تعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي تدمير المباني الأثرية في قطاع غزة وتغييب معالم تعود إلى مئات السنين، بهدف طمس الهوية الفلسطينية وإخفاء التراث الممتد لعهود قديمة، في إطار حرب الإبادة التي شنتها على مدار العامين الماضيين.

وكشف وقف إطلاق النار في غزة حجم الضرر الذي لحق بالمواقع الأثرية، وكيف سرقت إسرائيل قطعا أثرية، وكانت سببا في اختفائها دون معرفة مصيرها.

وقال مدير عام وزارة السياحة والآثار في غزة زكريا الهور إن الجيش الإسرائيلي دمر 316 موقعا ومبنى أثريا كليا وجزئيا يعود معظمها إلى العصر المملوكي قبل 7 قرون والعثماني الذي بدأ عام 1517 ميلادي، وأخفى تحت ركامها قيمة دينية وثقافية واجتماعية تؤكد تاريخ وأصالة الشعب الفلسطيني ومدى تمسكه بأرضه.

ركام المسجد العمري التاريخي بعد القصف (الجزيرة)سرقة الآثار

وعدّد الهور في حديث خاص للجزيرة نت أبرز المباني التي دمرها الاحتلال، ومنها المسجد العمري الكبير الذي يعود إلى العهد الراشدي في القرن السابع الميلادي، وقصر الباشا الذي أمر ببنائه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس عام 1260 ميلادي، وقد تحول في السنوات الأخيرة إلى متحف يضم قطعا أثرية نادرة فُقدت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.

ودمر الجيش الإسرائيلي حمام السمرة التاريخي الذي يعود إلى القرن الـ14 الميلادي، وسباط العلمي الذي يمثل رمزا للتاريخ المعماري المملوكي في غزة، وكنيسة بيرفيريوس التي تعد من أقدم كنائس فلسطين وتمثل تحفة معمارية بيزنطية تعود إلى القرن الخامس الميلادي، ومسجدي الظفردمري وابن عثمان، والعديد من المساجد والمباني الأثرية.

وأوضح الهور أن معظم المقتنيات الأثرية المهمة كانت داخل متحف قصر الباشا، واختفت بعد حصار الجيش الإسرائيلي واجتياحه البلدة القديمة بمدينة غزة، وتدميره المتحف بالكامل، وبعد انسحابهم من المكان والبحث بين الركام لم يجدوا أي قطعة أثرية.

إعلان

وأشار إلى أن المتحف كان يضم أكثر من 20 ألف قطعة أثرية تعود إلى حقب تاريخية مختلفة منذ ما قبل الميلاد وحتى العصر العثماني.

ولفت مدير عام وزارة السياحة والآثار إلى أن المعروضات التي فُقدت من المتحف ذات أهمية وقيمة أثرية كبيرة، سواء لعامة الشعب الفلسطيني أو للمتحف نفسه، إذ تحاكي كل قطعة حقبة زمنية قديمة.

وشدد على أن الاحتلال كان معنيا بهدم قصر الباشا بهدف تغييب الجيل الصغير عن تاريخه ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية.

وأشار الهور إلى أن الاحتلال سبق له أن قام بمثل هذه الأعمال من خلال سرقته بعض المواقع الأثرية مثل موقع تل أم عامر في وسط القطاع، والذي يعد من أهم المواقع التاريخية المسيحية في فلسطين.

محاولات للترميم

بدأت وزارة السياحة والآثار العمل على جلب مشاريع بهدف تقديم ما وصفها الهور بـ"الإسعافات الأولية الطارئة" للمواقع الأثرية المدمرة، وذلك لصعوبة إنقاذها وإعادة ترميمها في المرحلة الحالية بسبب منع الاحتلال إدخال مواد البناء اللازمة للترميم.

وتُجري الوزارة اتصالاتها مع المؤسسات المحلية والدولية من أجل ترميم وإعادة إعمار المباني الأثرية التي تضررت بفعل القصف المتواصل على قطاع غزة، والتي تحتاج إلى مبالغ مالية تقدر بـ50 مليون دولار.

