تصاعد وتيرة العنف.. اشتباكات جديدة غرب كردفان
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
تتواصل، على وقع معارك جديدة تشنها قوات الدعم السريع، جهود الرباعية الدولية التي تضم السعودية والولايات المتحدة ومصر والإمارات، من أجل هدنة إنسانية عاجلة في السودان.
اقرأ ايضاًبموازاة ذلك، شنّت قوات الدعم السريع، الثلاثاء، قصفاً مدفعياً مكثفاً استهدف مركز غرب كردفان، محيط مقر الفرقة الـ22 التابعة للجيش وعدداً من مواقع تمركزه، فيما ردّت القوات المسلحة بقصف مدفعي مضاد على مواقع إطلاق القذائف.
وأفادت مصادر بأن قوات من الدعم السريع دفعت بتعزيزات فيما دارت اشتباكات مباشرة بينها وبين الجيش في عدة مواقع داخل بابنوسة.
واضطر سكان المدينة البالغ عددهم نحو 180 ألف نسمة، إلى النزوح القسري بعد أن تحولت مدينتهم إلى منطقة عسكرية تشهد غياباً تاماً للأمن وانعداماً للخدمات الأساسية من كهرباء ومياه ورعاية صحية.
اقرأ ايضاًوبعد سقوط مدينة الفاشر، كثّفت قوات الدعم السريع وجودها في بابنوسة في محاولة للسيطرة على مقر قيادة الجيش والتقدم نحو عمق إقليم كردفان.
وأسفر النزاع الذي اندلع في السودان منتصف أبريل 2023، عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، وأدى إلى نزوح نحو 12 مليون شخص متسبباً بأكبر أزمتي نزوح وجوع في العالم، حسب الأمم المتحدة.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تحقيق لـBBC.. مقاتلو الدعم السريع يعترفون: مهمتنا هي القتل فقط
سلطت هيئة الإذاعة البريطانية، الـ"بي بي سي"، الضوء على ما يجري في السودان وفق تقرير استقصائي، كشف في كيف أن مقاتلي قوات الدعم السريع يحتفلون بما تعده منظمات الإغاثة بأنه مجزرة راح ضحيتها أكثر من ألفي شخص في مدينة الفاشر، فيما يصف أحد عناصر المليشيا منظر الجثث المتناثرة عبر الشوارع بأنه "عمل بطولي"، ثم يوجّه الكاميرا إلى نفسه ورفاقه الذين يضعون شارات قوات الدعم السريع، قائلا بابتسامة: "سيكون هذا مصيرهم جميعاً".
فيديو صادمة توثق لمختلف جرائم المرتكبة في الشوراع الفاشر من مليشيات
و هم يوثقون جرائمهم و يقولون انظروا يا العالم هذا إبادة الجماعية #الدعم_السريع_منظمة_ارهابية pic.twitter.com/nw6St7LsgB — Ⓜ????????م͛ــــح͛ــــــم͛د͛ (@boa201138) November 2, 2025
تُعد الفاشر مدينة محورية في إقليم دارفور، وكانت آخر معقل للجيش السوداني قبل أن تسيطر عليها قوات الدعم السريع، التي تخوض منذ عام 2023 حرباً دامية ضد الجيش عقب انهيار التحالف بين الطرفين، وخلال عامين من القتال، قُتل عشرات آلاف الأشخاص، ويتهم الطرفان بارتكاب انتهاكات واسعة وجرائم حرب، فيما تكررت المشاهد المروعة منها بعد سقوط الفاشر التي حاصرها الدعم السريع منذ شهر آب/أغسطس عبر تطويق من تبقى من السكان المدنيين وقطع طرق الإمداد عنهم.
#شاهد
عناصر مليشيات الدعم السريع الإرهابية يتفاخرون بقتل وحرق المدنيين في مدينة الفاشر السودانية#الفاشر_تُباد #الفاشر_تتعرض_للإبادة#انتهاكات_مليشيا_الجنجويد#الدعم_السريع_مليشيا_ارهابية #الفاشر_تموت_جوعاً #EyesOnDarfur #KeepEyesOnSudan#ليله_الجمعه pic.twitter.com/ND7LaukJri — مطنوخ_مأرب???????????????? (@Marib_11) October 30, 2025
في أحد المقاطع المصورة لتشرين الأول/ أكتوبر، يظهر رجل مقيد اليدين والقدمين معلقاً بشكل مقلوب من شجرة بواسطة سلاسل معدنية، فيما يتهم المصوّر الرجل بمحاولة تهريب مساعدات إلى المدينة المحاصرة، ويُسمع المصوّر يصرخ: "أقسم بالله ستدفع ثمن هذا أيها الكلب"، ويطلب من المحتجز أن يتوسّل من أجل حياته.
