شركة T4Trade وعقلية المتداول.. الأفضلية السلوكية في الأسواق المتقلبة
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
الفرق بين النجاح والفشل.. الانضباط العاطفي وليس الاستراتيجية وحدها. يجلس المتداول مترقبًا أمام شاشته ومتسلحًا باستراتيجية محكمة وضعها بعد دراسة مستفيضة. وجميع المؤشرات قد خضعت للفحص، وكل معايير إدارة المخاطر تم إعدادها كما ينبغي. وهكذا فإن خطة هذا المتداول تبدو مثالية من جميع الجوانب. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ففجأة تتحرك السوق بشكل غير متوقع، وعندئذ تتأثر مشاعر المتداول إما بهاجس من الخوف من الخسارة أو بالطمع في ربح المزيد.
وهنا يتخلى المتداول عن خطته المحكمة والمدروسة بعناية، وتنتهي الصفقة مع الأسف بخسارة مريرة.
في الحقيقة فإن الموقف السابق لا يعكس فشلًا في التحليل الفني، وإنما فشلًا في السيطرة النفسية على المشاعر. فالأسواق المالية ليست مجرد ساحة للأرقام والرسوم البيانية فحسب، وإنما هي مسرح للمشاعر الإنسانية. فالمعركة الحقيقية لأي متداول ليست في مواجهة السوق، وإنما في مواجهة ذاته وعقله.
العقلية.. العامل الخفيصحيح أن التحليل الفني والتقويم الاقتصادي والنماذج المتطورة لإدارة المخاطر تمثل أساس العمل لأي متداول. ولكن تأثيرها وفعاليتها غالبًا ما يتلاشى بفعل عامل خفي وهو: الحالة النفسية للمتداول.
يؤكد معهد التمويل المؤسسي أن العامل النفسي في التداول يلعب دورًا حاسمًا في تحديد نتائج الصفقات، حيث إن المشاعر مثل التوتر والخوف والطمع غالبًا ما تؤثر تأثيرًا سلبيًا على كفاءة أداء المتداول.
فالخوف والطمع من المشاعر الإنسانية التي يمكن أن تشتت التفكير وتعيق الحكم السديد، فقد يدفع الخوف المتداول للخروج المبكر من صفقات رابحة أو يمنعه من دخول صفقة نتائجها مضمونة. وعلى الجانب الآخر، قد يدفع الطمع المتداول إلى تحمل مخاطر كبيرة وغير محسوبة، أو المبالغة في استخدام الرافعة المالية، أو التمسك بصفقة رابحة لفترة طويلة آملاً في مزيد من الأرباح حتى تتحول في النهاية إلى صفقة خاسرة.
وهنا يجب الإشارة إلى أنه حتى المتداولين المحنكين ذوي الخبرة مطالبين بالتعامل مع هذه الصراعات النفسية الداخلية باستمرار لضمان التصرف بعقلانية في اللحظات التي يتعرضون فيها للضغوط. فالنجاح في التداول يعتمد اعتمادًا كبيرًا على قدرة المتداول على الانضباط العاطفي والتداول بعقلية هادئة وموضوعية.
الفخاخ المعرفية التي تفسد القراراتبالإضافة إلى المشاعر الإنسانية الواضحة التي تحدثنا عنها في السطور السابقة، يقع المتداولون أيضًا فريسة لتحيزات معرفية خفية تشوه فهمهم ورؤيتهم للواقع. ويساعد التمويل السلوكي، وهو حقل علمي يجمع بين علم النفس وعلم الاقتصاد، في شرح وتفسير أسباب اتخاذ المتداولين لقرارات غير منطقية. والخطوة الأولى للتقليل من تأثيرها السلبي تتمثل في إدراك هذه الطرق العقلية المختصرة المتأصلة المستخدمة في اتخاذ القرارات.
ومن أكثر الأنماط السلوكية شيوعًا ما يعرف باسم "تأثير التصرف"، حيث يميل المتداولون إلى بيع الأصول الرابحة في وقت مبكر جدًا بينما يتمسكون بالأصول الخاسرة لفترة طويلة جدًا. ويعود هذا السلوك إلى نظرية الاحتمالات التي ترى أن الألم الناتج عن الخسارة يكون أكبر من المتعة الناتجة عن ربح مماثل. ويؤدي "النفور من الخسارة" إلى دفع المتداولين لتحمل مخاطر أكبر لتجنب تكبد الخسائر، على أمل أن يتحول مركزهم الخاسر إلى مركز رابح، حتى عندما يتناقض ذلك مع الحقائق المؤكدة على أرض الواقع.