ويحتاج إنقاذ وإعادة ترميم المباني الأثرية إلى جهود مؤسسات عربية ودولية مختصة تضم خبراء في هذا المجال، للحفاظ على الإرث التاريخي الذي تحمله هذه المعالم.

تدمير السياحة

وفي القطاع السياحي الذي تشرف عليه وزارة السياحة والآثار في غزة دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع المنشآت السياحية من فنادق ومتنزهات ومرافق ترفيهية، سواء كليا أو جزئيا.

وقال الهور إن جيش الاحتلال دمر ما يقارب 85% من إجمالي المنشآت السياحية في قطاع غزة تدميرا شاملا و10% تدميرا جزئيا، في حين طالت باقي المرافق أضرار متوسطة نتيجة حرب الإبادة على قطاع غزة.

وبلغت الخسائر الأولية التي لحقت بالقطاع الترفيهي والفندقي نحو ملياري دولار نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بالفنادق والشاليهات والمنتجعات السياحية والمتنزهات ومكاتب السياحة والسفر.

وأشار الهور إلى أن أكثر من 7 آلاف عامل في المجال السياحي فقدوا وظائفهم وانضموا إلى صفوف البطالة، وهم يشكلون ما نسبته 7% من مجمل الأيدي العاملة في قطاع غزة.

ورغم الضرر البليغ الذي أصاب القطاع السياحي في غزة فإن الهور لفت إلى سعيهم لإعداد ورشة عمل مع المجتمع والمرافق السياحية والمؤسسات ذات العلاقة من خلال خطط لإعادة النهوض بالقطاع الحيوي من جديد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات وزارة السیاحة والآثار المبانی الأثریة قطاع غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

السياحة والآثار: The Grand Ball يؤكد مكانة مصر كمركز للفعاليات الفخمة

في سابقة هي الأولى من نوعها، استضافت مصر، اليوم، ولأول مرة، حفل (The Grand Ball) الملكي الفاخر، والذي يُقام هذا العام خارج موطنه الأصلي في إمارة موناكو، ليُعقد في قصر عابدين التاريخي، أحد أهم وأعرق القصور الملكية في العالم، وينظمهNoble Monte- Carlo.

حفل The Grand Ball

ويُعد (The Grand Ball) من أفخم وأرقى الفعاليات الملكية العالمية التي تُقام سنويًا تحت رعاية صاحب السمو الأمير ألبير الثاني أمير موناكو، ويُصنف ضمن فئة (Ultra Luxury Royal Events) التي تجمع كبار الشخصيات من العائلات الملكية والنبلاء ورموز المجتمع والدبلوماسية حول العالم.

السياحة والآثار: نحرص على تطوير آليات استقبال الجمهور بالمتحف الكبيروزير السياحة والآثار يعقد اجتماعاً مع مسئولي TripAdvisor .. تفاصيلوزير السياحة والآثار يعقد سلسلة لقاءات مهنية مع مسئولي عدد من شركات الطيران العالميةوزير السياحة والآثار يعقد لقاءً حوارياً مفتوحاً مع شباب الجالية المصرية في لندن

وتأتي استضافة هذا الحدث الفريد ضمن فعاليات ختام النسخة الخامسة من حملة “مانحي أمل” (Hope Givers) العالمية، والتي تُقام خلال الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر الجاري في القاهرة، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي.
وكان المتحف القومي للحضارة المصرية قد استضاف فعاليات الختام، فيما أنه من المقرر أن يُقام الحفل الختامي للحملة يوم 9 نوفمبر الجاري بدار الأوبرا في العاصمة الجديدة.

ويحظى حفل (The Grand Ball) بمشاركة ملكية ودبلوماسية رفيعة المستوى، حيث يشهد حضور صاحبة السمو الملكي الأميرة بياتريس دي بوربون-الصقليتين، وصاحب السمو الأمير جواتشيم موراه، وممثلين رسميين عن القصر الأميري في موناكو، إلى جانب عدد من الشخصيات الحكومية الرفيعة من فرنسا وأوروبا، وكبار الشخصيات العامة من مصر والعالم.

