كيف يؤثر الضوء الاصطناعي على توازن الكربون في النظم البيئية؟
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
تؤكد الدراسات أن التلوث الضوئي يتزايد بنسبة تقارب 2% سنويا، ويمكن للضوء الاصطناعي أن يُعيق حياة عدد لا يُحصى من الكائنات، مُسببا ضياع الطيور المهاجرة، وصعوبة تكاثر الحيوانات الليلية، بل وحتى تغيير أنماط نوم الإنسان وإيقاعاته اليومية.
ومع ذلك، تناولت دراسة جديدة عملية أخرى تتأثر بالتلوث الضوئي، وهي انبعاثات الكربون من النظم البيئية، لتشير إلى أن وهج الضوء الاصطناعي في مدننا وبلداتنا قد يُحدث تغييرا طفيفا في التوازن الطبيعي لدورة الكربون.
وتعد الدراسة، التي نشرت في مجلة "نيتشر كلايمت تشانج" (Nature Climate Change)، أول دراسة توضح كيف يعمل الضوء الاصطناعي على إعادة تشكيل توازن الكربون في النظم البيئية.
وركزت الدراسة على 86 موقعا في أميركا الشمالية وأوروبا، باستخدام الأقمار الصناعية ورصد تدفق الكربون لتقييم الأنظمة البيئية. وهاتان القارتان هما الأكبر من حيث التلوث الضوئي.
وجد الباحثون أن التلوث الصناعي ليلا يزيد من "تنفس" النظام البيئي، إذ تُطلق النباتات والميكروبات والحيوانات كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون. ومع ذلك، لم يُلاحظ أي زيادة مقابلة في عملية التمثيل الضوئي، وهي العملية التي تحول بها النباتات الطاقة الضوئية والماء وثاني أكسيد الكربون إلى طاقة كيميائية وأكسجين.
وتقول الدكتورة أليس جونستون، المحاضرة الأولى في علوم البيانات البيئية بجامعة كرانفيلد البريطانية، والتي قادت البحث: "هذه قضية واسعة النطاق تعمل على تغيير كيفية عمل النظم البيئية، وتعطل تدفقات الطاقة، وسلوك الحيوانات، والموائل والأنماط الطبيعية".
وتضيف جونستون "ببساطة، تؤدي الليالي الأكثر إشراقا إلى إطلاق كميات أكبر من الكربون، وهو ما يمثل أخبارا سيئة لكوكبنا".
وتشير الدراسة إلى أنه يُمكننا الحد من التلوث الضوئي سريعا من خلال تصميم إضاءة أفضل، إذ "يُعدّ اعتماد تقنيات الإضاءة القابلة للتعتيم، والإضاءة الموجهة، والحساسة للطيف الضوئي تحسنا فوريا وقابلا للتحقيق"، كما تقول جونستون.
إعلانتستهلك الإضاءة أيضا أكثر من 15% من استهلاك الكهرباء العالمي. ومن شأن الحد من التلوث الضوئي أن يُسهم في الحد من تأثير هذا القطاع على المناخ. وترى جونستون أن معالجة التلوث الضوئي تمثل فائدة مشتركة نادرة للبيئة وكفاءة الطاقة والرفاهية.
ويؤكد المؤلفون في الدراسة أيضا على ضرورة إدراج التلوث الضوئي في نماذج المناخ وتقييمات التغير العالمي، إذ يشهد نحو ربع سطح الأرض الآن مستوى معينا من الإضاءة الاصطناعية في الليل.
وقال جيم هاريس، أستاذ تكنولوجيا البيئة والمؤلف المشارك في الدراسة: "تشير نتائجنا إلى أن هذه البصمة المتزايدة قد تؤدي إلى تغيير التوازن الكربوني العالمي بشكل طفيف، ولكنه سيكون كبيرا إذا تركت دون معالجة".
بشكل عام، يؤكد العلماء أن التلوث الضوئي يؤثر بشكل مباشر وضار جدا على عالم الحيوان، حيث تعتمد الحيوانات الليلية مثل الخفافيش والبوم والحيوانات المفترسة الأخرى على الظلام للصيد.
كما تتمتع الحيوانات الليلية، مثل العديد من المخلوقات الأخرى، بإيقاعات يومية طبيعية مرتبطة بدورة الليل والنهار. ويمكن للضوء الاصطناعي المستمر أن يربك ساعاتها الداخلية، مما يؤثر على دورات نومها وتغذيتها وتكاثرها.
