كاتب فرنسي: نشر قوات فرنسية بأوكرانيا قد يؤدي إلى حرب شاملة
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
سلط كاتب فرنسي الضوء في تقرير نشره موقع "لو ديبلومات" على احتمالات تدخل بلاده بشكل مباشر على خط الأزمة في أوكرانيا في ظل تردد معظم دول أوروبا، معتبرا أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى حرب شاملة.
وقال كاتب التقرير أوليفييه دوزون إن جهاز المخابرات الخارجية الروسية كشف أن فرنسا تستعد لنشر نحو ألفي جندي في وسط أوكرانيا، على أن يتكوّن العمود الفقري لهذه القوة من جنود من أصول أميركية لاتينية يخضعون حاليا لتدريب مكثف في بولندا.
أما الهدف المعلن -وفقا للكاتب- فهو أن تجسد فرنسا بداية من العام المقبل تلك "الضمانات الأمنية" التي أشار إليها رئيس أركان الجيش الفرنسي بيير شيل مؤخرا.
وأضاف الكاتب أن رد موسكو كان واضحا لا لبس فيه، في حين أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن أي قوات أجنبية تطأ الأراضي الأوكرانية ستُعتبر هدفا مشروعا للقوات الروسية.
وذكر الكاتب أن الاستخبارات الخارجية الروسية كشفت في سبتمبر/أيلول الماضي أن قوات فرنسية وبريطانية تتمركز في أوديسا، لكن لم يصدر أي رد رسمي فرنسي أو بريطاني في هذا الشأن، في خطوة بدت كأنها تصعيد محسوب بعناية، هدفه تجنّب الاعتراف بالأمر لتفادي الحاجة إلى الرد عليه.
لكنّ ألفي جندي ليس بالعدد الذي يمكن إخفاؤه عن الأنظار -حسب تعبير الكاتب- لأن قوة عسكرية تقليدية بهذا الحجم من شأنها أن تغير المعادلة، وتعد مؤشرا على تحول إستراتيجي وإمكانية قيام فرنسا بتدخل ميداني مباشر.
حلفاء فرنسا الأكثر حذرا داخل حلف شمال الأطلسي قاوموا بشدة فكرة إرسال قوات إلى أوكرانيا خشية أن تطلق شرارة حرب عالمية جديدة
جرأة ماكرونيؤكد الكاتب أن هذه الخطوة الفرنسية الجريئة ليست الأولى من نوعها على صعيد الأزمة في أوكرانيا، ففي فبراير/شباط 2024 طرح الرئيس إيمانويل ماكرون -على الطريقة الديغولية- فكرة إرسال قوات فرنسية إلى الجبهة.
لكن حلفاء فرنسا الأكثر حذرا داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) قاوموا تلك الفكرة بشدة حينذاك، خشية أن تطلق شرارة حرب عالمية جديدة.
إعلانويمضي الكاتب قائلا إن الظروف تغيرت في الوقت الراهن، فقد أعاد تعيين بيت هيغسيث وزيرا للحرب بالولايات المتحدة ترتيب الأوراق، وأوضحت واشنطن أن المادة الخامسة من ميثاق الناتو لن تُطبّق على الجنود الغربيين المنتشرين في أوكرانيا، وذلك يعني أن أي متطوع سيذهب هناك سيكون على مسؤوليته الخاصة.
بين ترامب وبوتينأوضح الكاتب أن الحرب في أوكرانيا شهدت خلال الفترة الماضية مناورة دبلوماسية غريبة بين الرئيسين الأميركي والروسي، حيث اجتمع ترامب مع بوتين في ألاسكا وانتشرت التكهنات حول اتفاق ضمني -أو ابتزاز متبادل- بين الطرفين.
ووفقا للمحلل السياسي أندرو كوريبكو، فإن ترامب يسعى إلى ما سماه "التصعيد من أجل تخفيف التوتر"، أي زيادة الضغط العسكري والسياسي لدفع موسكو إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ويرى الكاتب أن موسكو ليست مستعدة للتنازل عن شبر من الأراضي التي تسيطر عليها حاليا، لكنها قد تقبل بوجود محدود لقوات غربية داخل أوكرانيا ضمن صفقة مؤقتة.
