من سكيبيدي إلى 6-7.. لماذا يحير جيل ألفا آباءهم؟
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
بكلمات مقتضبة وتعبيرات مبهمة و"إيموجيات" (رموز تعبيرية) تقول ما لا يُقال، رسم جيل ألفا (المولود بين 2010 و2025) لغته الخاصة التي تعكس طريقته الفريدة في التواصل ورؤية العالم.
ورغم صغر سنهم، يبتكرون مصطلحات تجتاح العالم خلال ساعات، تنتقل من تيك توك ويوتيوب إلى ساحات المدارس والنوادي، لتصبح جزءًا من واقعهم اليومي.
بالنسبة للآباء، تبدو هذه اللغة ضبابية ومتقلبة، يحاولون فك شيفراتها المتغيرة، ولكن من دون جدوى، بينما يستخدمها أبناؤهم في مواقف غير متوقعة، وفي سياقات عشوائية تُضفي عليها طرافة وغموضًا. كلمة مثل "سكيبيدي"، المأخوذة من مشهد كرتوني، تُقال في مواقف لا علاقة لها بمعناها الأصلي، وقد تعني كل شيء أو لا شيء. كذلك تُستخدم كلمات مثل "ديلولو" لوصف شخص واهم، و"ريز" للدلالة على الجاذبية والكاريزما.
أمام هذا السيل من المصطلحات العابرة للشاشات والحدود، يتساءل الأهل: هل هذا النمط التعبيري طبيعي؟ هل بدونا لأهلنا غرباء لغويًا كما يبدو جيل ألفا لنا اليوم؟ ولماذا هذا الولع بتلك المفردات؟
يوضح الخبراء أن كل جيل يبتكر كلمات رائجة تعكس ثقافته واتجاهاته ومواقفه الاجتماعية، لكن ما يميز جيل ألفا أنهم أكثر اتصالا بالعالم الرقمي، إذ شهد ميلاد هذا الجيل (2010) 3 أحداث رقمية: إطلاق آبل لجهاز آيباد وظهور إنستغرام لأول مرة وتحول كلمة "تطبيق" إلى كلمة العام.
فأصبحت كلمات هذا الجيل جزءا من ثقافة متسارعة تفرضها اتجاهات تيك توك التي تتغير كل بضع ساعات والنكات الشخصية التي لا تستمر سوى أسبوع أو أسبوعين.
ويتمسك أفراد هذا الجيل باستخدام مصطلحاته باستمرار، ليس بدافع المرح فقط، بل لأنها وسيلة لبناء هويتهم الخاصة ووضع حدود واضحة بين عالمهم وعالم الآباء بما يفرضه من قوانين والتزامات، كما تمنحهم شعورا بالانتماء، وتبعدهم عن وصف يشعرهم بالاستبعاد أو كما يرددون تحديدا (شخص unc) أي غير مواكب لثقافتهم وتصرفاته تعكس انتماءه لعالم الكبار.
تؤكد الدكتورة جيسي غريسر، الأستاذة المساعدة في علم اللغويات بجامعة ميشيغان، في حديثها لمحطة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، أن جيل ألفا ليس أول جيل يبتكر مفرداته الخاصة التي تربك وتحير الكبار ويجهلون معناها، فالأطفال في مرحلة المراهقة، يبدؤون في تشكيل هويتهم والانفصال التدريجي عن البالغين، وعادة ما يبتكرون مصطلحات تميزهم وتشكل كيفية تواصلهم وانتمائهم وتعبيرهم عن أنفسهم، ويعد ذلك جزءا أساسيا وطبيعيا من نموهم النفسي والاجتماعي، ومع مرور الوقت تتلاشى غالبية هذه المصطلحات عندما ينتقل هذا الجيل إلى الجامعة ويلتحق بسوق العمل، كما توضح غريسر.
إعلانوتواصل غريسر، ما تغير اليوم ليس السلوك نفسه، بل سرعة انتشاره ووتيرة استهلاك المحتوى الرقمي ونطاقه العالمي، فالكلمات التي كان آباء جيل ألفا يتعلمونها من الأصدقاء وبرامج التليفزيون والأفلام، يتعلم أطفالهم اليوم بدائلها من محتوى رقمي ينتشر بين ملايين المستخدمين خلال ثوان معدودة، وبالتالي يظهرون أنماطا لغوية لا تشبه ما رأيناه سابقا.
سلوك طبيعي لا يدعو لقلق الآباءأما الاختصاصية النفسية، الدكتورة كارولينا إستيفيز، فتشير لموقع "بيرانتس" أن بعض عبارات جيل ألفا قد تكون وسيلة للتعبير عن الذات بطريقة مسلية، وقد يكون لها إيقاع أو صوت يعلق في الذهن، أو جزء من شيء مضحك أو شائع يتحدث عنه الجميع مما يضفي عليها طابعا كوميديا، كما أنها تعمل كوسيلة للتواصل مع ما هو رائج أو ما يفضله أصدقاؤهم.
