بعد تجارب الانقلابات الحل في المزيد من الديمقراطية
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
بعد تجارب الانقلابات الحل في المزيد من الديمقراطية
تاج السر عثمان
تمر الذكرى الـ67 لانقلاب 17 نوفمبر والبلاد تعيش الحرب اللعينة التي كانت استمرارا ونتاجا لانقلاب 25 أكتوبر 2021، بعد انقلاب 17 نوفمبر لم تستقر التجربة الديمقراطية وتوالت الانقلابات العسكرية كما في انقلاب 25 مايو 1969 وانقلاب 30 يونيو 1989 وانقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019 وحتى انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي دخل طرفاه في حرب ضروس دمرت البنية التحتية وشردت الملايين مع مقتل وفقدان الآلاف من المواطنين، مما يتطلب وقف الحرب واستعادة مسار الثورة وعدم الإفلات من العقاب، واستقرار الديمقراطية والحكم المدني الديمقراطي، وحل مشاكل الديمقراطية بالمزيد من الديمقراطية.
بهذه المناسبة نعيد نشر هذا المقال بعنوان “الحل في المزيد من الديمقراطية” الذي نشر في الحوار المتمدن بتاريخ: 29 يوليو 2019 وثورة ديسمبر في عنفوانها.
1
مع النهوض الجماهيري الراهن، والصراع الدائر من أجل إنهاء الحلقة الشريرة “ديمقراطية – انقلاب- ديمقراطية.. إلخ”، يصبح من المستحيل نجاح واستمرار انقلاب عسكري، بما فيها انقلاب اللجنة الأمنية الراهن الذي قطع الطريق أمام وصول الثورة لأهدافها، في الوقت التي ترفع فيه الجماهير شعار الدولة المدنية الديمقراطية، وتواصل صراعها ضد المجلس العسكري الانقلابي الذي أبقى على هيمنة النظام البائد علي كل مفاصل الدولة، وفتح الطريق أمام الصراع علي السلطة بين أجنحة الاسلامويين، كما أبقي علي أجهزة القمع من مليشيات وجهاز الأمن بدلا من حله وتحويله لجمع المعلومات وتحليلها ورفعها، وواصل في سياسة القمع التي توجها بمجزرة فض الاعتصام في 3 يونيو، واستمرت الرأسمالية الطفيلية تتحكم في السوق والاقتصاد، وتهرّب السلع والذهب، مع استمرار أزمات السيولة والجازولين والدقيق، وانقطاع خدمات المياه والكهرباء، وتدهور الصحة، وارتفاع الرسوم الدراسية للتعليم.
يستمر هذا في الوقت الذي ترتفع فيه تكلفة الصرف علي الأمن والدفاع، بسبب مراوغة المجلس في تسليم السلطة للمدنيين، واستمرار ارسال القوات السودانية لليمن، والاستمرار في صراع المحاور، بارتباط النظام بمحور “السعودية – الإمارات – مصر”، وفي صراع ضد محور قطر- تركيا.. إلخ.
يتحمل المجلس العسكري مسؤولية تفاقم الأزمة بعد ثورة ديسمبر التي ما زالت مستمرة حتى تحقيق أهدافها، ويتحمل مسؤولية الانقلابات العسكرية التي أعلن عنها والتي تولدت عن انقلاب اللجنة الأمنية، في الصراعات حول السلطة، والمحاولة اليائسة لإرجاع عقارب الساعة للوراء، مما يقود للمزيد من تحطيم الجيش السوداني.
2
لقد شهدت البلاد بعد عامين من الاستقلال انقلاب 17 نوفمبر 1958 الذي تبعته اربعة انقلابات متوالية فاشلة عام 1959، ادت لتدمير البلاد والتفريط في السيادة الوطنية، وتدميرالجيش، وتعطيل الحركة الجماهيرية، وكان الحل في النضال الجماهيري حتي الاضراب السياسي العام والعصيان المدني الذي انهى الديكتاتورية العسكرية في ثورة أكتوبر 1964.
بعد انقلاب 25 مايو 1969 حدثت عدة انقلابات عسكرية وحركات مسلحة “أحداث الجزيرة أبا 1970، 19 يوليو 1971، 5 سبتمبر 1975، 2 يوليو 1976.. الخ”، رغم أنها هزت النظام، الا أنها فشلت في تغيير النظام، وواصلت الحركة الجماهيرية طريقها المجرب في النضال الجماهيري، حتى الاضراب العام والعصيان المدني في انتفاضة مارس – أبريل 1985.
وبعد انقلاب يونيو 1989، حدثت عدة انقلابات عسكرية ومقاومة مسلحة فشلت في اسقاط النظام ” انقلاب 28 رمضان، الحركات المسلحة.. الخ”، ولكن واصلت ايضا الحركة الجماهيرية نضالها حتي قيام ثورة ديسمبر 2018 التي ازاحت البشير وابنعوف، وما زالت مستمرة حتي تحقيق أهدافها.
