الإمارات تعرب عن قلقها إزاء الهجمات المروعة في «الفاشر»
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
نيقوسيا (وام)
أعربت دولة الإمارات عن قلقها إزاء الهجمات المروعة ضد المدنيين في مدينة الفاشر وتصاعد حدة الصراع في مختلف أنحاء السودان، داعيةً قوات الدعم السريع إلى ضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مع التأكيد على ضرورة خفض التصعيد وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم.
وعكست اللقاءات التي جمعت بين معالي لانا نسيبة، وزيرة دولة، وكلّ من معالي الدكتور كوستانتينوس كومبوس، وزير الخارجية، ومعالي ماريلينا روانا، نائبة وزير الشؤون الأوروبية، عمق الصداقة الراسخة بين البلدين ورغبتهما المشتركة في تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الإنسانية والاقتصادية والمتعددة الأطراف.
والتقت معالي نسيبة، خلال الزيارة، بفخامة نيكوس خريستودوليدس، رئيس جمهورية قبرص، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، ونقلت معاليها إلى فخامته تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
واستعرض الجانبان مجالات التعاون في ضوء استعداد قبرص لتولي رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في عام 2026، وأعربا عن استعدادهما لتكثيف المشاورات حول الأولويات الإقليمية، ولا سيما تلك التي تهدف إلى تعزيز التعايش والحوار والدبلوماسية الإنسانية، بما يتماشى مع رؤيتهما المشتركة تجاه تعزيز السلام والترابط بين منطقتي البحر الأبيض المتوسط والخليج. وأطلع معالي كومبوس معالي نسيبة على آخر التطورات المتعلقة بالقضية القبرصية، حيث جددت معاليها تأكيد موقف دولة الإمارات المبدئي الداعم لحل القضية وفقاً للإطار المتفق عليه وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما جدد الجانبان التزامهما بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات وقبرص، التي تم إقرارها في فبراير 2022، وتشمل التعاون في مجالات التشاور والتنسيق السياسي، والدفاع والأمن، والطاقة، والتجارة والاستثمار، والسياحة والثقافة، والتعليم، والعلوم والتكنولوجيا، والنقل البحري.
وأكدا أهمية هذه الشراكة كإطار للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق استراتيجية جديدة، واتفقا على بدء تنفيذ المرحلة التالية، مع منح الأولوية للمشاريع المشتركة في مجالات الطاقة النظيفة، والتحول الرقمي، والربط البحري، إلى جانب إنشاء آلية تنسيق لمتابعة التقدم المحرز.
كما شدد الوزيران على أهمية التواصل والتبادل على المستوى الشعبي.
وخلال زيارة إلى ميناء ليماسول، أشاد الجانبان بممر «أمالثيا» البحري القبرصي، الذي أُنشئ من خلال تنسيق وثيق بين دولة الإمارات، وقبرص باعتباره شرياناً إنسانياً حيوياً ومكمّلاً لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. واتفق الجانبان على مواصلة التعاون الوثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين ضمن إطار آلية التنسيق التابعة لقرار مجلس الأمن رقم 2720 لضمان توسيع عمليات الممر واستدامتها دعماً للمرحلة التالية من «خطة ترامب للسلام في غزة» المكونة من 20 نقطة.
وأكد الوزيران التزام البلدين المشترك بتحقيق سلام شامل وعادل ودائم على أساس حل الدولتين يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وللقانون الدولي.
وفي ما يتعلق بالسودان، أعرب الوزيران عن قلقهما إزاء الهجمات المروعة ضد المدنيين في الفاشر من قبل قوات الدعم السريع، وتصاعد حدة الصراع في مختلف أنحاء السودان.
ودعوا قوات الدعم السريع إلى ضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مؤكديْن أن المسؤولية الأساسية لإنهاء النزاع تقع على عاتق كلٍّ من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
كما شددا على أهمية الخفض الفوري للتصعيد، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، مع التأكيد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.
وجدد الوزيران دعمهما لسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه. وقد رحبت قبرص بجهود مجموعة الرباعية (الولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية)، واتفق الجانبان على مواصلة المشاركة الفعّالة دعماً لجهود «الرباعية» والاتحاد الأوروبي الرامية إلى تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ودعم عملية انتقالية شاملة وشفافة تمهّد لتأسيس حكومة مستقلة بقيادة مدنية تستند إلى الشرعية والمساءلة الواسعة.
كما ناقش الوزيران الحرب في أوكرانيا، وجددّا دعمهما الثابت لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم يقوم على احترام السيادة والسلامة الإقليمية ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
كما استعرض اللقاء فرص التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والاتصال الرقمي، والأمن البحري، والاستجابة الإنسانية، مع التأكيد على الدعم المتبادل قبيل رئاسة قبرص للاتحاد الأوروبي، واستعداد دولة الإمارات لمواصلة شراكاتها مع الاتحاد الأوروبي.