جرائم حرب ضد الإنسانية
وفي الوقت نفسه، دفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات إلى داخل المدينة، وتورطت القوات في اشتباكات عنيفة من شارع إلى شارع، لتعلن على إثرها، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في ارتكاب هذه القوات جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ماذا يحدث في معسكر زمزم للنازحين في الفاشر؟
ثريد
انتهاكات مليشيات الدعم السريع في #معسكر_زمزم pic.twitter.com/cP6PseaUu0 — ديب ويب السودان (@Deep_Web_SD) April 12, 2025
مع طلوع شمس 26 أكتوبر/تشرين الأول، اجتاحت قوات الدعم السريع آخر مواقع الجيش السوداني في الفاشر واستولت على القاعدة الرئيسة في المدينة، مقر الفرقة السادسة مشاة، بعد انسحاب القوات النظامية، ووثّقت مقاطع مصوّرة جنوداً يضحكون ويتجولون داخل المقر المهجور حاملين قاذفات قنابل، بينما ظهر لاحقاً عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان "حميدتي" دقلو، وهو يتفقد القاعدة العسكرية.
تُعد قوات الدعم السريع، المنبثقة عن قوات "الجنجويد" التي ارتكبت مجازر أودت بحياة مئات الآلاف في دارفور بين عامي 2003 و2005، متهمة منذ سنوات بارتكاب فظائع بحق جماعات غير عربية في أنحاء السودان، وسبق أن أظهرت مقاطع نُشرت على الإنترنت نية مقاتلي الدعم السريع تنفيذ أعمال عنف ضد المدنيين في الفاشر حال دخولها.
قبل أن تسيطر قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، كانت المعلومات القادمة منها شبه معدومة لأشهر، لكن ما إن انهار الجيش السوداني، حتى بدأت خلال ساعات مقاطع مصوّرة توثّق الفظائع تنتشر على الإنترنت، منهيةً الصمت الذي خيّم على المدينة.
إعدامات ميدانية في شوارع الفاشر
أحد أكثر المقاطع قسوة، والذي حلّلته وحدة "بي بي سي" لتقصي الحقائق، أظهر آثار مجزرة داخل مبنى جامعي في الجهة الغربية من المدينة، حيث بدت عشرات الجثث متناثرة على الأرض، وفي المشهد، يجلس رجل مسنّ يرتدي سترة بيضاء وسط الجثث، بينما ينزل مقاتل مسلح من السلالم نحوه، ويرفع سلاحه ويُطلق رصاصة واحدة تصيب الرجل الذي ينهار على الفور بلا حراك.
الميليشيا في ممارساتها تكشف يومياً حجم الحقد تجاه المواطنين في الفاشر،،
فبالأمس قتلوا صاحب مطعم، واليوم اغتالوا مواطناً آخر بدمٍ بارد،،،
ياخ انعل ابوكم لابو الجابكم زاتو،،، pic.twitter.com/b7Qg2xQPbn — ????????????????ℝ - ???????????????????????????? (@YasirSudanVoice) August 20, 2025
يقترب جنود آخرون غير مبالين بما حدث، ليلاحظ أحدهم حركة في ساق أحد القتلى فيصرخ: "لماذا لا يزال هذا حياً؟ أطلق النار عليه"، ووفقاً لتقرير صادر عن مختبر أبحاث العمل الإنساني بجامعة ييل، أظهرت صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 26 تشرين الأول/أكتوبر دلائل على إعدامات ميدانية في شوارع الفاشر.
ورصد المحللون في الصور تجمعات كبيرة يُعتقد أنها "بحجم أجساد بشرية بالغة"، لم تكن موجودة في الصور السابقة، إضافة إلى تغيرات في لون الأرض يُرجّح أنها آثار دماء بشرية، وقال شاهد عيان تحدث إلى الـ"بي بي سي": "رأينا العديد من أقاربنا يُقتلون أمامنا... جُمِعوا في مكان واحد وأُعدموا جميعاً"، كما روى شاهد آخر أنه شاهد امرأة تُقتل برصاصة في صدرها على يد أحد مقاتلي الدعم السريع، قبل أن يُلقوا بجثتها جانباً بعد أن سلبوا متعلّقاتها الشخصية.
جثث ملقاة داخل خندق
بينما كانت القوة الرئيسة لقوات الدعم السريع تجتاح مدينة الفاشر، بقيت مجموعات أخرى من المقاتلين في أطراف المدينة، حيث نفّذوا إعدامات وحشية بحق عدد من الأسرى العزّل، ووقعت معظم هذه الجرائم في منطقة تبعد نحو 8 كيلومترات عن الفاشر، وتُظهر مقاطع موثقة عشرات الجثث بملابس مدنية- من بينها نساء- ملقاة داخل خندق يمتد بمحاذاة الحاجز الرملي الذي أقامته قوات الدعم السريع حول المدينة.