3
أكدت تجربة السودان بعد الاستقلال أنه لا بديل غير الديمقراطية، وأن مشاكل الديمقراطية لا تحل الا بالمزيد من الديمقراطية، بالتالي فان من الأهداف الأساسية لثورة ديسمبر ترسيخ الديمقراطية وحكم القانون، وكفالة حرية الأحزاب السياسية والصحافة والتعبير والنشر والنقابات، وقومية الخدمة المدنية والنظامية وحل المليشيات خارج القوات النظامية، وفصل السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية، ووقف الحرب والسلام والحل الشامل لقضايا المناطق الثلاث الذي يخاطب جذور الأزمة، وقيام المؤتمر الدستوري الذي يقرر شكل الحكم في البلاد، الذي ينتج عنه دستور ديمقراطي بمشاركة الجميع يكفل الحقوق والحريات الديمقراطية، ودولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللغة أو العرق أو الثقافة، أو الفكر السياسي أو الفلسفي. وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية. وإعادة تأهيل المشاريع الزراعية والصناعية مما يشجع الانتاج وتوفير العمل للعاطلين وتقوية الصادر والعملة المحلية. وضمان السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وقيام علاقاتنا مع كل دول العالم على أساس الاحترام والمنفعة المتبادلة.
من الجانب الآخر تواصل الجماهير نضالها ضد مصادرة الحريات من قمع وفصل وتشريد واطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع علي المتظاهرين السلميين، وضد حملات الاعتقال التعسفي بدون توجيه تهمة، وقيام لجنة التحقيق المستقلة الدولية في فض الاعتصام، بعد أن اتضح زيف وخطل نتائج اللجنة التي كونها المجلس العسكري، وحرية التعبير والنشر، والتمسك باعلان الحرية والتغيير كما عبرت مواكب الخميس 25 يوليو التي رفضت اختزال الإعلان في اتفاقات هشة تعيد إنتاج الأزمة، وتبعدنا عن مطالب الثورة، وكشف كل الحقائق للجماهير، ومواصلة المعركة حتي التصفية الكاملة للنظام البائد، لا اقتسام السلطة مع اللجنة الأمنية التي هي امتداد للنظام السابق، وأن لا تصبح البلاد مسرحا لصراعات المحاور الاقليمية والدولية مما يفقدها سيادتها الوطنية.
4
لتحقيق هذه الأهداف لا بد من تصعيد العمل الجماهيري بمختلف الأشكال، وقطع الطريق أمام صراع أجنحة النظام البائد بمحاوره الاقليمية “قطر – تركيا، السعودية – الامارات – مصر”، علما بأن الاسلامويين حكموا البلاد لمدة ثلاثين عاما، ولم تجن البلاد من حكمهم غير القمع والنهب والفساد، وفصل الجنوب، ولا بديل غير مواصلة المعركة حتي انتزاع الحكم المدني الديمقراطي.
الوسومابتعوف الإسلامويين الإمارات الاستقلال الانقلابات البشير الديمقراطية السعودية السودان انقلاب اللجنة الأمنية انقلاب عبود تاج السر عثمان بابو تركيا ثورة ديسمبر قطر مصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإسلامويين الإمارات الاستقلال الانقلابات البشير الديمقراطية السعودية السودان انقلاب اللجنة الأمنية تركيا ثورة ديسمبر قطر مصر من الدیمقراطیة ثورة دیسمبر انقلاب 25 الحل فی
إقرأ أيضاً:
فنادق أبوظبي تستقبل 2.04 مليون نزيل خلال موسم الصيف
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي عن تسجيل أداء قياسي خلال موسم الصيف، من مايو إلى أغسطس 2025، مدفوعاً بالمبادرات التسويقية الموسعة والحملات الترويجية المدروسة في الأسواق المستهدفة، إلى جانب ما تقدمه الإمارة من تجارب ثقافية وسياحية متنوعة، وأجندة حافلة بالفعاليات، تعزيزاً لمكانتها وجهةً عالميةً مُفضّلةً على مدار العام.
واستقبلت المنشآت الفندقية في أبوظبي 2.04 مليون نزيل خلال موسم الصيف، وشهدت نمواً في عدد نزلائها الدوليين بنسبة 10% على أساس سنوي، بدعم من جهود الدائرة المتواصلة لإثراء وتنويع التجارب الثقافية والترفيهية، وعروض فنون الطهي، وسياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، بما يلبي تطلعات الزوّار من مختلف أنحاء العالم.
وبلغ متوسط نسبة إشغال الفنادق 78% خلال صيف 2025، فيما ارتفعت الإيرادات الفندقية الإجمالية بنسبة 17% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، وازداد متوسط العائد لكل غرفة متاحة بنسبة 17% على أساس سنوي.
واستقطبت المواقع الثقافية والترفيهية في أبوظبي 1.4 مليون زائر، بالتزامن مع استضافة 48 فعالية ترفيهية، تنوّعت من الأمسيات الكوميدية العالمية والحفلات الموسيقية الحيّة إلى العروض العائلية، إضافة إلى استضافة 2,044 من فعاليات الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض.
وقال صالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: يعكس هذا الأداء الإيجابي خلال موسم الصيف التزامنا بالمضي قدماً في تحقيق رسالتنا الرامية إلى ترسيخ مكانة أبوظبي وجهةً عالميةً رائدةً تُقدّم تجارب استثنائية على مدار العام، ويُجسّد النمو المُطرد في عدد زوّارنا الدوليين وإيرادات منشآتنا الفندقية مدى نجاح مبادراتنا المستمرة، ونهجنا القائم على التعاون الوثيق مع شركائنا في المنظومة السياحية. ونسعى إلى استقطاب المزيد من الزوّار، وتوفير تجارب مُلهمة تُسهم في تعزيز حضور الإمارة على خريطة الوجهات الدولية المُفضلة للثقافة والترفيه وأرقى خدمات الضيافة، بما يتماشى مع الاستراتيجية السياحية 2030.