نموذج للدبلوماسية الإقليمية البنّاءة
أكد الجانبان أن الشراكة الإماراتية - القبرصية تمثل نموذجاً للدبلوماسية الإقليمية البنّاءة القائمة على القانون الدولي والقيم المشتركة، المتمثلة في الاستقرار، والتنمية، والمسؤولية الإنسانية.
واختتمت معالي لانا زكي نسيبة، زيارة رسمية إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، التقت خلالها بعدد من كبار المسؤولين في قبرص. وأكدت الزيارة على العلاقات الوثيقة بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية قبرص، وشددت على التزام الدولتين بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية في مختلف المجالات. وقامت معالي نسيبة بزيارة ميناء ليماسول للاطلاع على مرافق ممر «أمالثيا» البحري، وهي مبادرة إنسانية أطلقتها قبرص في مارس 2024 بالتعاون مع دولة الإمارات وشركاء دوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة والمطبخ المركزي العالمي والمعونة الأميركية للاجئين في الشرق الأدنى «أنيرا»، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد معالي الدكتور كونستانتينوس كومبوس، وزير الخارجية، أن دولة الإمارات تحظى بمكانة رائدة إقليمياً، تعكس رؤية قيادتها الرشيدة، مضيفاً: «ترتبط دولة الإمارات وجمهورية قبرص بشراكة استراتيجية وصداقة تاريخية، كما يحرص الجانبان على تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الإنسانية والاقتصادية ومتعددة الأطراف».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفاشر الإمارات مدينة الفاشر لانا نسيبة قبرص الرباعية الدولية الدعم السريع قوات الدعم السريع السودان أزمة السودان الحرب في السودان الأزمة السودانية المساعدات الإنسانیة دولة الإمارات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الخرطوم تؤكد التعاون مع الأمم المتحدة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة
قائد الجيش السوداني جدد خلال اللقاء تأكيد حرص السودان على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، لا سيما في المجال الإنساني..
التغيير: الخرطوم
أعرب رئيس مجلس السيادة بالسودان، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، عن حرص الخرطوم على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها، خاصة في المجال الإنساني.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية للسودانيين جراء استمرار الحرب بين الجيش و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل 2023، والتي أودت بحياة عشرات آلاف الأشخاص وشردت نحو 13 مليون نسمة.
والتقى البرهان، الذي يشغل أيضًا منصب قائد الجيش، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، بحضور وكيل وزارة الخارجية السوداني معاوية خالد بمدينة بورتسودان شرق البلاد، وفق وكالة الأنباء السودانية.
وقال معاوية خالد إن البرهان جدد خلال اللقاء تأكيد حرص السودان على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، لا سيما في المجال الإنساني، مشددًا على ضرورة أن تراعي وكالات الأمم المتحدة سيادة السودان ومصالحه القومية، بالنظر إلى الأحداث في مدينة الفاشر، حيث ارتكبت قوات الدعم السريع فظائع وجرائم بحق المدنيين.
وفي 26 أكتوبر الماضي، سيطرت “قوات الدعم السريع” على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وسط تقارير عن مجازر وانتهاكات جسيمة، وتحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد. وأكد البرهان أن قوات الدعم السريع استخدمت سلاح الغذاء لتجويع المدنيين داخل المدينة.
من جهته، حذر فليتشر من أن الأزمة الإنسانية في السودان «تنذر بمخاطر كبيرة»، مشيرًا إلى أنه عبّر خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي عن صدمته للانتهاكات والفظائع التي ارتكبت بحق المدنيين في الفاشر.
وأكد فليتشر التزام الأمم المتحدة بتوفير المساعدات الإنسانية، لا سيما الغذاء والأدوية المنقذة للحياة، لملايين النازحين واللاجئين، معربًا عن استعداد المنظمة للعمل مع الشركاء لضمان إيصال الدعم للمحتاجين.
وأعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عبر منصة “إكس” الأمريكية وصوله إلى السودان، موضحًا أنه سيقضي أسبوعًا في العمل على وقف الفظائع ودعم جهود السلام، والضغط نحو تمكين فرق الأمم المتحدة من الوصول والحصول على التمويل اللازم لإنقاذ الأرواح عبر خطوط المعركة.
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء، من توقف العمليات الإنسانية في السودان بالكامل في حال عدم توفر تمويل عاجل ووصول آمن للمحتاجين.
الحرب في السودان اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأسفرت عن مقتل عشرات آلاف المدنيين ونزوح نحو 13 مليون شخص، مع انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة وتدهور الأوضاع المعيشية، وانتشار الفقر والجوع، وتراجع الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومياه وكهرباء، ما جعل السودان يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث.
الوسومالأمم المتحدة حرب الجيش والدعم السريع قائد الجيش السوداني