افتتاح أول منشأة لتصنيع وتجميع الأقمار الاصطناعية التجارية في المنطقة بكيزاد أبوظبي
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد) افتتحت شركة «أوربت ووركس»، منشأة التصنيع المتكاملة في المنطقة الاقتصادية الخاصة كيزاد بأبوظبي، لتكون الأولى من نوعها في الشرق الأوسط المخصّصة للإنتاج والتجميع التجاري للأقمار الاصطناعية.
وقالت الشركة إنها ستبدأ بإنتاج كوكبة «الطائر»، أول كوكبة تجارية محلية على مستوى الشرق الأوسط، وأول أسطول إماراتي لمراقبة الأرض مزوّد بالذكاء الاصطناعي، ومن المقرّر أن يتم الإطلاق الأول للكوكبة في عام 2026، ومن المتوقّع أن تُصبح بحلول نهاية العقد أحد أكثر أساطيل مراقبة الأرض تقدماً في الشرق الأوسط.
وأشاد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، بهذا الإنجاز الوطني الذي يعكس التطور النوعي لمنظومة الفضاء في دولة الإمارات، ويؤكد مكانتها على الخريطة العالمية كمركز رائد في التصنيع الفضائي.
واعتبر معاليه أن افتتاح أول منشأة متكاملة في المنطقة لتصنيع وتجميع الأقمار الاصطناعية التجارية، خطوة محورية تجسّد جاهزية الدولة للمنافسة العالمية، وتفتح آفاقاً جديدة للابتكار والتقنيات المتقدمة في قطاع الفضاء. وأوضح معاليه أن المشروع يسهم في تأسيس قاعدة اقتصادية فضائية مستدامة قائمة على المعرفة والابتكار، ويعزّز الدور المتنامي للقطاع الخاص الوطني في دعم مسيرة الدولة نحو قطاع فضائي متكامل، كما يوفّر منصة لتعزيز البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، ويدعم تدريب الكوادر الوطنية، وتطوير الشركات الناشئة والمبتكرة في مجال الفضاء، بما يعكس رؤية دولة الإمارات الطموحة في بناء منظومة فضائية رائدة قادرة على المنافسة على المستويين الإقليمي والعالمي.
أول منشأة متكاملة
وتُعد منشأة «أوربت ووركس»، منصّة متقدمة من الجيل الجديد، مصممة لتسريع تطوير ونشر تقنيات الفضاء عبر المنطقة، حيث تم تصميمها لدعم التقنيات الفضائية من أقمار مراقبة الأرض وأقمار الاتصالات إلى المركبات الفضائية المتقدمة والحِمل المتخصص. وتضم المنشأة غرفاً نظيفة لتجميع الأقمار بالكامل، إلى جانب بنية تحتية متكاملة للاختبارات تشمل غُرف التفريغ الحراري، وغُرف التداخل الكهرومغناطيسي، وبيئات محاكاة المهام، مما يتيح إجراء التأهيل الكامل تحت سقف واحد.
أخبار ذات صلة
وتعمل المنشأة كمركز ابتكار وتعاون، حيث يمكن للشركاء والعملاء العمل جنبًا إلى جنب مع فرق الهندسة لاكتساب الخبرة العملية ونقل المعرفة. يوفّر هذا النموذج للإنتاج المتكامل، من التصميم ودمج الحِمل وحتى الاختبارات والاستعداد للإطلاق، تسريعاً هائلاً للعمليات التقليدية من سنوات إلى أشهر، من خلال الإنتاج المعياري والمتوازي، مما يمكّن من إنتاج أقمار مخصصة عالية الأداء مع مرونة وكفاءة تكلفة استثنائية.
وقال الدكتور حمد الله محيب، الرئيس التنفيذي بالإنابة لأوربت ووركس والرئيس التنفيذي لمارلان سبيس: «إنّ تدشين هذه المنشأة اليوم ليس مجرد افتتاح مبنى، بل إعلان عن القدرة الوطنية، وتحوّل الإمارات من مستهلك للتقنيات الفضائية إلى منشئ ومشغل ومصدر لها. وأضاف: «هدفنا إعادة تعريف كيفية بناء الأقمار لتكون أسرع، أذكى، وبالقرب من أماكن الطلب، ويسعدنا أن نعلن أن كوكبة «الطائر» هي بداية لعصر جديد تصبح فيه الإمارات منتجاً عالمياً للبنية التحتية الفضائية، حيث صُممت «أوربت ووركس» ليس فقط لخدمة كوكباتها الخاصة، بل لتكون منصة يمكن للشركات والحكومات والمؤسسات البحثية استخدام بنيتها التحتية لتحقيق أهدافهم، بما في ذلك البرامج الجاهزة، وحمل الأقمار المستضافة، والمهام المشاركة، وبناء القدرات السيادية، من أبوظبي إلى العالم.
