إعداد مدربين في التربية الإيجابية وتنمية الطفولة المبكرة

"عمان": نفذت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في سلطنة عُمان برنامجا تدريبيا لإعداد مدربين في مجال التربية الإيجابية وتنمية الطفولة المبكرة، وذلك بهدف تعزيز قدرات المشاركين في مجال التربية الإيجابية، وتمكينهم من تقديم الدعم والمشورة لأولياء الأمور بأساليب علمية معززة بالتطبيقات العملية، ترتكز على مبادئ التواصل البناء، والانضباط الإيجابي، والتفاعل الإنساني الرصين مع الأطفال.

ينفذ البرنامج على مدى خمسة أيام تدريبية متتالية، ويشتمل على محاور تدريبية متنوعة، تتناول مهارات التربية الإيجابية، والتعلّم المبكر، وتنمية الطفولة، إضافة إلى حقوق الطفل وحمايته، والدعم الشامل للأطفال ذوي الإعاقة، والوقاية من التنمّر، والصحة النفسية والاجتماعية، والتغذية، والتواصل الفعّال مع أولياء الأمور، تتخلله جلسات تفاعلية وتطبيقات عملية، بالإضافة إلى أنشطة محاكاة تهدف إلى رفع الجاهزية المهنية للمشاركين وتمكينهم من أداء أدوارهم كمدريين فاعلين ومؤثرين في مجال التربية الإيجابية وتنمية الطفولة المبكرة.

يستهدف البرنامج الأخصائيين الاجتماعيين العاملين بدور الرعاية الاجتماعية، والأخصائيين المعنيين بتقديم الدعم والمشورة المباشرة لأولياء الأمور ومقدمي الرعاية، والعاملين في مجالات التوعية والإرشاد الأسري في مختلف محافظات سلطنة عمان.

ويسعى البرنامج إلى تمكين الأخصائيين الاجتماعيين من تقديم خدمات ذات جودة عالية، ترتكز على مفاهيم التربية الإيجابية، وتستند إلى المعرفة الحديثة في مجالات تنمية الطفولة المبكرة والدعم الأسري، وبناء كادر وطني من المدربين المؤهلين، وتحقيق أثر ملموس في التغيير السلوكي لدى أولياء الأمور ومقدمي الرعاية، من خلال نقل المعرفة والمهارات المتعلقة بالتربية الإيجابية، ما يسهم في تبني ممارسات تربوية صحية وإيجابية، ويقلل من الاعتماد على الأساليب التقليدية السلبية في التعامل مع الأطفال. بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية، عبر تمكين الكوادر العاملة فيها من التعامل التربوي الإيجابي مع الأطفال، وخلق بيئة داعمة لنموهم النفسي والاجتماعي السليم.

وحول ذلك قالت السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية، المديرة العامة للتنمية الأسرية بالوزارة ورئيسة لجنة حماية الطفل "إن تنفيذ هذا البرنامج يأتي في إطار جهود الوزارة لتعزيز كفاءة الكوادر الوطنية العاملة في الميدان الاجتماعي مشيرةً إلى أن التدريب يسهم في تمكين الأخصائيين الاجتماعيين من دعم الأسر وتزويدهم بالمهارات والمعارف التي تعينهم على بناء بيئات أسرية إيجابية وآمنة للأطفال". وأضافت: "من خلال هذا البرنامج، نستثمر في الأسرة بوصفها الأساس الذي يقوم عليه نمو الطفل وتطوره السليم، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ وقادر على الإسهام في مسيرة التنمية المستدامة للوطن".

من جانبها أكدت سعادة سمايرا تشودري، ممثلة منظمة اليونيسف في سلطنة عُمان: "تُعدّ التربية الإيجابية حجر الأساس في نمو الأطفال ورفاههم، ومن خلال تعزيز قدرات التربويين والعاملين في الصفوف الأمامية على التواصل مع أولياء الأمور وتوجيههم، يمتد أثر هذا التدريب إلى ما يتجاوز البيئة المدرسية، ليسهم في تمكين الأسر من تنمية ثقة الأطفال بأنفسهم، وتعزيز صحتهم النفسية، وترسيخ حبّهم للتعلّم".

المصدر: لجريدة عمان