هل سنشهد حربا جديدة بين إيران وإسرائيل؟ تقارير متضاربة
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
إسرائيل – كشفت صحيفة “معاريف” أن إسرائيل تراقب عن كثب ما يجري في إيران بعد تقارير أجنبية تفيد بأنها تحاول إعادة تأهيل منظومات الصواريخ والمنشآت النووية التي تعرضت للهجوم خلال الحرب الأخيرة.
ونقلت “معاريف” عن مصادر أمنية في إسرائيل أنه “ليس مستبعدا أن تحاول إيران إصلاح الأضرار واستئناف نشاط إنتاج الأسلحة، ولكن في هذه المرحلة، ووفقا للتقديرات، فإن قدراتها ليست كما كانت عشية الحرب”.
وزعمت مصادر في المنظومة الأمنية أن “الضرر الذي لحق بإيران في عملية ‘الأسد الصاعد’، أدى إلى تأخير كبير في قدرات الإنتاج والتركيم (العسكري). وأن جميع المنظومات تخضع لمحاولات تعزيز كبيرة، لكن قدرتها اليوم لا تسمح بإطلاق آلاف الصواريخ في ضربة واحدة”.
ووفقا للسياسة التي تقررت بعد 7 أكتوبر، تحتفظ إسرائيل لنفسها “بالحق في منع تسلح الجهات المعادية الذي قد يعرضها للخطر – حتى لو تطلب الأمر اتخاذ خطوات إضافية لمنع ذلك”.
وأشارت “معاريف” إلى أنه على الرغم من إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن الهجمات الأمريكية “دمرت” برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم هذا الصيف، فإن جهات إقليمية ومحللين أقل اقتناعا بذلك في الأشهر التي مرت منذ ذلك الحين، يحذرون من أن اندلاع حرب أخرى بين إسرائيل وإيران هي مسألة وقت فقط، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
وفسّر ستيفن إيرلانغر، المعلق الدبلوماسي للصحيفة، الوضع الحالي قائلا: “انتهى مفعول اتفاق عام 2015 الذي كان يهدف إلى الحد من تخصيب إيران لليورانيوم الشهر الماضي، وتم تجديد العقوبات القاسية، وتبدو المفاوضات بشأن البرنامج النووي ميتة، على الأقل في الوقت الحالي. ونتيجة لذلك، نشأ جمود خطير دون مفاوضات، دون رقابة، ودون يقين بشأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية أن مخزون اليورانيوم الإيراني والكافي لإنتاج نحو 11 قنبلة نووية، نقل إلى موقع سري، فيما تعمل “مصانع الصواريخ على مدار الساعة”.
وفي سايق متصل، قال علي ويز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: “تعمل المصانع الإيرانية بلا توقف، والرد المقبل سيحمل طابعا مختلفا. إذ تخطط طهران لإطلاق نحو 2000 صاروخ في هجوم واحد، بدلا من 500 صاروخ على مدى 12 يوما كما حدث في يونيو”.
ولفت تقرير آخر نشرته شبكة CNN إلى أن “إيران استأنفت إنتاج الصواريخ الباليستية، إذ تلقت منذ أواخر سبتمبر ما بين 10 و12 شحنة من الصين تحتوي على بيركلورات الصوديوم، وهي مادة أساسية في تصنيع وقود الصواريخ الصلب”. و”تقدر الكمية المستلمة بحوالي 2000 طن من المواد الخام، تكفي لإنتاج مئات الصواريخ”. وتشير تقديرات استخباراتية إلى أن إيران استعادت بالفعل نصف ترسانتها السابقة البالغة 2700 صاروخ، وتعمل على توسيعها استعدادا لجولة قتال جديدة.
كما أكد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده أن الإنتاج الدفاعي في البلاد يشهد ارتفاعا لافتا “كما ونوعا” مقارنة بما كان عليه قبل “حرب الـ12 يوما” التي فرضت على بلاده في يونيو الماضي.
وفي الشهر الماضي، نقلت تقارير إخبارية عن صحيفة “كيهان” الإيرانية، التي تخضع لإشراف حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والتي نشرت مقالًا للصحفي جعفر بلوري يناقش فيه احتمالية نشوب صراع جديد بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى؛ حيث اعتبر الصحفي هذا الاحتمال “مرجحًا جدًا”.
ووفقًا للتقارير، أوضحت صحيفة “كيهان” أنه يمكن التعامل مع الوضع الحالي من الاضطراب الاقتصادي والارتباك في إيران باعتباره استمرارا لتأثيرات “حرب 12 يوما” بين إيران وإسرائيل، وأوضحت أن هذا الواقع هو أحد الأسباب التي تجعل إمكانية الصراع الجديد مع “العدو”، كما ورد في المقال، غير مستبعدة.
المصدر: “معاريف” + RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
تقرير: إيران ترفض تفتيش مواقعها التي ضُربت.. يمكنها صناعة 10 قنابل نووية
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري اليوم الأربعاء نشرته وكالة "رويترز"، إن إيران لم تسمح للمفتشين بدخول المواقع النووية التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة في يونيو حزيران، مضيفة أن التحقق من مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران "تأخر كثيرا".