التصنيع والتجميع
وتتألف كوكبة «الطائر» من عشرة أقمار اصطناعية، صُممت لتقديم معلومات مراقبة الأرض شبه اللحظية عبر مجالات متعددة، وعلى عكس الأقمار التقليدية التي تلتقط الصور وترسلها إلى محطات الأرض لمعالجتها، تقوم أقمار «الطائر» تحليل البيانات في المدار وتقديم معلومات قابلة للتنفيذ خلال دقائق، كما يدمج كل قمر بين المستشعرات البصرية، وتحت الحمراء، والحرارية والراديوية مع معالجة ذكية على متنه، وعند رصد أي نشاط يعمل القمر على تسجيل الصور بالتفصيل ومعالجتها في الوقت الفعلي، لتحويل البيانات الأولية إلى معلومات فورية.
وتدعم هذه القدرات الأمن الوطني، والاستجابة للكوارث، ومراقبة المناخ، والزراعة، والعمليات البحرية، بما في ذلك كشف التجريف غير القانوني، وتقييم أضرار الكوارث، ومراقبة صحة المحاصيل لضمان الأمن الغذائي. محطة رئيسية
من جانبه أكّد بيير-داميان فوجور، الرئيس التنفيذي لشركة لوفت أوربيتال، أهمية هذه الشراكة، قائلاً: «يُعد افتتاح منشأة «أوربت ووركس» محطة رئيسية في الرؤية المشتركة مع شركة «مارلان سبيس» لبناء قدرات تصنيع متقدمة في أبوظبي، بما يتماشى تماماً مع رؤية القيادة الرشيدة لتطوير منظومة الفضاء في الدولة. وقد أُنجز هذا المشروع خلال 12 شهراً فقط، ليشكّل امتداداً طبيعياً لأهداف شركة «لوفت» في بناء قدرات فضائية سيادية بسرعة وكفاءة في أبوظبي».
وأضاف: «ستستفيد المنشأة من قوة الشركاء المحليين الذين نفخر بالتعاون معهم، لتكون حجر الأساس في استقطاب شركاء عالميين من مختلف أنحاء العالم لتطوير منظومة فضائية متكاملة في أبوظبي. كما تمثّل كوكبة «الطائر»، التي تم بناؤها وتشغيلها بوساطة «أوربت ووركس»، أول كوكبة أقمار اصطناعية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وستُطلق جيلاً جديداً من التطبيقات حول العالم، بما يعزّز المكانة العالمية المتنامية لدولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي».
وقال محمد الخضر الأحمد، الرئيس التنفيذي لمجموعة كيزاد: «يعزّز بناء «أوربت ووركس» منشأتها في كيزاد مكانة أبوظبي كمركز للابتكار والتصنيع المتقدم. هذا النوع من الاستثمار يسرّع استراتيجية الإمارات الصناعية، من خلال الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية العالمية لخلق صناعات المستقبل». من جهته قال: جاستن ليدبيتر، مدير تنفيذي في أوربت ووركس: «ما يميز هذا المشروع ليس السرعة فقط، بل الطموح. نحن نبنّي بنية تحتية فضائية متقدمة للتصدير من الإمارات ولخدمة الإمارات نفسها، وننشئ قنوات شراء سيادية للتقنيات الفضائية، حيث صُممت المنشأة منذ البداية لتكون منصة انطلاق لمهمات الفضاء من جميع الأنواع».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأقمار الاصطناعية كيزاد الإمارات الفضاء فی المنطقة أول منشأة
إقرأ أيضاً:
انطلاق ملتقى أبوظبي الاستراتيجي بنسخته الـ 12
انطلقت أمس أعمال النسخة الثانية عشرة من “ملتقى أبوظبي الاستراتيجي” تحت عنوان «تحولات الهيمنة والتكيُّف مع النظام العالمي الجديد» الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات لمناقشة اتجاهات المشهد الاستراتيجي العالمي وآفاقه المستقبلية.
يشارك في الملتقى الذي يستمر على مدى يومين نخبة من صانعي السياسات والخبراء الاستراتيجيين والباحثين المتخصصين من أنحاء مختلفة من العالم.
وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة في كلمته الرئيسية للملتقى أن الاتفاق الأخير في غزة يشكل بداية لمسار جديد نحو الحوكمة والاستقرار وليس نهاية الطريق .. مشيراً إلى أن الإمارات في ظل الظروف الحالية قد لا تشارك في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في القطاع.
وقال معاليه إن السياسات المتطرفة تمثل وصفة لعنف لا ينتهي .. مؤكداً أن الشعب الفلسطيني عانى طويلا ويستحق دولة يعيش فيها بكرامة وسلام.
وفيما يخص السودان أوضح معالي قرقاش أن السودان يواجه أزمة إنسانية ملحّة تستوجب وقف الحرب فورا وتحمل جميع الأطراف لمسؤولياتها.. مؤكداً أن الإمارات تدعم قيام حكم مدني مستقل بعيداً عن أطراف النزاع أو أي عودة لحكم الإخوان المسلمين.