ومن التحيزات الأخرى التي يقع المتداول فريسة لها ما يعرف باسم "التمركز"، حيث يظل المتداول مرتبطًا بمعلومة أولى، مثل سعر للشراء، ولا يعدل رأيه بناءً على بيانات السوق الجديدة. كما أن تحيز "التأكيد" لا يقل خطورة، حيث لا يبحث المتداول إلا عن الأدلة التي تؤكد رأيه ومعتقداته ويتجاهل أي أدلة مخالفة لذلك. فالمتداول الذي يعتقد أن سهمًا ما سترتفع قيمته سيقوم بالتركيز على كل خبر إيجابي ويتجاهل أي إشارات سلبية، مما يخلق لديه صورة قاصرة وغير متوازنة للسوق.
التحكم في الانفعالات كأداة في الأسواقالأسواق المالية متقلبة بطبيعتها. والمتداول الذي يتمكن من التحكم في توتره ومقاومة اندفاعه والحفاظ على انضباطه، يصبح أكثر قدرة على تخطي فترات الخسائر وتحقيق نتائج مستقرة. وهذه الصلابة النفسية هي مهاره يمكن اكتسابها وتنميتها بالممارسة وليست سمة شخصية فطرية.
وتربط فرضية العلامات الجسدية بين الاستجابات العاطفية الجسدية وعملية اتخاذ القرارات. فالتغيرات الفسيولوجية مثل تسارع ضربات القلب أو اضطراب المعدة قد تضلل المتداولين وتدفعهم لاتخاذ قرارات خاطئة قائمة على الخوف في حال عدم فهمها وإدارتها بشكل صحيح.
وقد أكدت الأبحاث التي أجريت خلال جائحة كوفيد-19 هذه العلاقة. وكشفت الدراسات أن الفترات التي سادت فيها المعنويات السلبية لدى المستثمرين تزامنت مع انخفاض عوائد الأسواق، مما يبرز كيف يمكن للعامل النفسي الجمعي أن يؤثر على السوق على نطاق واسع.
وفي بعض الأحيان، قد يتحول التداول غير المنضبط إلى ما يشبه أنماط الإدمان السلوكي، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى الالتزام بالانضباط والوعي الذاتيين. وتأتي الصلابة والمرونة الحقيقية في التداول من قدرة المتداول على الحفاظ على الهدوء وتنفيذ خطته بدقه، مهما كانت المؤثرات العاطفية المحيطة.
قوة الوعي الذاتيقبل استخدام أي إستراتيجية تداول جديدة، يجب على المتداول معرفة نفسه أولاً. فالوعي الذاتي هو خط الدفاع الأول ضد التداول العاطفي والتحيزات المعرفية. ويشمل ذلك فهم المثيرات العاطفية الشخصية وردود الأفعال تحت الضغط، والأنماط الشخصية في اتخاذ القرارات.
وتعتبر مفكرة التداول، على سبيل المثال، أداة فعالة ليس لتوثيق الصفقات فقط وإنما أيضًا لتوثيق المشاعر والأفكار المصاحبة لها، مما يساعد على كشف أنماط كانت ستمر مرور الكرام لولا توثيقها في هذه المفكرة.
كما تساهم الثقافة المالية بدورِ كبير في التخفيف من حدة التحيزات. فقد أكدت الدراسات أن الفهم المتعمق للمفاهيم المالية يمكن أن يساعد في تقليل تأثير التحيزات على قرارات الاستثمار. كما يمتد الوعي أيضًا ليشمل التأثيرات الاجتماعية المحيطة.
وقد كشفت تجربة سلوكية أن المتداولين الأفراد الذين شاهدوا أرباحًا عالية لمتداولين آخرين أصبحوا أكثر ميلًا للمخاطرة المرتفعة وأقل رضا عن مكاسبهم الشخصية. وهذه "المقارنة بالآخرين الأكثر نجاحًا" تبرز كيف يمكن للضغوط الخارجية التأثير سلبيًا على مدى إقبال المتداول على تحمل المخاطر وتقديره للأمور واتخاذه للقرارات. ويساهم بناء الوعي وتنميته في تمكين المتداول من تجاهل المؤثرات الخارجية والتركيز على استراتيجيته الشخصية فحسب.
وسيط يبني متداولين أقوياءالفرق بين الوسطاء ذوي الرؤية المستقبلية وغيرهم هو إدراك أن عقلية المتداول تمثل ركيزة أساسية للنجاح. فبينما يقتصر تركيز الكثير من الوسطاء على المنصات والتكنولوجيا، تقدم الشركات الرائدة بحق في مجال التداول الأدوات والتعليم اللازمين لبناء متداولين أقوياء نفسيًا.
وقد رسخت شركة T4Trade مكانتها كوسيط يتبنى هذه الأفضلية السلوكية ويدعمها. فالشركة تدرك أن استمرارية النجاح على المدى الطويل يقوم على ركيزة معرفية تشمل العوامل النفسية في التداول والذكاء العاطفي. ومن خلال توفير موارد تعليمية شاملة ودورات تعليمية متميزة وتحليلات السوق المتعمقة، تسلح T4Trade المتداولين بالمعرفة اللازمة التي تساعدهم على التغلب في آن واحد على تحديات الأسواق والتحديات الكامنة بداخل عقولهم.
