الشارقة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة لطيفة بنت محمد تلتقي مساعد وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية جلسة بـ«الشارقة للكتاب»: الإمارات رسخت نموذجاً متفرداً في التمكين المجتمعي الشامل

افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، في «بيت الحكمة» بالشارقة، معرض «لاعب النرد: محمود درويش»، الذي يشكل رحلة فنية وثقافية تحتفي على مدار أربعة أشهر بإرث الشاعر الفلسطيني الكبير، منذ جذوره الأولى في قرية البِرْوة وحتى حضوره الخالد في الذاكرة العربية والعالمية.

ويأخذ المعرض زواره عبر ستة أقسام مستلهمة من أوجه النرد الستة، ليكشف تنوع التجربة الشعرية والإنسانية لدرويش، ويوثق محطاته الإبداعية التي صاغت مسيرته الاستثنائية، مستمراً حتى 13 مارس 2026.
وكان في استقبال سموها لدى وصولها إلى بيت الحكمة، مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة، ومحمد أسعد، القنصل العام لدولة فلسطين في دبي، ومحمد عبدالله، الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي، والشيخ ماجد بن عبد الله القاسمي، مدير دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ سلطان بن سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، وأحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة.
كما حضر مراسم الاستقبال كل من علياء بوغانم السويدي، مديرة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وخالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وعامر الشوملي، المدير العام للمتحف الفلسطيني، وليلى عباس، مديرة مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله، وسعد عبد الهادي، عضو مجلس أمناء مؤسسة محمود درويش، والفنان والموسيقار العالمي مارسيل خليفة، وعدد من الإعلاميين والشخصيات الثقافية البارزة.
وقالت مروة العقروبي: «نسعد بإطلاق معرض لاعب النرد: محمود درويش مساهمة من بيت الحكمة في الحفاظ على أثر الشعر حياً، بوصفه قوة فكرية وثقافية في بناء الوعي الإنساني، فقد قدم درويش نموذجاً فريداً للشاعر الذي حول تجربته الشخصية وتجربة شعبه إلى مرآة للوجود كما ينبغي أن يكون. وهذا المعرض لا يستعرض مسيرة درويش كشاعر فحسب، بل يستحضر وجدان أمة بأكملها، في صورة إنسان كتب من ألمه أملاً، ومن نفيه وطناً، ليظل صوته نبراساً يضيء دروب الحرية والكرامة عبر الأجيال».
وقال عامر الشوملي: «في إحدى الأمسيات جلست على بُعد مترين فقط من الشاعر محمود درويش، وكانت تجربة استثنائية شعرت خلالها وكأنني أراه وأسمعه للمرة الأولى. واليوم، أعاد إليّ هذا المعرض ذلك الإحساس العميق، لا بالقرب منه فحسب، بل بالاقتراب من عالمه الشعري الذي يتجاوز الزمن والمكان. وأتوجه بخالص الشكر إلى سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وبيت الحكمة، وجميع من ساهم في إتاحة هذه المساحة التي تعيدنا إلى درويش لا كذكرى، بل كنبضٍ لا يزال حياً في وجداننا».
وخلال حفل الافتتاح قدم الفنان والموسيقار مارسيل خليفة فقرة فنية مميزة، صدح فيها بأشهر أعماله المستوحاة من قصائد درويش، منها «ريتا» عن قصيدة «ريتا والبندقية»، و«أمي» عن قصيدة «إلى أمي»، و«في البال أغنية» عن قصيدة تحمل الاسم نفسه، في أداء مميز أضفى على الكلمات نبضاً جديداً، كما استعاد خليفة ذكرياته مع محمود درويش، خاصة تلحين قصيدة «يطير الحمام» التي طلبها منه الشاعر شخصياً، موضحاً أنه أكمل تلحينها بعد رحيله وأداها خلال مراسم تأبين درويش، تكريماً لذكراه.
وكرّمت الشيخة بدور القاسمي الجهات التي ساهمت في تنظيم المعرض، تقديراً لدورهم في إبراز إرث محمود درويش، ودعم المشهد الثقافي النابض لإمارة الشارقة، حيث جمع المعرض نخبة من المؤسسات الثقافية الشريكة، وهي المتحف الفلسطيني، ومؤسسة محمود درويش، ومركز خليل السكاكيني الثقافي، ومؤسسة بارجيل للفنون، و«أكتوبر غاليري» من لندن، إلى جانب الراعي الرسمي مصرف الشارقة الإسلامي، والرعاة الداعمين دائرة العلاقات الحكومية، والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي.
وخلال فترة المعرض، سينظم بيت الحكمة باقة متنوعة من الأنشطة الثقافية والإبداعية، بالتعاون مع جهات ثقافية بارزة، وفنانين ونقاد وأدباء عاصروا محمود درويش، إلى جانب عروض لأفلام وثائقية مقدمة من مجموعة من المنتجين. وتشمل الفعاليات أيضاً أمسيات وجلسات شعرية ضمن برنامج «حديث الحكمة»، بالتعاون مع جمعية شعراء الإمارات، وعدد من الشعراء والأدباء، وتتواصل حتى ختام المعرض في 13 مارس، تزامناً مع ذكرى ميلاد الشاعر.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات بدور القاسمي الشارقة محمود درويش بيت الحكمة محمود درویش بیت الحکمة

