الثورة نت:
2025-11-14@21:21:20 GMT

المؤامرة المخابراتية وحق الرد

تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT

 

 

أعلنت الأجهزةُ الأمنية في صنعاء عن إحباط شبكة تجسُّس مرتبطة بغرفة عمليات استخباراتية مشتركة يقودُها الغربُ الأمريكي الصهيوني وتُدارُ من أراضٍ عربية، مع توريط جهات مخابراتية إقليمية ودولية في خيوط القضية.
هذا التطوُّرُ الأمني يحملُ دلالاتٍ سياسية واستراتيجية تتطلب وقفة تحليلية، وإيضاح الموقف اليمني شعبيًّا ورسميًّا أمام المحيط الإقليمي والدولي.


أولًا: فيما يتعلق بتأكيد الحق في الدفاع والأمن الوقائي، يُعتبَر ما أعلنته الأجهزة الأمنية نتيجة طبيعية لسياسة دفاعية راسخة: الحق السيادي في حماية الأمن الداخلي ومواجهة محاولات الاختراق الاستخباراتي التي تهدفُ إلى زعزعة الاستقرار وتجهيز الميدان لاعتداءات مستقبلية.
إن الإعلان عن ضبطِ خلايا وتجهيز مِلفات اعترافات، لا يهدفُ إلى الدعاية بقدرِ ما يهدفُ إلى توثيق الأدلة ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته إزاء استخدام أراضي بعض الدول كمِنصات لاستهداف سيادة الشعوب.
ثانيًا: وفق قراءة سياسية للجهات المتورِّطة وأهدافها، الربط الذي عرضه بيان “الداخلية” بين الشبكة ومخابرات خارجية (بما في ذلك اتّهامات مباشرة لجهات ذات ارتباطات مع السعوديّة والولايات المتحدة وكَيان العدو الصهيوني)، ليس تَجَنِّيًا بل إعلان موقف يعتمد على براهين وأدلة تقنية، كما ورد في عرض الاعترافاتِ والتفاصيل الأمنية.
هذا الربطُ يبرّر توصيف السلوك العدواني لبعض الأطراف بأنه امتدادٌ لاستراتيجية إقليمية ودولية تهدف إلى احتواء أَو تطويق قوة ذات نزعة سيادية مشروعة، ومعارِضة لسياسات تلك الأطراف في المنطقة.
ثالثًا: في سياق الرسائل والردود السياسية المترِّتبة، ظهر موقف اليمنُ -ثوريًا ورسميًّا وشعبيًّا- بشكل واضح: لا قبولَ بالمساس بالأمن القومي، وسنتعامل وفقًا لمنهجيتنا القرآنية وشريعتنا الإسلامية، وبحقنا القانوني الدولي وحق الدفاع عن النفس، وضمن الأُطُرِ التي تحدّدها المصالح السيادية.
في الوقت نفسه، تُؤَكّـد التحذيراتُ المتعدِّدة الصادرة عن صنعاء أن استمرارَ التدخلات أَو استخدام أراضٍ خارجية كمنابرَ لعدوان استخباراتي أَو عسكري سيؤدي إلى ردود محسوبة تكفل حماية المدنيين والمرافق الحيوية، وتعيد التوازن العسكري والاستخباراتي لصالح الوطن، مع التأكيد على أن خيارَ التصعيد، ليس المبتغى الأول إذَا توفرت بدائلُ دبلوماسية حقيقية ووقف تام للعدوان.
رابعًا: بخلفية أوسعَ: يَظهَر أن هذه المؤامرات والخطط من هذا النوع ليست حكاية اختراق تقني مرحلي، بقدر ما هي جزء من صراع جيوسياسي يستهدف اليمن كمنهجية وكنفوذ وموارد وجغرافيا وخيارات سياسية، وما استغلال قنوات دعم استخبارية وعسكرية إلَّا لتقويض تلك المفاعيل بما يخدم المشروع الغربي الصهيوني المعادي للأُمَّـة العربية والإسلامية وحقها في السيادة والقرار والأرض.
هذا ما بات عليه الوعيُ الجمعي اليمني اليوم، الذي بقدر ما يساندُ قيادتَه الثوريةَ والسياسية والعسكرية، فإنه يدعمُ بقوة الأجهزة الأمنية والقضائية في عملها الرامي لِحماية الوطن، وهو ما يضع مسؤوليةً على المجتمع الدولي لوقف دوامة التصعيد بدلًا عن المكابرة.
لا مكانَ للممارسات التي تهدّد أمن الشعب اليمني اليوم أَو تسعى لتقويض قدراته وخياراته، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في ضبط أدوات العنف الاستخباراتي والسياسي التي تستخدمها أمريكا وأتباعها في المنطقة، قبل أن تقوم اليمن بما يُمليه عليها واجبُها وحقُّها الديني والوطني والوجودي.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تحسباً لأي طارئ.. كركوك تعزز إجراءاتها الأمنية قبيل إعلان نتائج الانتخابات

تحسباً لأي طارئ.. كركوك تعزز إجراءاتها الأمنية قبيل إعلان نتائج الانتخابات

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: الأجهزة الأمنية تفاجأت بموافقة نتنياهو على بدء إعمار مدن فلسطينية تحت سيطرة الجيش
  • باصات النقل الدولي في اليمن.. حرائق متكررة وضحايا بالجملة
  • «الصوت تخطى 1000 جنيه».. مصطفى بكري عن المال السياسي: الأجهزة الأمنية تصدت للتجاوزات
  • دول عربية بينها اليمن ضمن أسوأ البلدان في العالم التي تواجه المجاعة
  • لبنان ينتظر الردّ الإسرائيلي ومسعى فرنسي لتثبيت آلية وقف النار...
  • جوزيف عون: ننتظر الرد الإسرائيلي عبر واشنطن.. وحقوق المودعين خط أحمر
  • تحسباً لأي طارئ.. كركوك تعزز إجراءاتها الأمنية قبيل إعلان نتائج الانتخابات
  • اللجنة الأمنية العليا للانتخابات ترفع حالة الإنذار القصوى
  • اليمن وجيبوتي يوقعان اتفاقية تعاون جديدة لتعزيز إدارة وتنظيم كابلات الاتصالات البحرية التي تربط البلدين