وبشكل عام، يخلق تلوث الضوء بيئة تزعج التوازن الطبيعي للنُّظم البيئية الليلية، مما يؤدي إلى آثار سلبية طويلة الأمد على مجموعات الحيوانات والتنوع البيولوجي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات تلوث التلوث الضوئی النظم البیئیة
إقرأ أيضاً:
برعاية ولي عهد الفجيرة.. راشد الشرقي يشهد حفل جائزة الفجيرة للتصوير الضوئي
الفجيرة (وام)
أخبار ذات صلةبرعاية سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، شهد الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، حفل جائزة الفجيرة للتصوير الضوئي في دورتها السابعة، الذي أقيم في «بيت الفن» بالفجيرة، بحضور نخبة من الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالفنون البصرية.
وتأتي الجائزة في إطار اهتمام سمو ولي عهد الفجيرة بدعم الإبداع الثقافي والفني، وترسيخ مكانة الإمارة وجهة للفنون البصرية والإبداع المعاصر على المستويين المحلي والعالمي، وإبراز دورها الريادي في احتضان المواهب، وتشجيع الإنتاج الفني الذي يعكس القيم الجمالية والتراثية والإنسانية.
وأكد الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، أن الفجيرة باتت تحتل مكانة متميزة على المستويين الخليجي والعربي والعالمي ثقافياً وفنياً، من خلال ما تنظمه من مهرجانات مسرحية وفنية ومسابقات أدبية مرموقة، لافتاً إلى أن هذا الدور الطليعي الذي تقوم به الفجيرة، ممثلاً في هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام والجهات الأخرى ذات الصلة، يستمد ركائزه من التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، ورؤية ومتابعة سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، تلك التوجيهات الداعية إلى خلق أجيال مثقفة تحمل وعياً وطنياً عالياً لصالح الوطن وقادته وشعبه، بما يواكب مسيرة التنمية الثقافية والاجتماعية في الدولة.
وألقى ناصر محمد اليماحي، المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، كلمة في الحفل أكد فيها أن جائزة الفجيرة للتصوير الضوئي أخذت على عاتقها مهمة إظهار عبقرية المكان في الفجيرة، وإبراز إرثها الشعبي والثقافي، والغوص في ماضيها وحاضرها واستشراف مستقبلها، من خلال الصورة التي تنقل مشاعر وإحساس الإنسان والمكان بصدق وعمق.
تضمن الحفل «أوبريت» بعنوان «الفجيرة... ضوء لا ينطفئ» من تأليف وإخراج فاطمة يوسف، تناول تطور الصورة عبر العصور، وتضمن مشهداً مصوراً لمجموعة من المصورين الموهوبين من إمارة الفجيرة بمختلف أعمارهم، ليختتم بمشهد شامل يضم جميع الصور في لوحة رمزية واحدة، تلاه تكريم الفائزين في محاور الجائزة، وتكريم لجنة التحكيم؛ تقديراً لجهودهم.
وتنافس المشاركون في هذه الدورة ضمن ثلاثة محاور رئيسية، تمثلت في المحور الرئيسي «الفجيرة مدينة الشرق والنور» الذي يعكس جمال الإمارة وإشراقها الحضاري، والمحور المحلي «الحرف التقليدية والأسواق» الذي يسلط الضوء على الموروث الإماراتي الأصيل، والمحور العالمي «قصص من الشارع» الذي يوثق نبض الحياة الإنسانية في مختلف البيئات والثقافات.
وعلى صعيد نتائج المسابقة، المحور الرئيسي «الفجيرة مدينة الشرق والنور» فاز بالمركز الأول محمد خالد المصعبي، وحل بالمركز الثاني سالم سرحان عامر، المركز الثالث كان من نصيب إبراهيم عبدالله الحمادي.
وفي المحور المحلي «الحرف والأسواق»، فاز بالمركز الأول يوسف ناصر محمد (مصر)، وبالمركز الثاني ميثم بن عقيل اللوتي (سلطنة عُمان)، وبالمركز الثالث هبة محمد البجاوي (مصر).
أما في المحور العالمي «قصص من الشارع»، فقد فاز بالمركز الأول عيسى إبراهيم محمد (البحرين)، والمركز الثاني أنس جمعة يوسف (العراق)، والمركز الثالث ساوراب سيروهيا سوريندرا.
وتتواصل فعاليات الجائزة حتى الخامس عشر من نوفمبر الجاري، من خلال معارض فنية وورش تدريبية وعروض موسيقية وتراثية تُقام في أرجاء الإمارة، احتفاءً بالإبداع البصري وتشجيعًا للمواهب في مجالات التصوير الضوئي داخل الدولة وخارجها، تأكيداً على مكانة الفجيرة منارة ثقافية وفنية تحتفي بالنور والجمال.
حضر الحفل الدكتور أحمد حمدان الزيودي، مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وعدد من المسؤولين في الإمارة والدولة.