وأضاف أن التزام الإمارات الإنساني تجاه الشعب السوداني ثابت رغم الحملات الإعلامية المضللة .. مشدداً على أن الامارات ترفض الحلول العسكرية في الأزمات السياسية.
وأشار معاليه إلى أن التكلفة الإنسانية للأزمات في المنطقة تتزايد وأن الحلول السياسية والدبلوماسية هي الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار.. مؤكداً استمرار جهود الإمارات في العمل الإنساني والدبلوماسي انطلاقاً من نهجها الثابت في دعم السلام والتنمية.
وأكد معالي قرقاش أن الأمن الإقليمي يجب أن يقوم على الاعتدال ورفض الميليشيات والتطرف .. داعيا إلى تعزيز البنية الأمنية الخليجية المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وشدد معاليه على أن الإمارات تدعو إلى الحوار وخفض التصعيد بين روسيا وأوكرانيا وتدعم جهود الوساطة وتبادل الأسرى .. مشيراً إلى وجود أمل في سوريا ولبنان والحاجة إلى بذل مزيد من الجهود في ليبيا واليمن.
وأضاف معاليه أن الإمارات تفخر بكونها من أكبر المستثمرين في أفريقيا وتواصل التزامها بالعمل المتوازن في قضايا المناخ تزامنا مع انعقاد مؤتمر (COP30) في البرازيل.
وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش في ختام كلمته أن النمو الاقتصادي وحده لا يكفي وأن المستقبل سيكون لمن يتبنى الشراكات المتنوعة والرؤى المنفتحة .. مشيراً إلى أن الخيارات التي تتخذ اليوم سترسم ملامح المستقبل لمن يعملون بثقة ومسؤولية نحو الاستقرار والتنمية.
من جانبها قالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات أن ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثاني عشر الذي يُعقد هذا العام تحت عنوان “تحولات الهيمنة والتكيّف مع النظام العالمي الجديد” يهدف إلى مناقشة التحولات العميقة التي يشهدها النظام الدولي واستشراف ملامح المستقبل السياسي والاقتصادي والتكنولوجي للعالم.
وأضافت أن نموذج دولة الإمارات التنموي يعكس إلتزامها الدائم بدعم الاستقرار الإقليمي واحترام سيادة الدول وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في مناطق النزاع .. مشيرة إلى أن تعزيز الأمن والسلام في الشرق الأوسط يمثل مصلحة استراتيجية إماراتية.
ونوهت إلى أن الإمارات تؤمن بأهمية قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في أمن واستقرار وتعاون متبادل .. مؤكدة أن السيادة على الموارد الطبيعية حق أصيل للشعوب وشرط للتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية.
وقالت الكتبي في ختام كلمتها إن ملتقى أبوظبي الاستراتيجي يمثل منصة فكرية للحوار البنّاء وتبادل الرؤى حول مستقبل العالم ويعزز الدور الريادي لأبوظبي مركزا إقليميا للحوار الاستراتيجي وصناعة الأفكار.
وأشارت إلى أن ملتقى هذا العام يناقش التحولات الكبرى في النظام العالمي والتحديات الاقتصادية والجيوسياسية والتأثير المتزايد للتقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على إعادة تشكيل النظام الدولي .. مؤكدة أن الإمارات تمضي بثبات نحو بناء اقتصاد المستقبل من خلال دعم قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة.
وشهد الملتقى خلال اليوم الأول جلسة بعنوان ” دولة الامارات العربية المتحدة وريادة الذكاء الاصطناعي ” حضرها عبر تقنية الاتصال المرئي ـ عن بعد ـ معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد وحضور كل من سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، والدكتورة ابتسام المزروعي المديرة التنفيذية لمكتب الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في دائرة المالية في أبوظبي.
وسلَّطت الجلسة الضوء على دور الذكاء الاصطناعي ضمن النموذج الإماراتي لبناء القوة واستعرضت إستراتيجية وخطط الدولة للريادة في مجال الذكاء الاصطناعي إقليمياً ودولياً وكيف تُوائم الإمارات طموحاتها في الذكاء الاصطناعي مع تنافس القـوى العالمية علــى أدوات الهيمنـة التكنولوجية .
ويشهد الملتقى خلال اليومين عددا من الجلسات النقاشية حول مختلف الموضوعات المرتبطة بالتصورات الاقليمية والدولية وآفاقه المستقبلية، سواء على صعيد تنامي التنافس بين القوى العظمى أو معارك النفوذ الجديدة، مع التركيز على التحولات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما على صعيد حرب غزة، والتغيرات الجارية في سورية ولبنان، والمواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران وتطورات الملف النووي الإيراني.وام