وتُظهر مقاطع أخرى مشهداً واسعاً من الدمار، إذ تشتعل النيران في الشاحنات المدمّرة، وتنتشر جثث القتلى بين المركبات المحترقة، وتعرّف فريق الـ"بي بي سي" لتقصي الحقائق على أحد القادة البارزين في أعمال العنف، يُعرف على الإنترنت باسم أبو لولو، وهو قائد ميداني في قوات الدعم السريع.
إعدام أطفال
ظهر في مقطعين مصوّرين وهو يُعدم أسرى عزّل، بينما قال شاهد عيان لـ"بي بي سي" إنه أصدر أوامر لجنوده بقتل عدد من الأبرياء، بينهم أطفال، وفي أحد المقاطع، حاول أحد مقاتلي الدعم السريع التدخل لمنع أبو لولو من قتل رجل جريح كان يتوسل قائلاً: "أنا أعرفك... ناديتك قبل أيام".
لكن أبو لولو قاطع توسلاته بحركة يده قائلاً: "لن أرحم أحداً، مهمتنا هي القتل فقط"، ثم وجّه بندقيته نحو الأسير وأطلق دفعة كثيفة من الرصاص أردته قتيلاً في الحال، وفي مقطع آخر، ظهر وهو يُعدم تسعة أسرى عزّل، فيما أظهرت مشاهد لاحقة جثثهم ملقاة في المكان نفسه على الأرض المغبّرة في دارفور، مصطفّة كما لو أُعدموا واحداً تلو الآخر، وكان العديد من المشاركين في عمليات القتل يرتدون شارات قوات الدعم السريع، بينهم من ظهروا لاحقاً يحتفلون بالمجزرة ويصفونها بـ"الإبادة الجماعية".
ليس فيديو واحدًا فقط! مقاطع أخرى متداولة تظهر أبو لولو يجبر الأسرى على ترديد شعارات تمجيد حميدتي قبل إعدامهم. قتل أكثر من 1000 مدني مقيد اليدين في الفاشر وحدها، بما في ذلك نساء وأطفال. هذه ليست "انتهاكات فردية"، بل سياسة المليشيا. pic.twitter.com/mEV3cIjVCM — عبدالقيوم ???????????? (@Abdalqaywm) October 30, 2025
ووجد فريق الـ"بي بي سي" لتقصي الحقائق، بعد تحليل الصور الملتقطة في 30 تشرين الأول/أكتوبر، أشكالاً بيضاء بطول يتراوح بين 1.6 و2 متر داخل فناء المستشفى، وهي مطابقة تقريباً لطول جسد إنسان داخل كفن دفن تقليدي كما هو شائع في السودان.
حميدتي يعترف
في الأيام التي تلت المجزرة، أقرّ قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) بأن قواته ارتكبت "انتهاكات"، مشيراً إلى أن الوقائع ستخضع للتحقيق، وقال مسؤول أممي رفيع الأسبوع الماضي إن الدعم السريع أبلغ الأمم المتحدة باعتقال عدد من المشتبه بهم من عناصره، من بين هؤلاء كان القائد الميداني أبو لولو، الذي اعتُقل بعد نشر تحقيق بي بي سي الذي وثّق عمليات القتل التي نفذها.
???? تم القبض على المجرم أبو لولو :
مليشيا الدعم السريع تلقي القبض على أبو لولو وأشخاص آخرين تورطوا في انتهاكات ضد المواطنين في الفاشر.
وذلك لتهدئة الرأي العام بسبب المجازر التي حدثت، وتحميل المسؤولية على عدد من الأشخاص لإخلاء مسؤليتهم كقادة بإعتبارها تصرفات شخصية. pic.twitter.com/eNnPHL33QI — أحداث الشرق الأوسط (@MiddleEast_ev) October 30, 2025
لكن تحليلاً صادراً عن جامعة ييل اتهم قوات الدعم السريع بأنها تحاول إخفاء أدلة جرائمها الجماعية، وأشار تقرير نُشر في 4 تشرين الثاني/نوفمبر إلى أن صور الأقمار الصناعية أظهرت إزالة أجسام يُعتقد أنها جثث من موقع شمال الحاجز الرملي الذي أقامته القوات، كما رُصدت قبور جديدة قرب مستشفى الأطفال في الفاشر.
المليشيا تلمع صورتها
في الوقت ذاته، بدأت قوات الدعم السريع محاولة تلميع صورتها إعلامياً، إذ نشرت حسابات مرتبطة بها مقاطع تُظهر عناصرها وهم يوزعون مساعدات على المدنيين، كما بثّ مكتبها الإعلامي تسجيلات تزعم أنها توثق معاملة إنسانية لأسرى الجيش.
ورغم الحملة الدعائية على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن أفعال الدعم السريع في الفاشر أثارت موجة غضب دولية واسعة، وأشار فريق بي بي سي لتقصي الحقائق إلى أنه تواصل مع قوات الدعم السريع لمنحها فرصة للرد على ما ورد في التحقيق، لكنه لم يتلقّ أي رد.