وتنص إرشادات الوكالة على ضرورة التحقق شهريا من مخزون أي دولة من اليورانيوم عالي التخصيب، مثل المواد المخصبة بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة في إيران، وهي أقل من النسبة اللازمة لصنع الأسلحة والبالغة 90 بالمئة تقريبا.
وتدعو الوكالة إيران منذ شهور إلى كشف مصير هذا المخزون والسماح باستئناف عمليات التفتيش بالكامل وبأسرع وقت. وأعلن الجانبان في القاهرة في سبتمبر أيلول التوصل إلى اتفاق يفسح المجال أمام الاستئناف الكامل لعمليات التفتيش لكن لم يجر إحراز تقدم يذكر وتقول إيران الآن إن هذا الاتفاق لاغ.
وقالت الوكالة في تقريرها الموجه إلى الدول الأعضاء، والذي اطلعت عليه رويترز "عدم تمكن الوكالة من الوصول إلى هذه المواد النووية في إيران لمدة خمسة أشهر يعني أن عملية التحقق... تأخرت كثيرا".
مخاوف من عدم استخدام المواد النووية سلميا
ذكر التقرير أيضا أن "من الضروري أن يُسمح للوكالة بالتحقق من مخزونات المواد النووية المعلن عنها سابقا في إيران على وجه السرعة لتهدئة مخاوفها... بشأن احتمال تحويل المواد النووية المعلنة عن الاستخدام السلمي".
وأعاد التقرير تأكيد أن كمية اليورانيوم عالي التخصيب التي أنتجتها إيران وخزنتها تثير "قلقا بالغا". وجاء فيه أن الوكالة فقدت الآن ما يسمى استمرارية المعلومات عن مخزونات اليورانيوم الإيراني المخصب، مما يعني أن إعادة رسم الصورة الكاملة صعبة وستستغرق وقتا طويلا.
وأجرت الوكالة تفتيشا في 13 منشأة نووية "لم تتأثر" بهجمات إسرائيل والولايات المتحدة لكنها لم تفتش أيا من المنشآت السبع المتضررة.
10 قنابل نووية
من بين الأسباب التي تقول إسرائيل والولايات المتحدة إنها دفعتهما إلى تنفيذ الهجمات هو أن إيران اقتربت بشكل كبير من القدرة على امتلاك سلاح نووي.. وأدت الهجمات إلى دمار إحدى منشآت التخصيب الإيرانية الثلاث العاملة آنذاك بشكل كامل وألحقت أضرارا بالغة بالمنشآت الأخرى على الأقل،
وتقول قوى غربية إنه لا يوجد تفسير لهذا المستوى العالي من التخصيب من إيران للاستخدام المدني.
وتؤكد إيران أن أهدافها سلمية تماما في حين تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن لا دلائل موثوقة لديها على وجود برنامج أسلحة منسق في إيران.
وتقول الوكالة إن إيران كانت تمتلك قبل الهجمات 440.9 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة في شكل سادس فلوريد اليورانيوم، الذي يمكن تخصيبه بسهولة.
وبحسب معايير الوكالة، فإن هذه الكمية تكفي من حيث المبدأ، حال زيادة تخصيبها، لصنع 10 قنابل نووية.
وذكر التقرير أنه يتعين على إيران باعتبارها طرفا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تقديم تقرير خاص ومفصل إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول وضع المنشآت التي تعرضت للقصف "دون تأخير"، لكنها لم تفعل ذلك بعد. وحينها فقط، يمكن للوكالة تفتيشها.
محطة تخصيب جديدة
في حين أن بعض اليورانيوم المخصب تعرض للتلف خلال الهجمات، يقول دبلوماسيون إن جزءا كبيرا من المخزون كان على الأرجح مخزنا في منشأة مدفونة على عمق كبير في أصفهان حيث قُصفت أنفاق الدخول، لكن الضرر كان محدودا على ما يبدو.
وقبل الهجمات بوقت قصير، أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تنشئ منشأة تخصيب في أصفهان لكن الوكالة لم يتسن لها تفتيشها.
وذكر التقرير أنه "لا علم للوكالة بالموقع الدقيق للمنشأة الجديدة أو وضعها فيما يتعلق بأغراض الضمانات، ومنها ما إذا كانت تحتوي على مواد نووية، أو مدى تأثرها بالهجمات العسكرية".
وبينما لا توجد مؤشرات تذكر على إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، يقول الجانبان إنهما منفتحان على هذه الفكرة.
عقوبات أمريكية
في سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء عقوبات على أفراد وكيانات في عدة دول مرتبطة بدعمهم لإنتاج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الإيرانية، في أحدث محاولة للضغط على طهران.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن عقوبات اليوم الأربعاء تستهدف ما مجموعه 32 فردا وكيانا، في إيران والإمارات وتركيا والصين وهونج كونج والهند وألمانيا وأوكرانيا، مشيرة إلى أنهم يديرون شبكات مشتريات متعددة.
وقالت الوزارة في بيانها "تشكل هذه الشبكات تهديدا للأفراد من الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وللشحن التجاري في البحر الأحمر".
وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل طهران باستخدام برنامجها النووي ستارا لإخفاء جهود تطوير القدرة على إنتاج أسلحة. وتقول إيران إن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط.