بدأ العراقيون اليوم الثلاثاء التصويت لاختيار برلمان جديد، وسط توقعات بألا تسفر الانتخابات عن تغيير كبير في المشهد السياسي، في وقت وصف فيها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أجواء الاقتراع بالآمنة والمستقرة.

وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها السابعة صباحا بالتوقيت المحلي على أن تغلق السادسة مساء، ويحق لأكثر من 20 مليون مواطن الإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات السادسة من نوعها منذ الغزو الأميركي عام 2003.

ويجري التصويت في مختلف أنحاء العراق، بما في ذلك إقليم كردستان، وذلك بعد التصويت الخاص الذي جرى قبل يومين وشارك فيه الأمنيون والعسكريون والنازحون.

وسيختار الناخبون أعضاء البرلمان الجديد المؤلف من 329 مقعدا، يمثلون 46 مليون عراقي، وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إن التصويت سيجري في أكثر من 8700 مركز اقتراع.

ويتنافس في هذه الانتخابات أكثر من 7740 مرشحا -ثلثهم تقريبا من النساء- ومعظمهم ضمن تحالفات وأحزاب سياسية كبيرة، ويشارك 75 مستقلا فقط في هذا الاقتراع.

وينتظر أن تعلن مفوضية الانتخابات نتائج أولية غير نهائية بعد 24 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع.

وتشارك بالانتخابات التشريعية الحالية القوى السياسية المهيمنة على الساحة منذ سنوات، في حين قرر التيار الصدري مقاطعتها، وأرجع زعيمه مقتدى الصدر ذلك إلى أن العملية الانتخابية يشوبها الفساد، وفق تعبيره.

السوداني يدلي بصوته في حي الكرادة وسط بغداد (رويترز)أجواء مستقرة

وقد وصف رئيس الوزراء العراقي أجواء الاقتراع البرلماني بالآمنة والمستقرة.

وقال السوداني -في تصريح للصحفيين بعيد إدلائه بصوته في مركز اقتراع بحي الكرادة في بغداد- إن هذه الانتخابات تجري بحصور مراقبين دوليين، وتؤكد التداول السلمي للسلطة، مشيدا بدور القوات الأمنية في تأمينها.

وقد نشرت الحكومة عشرات الآلاف من أفراد الأمن والجيش في محيط مراكز التصويت، من دون فرض إجراءات حظر التجوال.

وكانت الداخلية العراقية أشارت مؤخرا إلى أنها ستنشر 170 ألف عنصر من قواتها لتأمين الانتخابات التشريعية.

وستكون حركة الطيران متاحة أمام المسافرين عبر المطارات العراقية، وقالت قيادة العمليات المشتركة إن يوم الانتخابات لن يشهد فرض أي قيود على حركة المركبات، وإن الطرق ستبقى مفتوحة لتسهيل وصول الناخبين لمراكز الاقتراع.

المشاركة والنتائج

في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن محللين وخبراء في مجال استطلاعات الرأي أن من المتوقع أن تنخفض نسبة الإقبال إلى أقل من المستوى القياسي المنخفض البالغ 41% عام 2021.

إعلان

وأرجعوا ذلك جزئيا إلى خيبة الأمل العامة ومقاطعة زعيم التيار الصدري الذي يمثل قاعدة دعم كبيرة تضم مئات الآلاف من الناخبين.

ويتوقع محللون أن يحصل ائتلاف الإعمار والتنمية الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي على عدد جيد من المقاعد، من دون أن يعني ذلك بالضرورة عودته إلى منصبه.

ويتطلع السوداني لولاية ثانية رغم أن الانقسامات داخل ائتلافه قد تعيق فرصه.

وتخوض الأحزاب السنية الانتخابات بشكل منفصل، ويتوقع أن يحقق رئيس المجلس النواب السابق محمد الحلبوسي مكاسب ملحوظة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي ظل التوقعات بعدم حصول أي من القوى السياسية على أغلبية مقاعد البرلمان، قد يستغرق تشكيل الحكومة الجديدة عدة أشهر على غرار ما حدث بعد انتخابات 2021.

ورغم خوضها الانتخابات بشكل منفصل، يتوقع أن تتحد بعد الاقتراع الأحزاب الشيعية المنضوية ضمن الإطار التنسيقي (الشيعي) لتشكيل أكبر كتلة.

وفي إقليم كردستان العراق، سيتكرر التنافس السياسي التاريخي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.

ومنذ عام 2003، جرت في العراق 6 انتخابات تشريعية، وشهدت انتخابات عام 2005 أعلى نسبة مشاركة.

وبموجب نظام تقاسم السلطة في العراق، يجب أن يكون رئيس الوزراء شيعيا ورئيس البرلمان سنيا ورئيس الجمهورية كرديا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

العراقيون ينتخبون برلمانا جديدا الثلاثاء.. دون حظر تجوال لأول مرة

تنطلق في العراق، غدا الثلاثاء، عمليات الاقتراع العامة بالانتخابات البرلمانية التي ستحدد أعضاء مجلس النواب المقبل، وسترسم خريطة المشهد السياسي بالبلاد، خلال السنوات المقبلة.

