الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف لبنان الهشة
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
لم يعد الذكاء الاصطناعي نقاشًا نظريًا في لبنان. من تطبيقات المصارف والمنصّات الإلكترونية، إلى خوارزميات التوظيف والإعلانات، بدأت الأدوات الذكية تتسلّل إلى سوق عمل هشّ أصلًا، ما يضع المهن التقليدية أمام سؤال وجودي: من سيتكيّف ومن سيسقط من اللعبة؟
بحسب دراسة أخيرة، قفز معدّل البطالة من 11.4% عام 2018–2019 إلى 29.
في المقابل، يمثّل القطاع الرقمي اليوم واحدًا من جيوب النمو القليلة، حيث تشير الأرقام إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات شكّل نحو 2.1% من الناتج المحلي عام 2018 (حوالي 1.1 مليار دولار)، مع نحو 550 شركة ناشطة، وأن الأثر المباشر وغير المباشر للقطاع كان يُتوقَّع أن يلامس 7 مليارات دولار بحلول 2025 لو استمرت الظروف الطبيعية.
على المستوى العالمي، تقرير حديث لـ"الإسكوا" يشير إلى أن 35% من الشركات حول العالم كانت قد دمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي فعليًا في عملها بنهاية 2024، و42% أخرى تفكّر في اعتمادها. في المنطقة العربية، تحذّر دراسة مشتركة بين "الإسكوا" ومنظمة العمل الدولية من أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل ملايين الوظائف حتى 2040، لكن نسبة الوظائف المعرّضة لخطر الأتمتة الكاملة لا تتجاوز 2.2% من مجمل التوظيف في الدول العربية (نحو 1.2 مليون وظيفة)، فيما الغالبية ستشهد "تحوّلًا في المهام" أكثر مما ستشهد اختفاءً كاملًا.
هذا يعني أن الخطر الأكبر ليس في أن "تخطف الآلة الوظيفة"، بل في أن يبقى العامل اللبناني عالقًا في مهارات قديمة، فيما تتحوّل وظيفته من حوله إلى دور جديد يتطلّب مهارات رقمية وتحليلية لا يملكها بعد.
لبنان بدوره بدأ، ولو متأخرًا، محاولة تنظيم هذا التحوّل. وزارة الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أطلقت خطة خمسية (LEAP) تتحدّث عن هدف طموح: دخول نادي أفضل 50 دولة في مؤشر الجاهزية للذكاء الاصطناعي، والوصول إلى مرحلة تكون فيها 80% من الخدمات الحكومية مدعومة بأدوات ذكية خلال خمس سنوات. لكن هذه الرؤية ما زالت في بداياتها، ولم تُترجَم بعد إلى برامج واسعة لإعادة تدريب العاملين في المهن التقليدية أو لحماية من سيتأثرون مباشرة بالأتمتة.
عمليًا، المهن الأكثر عرضة للتغيير في لبنان هي الوظائف الروتينية: الموظفون الإداريون، الكتبة، جزء من العاملين في المحاسبة، خدمة الزبائن، المبيعات التقليدية، وبعض أعمال النقل والخدمات. دراسات إقليمية حول المهارات في العالم العربي تُظهر أن أكثر المهارات المطلوبة في السوق اليوم لا تزال تقليدية (محاسبة، بيع، خدمة زبائن)، مع طلب ضعيف نسبيًا على مهارات الثورة الصناعية الرابعة، ما يرفع خطر البطالة البنيوية إذا لم يُرفَق انتشار الذكاء الاصطناعي بسياسات واضحة لإعادة التأهيل.
في المقابل، تقارير "الإسكوا" نفسها تؤكد أن الذكاء الاصطناعي يتيح أيضًا فرصًا كبيرة: من تحسين الإنتاجية في الزراعة والصناعة والخدمات، إلى توفير وظائف جديدة في تطوير النظم الذكية، وتحليل البيانات، والتصميم الرقمي، بشرط الاستثمار في التدريب. أحد تقاريرها يحذّر من أن 63% من أصحاب العمل في المنطقة يعتبرون فجوة المهارات العائق الأكبر أمام التحوّل، لكن 85% منهم يخطّطون للاستثمار في تدريب العاملين بين 2025 و2030.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة ما الذي سيغيره الذكاء الاصطناعي في الوظائف خلال العقد المقبل؟ Lebanon 24 ما الذي سيغيره الذكاء الاصطناعي في الوظائف خلال العقد المقبل؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی Lebanon 24 من فی لبنان
إقرأ أيضاً:
بتطبيق الذكاء الاصطناعي.. «صحة المنيا» تحصد المركز الثاني في الأمان الحيوي على مستوى الجمهورية 2025
قدّم اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، التهنئة لمديرية الشؤون الصحية بالمحافظة، بقيادة الدكتور محمود عمر عبد الوهاب، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، والدكتورة مروة إسماعيل، وكيل المديرية، وفريق إدارة المعامل، للفوز بالمركز الثاني على مستوى الجمهورية في مسابقة التوأمة للأمان الحيوي (Biosafety) لعام 2025.
وأعرب المحافظ عن فخره بهذا الإنجاز المشرف الذي يُضاف إلى سجل محافظة المنيا في مجالات التطوير والتميز، مؤكدًا أن هذا التفوق يعكس كفاءة الكوادر الطبية والإدارية بالمحافظة، وقدرتهم على مواكبة المعايير العالمية في مجالات الجودة والأمان المعملي. وأشار إلى أن المنيا تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز المنظومة الصحية، بما يتماشى مع أهداف الدولة في بناء الجمهورية الجديدة تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وثمّن المحافظ جهود فريق العمل المتميز بإدارة المعامل، برئاسة الدكتورة جيهان عبد الصمد، مدير الإدارة، والدكتور أحمد بهاء، منسق الأمان المعملي، وأعضاء الفريق: الدكتورة فاطمة أحمد، والدكتورة رضوى عماد، والدكتورة سحر رضوان، والدكتور إبراهيم عزام، مؤكداً أن ما تحقق يُعد ثمرة عمل جماعي مخلص وإرادة واعية لتحقيق التميز في القطاع الصحي بالمحافظة.
وأكد وكيل وزارة الصحة بالمنيا، أن هذا الفوز يعكس التزام المديرية بتطبيق أعلى معايير الجودة والأمان، وحرصها على توفير بيئة عمل آمنة للعاملين وتقديم خدمة تشخيصية دقيقة تليق بمواطني المحافظة، مشيرًا إلى أن المديرية مستمرة في تطوير منظومة المعامل من خلال التدريب المستمر وتبنّي التقنيات الحديثة.
وجاءت المسابقة ضمن مشروع التوأمة بين محافظتي المنيا وأسيوط، بمشاركة مديريات الشؤون الصحية على مستوى الجمهورية، حيث تم تقييم الأداء وفقًا لمعايير دقيقة في تطبيق ممارسات الأمان الحيوي داخل المعامل الصحية. وقد تميزت إدارة معامل صحة المنيا بتطبيق مبادئ الأمان الحيوي والتقنيات الحديثة، من خلال إدخال واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في بيئة العمل داخل المعامل، بما يسهم في رفع مستوى الدقة والسلامة وتحسين بيئة العمل.