وأضافت إستيفيز أن تكرار هذه العبارات في سياق غير مناسب قد يكون وسيلةً للشعور بأنهم مرئيون أو مسموعون أو للاستمتاع والتواصل باللغة المشتركة مع أقرانهم على مستوى لا يستطيع الكبار الوصول إليه.
وتؤكد إستيفيز أن تكرار هذه العبارات يعد سلوكا طبيعيا إلى حد كبير، بل يدعم نمو الطفل ويعزز التنظيم والتواصل والتعبير، مؤكدة أن الأمر لا يستدعي القلق، إلا إذا تحول إلى تكرار قهري وهو ما يحدث نادرا، وتشدد على ضرورة احترام هذا النوع من التعبير، لأن قمعه قد يعزل الطفل عن محيطه.
رغم غرابة مصطلحات جيل ألفا، فإن خبراء التربية يشددون على أهمية فهمها، ليس فقط للتقرب من الأبناء، بل لبناء جسر ثقة يجعل الطفل يشعر بأن والديه جزء من عالمه الرقمي. والأهم أن إدراك هذه المفردات يساعد الأهل على متابعة أسلوب تواصل أطفالهم مع أقرانهم، ورصد أي مخاطر خفية، مثل التنمر الإلكتروني أو المحتوى غير المناسب الذي قد يُخبأ خلف عبارات تبدو عفوية ومسلية.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة قُدمت في مؤتمر "إيه سي إم" في أثينا عام 2025 عن اتساع الفجوة بين جيل ألفا والبالغين في فهم اللغة الرقمية المتغيرة بوتيرة مقلقة. وأظهرت النتائج أن مراقبة الأهل وحدها ربما لا تكفي لاكتشاف تعرض الطفل للإساءة، بسبب عجزهم عن تفسير دلالات المصطلحات.
وأشارت الدراسة كذلك إلى أن 4 نماذج متقدمة للذكاء الاصطناعي أخفقت في فهم عامية جيل ألفا، عند عرض بيانات تحتوي على 100 عبارة مستخدمة بين الأطفال، إذ فشلت النماذج في التقاط السياق وفهم التلميحات الساخرة أو الإساءة المُبطنة.
وأكد الباحثون أن أنظمة الحماية الرقمية بحاجة ماسة إلى التطوير، لأنها ببساطة لا تتحدث لغة هذا الجيل.
وفي النهاية، سيكبر جيل ألفا وسيصبحون بالغين حائرين يتساءلون عما يقوله جيل بيتا (المواليد بين عامي 2025 و 2039)، وربما سيشعرون بالحيرة والانزعاج كما شعر آباؤهم تجاه مصطلحاتهم في صغرهم، هكذا تتوالى الأجيال وتسير الأمور.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات هذا الجیل جیل ألفا
إقرأ أيضاً:
تداول 31 سفينة للحاويات والبضائع العامة بميناء دمياط
استقبل ميناء دمياط، خلال الـ 24 ساعة الماضية 12 سفينة بينما غادر منه 18 سفينة، كما وصل إجمالي تداول السفن الموجودة بالميناء 31 سفينة .
وذكر - بيان صادر عن الهيئة اليوم/الأربعاء/- أن حركة الصادر من البضائع العامة بلغت 38 ألفا و655 طنا شملت 11 ألفا و355 طن يوريا و1765 طن كلينكر و15 ألفا و490 طن جبس معبأ و1100 طن أسمنت و1877 طن عدس و200 طن ملح و6868 طن بضائع متنوعة، كما بلغت حركة الوارد من البضائع العامة 63 ألفا و890 طنا شملت 31 ألفا و359 طن ذرة و 10 آلاف و958 طن حديد و13 ألفا و123 طن خردة و7393 طن قمح و1057 طن خشب زان .
وتابع البيان أن حركة الصادر من الحاويات بلغت 639 حاوية مكافئة وعدد الحاويات الوارده 612 حاوية مكافئة فى حين بلغ عدد الحاويات الترانزيت 4482 حاوية مكافئة.
وأفاد البيان أن رصيد صومعة الحبوب والغلال للقطاع العام بالميناء من القمح بلغ 101 ألف و820 طنًا ... بينما بلغ رصيده في مخازن القطاع الخاص 37 ألفا و722 طنًا، كما غادر قطار بحمولة إجمالية 1300 طن قمح متجه إلى صوامع طنطا، بينما بلغت حركة الشاحنات دخولًا وخروجاً 6316 حركة.