هل تخطيط وترصّد أم جنون؟ ننفرد بنص رسائل المتهم في جريمة الإسكندرية إلى المهندس الضحية.. تفاصيل مثيرة
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
في مشهد صادم لا يزال يلقي بظلاله على الشارع السكندري، تتوالى التفاصيل المؤلمة حول الجريمة البشعة التي راح ضحيتها المهندس عبدالله أحمد الحمصاني بعد أن أطلق صديقه الرصاص عليه في منطقة الموقف الجديد بالإسكندرية. ورغم إدعاءات المتهم بأنه يعاني اضطرابًا نفسيًا، جاءت شهادة أسرة المجني عليه خصوصًا شقيقه محمد أحمد لتكشف سلسلة من الوقائع التي تشير إلى تخطيط مسبق وترصّد ممتد، في محاولة واضحة لدحض أي رواية تتعلق بعدم اتزان الجاني.
وقال محمد أحمد شقيق المجني عليه، إن المتهم السيد رضا كان في كامل قواه العقلية، وإن كل ما يُردده بشأن إصابته بمرض نفسي ما هو إلا محاولة للهروب من العقاب. وأكد أن الجاني كان يتربّص بشقيقه منذ فترة طويلة، وأن عبدالله كان قد قام بحظر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لمنعه من الوصول إليه بعد أن لاحظ محاولاته المستمرة لاستهدافه ومضايقته.
وأضاف محمد أن الدليل الأقوى على تعمّد المتهم وتخطيطه يتمثل في رسالة مفاجئة تلقاها منه عبر مواقع التواصل في 23 أكتوبر، أي قبل وقوع الجريمة بأسابيع، إذ حاول المتهم التواصل معه لمعرفة أي معلومة تقوده إلى عبدالله بعد أن فشل في الوصول إليه مباشرة.
وقال شقيق المجني عليه: “كيف يمكن لشخص يُقال إنه مريض نفسي أن يخطط، ويختبئ، ويراقب، ويتواصل مع أفراد العائلة بحثًا عن طريق يصل منه إلى شقيقي؟ المجنون لا يفعل كل ذلك.”
وكشف شقيق القتيل عن مراسلات أخرى حصلت في 26 سبتمبر 2024، أرسل خلالها المتهم رسائل إلى أحد أصدقاء المجني عليه يخبره بوجود “خصومة مع عبدالله”، بل قام بسبّه وطلب من الصديق أن ينقل هذا الكلام.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ سب المتهم زوجة المجني عليه بعبارات مسيئة، وهو ما اعتبرته الأسرة مؤشرًا إضافيًا على نية الإيذاء المسبق.
وتساءل محمد أحمد بمرارة: “هل يقوم شخص مختل عقليًا بمراسلة الأصدقاء واعترافه بوجود خصومات وتوجيه الإساءات له؟ بالتأكيد لا.. كان في كامل وعيه، وكان يعرف ما يفعل جيدًا.”
وكانت التحريات قد كشفت أن علاقة صداقة طويلة جمعت بين الجاني والمجني عليه منذ سنوات الدراسة، قبل أن تتوتر خلال الفترة الأخيرة بسبب تعدي المتهم بالسب والتشهير بزوجة عبدالله عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما دفع الأسرة إلى تقديم شكوى رسمية. ورغم عقد جلسة صلح بين الطرفين في نوفمبر 2024، فإن غضب والد المتهم من تصرفات ابنه وتعنيفه له أشعل فتيل الانتقام داخله، فقرر تنفيذ جريمته.
تفاصيل الواقعة كما أعلنتها الداخليةووفق بيان وزارة الداخلية، فقد تلقت شرطة كرموز بلاغًا بتاريخ 12 نوفمبر يفيد بإطلاق أعيرة نارية على مواطن بمنطقة الموقف الجديد، ما أدى لوفاته في الحال. وبالتحقيقات، تبيّن أن الجاني استغل علاقة الصداقة القديمة ليقترب من الضحية، ثم نفّذ جريمته بدافع عدائي واضح.