وفقا للكاتب، إذا تأكد سيناريو التدخل الفرنسي في أوكرانيا سيجد بوتين نفسه أمام خيارين، إما التفاوض مع ترامب لتخفيف التصعيد، أو ضرب تلك القوات فور نشرها، مع ما يحمله ذلك من خطر الانزلاق إلى حرب شاملة.
ويضيف الكاتب أن فرنسا تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إظهار حزمها وصلابتها، لكنها تخاطر بأن تصبح أول قطعة دومينو تسقط في مواجهة مباشرة مع الروس.
في المقابل، قد ترى الولايات المتحدة في هذه المغامرة أداة ضغط مفيدة، وفرصة لاختبار مدى استعداد موسكو للتصعيد، من دون أن تضطر إلى الانخراط رسميا في الصراع.
ويخلص الكاتب إلى أن التدخل الغربي في أوكرانيا، الذي لم يكن واردا في الماضي القريب، أخذ يتحول تدريجيا إلى أمر واقع.
لكن الخط الفاصل بين الشجاعة والتهور يظل رفيعا للغاية -حسب تعبير الكاتب- وقد تؤدي خطوة محدودة إلى حرب طويلة الأمد مثلما حدث في 1914، لأن التاريخ لا يعترف بالحروب المحدودة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات فی أوکرانیا الکاتب أن إلى حرب
إقرأ أيضاً:
سفير فرنسي سابق يُحذر: الأوضاع بالضفة باتت خارج السيطرة
باريس - صفا حذر السفير الفرنسي السابق في "إسرائيل" جيرار آرو من أن الأوضاع في الضفة الغربية باتت خارج السيطرة. وانتقد آرو، في مقال رأي له بمجلة لوبوان، بشدة صمت الدول الأوروبية تجاه ما وصفه بأنه نظام تمييز عنصري ممنهج ضد الفلسطينيين. وأشار إلى أن المشهد تغير جذريًا منذ بداية الألفية الجديدة، حين تضاعفت الحواجز العسكرية وتوسعت المستوطنات، مما جعل حياة الفلسطينيين اليومية خاضعة لقيود قاسية تمس حرية الحركة والعمل والعيش. وأوضح آرو أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة استخدمت سياسة الاستيطان عمدًا لمنع قيام دولة فلسطينية، كما أن المجتمع الدولي تقاعس عن مواجهة هذا النهج. ودعا أوروبا إلى التحرك بصرامة، من خلال معاقبة الشركات والمستوطنين الناشطين في الأراضي المحتلة، ووقف استيراد منتجات المستوطنات. وقال: إن القرى الفلسطينية تشهد من السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023،هجمات شبه يومية، تشمل حرق المنازل والسيارات، وقتل أو تهجير السكان، وسط تواطؤ وصمت من قوات الأمن الإسرائيلية. ونبه الكاتب إلى أن القضاء الإسرائيلي يتجاهل الانتهاكات الموثقة بالصور والفيديوهات، في الوقت الذي يتعرض فيه النشطاء السلميون، بمن فيهم الإسرائيليون المناهضون للعنف، للملاحقة والاعتداء، ويواصل فيه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الدعوة علنًا لضم الضفة وطرد سكانها وشبه آرو وضع الفلسطينيين الحالي، قائلًا إنهم "أصبحوا الهنود الحمر الجدد في غربٍ متوحشٍ بلا قانون". واعتبر أن ما يجري يرقى إلى تطهير عرقي تدريجي يستهدف تغيير الواقع الديمغرافي للأرض. وانتقد صمت الدول العربية، داعيًا الأوروبيين إلى التحرك ليس بدافع المصلحة، بل وفاءً للقيم الإنسانية والديمقراطية التي يدعون الدفاع عنها، حتى لا تتحول هذه القيم إلى مجرد شعارات فارغة في عالم تحكمه الواقعية السياسية.