إقرأ أيضاً:

ناشرون: «الشارقة للكتاب» منبر للثقافة العربية

محمد عبدالسميع (الشارقة)
أكد ناشرون أن معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح من أهم الأحداث الثقافية في العالم العربي، بما يمثله من منصة عالمية للاحتفاء بالمعرفة، وترسيخ حضور الكتاب العربي في المشهد الثقافي الدولي، مشيرين إلى أن الشارقة قدمت نموذجاً رائداً في تحويل الثقافة إلى مشروع وطني وإنساني مستدام، وأن المعرض «سيظل منصة للمعرفة وجسراً للتواصل الإنساني، يربط العقول ويصون هوية الكتاب العربي للأجيال القادمة».
وقال الناقد والإعلامي أمجد ياسين، ممثل دار أهوار للنشر والتوزيع، إن المعرض يمثل تجربة حضارية متكاملة تجمع الفكر والإبداع، مضيفاً أن التميز في التنظيم والرؤية الثقافية للشارقة يجعلان هذا الحدث يتجاوز فكرة البيع والشراء إلى بناء الوعي ونشر ثقافة القراءة.
وأوضح أن المشاركة العراقية المتواصلة تعكس حرص الناشرين على إيصال صوت الثقافة العراقية إلى جمهور عربي واسع، في بيئة تحتفي بالكتاب وتكرّم المبدعين.
من جانبه، قال أمير علي، مدير المعارض في اتحاد الأدباء العراقيين وممثل دار اتحاد الأدباء، أن المعرض أعاد الاعتبار للثقافة العربية، مؤكداً أن الشارقة استطاعت أن تبرهن أن الاستثمار في الثقافة ليس ترفاً، بل هو أساس لبناء المجتمعات. وأضاف أن اللقاءات التي يجريها الناشرون العرب خلال المعرض تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين المؤسسات الثقافية العربية، وتعزز من مكانة الكتاب كوسيلة للتقارب والتفاهم.
وأكد بشار الراضي، ممثل دار الكتب العلمية العراقية، أن المعرض فتح الباب أمام الناشرين العرب للوصول إلى جمهور عالمي، مشيراً إلى أن التسهيلات التي توفّرها هيئة الشارقة للكتاب تعكس وعياً رسمياً حقيقياً بأهمية دعم النشر والقراءة. وأوضح أن الكتاب العربي يجد في الشارقة بيئة تحترم الإبداع وتمنح المؤلفين والناشرين مساحة للانتشار والتفاعل.
وفي الاتجاه ذاته، قال الشاعر ومدير دار مصابيح لكتب الطفل، قاسم سعودي، إن المعرض يولي اهتماماً استثنائياً بثقافة الطفل، عبر فعاليات وأنشطة تنمّي حب القراءة وتغرس القيم المعرفية منذ الصغر. وأضاف أن ما تقدمه الشارقة للطفل القارئ اليوم هو استثمار في المستقبل، لأن بناء جيل قارئ يعني بناء مجتمع واعٍ ومبدع.
وأضاف أن معرض الشارقة الدولي للكتاب لم يعد مجرد فعالية سنوية، بل أصبح مشروعاً ثقافياً متكاملاً يعكس رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في جعل الكتاب محوراً للحياة الفكرية العربية. ومن خلال دعمه المستمر للناشرين، وتنظيمه للندوات الفكرية والبرامج التعليمية، حيث يسهم المعرض في إعادة إحياء دور القراءة في تشكيل الوعي العربي، وإبراز الوجه الحضاري للثقافة العربية في العالم.

أخبار ذات صلة مروان المزيني: المسرح العربي مرآة المجتمع ورسالة إنسانية مسرحيون عرب ويونانيون: الخشبة ما زالت تصوغ أسئلة الإنسان الأول

مقالات مشابهة

  • محمد مندور يكتب: بدور القاسمي وأسرار ملكة مليحة
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد لقاء «بودكاست أسمار» الأدبي
  • 8 باحثين يكشفون أسرار القصيدة الأندلسية في «تأليف الحديقة»
  • ناشرون: «الشارقة للكتاب» منبر للثقافة العربية
  • سلطان القاسمي يفتتح المقر الإقليمي لـ «إيسيسكو» في الشارقة
  • سلطان بن أحمد القاسمي: ضرورة انتهاج الفكر التصالحي في المجتمع
  • بدور القاسمي تُطلق كتابها الجديد «أخبروهم أنها هنا... بحثاً عن ملكة مليحة»
  • بدور القاسمي تطلق كتاب أخبروهم أنها هنا... بحثاً عن ملكة مليحة في معرض الشارقة للكتاب
  • بدور القاسمي تطلق كتابها الجديد "أخبروهم أنها هنا" بحثاً عن ملكة مليحة