ولا يقتصر هذا الالتزام بالتعليم على تحليل الرسوم البيانية والمؤشرات، وإنما يمتد ليبني مجتمعًا من المتداولين الأكثر ذكاء وفهمًا لأنفسهم. وهذا النهج الذي يستهدف بناء وتطوير الإنسان المتداول قد أصبح أحد عناصر التميز الفارقة في القطاع المالي في الوقت الحالي.
وفي الختام أقول إن رحلة التحول إلى متداول ناجح باستمرار هي رحلة تبدأ من الداخل. فهي لا تستلزم إتقان آليات السوق فقط وإنما أيضًا فهم تعقيدات وأعماق النفس البشرية. وبفضل الدعم التعليمي المناسب، يمكن للمتداولين أن يتعلموا كيفية إدارة مشاعرهم، وإدراك تحيزاتهم، وصقل الانضباط اللازم لتنفيذ استراتيجياتهم بوضوح وثقة.
لمعرفة المزيد من المعلومات عن كيفية بناء وتطوير عقلية تداول احترافية، تفضل بزيارة موارد T4Trade التعليمية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فی التداول
إقرأ أيضاً:
التحفظ على قارئ القرآن في المتحف الكبير .. وشقيقه يوضح تفاصيل الفيديو المتداول
تحفظت قوات الأمن على المنشد أحمد السمالوسي الذي تلا آيات من القرآن على الدرج العظيم بالمتحف المصري الكبير للتحقيق في ملابسات الواقعة.
وأكدت مصادر بوزارة السياحة والآثار، بدء تحقيق في الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لأحد الشباب يقوم بقراءة القرآن الكريم في منطقة الدرج العظيم، داخل المتحف المصري الكبير.
ولفتت المصادر إلى أن هذه الطريقة التي يستخدمها بعض الزوار لتحقيق مشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، هي ممارسات يمكن أن تسيء إلى المجتمع، ولا تتسق مع هدف زيارة الجمهور وهو الاستمتاع بالآثار المصرية القديمة والمقتنيات الفريدة للمتحف.
أثار الفيديو الذي ظهر فيه شاب يتلو آيات من الذكر الحكيم بمنطقة الدرج العظيم بالمتحف المصري جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن الآيات كانت متعلقة بقصة فرعون مع سيدنا موسى عليه السلام.
من جانبه قال محمد السمالوسي شقيق المنشد أحمد السمالوسي في تصريحات صحفية إن الفيديو تم تصويره الخميس الماضي ولم يتم الإعداد له أو الترتيب له مسبقًا على الإطلاق أو كان محاولة للتريند كما يزعم البعض.
وأضاف:"كان لدينا موعد عمل بمدينة السادس من أكتوبر، وأردنا قبلها الذهاب إلى المتحف لالتقاط بعض الصور التذكارية ونشاهد الإنجاز العظيم الذي تحدث عنه العالم، خاصة وأن شقيقي كان يجهز لأنشودة عن مصر تظهر بها الآثار المصرية".
وتابع: "بمجرد أن وصلنا إلى المتحف التقط أخي بعض الصور التذكارية مع الآثار الموجودة هناك ونشرها بعد ذلك على صفحته على "فيسبوك" كنوع من الفخر بكنوز ببلده، وبمجرد أن شاهده الناس، طلبوا منه قراءة القرآن خاصة وأنه شخصية شهيرة وله فيديوهات يتلو فيها القرآن الكريم وبعض الأناشيد ويشاهدها الملايين عبر المنصات الخاصة به".
وأوضح:"في البداية اعترض أخي بحجة أن التصوير داخل المتحف ممنوع، إلا أن الحاضرين أخبروه أنه ليس فيه شيء والجميع يلتقط الصور والفيديوهات بداخله"، متابعا: "بعد محايلات كثيرة من الناس المتواجدين قام أخي بتسجيل الفيديو وكان يتباهى بآثار بلده".
وأردف: "الآيات التي قرأها شقيقي أحمد داخل المتحف المتعلقة بقصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون، لم تكن من اختياره، ولكن الناس هم من طلبوا منه ذلك، وبناء عليه قرأها على الفور، وحصد الفيديو الكثير من المشاهدات".
وقال: "الفيديو عادي وليس فيه أي شيء، ولم نقصد التشويه أو توصيل أي رسالة مثلما أُشيع، وشقيقي يبلغ من العمر 20 عاما، وليس له أي علاقة بالسلفيين والصفحات الخاصة به على وسائل التواصل الاجتماعي ليس بها أي شيء يفيد خلاف ذلك، ولحد دلوقتي مش عارفين هو عمل إيه علشان الضجة دي كلها".