيار محادثات السلام مع أفغانستان
  • إسرائيل تواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله
  • باحث إسرائيلي: قطر هي الرابح الحقيقي من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • استشهاد لبناني بقصف إسرائيلي جديد يخرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • جيش الاحتلال: على حماس أن تفي بالتزاماتها في اتفاق وقف إطلاق النار