وأعرب شريف فتحي وزير السياحة والآثار عن اعتزازه وتقديره باستضافة مصر لأول مرة هذا الحدث الملكي العالمي، بما يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرة مصر على تنظيم واستضافة الفعاليات الفاخرة ذات الطابع الثقافي والحضاري.

كما يُبرز هذا الحدث الوجه المشرق لمصر كوجهة تجمع بين الأصالة الملكية والحداثة المعمارية، ويؤكد مكانتها كمنصة عالمية لاحتضان الفعاليات التي تمزج بين الفخامة والثقافة الإنسانية.

وأكد المهندس أحمد يوسف، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، حرص الهيئة على دعم ورعاية مثل هذه الأحداث النوعية والاستثنائية، موضحاً أن (The Grand Ball) يمثل فرصة فريدة للترويج لمصر عالمياً كوجهة فاخرة تجمع بين التاريخ والعصرية.

وأضاف أن استضافة مصر لحدث مصنف عالمياً ضمن فئة Ultra Luxury Royal Events، هو إعلان جديد بأن مصر الوجهة الفاخرة والتاريخية الأكثر تميزاً في العالم، بما تمتلكه من قصور تاريخية فريدة ومشروعات عصرية مثل العاصمة الإدارية الجديدة.

وقد حرص مكتب الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بمطار القاهرة الدولي على استقبال الضيوف المشاركين وتقديم جميع التسهيلات اللازمة لهم، بما يعكس مستوى التنظيم والاحترافية في استقبال الأحداث الدولية الكبرى.

وكان المتحف القومي للحضارة المصرية قد استضاف أمس فعالية “الماستر كلاس الدولي” ضمن حملة “مانحي أمل”، التي تُنظم بالتعاون مع مؤسسات عالمية رائدة مثل Better World Fund وListen2Hearn، في إطار دعم الجهود الإنسانية والصحية العالمية.

ومن الجدير بالذكر أن (The Grand Ball) الملكي يُعد من أرقى وأقدم الحفلات الملكية في أوروبا، انطلقت نسخته الأولى في إمارة موناكو عام 1954 تحت رعاية الأمير الراحل رينيه الثالث والأميرة غريس كيلي، واستمر تنظيمه سنوياً تحت إشراف الأمير ألبير الثاني.
ويهدف الحفل إلى الاحتفاء بالفنون والثقافة والذوق الرفيع، مع دعم المبادرات الإنسانية والخيرية حول العالم، حيث يجمع بين العائلات الملكية والنبلاء وقادة المجتمع والدبلوماسيين في أمسية تمثل رمزاً للأناقة والرقي والتعاون الإنساني.

طباعة شارك حفل the Grand ball وزارة السياحة والآثار السياحة سياحة قصر عابدين

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يدمر مئات المواقع الأثرية بغزة ويسرق آلاف القطع
  • وزير السياحة والآثار يلتقي بوزير السياحة والتراث العُماني
  • تونس تطلق حملة للترويج لمواقعها الأثرية لتعزيز السياحة الداخلية
  • السياحة والآثار: The Grand Ball يؤكد مكانة مصر كمركز للفعاليات الفخمة
  • مدير الإغاثة الطبية بغزة: الاحتلال الإسرائيلي يتعنت في إدخال ما يلزم للمنظومة الصحية في قطاع غزة
  • مدير وزارة الصحة بغزة: أصحاب الأمراض المزمنة يواجهون خطر الموت لعدم توفر الأدوية
  • مدير الإغاثة الطبية بغزة: 70% من مستشفيات القطاع دمّرت والحصار يفاقم الأزمة الصحية
  • انتشال 522 جثماناً لشهداء من تحت الأنقاض بغزة
  • 241 شهيداً منذ إقرار وقف إطلاق النار بغزة