يأتي ذلك بعد يومين من إجراء الاقتراع الخاص بالأجهزة الأمنية والعسكرية، الأحد، والذي كان يحق فيه لمليون و313 ألفا و859 ناخبا الإدلاء بأصواتهم، فيما قالت مفوضية الانتخابات إن نسبة المشاركة كانت "غير مسبوقة" وبلغت 82.52 بالمئة.

ووفق دلائل أولية، يرى مراقبون أن المشهد السياسي ما بعد الانتخابات سيواجه تشتتا في توزيع الأصوات والمقاعد، الأمر الذي يرجح بقوة استمرار معادلة "التوافق" التقليدية في توزيع المناصب السيادية والحكومية.

ويتنافس في الانتخابات البرلمانية 7 آلاف و743 مرشحا، بينهم 5 آلاف و496 رجلا، وألفان و247 امرأة.



بينما يحق إجمالا لنحو 21 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم، لاختيار 329 عضوا بمجلس النواب هم المسؤولون عن انتخاب رئيس الجمهورية ومنح الثقة للحكومة.

وتتصدر العاصمة بغداد المحافظات بعدد المقاعد المخصصة لها بواقع 69 مقعدا (منها 17 مخصصة للنساء)، تليها نينوى (شمال) بـ 31 مقعدا (8 للنساء)، ثم البصرة (جنوب) بـ 25 مقعدا (6 للنساء)، وذي قار (جنوب) بـ 19 مقعدا (5 للنساء).

وتتوزع بقية المقاعد على المحافظات الأخرى وصولا إلى محافظة المثنى (جنوب)، التي تعد الأقل ومخصص لها 7 مقاعد، وفق أرقام مفوضية الانتخابات.

ووفق القانون الانتخابي، تخصص نسبة لا تقل عن 25 بالمئة من المقاعد البرلمانية بما لا يقل عن 83 مقعدا لما تعرف بـ"كوتا النساء"، بجانب تخصيص 9 مقاعد لمكونات قومية ودينية على مستوى المحافظات أو على المستوى الوطني.

كما تفيد معطيات المفوضية بأن بغداد تحتل المركز الأول من حيث عدد الناخبين المسجلين بمليونين و373 ألفا و963 ناخبا.

وعلى الصعيد التنظيمي والأمني، أكدت مفوضية الانتخابات في إفادة سابقة، أن عملية الاقتراع ستبدأ في تمام الساعة السابعة صباحا من يوم الثلاثاء، وتغلق الأجهزة الانتخابية إلكترونيا في الساعة السادسة مساء دون تمديد.

وأوضحت المفوضية أن النتائج الأولية سيتم إعلانها خلال 24 ساعة من انتهاء التصويت، بعد إجراء عدّ وفرز إلكتروني ويدوي للمطابقة، فيما ستعلن النتائج النهائية بعد عدة أيام عقب الانتهاء من فحص الطعون.



وفي خطوة لافتة في تاريخ الانتخابات العراقية الحديثة، أعلن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، السبت، عدم فرض حظر للتجوال يوم الاقتراع، وذلك لتسهيل الحركة وضمان مشاركة المواطنين.

وتعتبر هذه الخطوة مؤشرا على تحسن الأوضاع الأمنية، خلافا لانتخابات سابقة شهدت حظرا للتجوال مثل عامي 2014 و2018، وأخرى شهدت إجراءات أمنية مشددة مثل إغلاق المنافذ الحدودية والمطارات ومنع التنقل بين المحافظات كما جرى بانتخابات 2021.

وجرت آخر انتخابات تشريعية بالعراق في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وذلك بعد عامين على المظاهرات الشعبية التي أجبرت رئيس الحكومة الأسبق عادل عبد المهدي على تقديم استقالته، وجاء خلفا له مصطفى الكاظمي ليشرف على إجراء الانتخابات.

مقالات مشابهة

  • في مشهد نادر.. رئيس وزراء العراق يدلي بصوته برفقة والدته
  • العراق يفتح مراكز الاقتراع.. أكثر من 21 مليون مواطن يشاركون لاختيار 329 نائباً
  • العراق ينتخب برلمانًا جديدًا.. السوداني يسعى لتجديد ولايته والصدر غائب عن السباق
  • العراقيون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد
  • العراقيون يصوتون اليوم في سادس انتخابات برلمانية منذ 2003
  • العراقيون ينتخبون اليوم برلمانهم الجديد
  • العراقيون ينتخبون برلمانا جديدا الثلاثاء.. دون حظر تجوال لأول مرة
  • برلمانيات العراق.. انتهاء التصويت الخاص بنسبة مشاركة 82.52 بالمئة
  • انطلاق عملية التصويت الخاص لانتخابات مجلس النواب في العراق