وأكدت الوزارة أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأن الأجهزة المختصة تتابع عن كثب ما يُنشر من شائعات أو معلومات غير دقيقة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشددة على محاسبة كل من يروّج لأخبار مضللة حول القضية.
صدمة لا تهدأ ومطلب عائلي بالعدالةوسط هذه المعطيات، تقف أسرة المهندس الراحل عبدالله أحمد الحمصاني مكلومة تطالب بالقصاص العادل. ويؤكد شقيقه محمد أن المتهم “متزن نفسيًا وليس مجنونًا”، مطالبًا بتطبيق أقصى العقوبة، وهي الإعدام شنقًا، على من خطط ونفّذ على حد وصفه جريمة “لا يمكن أن تصدر إلا عن شخص واعٍ مستعد لإيذاء إنسان بدم بارد”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مواقع التواصل الجريمة مراسلات الانتقام الأسرة مواقع التواصل المجنی علیه
إقرأ أيضاً:
مقتل مهندس نووي بالرصاص في الإسكندرية.. والشرطة تقبض على الجاني
شهدت منطقة الموقف الجديد في محافظة الإسكندرية شمال مصر، واقعة مأساوية، بعد أن أقدم شاب على إطلاق الرصاص على صديقه المهندس عبدالله أحمد الحمصاني، المتخصص في الهندسة النووية ويعمل في إحدى وكالات السيارات، ما أسفر عن مقتله على الفور.
وأكدت تحقيقات نيابة كرموز بإشراف المستشار محمد غازي، رئيس النيابة، أن الحادث نجم عن خلاف شخصي بعد سماع المتهم شائعة عن المجني عليه، دفعته للانتقام بطريقة مأساوية.
وأفادت تحقيقات نيابة كرموز، بإشراف رئيس النيابة، بأن الواقعة بدأت عندما فوجئ الأهالي في الموقف الجديد بشخص يترجل من سيارة ملاكي حاملا طبنجة، وأطلق عدة طلقات نارية صوب عبدالله أحمد الحمصاني، فأرداه قتيلا على الفور، قبل أن يستقل المتهم سيارته ويغادر المكان، تاركا المجني عليه وسط بركة من الدماء.
وتبين من الفحص والمعاينة وجود سبع طلقات نارية أصابت جسد المجني عليه في عدة مناطق، فيما كشفت التحريات الأولية عن علاقة صداقة بين القاتل والمجني عليه، وأن الدافع وراء الجريمة كان سماع المتهم شائعة مفادها أن المهندس تحدث عن أسرته بسوء، ما أثار غضبه وأدفعه للانتقام.
وأظهرت التحقيقات أن المتهم سافر إلى إحدى محافظات صعيد مصر لإحضار سلاحه الناري ووضعه في منزله انتظارا لفرصة تنفيذ الجريمة. وفي يوم الحادث، ذهب المتهم إلى الموقف الجديد، وهناك نفذ جريمته قبل أن يلوذ بالفرار.
وفور تلقي البلاغ، توجهت قوة من قسم شرطة كرموز إلى مكان الحادث، وألقت القبض على المتهم في منزله، وعثر بحوزته على السلاح المستخدم وعدد من الطلقات النارية ذات العيار نفسه. كما تم نقل الجثة إلى مشرحة النيابة العامة، وكلف الطبيب الشرعي بتشريحها لتحديد سبب الوفاة، فيما جرى إرسال السلاح إلى المعمل الجنائي وإجراء المعاينات اللازمة بموقع الحادث.
ومن جانبه، قدم مجلس نقابة المهندسين بالإسكندرية برئاسة محمد هشام سعودي، واجب العزاء لأسرة المهندس القتيل، وأكد عضو مجلس النقابة المهندس محمد سعيد، أن النقابة تواصلت مع أسرة الضحية لتقديم الدعم القانوني والمعنوي ومتابعة مجريات التحقيق.
وأشار سعيد إلى أن المجني عليه كان خريج قسم البتروكيماويات بجامعة فاروس، ومقيد في شعبة الكيمياء النووية بالنقابة، ويعمل في إحدى وكالات السيارات بالإسكندرية، مؤكدا أن الحادثة المأساوية تمثل خسارة كبيرة للمجتمع الهندسي في المدينة.